أحمد سعد الدين برغم أن السينما فن شاب لكن بدايات السينما المصرية قامت على أكتاف نجوم كبار معظمهم لم يصل إلى مرتبة النجم الأول والغريب أن معظم هؤلاء الفنانين ظهروا فى مرحلة عمرية متأخرة وهذه الظاهرة لاتزال منتشرة حتى الآن. «الأهرام العربى» أجرت رصدا لبعض النجوم الذين ظهروا فى مرحلة عمرية متأخرة من خلال التقرير التالى. من أهم النجوم الذين لفتوا الأنظار وهم فى مرحلة عمرية متقدمة يقف الفنان حسن حسنى على قمة الهرم، حيث بدأ حسنى حياته الفنية فى المسرح العسكرى ثم انتقل لأداء بعض الأدوار الصغيرة الكوميدية فى الأفلام، وظل بهذه الأدوار فترة طويلة وصلت لأكثر من خمسة عشر عاماً إلى أن ظهر ما يسمى بظاهرة المضحكين الجدد التى اعتمدت على مجموعة جديدة من الشباب أمثال محمد هنيدى وعلاء ولى الدين ومحمد سعد وكريم عبدالعزيز، هؤلاء الشباب هم من تصدروا المشهد السينمائى فى مصر على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، واللافت للنظر أن جميع أفلامهم بها القاسم المشترك الأعظم وهو الفنان حسن حسنى الذى استطاع أن يجد لنفسه مكانا ثابتاً فى هذه الأعمال بعدما تخطى الستين من العمر . النجم «أحمد خليل» واحداً من أهم هؤلاء الفنانين ، بدأ حياته الفنية نهاية الستينيات وبداية السبعينيات لكنه ابتعد عن مصر وعمل فى معظم الأعمال التاريخية التى أنتجت فى الخليج إلى أن عاد مرة أخرى إلى مصر نهاية الثمانينيات ليجد لنفسه مكانا ثابتاً فى معظم الأعمال الدرامية التى أنتجها قطاع الإنتاج، واستطاع أن يقدم العديد من الأدوار المهمة المتنوعة فقدم دور الفلاح ودور السفير وأجاد فى الاثنين معا، لكنه أبداً لم يقم بدور شاب نظراً لأن عودته إلى مصر كانت فى سن الخمسين وهى مرحلة النضج بالنسبة للفنان لكنها تحصر الفنان فى أداء دور السنيد وهو أحد الأدوار المهمة التى تقوم عليها الدراما التليفزيونية. الفنان «لطفى لبيب» من الأسماء اللامعة فى الوقت الحالى فقد أجاد كثيراً خلال الفترة الأخيرة وشارك فى معظم الأعمال السينمائية والتليفزيونية ودائما ما يقوم بالأدوار المؤثرة داخل العمل لكنه تأخر كثيراً فى الظهور ويرجع السبب فى ذلك إلى أنه كان أحد الجنود الذين شاركوا فى نصر أكتوبر 73 وقد ظل فى الجيش أكثر من سبع سنوات وبعدما خرج ومارس عمله الفنى أصبحت ملامحه أكبر من المرحلة العمرية التى يعيشها، مما جعل المخرجين يسندون له أدوار الأب والجد وقد وصل لمرحلة التألق بعدما تعدى الأربعين من عمره لكن يظل أحد الأعمدة الرئيسية داخل العمل الفنى . الفنان «صلاح عبدالله» من الفنانين الذين دخلوا المجال فى مرحلة عمرية صغيرة لكنه لم يكن يلفت الأنظار حتى فى مسلسل سنبل الذى شارك به، إلي أن شارك فى مسرحية «حمرى جمرى» فكان أحد الأبطال المهمين الذين يلعبون الدور الكوميدى ومن هنا بدأت الانطلاقة الكبرى، حيث شارك بعدها فى مسلسل «ذئاب الجبل» ثم أصبح القاسم المشترك فى معظم الأعمال التليفزيونية والسينمائية، حيث تغلب على أدائه الصبغة الكوميدية رغم براعته فى أداء الميلودراما، حيث تألق بقوة فى تجسيد شخصية النحاس باشا فى مسلسل الملك فاروق . ومن أبرع هؤلاء النجوم الفنان «أحمد فؤاد سليم الذى شارك فى العديد من الأعمال التاريخية التى أخرجها الفنان والمخرج الراحل نور الدمرداش نظراً لإجادته اللغة العربية الفصحى، لكن الانطلاقة الكبرى بالنسبة كانت من خلال مشاركته فى فيلم «المهاجر» للمخرج العالمى يوسف شاهين ومنذ ذلك الوقت أصبح علامة أساسية فى أعمال