وكيلة اقتصادية الشيوخ: التسهيلات الضريبية الجديدة تدعم استقرار السياسات المالية    النائب محمد مصطفى: التسهيلات الضريبية الجديدة دفعة قوية للصناعة المصرية    النائب ناصر الضوى: الإصلاحات الضريبية الجديدة تدعم تحول الاقتصاد نحو الإنتاج والتشغيل    نتنياهو بعد غزة: محاولات السيطرة على استخبارات إسرائيل وسط أزمة سياسية وأمنية    احفظها عندك.. مجموعات كأس العالم 2026 كاملة (إنفوجراف)    تفاصيل مثيرة في قضية "سيدز"| محامي الضحايا يكشف ما أخفته التسجيلات المحذوفة    "بيطري الشرقية" يكشف تفاصيل جديدة عن "تماسيح الزوامل" وسبب ظهورها المفاجئ    «بيصور الزباين».. غرفة تغيير ملابس السيدات تكشف حقية ترزي حريمي بالمنصورة    وفاة عمة الفنان أمير المصري    عالم مصريات ل«العاشرة»: اكتشاف أختام مصرية قديمة فى دبى يؤكد وجود علاقات تجارية    أحمد مجاهد ل العاشرة: شعار معرض الكتاب دعوة للقراءة ونجيب محفوظ شخصية العام    البلدوزر يؤكد استمرار حسام حسن وتأهل الفراعنة فى كأس العالم مضمون.. فيديو    لارا أبوسريع تحصد الميدالية الذهبية في كأس مصر للجمباز    يورتشيتش يكشف عن قائمة بيراميدز لمواجهة بتروجت في قمة مؤجلة بالدوري الممتاز    تايكوندو - معتز عاصم يتوج بذهبية بطولة العالم تحت 21 عاما    كأس العالم 2026 – ساسي: سنتحد لصناعة التاريخ.. وهذه ميزة للنسخة المقبلة    الخارجية الفلسطينية تُرحب بقرار الأمم المتحدة بتمديد ولاية وكالة الأونروا    مسئول أمريكى: قوة الاستقرار الدولية فى غزة قد تُصبح واقعًا أوائل عام 2026    تطورات غزة تلقي بظلالها على إسرائيل: ضغوط داخلية وتحذيرات أمنية في القطاع    محامي ضحايا مدرسة "سيذر" يكشف تفاصيل إحالة القضية إلى النيابة العسكرية    رئيس لبنان: نعتمد خيار المفاوضات مع إسرائيل لوقف الأعمال العدائية    غرامة على إكس، معركة دبلوماسية بين أمريكا والاتحاد الأوروبي على المحتوى المضر    أزمة أم مجرد ضجة!، مسئول بيطري يكشف خطورة ظهور تماسيح بمصرف الزوامل في الشرقية    قارئ قرآن فجر نصر أكتوبر: «دولة التلاوة» يحتفي بالشيخ شبيب    المدير التنفيذي لمعرض الكتاب يوضح سبب اختيار شعار «ساعة بلا كتاب.. قرون من التأخر» للدورة المقبلة    لأول مرة.. زوجة مصطفى قمر تظهر معه في كليب "مش هاشوفك" ويطرح قريبا    تباين الأسهم الأوروبية في ختام التعاملات وسط ترقب لاجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل    حيلة سائق للتهرب من 22 مخالفة بسيارة الشركة تنتهي به خلف القضبان    رسالة بأن الدولة جادة فى تطوير السياسة الضريبية وتخفيض تكلفة ممارسة الأعمال    رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الأسبق: ما حدث بحق قحطان الشعبي حماقة.. وأجندات خارجية وراء الصراعات    الصحة تفحص أكثر من 7 ملايين طالب ضمن مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بالمدارس    الصين: نساعد في تحسين الوضع الإنساني في غزة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني    القاصد يهنئ محافظ المنوفية بانضمام شبين الكوم لشبكة اليونسكو لمدن التعلم 2025    بيل جيتس يحذر: ملايين الأطفال معرضون للموت بنهاية 2025 لهذا السبب    مكاتب البريد تتيح إصدار