خاص الأهرام العربى الأسبوع الماضي فتحت «الأهرام العربي» ملف الهجرة غير الشرعية، وتطرقنا لمآس وأوجاع أسر ضحايا الغرق في رحلات الهجرة المحفوفة بالمخاطر، وتواصل «الأهرام العربي» رحلة الكشف عن تفاصيل رحلات الموت، وتنشر في السطور المقبلة الجانب الآخر الخفي من التجربة المميتة، حيث يكشف الناجون من الغرق تفاصيل ساعات مصارعة الموت في بحور الظلمات وهم على أعتاب أوروبا، بعدما وقعوا فريسة لسماسرة الموت. أولى هذه الحالات هو محمد إبراهيم، شاب مصري، نجا من الموت بعدما غرق القارب الذى كان على متنه، وشاهد جثث الضحايا تطفو بجواره، ولولا قدر الله لكان يواجه نفس المصير أثناء سفره إلى أوروبا بعدما فشل فى العثور على عمل، ويحكى محمد تجربته قائلا:»أنا عندى 27 سنة، ومن المنوفية، ولم أستكمل تعليمى ومكنتش قادر ألاقى دخلا يساعدنى إنى أبتدى حياتى وأجهز بيت وأسرة». ويمضى محمد يشرح مآساته الاجتماعية قائلا:»الإحباط الكبير الذى نتعرض له هنا هو ما يدفعنا لسلك الطرق غير القانونية للسفر للخارج بأى طريقة، بسبب البطالة وقلة الفلوس، وكنت أنتظر المصروف من والدى الذى كان «يذل أنفاسي» مع كل جنيه يعطيه لي، ويقول عمرك الآن 27 سنة ومقدرش أصرف عليك، فكنت أنتظر علبة السجائر من أختى المتزوجة التى تزورنا كل أسبوع، أو أمى التى كانت تقتطع جزءا من مصروف البيت لتساعدنى عندما ترانى أدخن السجائر من علبة أبى خلسة، ولو عرف أنى أقتنص بعض سجائره لطردنى من البيت». ويمضى محمد قائلا:»قبل عدة شهور، أقنعنى صديق لى أن هناك فرصة عمل للبحرين بشكل شرعي، وبالفعل استخرجت جواز سفر، واستدنت من شقيقتى مصروفات الكشف الطبى الذى تجاوز 600 جنيه، وبعدها فوجئت أن صديقى اختفى تماما ولم يرسل لى تذكرة السفر أو الفيزا وبالطبع لا يمكن أن ألجأ مجددا لشقيقتى لطلب المال لأى سبب، فأغلق أمامى باب الاستدانة منها». ويستطرد محمد قائلا:»مرت عدة أسابيع وبعدها أخبرنى أحد جيرانى أن هناك قاربا يسافر إلى ايطإليا مقابل 10 آلاف جنيه، وبدون فيزا أو أى شىء.. فقط الفلوس هى كل المطلوب، فاعتقدت أنها فرصة ذهبية وحل لجميع مشاكلي، ولجأت إلى ابن عمى الذى اضطررت إلى التوقيع على شيكات ب 15 ألف جنيه مقابل سفري». ويروى محمد تفاصيل ساعات السفر المشئومة قائلا:»فى الموعد الذى حدده لى هذا الشاب ذهبت لأجد نفسى وسط مئات من المسافرين، منهم من كان لا يعرف إلى أين نحن مسافرين وهى الخطة التى رسمها لى من ساعدنى على السفر، حيث استقليت عربة سارت بنا حتى وصلت إلى قرب حدود ليبيا لنستقل القارب، وبعدما تحرك القارب فى البحر بمسافة ساعة ونصف، فقط فوجئنا بعطل فى القارب !!». ويشير محمد إلى الوضع المزرى على القارب قائلا:»ربما كان الزحام الشديد على القارب لا يترك فرصة أبدا لأن ينعم أى شخص بالنوم ولو لثوان، فكنا مستيقظين ونعلم أن هناك شيئا غير سليم فى هذه الرحلة، وإذا بشخص كان موجودا فى مقدمة القارب يعلن عن حدوث مشكلة وأن