شاهين وفى الأعمال الأخرى سواء تليفزيونية أو سينمائية . الفنان الراحل «خالد صالح « واحد من الأسماء اللامعة التى كان لها باع طويل على الساحة الفنية سواء التليفزيونية أم السينمائية، بدأ صالح حياته محامياً وشارك فى العديد من الأعمال المسرحية التى أقيمت على مسرح الهناجر إلى أن لفت الأنظار عندما جسد شخصية الشاعر مأمون الشناوى فى مسلسل «أم كلثوم» وبعدها احترف الفن عام 2000 وهو فى سن السادسة والثلاثين، حيث شارك فى العديد من الأعمال السينمائية مثل فيلم «خلى الدماغ صاحى» لكنه لفت الأنظار بشدة فى دور القاضى داخل أحداث فيلم «محامى خلع» وهى الانطلاقة الرئيسية فى مشواره الفنى بعدها جسد شخصية «إليانوس» فى مسلسل محمود المصرى لكن الأهم كان عندما اختاره المخرج العالمى يوسف شاهين ليلعب بطولة فيلم «هى فوضى» عام 2006 حيث كانت هى البطولة الأولى فى تاريخه بعدما وصل عمره للثالثة والأربعين، لكنه بعدها لعب بطولة أفلام ومسلسلات كان آخرها مسلسل «فرعون» ومسلسل «حلاوة روح» الذى أذيع فى رمضان الماضى ثم فيلم «الجزيرة 2» والذى رحل قبل عرضه بأيام قليلة وبشكل مفاجئ مما دعا صناع الفيلم لإلغاء العرض الخاص به . أما الفنان خالد الصاوى فتجربته قريبة جدا من صديقه خالد صالح، حيث كانا زميلين فى كلية الحقوق ثم فى مسرح الهناجر، لكن دخوله الفن جاء مبكراً حيث عين كمخرج فى قطاع الإنتاج المتميز بالتليفزيون، لكنه لعب دور البطولة فى عمر الخامسة والثلاثين فى فيلم «جمال عبدالناصر» إخراج السورى أنور قوادرى لكنه بعد ذلك عاد للدور الثانى، حيث لعب شخصية مصطفى أمين فى «مسلسل أم كلثوم»، لكن أشهر أدواره كان من خلال تجسيده دور الصحفى الشاذ جنسياً فى فيلم «عمارة يعقوبيان» لكنه بعد ذلك لعب بطولة العديد من المسلسلات الاجتماعية فى الوقت الذى لايزال يلعب فيه الدور الثانى فى الأفلام، لكنه يمتلك مكانة ثابتة عند الجمهور الذى يحترم أدائه. من الفنانين الذين ظهروا فى مرحلة عمرية متأخرة الفنان «سيد رجب» الذى بدأ حياته الفنية فى عمر متقدم، حيث كانت أولى مشاركاته فى المسرح ثم من خلال فيلم «أحلام صغيرة» لكنه ابتعد بعدها إلى أن عاد مرة أخرى فى فيلم «إبراهيم الأبيض» بعد اقترابه من سن الستين، لكن ظهوره الأساسى جاء عندما شارك بالتمثيل والتأليف فى فيلم «الشوق» الذى فاز بجائزة من مهرجان القاهرة السينمائى عام 2010 بعدها انطلق سيد رجب ليصبح القاسم المشترك فى كل الأعمال الدرامية حتى الآن. أما الفنان «تميم عبده» فقد عمل لمدة طويلة مساعداً للمخرج يوسف شاهين لكن ظهوره الأساسى جاء خلال السنوات الخمس الماضية، حيث ظهر بشكل كبير فى مسلسل «شارع عبدالعزيز» بعدما استطاع تجسيد شخصية عضو مجلس الشعب الذى يدير بيزنس خاصا يشترى به الأصوات داخل مافيا رجال الأعمال بعدها أصبح لا يوجد مسلسل واحد دون وجود اسم تميم عبده على التتر رغم وصوله للستين من العمر . ومن النجوم الراحلين الذين ظهروا بعد مرحلة الشباب الفنان الراحل «حسن عابدين» الذى عمل فى المسرح العسكرى مدة طويلة لكن انطلاقته الكبرى كانت من خلال دور الأب فى مسرحية «نرجس» إخراج عبدالرحيم الزرقانى وهو ما لفت إليه الأنظار بشدة ثم شارك فى مسلسل «على بيه مظهر « بطولة الفنان محمد صبحى وبعدها أصبح أحد النجوم الكبار فى المسرح المصرى, وكان ذروة التألق من خلال مسرحية «عالرصيف» إخراج جلال الشرقاوى وظل يلعب الدورين الكوميدى والتراجيدى ببراعة حتى رحل فى الأيام الأولى من عام 1990 عن عمر يناهز الستين عاما.