شهادة بسعر المشغولات الذهبية    بالأسعار، الإسكان تطرح أراضي استثمارية بالمدن الجديدة والصعيد    دعاء الرزق وأثره في تفريج الهم وتوسيع الأبواب المغلقة وزيادة البركة في الحياة    وزارة الداخلية تحتفل باليوم العالمي لذوى الإعاقة وتوزع كراسى متحركة (فيديو وصور)    عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة يوضح أسباب تفشّي العدوى في الشتاء    كيف أتجاوز شعور الخنق والكوابيس؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    وزارة العمل: وظائف جديدة فى الضبعة بمرتبات تصل ل40 ألف جنيه مع إقامة كاملة بالوجبات    من بينهم ترامب.. 3 رؤساء حاضرون في قرعة كأس العالم    حافظوا على تاريخ أجدادكم الفراعنة    14ألف دولة تلاوة    تفاصيل تخلص عروس من حياتها بتناول قرص حفظ الغلال بالمنيا بعد أشهر قليلة من زوجها    جامعة حلوان تنظّم ندوة تعريفية حول برنامجي Euraxess وHorizon Europe    شركة "GSK" تطرح "چمبرلي" علاج مناعي حديث لأورام بطانة الرحم في مصر    لتعزيز التعاون الكنسي.. البابا تواضروس يجتمع بأساقفة الإيبارشيات ورؤساء الأديرة    «الطفولة والأمومة» يضيء مبناه باللون البرتقالي ضمن حملة «16يوما» لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة    جامعة الإسكندرية تحصد لقب "الجامعة الأكثر استدامة في أفريقيا" لعام 2025    بعد انقطاع خدمات Cloudflare.. تعطل فى موقع Downdetector لتتبع الأعطال التقنية    خشوع وسكينه....أبرز اذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    طريقة عمل السردين بأكثر من طريقة بمذاق لا يقاوم    مواعيد مباريات الجمعة 6 ديسمبر 2025.. قرعة كأس العالم 2026 وبطولة العرب وقمة اليد    مصر ترحب باتفاقات السلام بين الكونجو الديمقراطية ورواندا الموقعة بواشنطن    استشاري حساسية: المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات وتضر المناعة    كيف تُحسب الزكاة على الشهادات المُودَعة بالبنك؟    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الأهرام العربى" تكشف لغز فيديوهات قاطعى الرؤوس.. ابنة عميل الموساد وراء «أفلام داعش»
نشر في الأهرام العربي يوم 27 - 11 - 2014


تقرير إيمان عمر الفاروق
بالطابق السابع بإحدى البنايات القديمة بولاية ميريلاند الأمريكية يقبع لغز فيديوهات قاطعي الرءؤس والبغدادي وأسامة بن لادن، حيث مقر شركة "سايت" الأمريكية للاستخبارات، أول من يذيع تلك اللقطات ومنها تنتقل كالهشيم بالنار، وذلك عقب أن يتم إرسالها إلي البيت الأبيض أولا! فكيف يتسنى لتلك الشركة الحصول علي تلك الفيديوهات؟ وما حقيقة الدور الخفي لرئيستها ريتا كاتز اليهودية العراقية التي أعدم والدها بتهمة التجسس لصالح إسرائيل علي يد نظام البعث العراقي عام 1969وهربت مع أسرتها إلي إسرائيل؟ والخطير أن كثيرا من الزملاء بالصحافة المصرية يستشهدون بتصريحاتها ويستندون إليها كخبيرة بشئون الحركات الجهادية بأمريكا، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن تاريخها الزاخر بالتمويه والتستر والخداع الذي بلغ حد الظهور باسم مستعار وأنف وهمي بقنوات سي بي إس الإخبارية الأمريكية ! فعلي ما يبدو أن كل ما له صلة بتلك السيدة ما هو إلا وهم كبير.