القارب به عطل، وهو لا يعرف كيف يتعامل مع ذلك العطل ولا يستطيع إصلاحه، وكان بالقارب ثقب فبدأت مياه البحر تتدفق إلى داخل القارب، ورويدا رويدا شعرنا أن المياه المنسابة إلى القارب ستدفعه للغرق، فطلبنا من قائد القارب أن يعد بسرعة إلى الشاطئ لنهرب من مصير الغرق الذى يخيم على القارب المعطل». ويمضى محمد يروى تجربته المريرة قائلا:»رفض قائد القارب العودة، بل وأصر على أن يستكمل الطريق، ووجدنا أنفسنا نترنح، وبدأ سقوط الركاب من على متن القارب إلى براثن الأمواج المتلاطمة، ووجدت نفسى أسقط فى البحر مع الركاب». ساعات مصارعة الموت والمصير المحتوم يرويها محمد قائلا:»وجدت نفسى بين خيارين، إما الموت وإما السباحة إلى شط النجاة.. وظللت أسبح وأسبح بكل ما أوتيت من قوة، وأمامى شبح الموت إن توقفت للحظة». ويوضح محمد تفاصيل اللحظات الصعبة فى رحلة السباحة للنجاة من الموت قائلا:»مع مرور الوقت وبسبب طول فترة السباحة، بدأت أشعر بالتعب، وأصبحت غير قادر على التحكم فى قدماى أو يداي، وتسلل الألم والتعب إلى شيئا فشيئا، وسرعان ما نظرت حولى فوجدت أن كل من حولى من الركاب والذين كانوا يصارعون الموت مثلي، قد اختفوا، إما ماتوا أو اتجهوا إلى اتجاه آخر». ويمضى محمد يقول:»بدأت أناجى الله وأدعوه أن ينقذنى مما أنا فيه، وتسلل اليأس إلى قلبي، وبدأت أفقد الأمل فى العودة للحياة مرة أخري.. وفى تلك اللحظة رأيت الأرض فكانت فرحة لا يعادلها فرحة». ويبدو أن المعاناة لم تنته بمجرد بلوغ الشاطئ.. حيث بدأت معاناة بطريقة أخرى «وصلت إلى الشاطئ.. وتنفست الصعداء وحمدت الله، واستلقيت على الأرض وذهبت فى سبات عميق ولم أدر بما حولي.. واستيقظت على صوت شاب ليبى يأمرنى بأن أعطه ما لدى من نقود!!». وبعد وقوعه فريسة للسرقة على رمال شاطئ النجاة، بات محمد خالى الوفاض، فلم يستطع أن يحقق حلمه بالسفر للخارج، وعاش لحظات الموت والغرق، وحينما وصل إلى شط النجاة، وقع فريسة السرقة، فبات بلا أى أموال، فى بلد بعيدة عن دياره. فإن الحياة عادت لتبتسم وتفتح ذراعيها لمحمد، ويحكى قائلا:»بعدها التقيت مصادفة مع مجموعة من المصريين، والذين ساعدونى وقدموا لى ثيابا جديدة، ومبلغ يسير من المال (20 دينارا)، وحاولت الاتصال بأهلى لطمأنتهم لكنى لم أتمكن من ذلك، وكنت أبحث عن سبيل للعودة إلى أهلى وبلدى، والحمد لله، ساعدنى هؤلاء المصريون للعودة إلى مصر عن طريق منفذ السلوم، وعندما عدت إلى أهلى كانوا قد فقدوا الأمل فى وجودى على قيد الحياة بعدما طالت فترة غيابى دون أى اتصال عقب سفري». ويختتم محمد حكايته بالتأكيد على أنه حاول البحث عن الشخص الذى ساعده على السفر، فلم يتمكن من الوصول إليه، والآن ما زلت أحلم بالسفر ولكن سفرا شرعيا وليس غير شرعي. حكايات ومآس لا تنتهى مر بها المصريون الذين أفلتوا من براثن الموت، ونجحوا فى العودة للحياة بعد تجربة مصارعة الغرق بعد غرق القارب الذى يستقلونه فى الطريق إلى الهجرة إلى