أجرى الحوار فى تونس : أحمد سعد الدين بعد فوزه بجائزة أحسن ممثل من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أخيرا عن دوره فى الفيلم الفلسطينى «عيون الحرامية» إخراج نجوى النجار، شارك الفنان خالد أبو النجا فى الدورة ال 25 من مهرجان قرطاج السينائى بفيلمه الثانى «ديكور» وهناك كان لنا معه هذا الحوار الذى تناول عددا من الموضوعات المهمة.. كيف ترى مشاركة فيلم ديكور فى مهرجان قرطاج السينمائى؟ أثناء العرض الأول للفيلم فى أبوظبى قدمنا نسخة لمهرجان القاهرة والتى وافقت عليها لجنة المشاهدة وعرض الفيلم بنجاح، ثم تلقينا اتصالاً من مهرجان قرطاج يخبرنا بأن الفيلم سوف يعرض داخل المسابقة الدولية للمهرجان، وهو ما أسعدنا لأن هذا المهرجان له ذكريات جميلة معى أنا والمخرج أحمد عبدالله حيث فزنا من قبل بالجائزة الأولى عن فيلم «ميكروفون» عام 2010 فى قرطاج والذى أعتبره واحدا من أهم المهرجانات السينمائية فى المنطقة العربية، فيكفى أن عمره الفنى اقترب من الخمسين عاماً، ولا ننسى أن الشعب التونسى متذوق للفن الجميل طوال عمره . صف لنا شعورك بعد الفوز بجائزة أحسن ممثل من مهرجان القاهرة الأخير؟ أعتقد أن هذه الجائزة لها طعم خاص بالنسبة لى لسبب بسيط أنها جاءت عن طريق قيامى ببطولة فيلم يتحدث عن القضية الفلسطينية، وقد بذلت فيه مجهود خرافى والحمد لله كلل هذا الجهد بنجاح بعد الفوز بالجائزة لذلك أعتبر هذه الجائزة من أهم الجوائز التى فزت بها، خصوصا أن لجنة التحكيم كانت تضم أسماء لها شأن كبير فى مجال السينما على مستوى العالم . لماذا شاركت بعملين فى مهرجان القاهرة هذا العام ؟ الحقيقة أن الجمهور شاهدنى فى المهرجان هذا العام بثلاث شخصيات إحداها كنت ضيف شرف، لكن الفيلمين الآخرين كانت المصادفة وحدها هى سيدة الموقف فى عرضهما داخل المهرجان، ففيلم ديكور شارك بعيد عن المسابقة الرسمية، لأنه عرض فى مهرجان أبو ظبى، أمام فيلم عيون الحرامية فكنا نسابق الزمن حتى ننتهى من تجهيزه والحمد لله اختير فى المسابقة الرسمية، وكان ذلك مصدر سعادتى ، خصوصا أن الفيلم يضم بداخله فنانين من الوطن العربى، وأعتقد أن أى فنان يتمنى أن يشارك فى مهرجان القاهرة بأى عدد من الأفلام فلا تنسى أنه المهرجان الدولى الوحيد فى الشرق الأوسط والذى يتبع اتحاد المنتجين الدوليين، لذلك أنا سعيد بالفيلمين اللذين شاركا فى المهرجان . كيف جاءت مشاركتك فى الفيلم الفلسطينى «عيون الحرامية «؟ الترشيح جاء عن طريق مخرجة الفيلم الفلسطينية نجوى نجار التى قابلتها أكثر من مره فى مهرجان القاهرة وفى مهرجان بلجيكا وعرضت على فكرة الفيلم وكانت متخوفة لأن التصوير سوف يكون فى الأراضى الفلسطينية ونحن نسمع يومياً أن الدنيا هناك ليست على ما يرام، لكن وجدت أنها مغامرة جيدة أن أشاهد بنفسى على الطبيعة كم المعاناة التى يصادفها الشعب الفلسطينى فوافقت على بطولة الفيلم، لكن أثناء التحضير صادفتنا مشاكل كبيرة تمثلت فى تأخير السماح لنا بدخول الأراضى المحتلة سواء أنا أو الفنانة الجزائرية سعاد ماسى وكذلك فريق التصوير البلجيكى وهو ما جعلنا نضغط مدة التصوير لتنتهى فى أقل من أربعة أسابيع داخل مدينة نابلس، وأثناء التصوير كنا نسمع صوت المدافع الإسرائيلية وهى تقصف الأراضى الفلسطينية، ومع ذلك أكملنا التصوير للنهاية رغم حالة الرعب التى سيطرت على فريق العمل . هناك أفلام كثيرة ناقشت القضية الفلسطينية .. فما الجديد فى «عيون الحرامية » ؟ أى قضية فى الدنيا تحتمل المناقشة من أكثر من جانب والقضية الفلسطينية تحديداً تخطى عمرها الستين عاماً، بمعنى أن هناك الكثير من الجوانب التى من الممكن أن تعرض دون أن تكون مكررة، والذى شاهد الفيلم سيعرف أننا تناولنا القضية من منظور إنسانى أكثر خصوصا أننا نتعامل مع مجتمع يعيش تحت الاحتلال وبه العديد من الجوانب السلبية والمستغلين الذين يمصون دم الشعب . معنى كلامك أن عيون الحرامية عمل إنسانى بعيد عن السياسة? من الصعب فى تناول القضية الفلسطينية أن تفصل الإنسان عن السياسة خصوصا أن الاثنين مرتبطان ببعضهما بعضا لكن أعتقد أن الجانب الإنسانى له الحضور الأكبر فى الأحداث، لأن شخصية «طارق» هى حالة إنسانية تقاوم الاحتلال لكن ليس عن طريق الانضمام لأحد الفصيلين فتح أو حماس وبسبب العملية الفدائية التى قام بها تم سجنه اثنى عشر عاماً دون أن يعلم أهله عنه شيئاً، وعندما يخرج من السجن يجد أن حياته قد تغيرت تماماً ولا يعلم شيئاً عن زوجته وابنته وأصبح منبوذا من أهله وأصدقائه، فيخرج من بيت لحم ويذهب إلى نابلس فى رحلة بحث عن ابنته، وهناك يقابل نماذج غريبة من الشعب، حيث تكونت طبقة جديدة فى المجتمع الفلسطينى تتحكم فى تصاريح العمل وهو ما جعلها تنظر لمصالحها الخاصة أيضاً، على هذا الأساس نجد أن الفيلم يلامس وترا إنسانيا داخل المجتمع الفلسطينى التى يعيش هذه المعاناة اليومية، أضف إلى ذلك أن بعض هؤلاء يحاولون الربح عن طريق قطع المياة كل فترة عن المدن وعندما يتم كشف أمرهم يتحدثون بوجه مكشوف عن ما هو الجرم فى ذلك وكأن ما يفعلونه حق مكتسب، وأعتقد أن هذه الفئة موجودة فى كل الأوطان لذلك مقاومة هؤلاء أصبحت حقا للشعوب التى تدافع عن بقائها فوق الأرض حتى تعيش . فى فيلم ديكور لم تكن البطل الأوحد لماذا ؟ أعرف أن الجميع سوف يسأل هذا السؤال وهو كيف تشارك فى بطولة جماعية بعد أن لعبت شخصية البطل الأول، الإجابة بالنسبة لى بسيطه جداً، فأنا أبحث عن مضمون العمل ككل وليس عن دورى فقط، لذلك عندما عرض على المخرج أحمد عبد الله سيناريو الفيلم تحمست جداً للتجربة، خصوصا أنها تعطى بعدا فلسفيا يعكس الواقع الذى نعيشه، الأمر الآخر أننى أحب العمل مع أحمد عبد الله لأننا قدمنا من قبل تجارب ناجحة. لماذا جاء الفيلم باللونين الأبيض والأسود على عكس جميع الأفلام الأخرى ؟ هذه رؤية إخراجية ناقشتها مع المخرج واقتنعت بوجهة نظره، لأن الحياة لا تتوقف عند هذين اللونين فقط، وإنما هناك منطقة رمادية كبيرة تستطيع أن تجد فيها كل الوان الحياة،لكن للأسف هذه المنطقة فيها إستقطاب كبير للبسطاء الذين تجدهم يميلون ناحية من يعرف كيف يتحدث معهم بصرف النظر عن صدق كلامه من عدمه، ولهذا يحتاجون من يوقظهم من هذا الثبات العميق . تعرضت لهجوم قاس من بعض وسائل الإعلام بعد الانتقادات التى وجهتها للسيسى؟ كل إنسان له وجهة نظر فى الحياة وله قناعاته الخاصة به، لكن للأسف هناك من ينتقض الآخر ولا يريد أن يسمع سوى صوته، وعن نفسى تعرضت لهجوم شديد منذ سنوات وليس الآن وتحديداً منذ عام 2009 عندما كنا فى استقبال الدكتور البرادعى أثناء حكم مبارك، لكن أنا دائما أجتهد وأركز فى عملى دون أن أعطى الاهتمام للرد على هذا الهجوم، لذلك لا أريد الخوض فى هذا الحديث لأن المحامى الخاص بى يتولى الآن ملاحقة كل من يسىء إلى شخصى، وسيكون الرد قضائياً وليس على صفحات الجرائد. هل يمكن أن تتسبب براءة معظم رموز نظام مبارك فى إحباط الثوار وأهالى الشهداء وقطاع عريض من الشارع المصري؟ هذا الموضوع سابق لأوانه لأنى حتى الآن لا أرى الصورة كاملة فهناك من يقول إن الحكم عليه نقض وسوف يحاكموا مرة اخرى وهناك من يقول إن الموضوع انتهى، لذلك علينا أن ننتظر لأن الصورة غير واضحة المعالم، وعندما تتضح يكون لكل حدث حديث، أما السياق العام فأعتقد أن الناس تشعر بإحباط وهذا لا يخفى على أحد لكن فلننتظر.