البداية كانت ملاحظة بالغة الأهمية بمقال للكاتب ريك جلادستون "بالنيويورك تايمز" بتاريخ 13 نوفمبر الجاري تلفت انتباهنا إلي تزامن عرض الفيديو الأخير لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" بذات اليوم الذي شهد جلسة عاصفة بالكونجرس الأمريكي لكبار القادة العسكريين، لعرض رؤيتهم لحدود التهديد الذي يمثله داعش للأمريكيين، وأعرب الكاتب عن دهشته من أن أحدا لا يعلم علي وجه الدقة متى تم تسجيل هذا الفيديو، لكن الغريب أن الموقع الخاص بشركة "سايت" كان أول من قام بعرضه، ويتساءل الكاتب عن علاقة "سايت" بفيديوهات داعش ولماذا دائما يكون موقعها أول من يبث تلك الفيديوهات؟ وكأن هناك شفرة خاصة بينهما أو أن "سايت" هي كلمة السر والكود السري لداعش!
وتتضاعف شكوكنا عندما نطالع ما طرحه البروفيسور جيمس إف.تراسي – المتخصص بالإعلام و العلوم السياسية والمحاضر بعدد من جامعات ولاية فلوريدا – من تساؤلات تشكيك في الدور المريب لمجموعة "سايت" وقيام وسائل الإعلام العالمية بتداول الفيديوهات التي تبثها عبر موقعها الإلكتروني منذ منتصف أغسطس الماضي دون أن تُكلف نفسها عناء التأكد من مصداقيتها، وكيف يمكننا الاستناد إليها كمصدر موثوق به برغم تاريخها المريب؟
ويشكك تراسي في رواية ريتا كاتز التي أوردتها بكتابها الشهير "مطاردة إرهابي" وادعائها بأنه يمثل رحلة للغوص في أعماق الجماعات الجهادية بالأراضي الأمريكية عبر مغامرة لامرأة استطاعت اختراق هذا العالم وكشفت المستور، متنكرة بارتداء النقاب وإخفاء أدوات التسجيل الخاصة بها بثنايا خمارها، وهنا تثور حزمة تساؤلات مشروعة ومنطقية كيف تمكنت ريتا من ذلك برغم القيود والحدود الصارمة التي تفرضها تلك الجماعات السرية علي ذاتها واجتماعاتها الخاصة، التي تشهد فصلا تاما بين الجنسين، فضلا عن عدم تمكن أي شخص من الحضور دون التأكد من هويته، وإذا ما وضعنا في أذهاننا جميع الاعتبارات السابقة تصبح رواية ريتا غير موضع ثقة ، يضاف إلي ذلك أنها رفضت في البداية الإفصاح عن أنها مؤلفة الكتاب و طالبت دار "هربرت كولينز" الشهيرة بنسبه لكاتب رفض ذكر اسمه معللة ذلك لاعتبارات أمنية.
ويستمر تراسي في فضح خيوط تلك الشبكة العنكبوتية المريبة، بإماطة اللثام عن أحد أهم أعضائها والمستشار الرئيسي الذي تعتمد عليه ريتا بشكل أساسي، وهو بروس هوفمان ذائع الصيت المدير السابق لمكتب مؤسسة راند الشهيرة بواشنطن .
وفي عامي 2003 و2004 تلقت مجموعة"سايت" دعما ماديا من الإدارة الأمريكية، وكانت قد تعاقدت فور إنشائها مع مكتب التحقيقات الفيدرالي لتقديم الخدمات الاستشارية ولا يعلم أحد قيمة المبالغ التي تلقتها نظير تلك الخدمات.ولكنها سرعان ما تخلت عن وضعها كمؤسسة غير ربحية لتعتمد علي العائد المادي الذي تتحصل عليه من المشتركين سواء كانوا أفرادا أم شركات.
ومن الأمور الخطيرة ذلك التصريح المنسوب إلي أحد أعضاء شركة "بلاك ووتر"الشهيرة سيئة السمعة في مجال الشركات الأمنية الخاصة والتي أدين أخيرا أربعة من أعضائها لجرائمهم بالعراق ضمن ما يُعرف بفضائح المرتزقة، صرح في عام 2005 قائلا " إن مجموعة سايت تُعد مصدرا لا يُقدر بثمن" ولنا هنا أيضا أن نتساءل عن طبيعة الخدمات التي قدمتها للمرتزقة والعلاقة المشبوة بينهما .
وفي عام 2007 نشرت "الواشنطن بوست " تقريرا يفيد بقيام إحدي شركات الاستخبارات العاملة بمجال رصد وتحليل البيانات الخاصة بالجماعات الجهادية عبر الفضاء الإلكتروني وتدعي "سايت"، في الحصول علي فيديو جديد لأسامة بن لادن وفي نحو الساعة العاشرة من صباح يوم السابع من سبتمبر، أبلغت أثنين من كبار المسئولين بإدارة بوش الابن عنه وفي خلال 20 دقيقة فقط بدأت علي الفور الوكالات الأمنية تحميله من الموقع الخاص بالشركة المذكورة، ولم يكد يمضي اليوم إلا وكان ملء شاشات العالم بعدما عرف طريقه إليها من المكتب البيضاوي.
والكارثة وفقا لتقرير"الواشنطن بوست" أن الفيديو المذكور تبين فيما بعد أنه مفبرك!ومن هنا يتضح لنا أن إدارة أوباما تسير علي ذات النهج بتوظيف مثل تلك الشركات لحرث الطريق أمام حربها الممتدة بسوريا والعراق، أو كما يحلو لهم أن يطلقوا عليها "حرب الأجيال"، فما مؤسسة "سايت" سوي أداة أو وسيلة بيد كبار القادة الأمريكيين لحشد الرأي العام و تعبئته لتأييد تلك الحرب.
الوسطاء المشبوهون
وتُجدر الإشارة إلي أن مجموعة "سايت" ليست الوحيدة التي تحتكر تلك المهمة فهناك مثلا شركة "إنتل سنتر" التي تمارس دورا مشابها لدور "سايت" وتُعد بمثابة الوسيط بين مؤسسة "السحاب" الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة ووسائل الإعلام أو علي نحو أكثر تفصيلا، كما يقول الصحفي جوزيف واتسون" تحصل الشركة علي الفيديوهات الخاصة بالتنظيم والشرائط وتقوم بإمداد وسائل الإعلام العالمية بها، والغريب بل المريب أنها في مرات عديدة أعلنت عن موعد بث فيديو جديد من قِبل التنظيم قبل أن يقوم التنظيم ذاته بالإفراج عنه وكأنها تقرأ في كف التنظيم !".
شركة "إنتل سنتر" لا تقل خطورة عن "سايت" وربما يلفت نظرنا تخصصها بمنطقة الشرق الأوسط بالتحديد ويترأسها بين فينوكس – المدير السابق لوحدة الاستخبارات بشركة إنديفينس - والأخيرة أيضا كانت تهتم برصد ومتابعة بؤر الصراعات الملتهبة بالشرق الأوسط، وتتألف شركة "إنتل سنتر" من مجموعة شخصيات عسكرية عملت سابقا بوكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية وهي جميعا شخصيات من الوزن الثقيل .
وفي دراسة مهمة لمجموعة "ليفيزنيفيز" المتخصصة بأعمال الكمبيوتر والرأي العام تبين ضآلة الاهتمام الذي تحظي به تصريحات ريتا كاتز أو الأبحاث الصادرة عن مجموعتها من قِبل وسائل الإعلام الأمريكية علي مدار العامين الماضيين، حيث لم تسجل الدراسة سوي حوالي 317 قصة خبرية بالصحف الأمريكية استندت إلي معلومات صادرة عن مجموعة "سايت" وهو يُعد رقما متواضعا للغاية ويمثل تراجعا، حيث شهد عام 2006 ذروة الصعود الإعلامي لريتا، مسجلا ظهورها مرتين علي الأقل شهريا بكل من "الواشنطن بوست" و"النيويورك تايمز" فيما هبط المؤشر منذ ذلك الحين لتراجع مصداقيتها ونادرا ما تلجأ إليه الصحافة العالمية اليوم.
ولكن ريتا تحاول دائما الإيحاء بخلاف ذلك، بل إنها قالت لمحرر مجلة "ذا نيو يوركر" الشهيرة في لقاء مطول أجراه معها ونشره بتقرير مثير أشبه بقصص "أجاثا كريستي" البوليسية، إنها تبادر بالاتصال ببعض الشخصيات المهمة بإدارة الرئيس الأمريكي أوباما لتخبرهم ببعض المعلومات التي تري أنهم يجب أن يكونوا علي إلمام بها وإلا ربما تحدث كوارث يصعب احتواؤها.
ريتا شخصية مثيرة للجدل قصيرة القامة، سمراء ذات بشرة داكنة اللون عيناها عسليتان مخادعتان تعكسان ملامحها الشخصية العصبية التي لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي للحظة، وتتحدث بسرعة فائقة ولمدي طويل قد يصل إلي نحو عشر دقائق متصلة دون توقف وينطلق لسانها بالعربية بطلاقة، فهي من مواليد مدينة البصرة بجنوب العراق عام 1963 بأسرة يهودية شديدة الثراء، ذائعة الصيت حيث كان والدها رجل أعمال. وفي أعقاب نكسة 1967 وجهت إلي والدها تهمة التجسس لحساب إسرائيل وتمت إدانته عام 1969 في محكمة عسكرية مع ثمانية يهود آخرين وخمسة من غير اليهود تم إعدامهم شنقا بأحد ميادين بغداد الرئيسية في مشهد ضم نحو نصف مليون عراقي، وتم وضع باقي أفراد الأسرة قيد الإقامة الجبرية ولكن استطاعت والدة ريتا تخدير الحراس والهروب بأطفالها الثلاثة من خلال خدعة، حيث تظاهرت بكونها زوجة لواء عراقي كانت تعرف زوجته بصوتها المنخفض فقامت بتقليدها وتمكنت من الوصول إلي إيران ومنها إلي إسرائيل، حيث حطت الأسرة الرحال بمدينة "بات يام" الساحلية .ولعل تلك التجربة انطبعت بذاكراتها فمضت حياتها بدروب التخفي والهروب والخداع أو ربما ورثت جينات والدتها وتفوقت عليها!
التحقت ريتا بالجيش الإسرائيلي ودرست فيما بعد العلوم السياسية والتاريخ وتلقت بعض الدراسات الخاصة بالشرق الأوسط بجامعة "تل أبيب" وهي تعد من الصهاينة المتعصبين، حيث تقول دائما عن نفسها إنها طالما كانت تؤمن بأن اليهود قطعة حية من إسرائيل وهي قطعة منهم يستحيل استئصالها!
ولكن إيمانها بتلك المقولة لم يصمد علي أرض الواقع فبعدما تزوجت من طبيب حصل علي درجة الزمالة لإجراء البحوث بعلم الغدد الصماء بالمعاهد الوطنية للصحة الأمريكية عام 1997 وانتقلوا إلى واشنطن مع أطفالهما الثلاثة، حيث لم تكن قد أنجبت طفلها الرابع بعد، وتعطيها تفاصيل سيرة حياة والدها، وهروبها من العراق، وتعليمها في إسرائيل في نظر البعض في المجتمع الأمريكي طابعا خاصا يؤهلها لما قامت وتقوم به، حيث يري بيتر بروست الضابط المتقاعد "بالسي آي إيه" أن تلك النشأة منحتها طابعا فريدا .
وعملت ريتا في بداية إقامتها بالولايات المتحدة، كمساعد في محل لبيع الهدايا في إحدى الضواحي إلي أن شاهدت إعلانا لمساعد بأحد المراكز البحثية يتحدث العربية، فتقدمت بطلب للحصول على وظيفة والتحقت بها بالفعل، وكانت بما يسمي "مشروع التحقيق" الذي يديره ستيفن إيمرسون، وهو مراسل صحفي سابق.
أصبح معروفا على نطاق واسع في أعقاب تفجير أوكلاهوما سيتي 1995، عندما ظهر كخبير على شبكة سي بي إس نيوز، قائلا: إن الهجوم كان من عمل الإسلاميين. واتضح فيما بعد أن تيموثي ماكفي كان هو المسئول عنه.
وبدأت رحلتها بالعمل السري بادعاء أو تحت غطاء الاقتراب من الجماعات الجهادية، وحاولت في البداية بشتى الطرق الاقتراب من الجالية الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث دأبت علي حضور التجمعات الخاصة بتلقي التبرعات لمعرفة مصادر تمويلهم، وقامت بزيارة المساجد بل والمشاركة في التظاهرات المؤيدة لفلسطين والمنددة بجرائم إسرائيل وهتفت معهم ! كل ذلك علي سبيل التمويه، وأضحت تستهلك في تلك المغامرات الحقيرة وقتا طويلا وتغيب عن منزلها بالأيام وتكتفي بمحادثة زوجها هاتفيا لتخبره أنها في مهمة عمل لا تستطيع الإفصاح عنها لدرجة أنه شك في وجود علاقة غرامية لها!
وفي يوليو من عام2002 قامت بالتعاون مع زميلها وصديقها جوزيف ديفون بتأسيس مركز "سايت "بتمويل من مختلف وكالات الأمن الفيدرالية الأمريكية وعدد من الجمعيات الخاصة ورجال الأعمال، وكان الهدف الرئيسي المعلن هو رصد ومتابعة وتحليل سجلات الشركات، تقارير الائتمان ,استمارات الضرائب، أشرطة الفيديو ومواقع الإنترنت التابعة للجماعات الإسلامية.
وتستيقظ ريتا في السادسة صباحا وتترك جهاز الكميوتر الشخصي مفتوحا حتي عندما يكون لديها ضيوف فإنها تخبئه بطاولة المطبخ لتتابع التطورات وتنفق يوميا ساعات طويلة لمعرفة كلمة السر الخاصة بغرف الدردشة التابعة لمواقع الجماعات الإسلامية، وتسجيل ما يدور بينهم من أحاديث سياسية، وتقوم علي الفور بالتعاون مع فريقها الخاص بترجمة المحتوي والمضمون وإرسال تقرير واف عبر البريد الإلكتروني لنحو 100 مشترك في خدمة موقع مجموعتها أغلبهم من أقطاب الإدارة الأمريكية، ووسائل الإعلام وبعض الشركات الأمنية.
وقد شاركت مع سلطات التحقيق فيما يزيد على 12 قضية ضد مسلمين بأمريكا، ويعتمد عليها عدد من كبار الضباط والمستشارين الأمريكيين بالعراق، وينتظرون رسائلها الإلكترونية إلي حد بعيد، ولعل هذا ما رشحها للصعود إلي سطح الساحة الإعلامية بالتزامن مع الحرب ضد داعش، فضلا عن معرفتها بالواقع العراقي وكيف يفكر العرب علي حد قولها.
ومن المحطات الخطيرة بتاريخها حصولها علي تريليون دولار للمشاركة بدعوي قضائية كاذبة مغرضة كانت تسعي لإدانة المملكة العربية السعودية وعدد من رجال الأعمال السعوديين بتهمة التورط بهجمات الحادي عشر من سبتمبر.
الكاتب الأمريكي الكبير ريتشارد كلارك أشاد بجهودها وتعاونها مع سلطات مكتب التحقيقات الفيدرالي هي وزميلها ستيفين إيمرسون بكتابه الشهير "ضد كل الأعداء" حيث ورد به ما نصه " أنها كانت ترسل بشكل شبه يومي سيلا من التقارير والمعلومات للبيت الأبيض بشأن تنظيم القاعدة".
وفي حركة مسرحية رخيصة وغريبة ظهرت في مايو 2003 علي شبكة قنوات "سي بي إس" الإخبارية لتسويق كتابها "مطاردة إرهابي" متنكرة باسم مستعار، حيث قدمت نفسها باسم سارة وقامت بتركيب أنف وهمي لإخفاء ملامحها.
وفي يناير 2007 قامت الرابطة الوطنية من النساء الأمريكيات المسلمات بتقديم شكوى رسمية لدى وزارة العدل الأمريكية قسم الحقوق المدنية والقسم الجنائي وذلك بتهمة أنه نتيجة معلومات مضللة وكاذبة مقدمة إلى الوكالات الأمريكية، ووسائل الإعلام، والهيئات الحكومية المختلفة، أدت إلى خلق بيئة في الولايات المتحدة عدائية تجاه المسلمين، مما أدى إلى حرمانهم من الحقوق و الحريات العامة واعتقال العديد منهم بتهم جزافية.
وفي دعوي قضائية واحدة تمت إقامتها من رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي ضد ريتا كاتز عام 2005 حصل علي حكم قضائي بإدانتها وتغريمها 41000 دولار عام 2009، ولكن علي الساحة السياسية لاتزال ريتا تكسب العديد من القضايا والأشرطة الزائفة مثل أنفها وبرغم أنف الجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.