أوروبا.. على كامل شاب مصرى من مدينة أسيوط، دفعته ظروفه الصعبة إلى الهجرة بعدما أغلقت الأبواب فى مصر فى وجهه، حيث إن والده متوف، وكان عاملا بسيطا، ولم يترك لهم ما يكفيهم من احتياجات الحياة، وترك 6 أبناء، على أحدهم، بالإضافة إلى خمس شقيقات غير متزوجات، ليتحمل على مسئولية الإنفاق على الأسرة، ولم يجد عملا سوى العمل «فاعل»، وبالطبع فهو عمل موسمي. ويقول على كامل «طرقت كل الأبواب للبحث عن عمل، فلم أجد أى فرصة عمل يكفى لتوفير حتى ثمن الخبز، فيوما أجد عملا، وعشرة أيام أجلس بلا عمل، وكنت أترك أسرتى وأسافر إلى القاهرة للبحث عن فرصة عمل، بعيدا عن الصعيد الذى يعانى من نقص فرص العمل بشكل كبير، فأسافر إلى الجيزة وبالتحديد فى صفط اللبن لأعمل فى كشك أو محل بسيط أبيع الحلوى للأطفال وبعض الأشياء الأخرى البسيطة، لأحصل على 100 جنيه فى الأسبوع، أصرف منهم حوالى 30 نفقات السفر، وللأسف، ففى بعض الأحيان حتى تلك الوظيفة لم تكن مستمرة، حيث كان صاحب المحل يوظف شابا آخر بدلا منى فى بعض الأوقات، فأضطر للعمل «فاعل» باليومية فى أعمال البناء أو نقل الأثاث أو غيرها من الأعمال البسيطة، وكانت يوميتى لاتتجاوز 20 جنيها». ويمضى على كامل يروى مآساته قائلا:»أخواتى الفتيات أكبرهن جلست فى البيت عقب حصولها على الابتدائية، ولم أتمكن من الإنفاق عليها لتواصل تعليمها، وفى بعض الأحيان كانت أمى تقوم بتربية الطيور وبيعها أو بيع البيض، كل ذلك من الأمور البسيطة التى تدر علينا دخلا بسيطا يساعدنا على شراء ما نقتات لنبقى به على قيد الحياة، وظل الحال هكذا لمدة سنتين أو أكثر». ويواصل على كامل سرد تفاصيل مآساته قائلا:»ضاق صدرى من قلة الفلوس، وكنت أشعر بالمرارة وأنا أرى أمى وأخواتى يعانين مرارة الاحتياج والفقر، وأنا مكبل الأيدى إلى أن جاء إلى صديق يسكن فى مكان قريب من منزلي، وهو شخص كنت ألجأ إليه ليساعدنى فى البحث عن عمل فى مصنع صغير كان يطلب منه توريد عمال من حين لآخر، لكن المصنع أغلق ووجدته يعرض على السفر إلى الخارج مع مجموعة من الشباب من مراكز مختلفة قرب قريتنا، وقال لى إن السفر سيتكلف 8 آلاف جنيه، فوافقت على الفور، ووضعت منزلنا قيد الرهن، بعدما أقنعتنى أمى أنها سوف تسدد الدين وتفك الرهن بمجرد أن أرسل إليها راتبى من الخارج، وأرشدنى ذلك الرجل إلى سمسار، وقال إنه سيتولى توفير العمل والسكن لى فى إيطإليا، وأخبرنى أيضا أننى لن أتمكن من العودة لمصر خلال أول سنة فوافقت». ويكشف على تفاصيل رحلة العذاب قائلا:»ذهبت فى الموعد إلى المكان الذى حدده لى ذلك الرجل، وركبت مع مجموعة من الشباب سيارات نصف نقل، توجهت بنا حتى قرب البحر، وظللنا نعيش فى «مخزن» هناك قرابة 15 يوما، وعندما كنا نسأل عن موعد السفر كان الرد من المهربين أنهم مازالوا فى انتظار باقى المسافرين، وبعدها قالوا إنهم استطاعوا توفير القارب الذى سينقلنا إلى إيطإليا وبإمكاننا السفر.. وفى يوم السفر طلبوا منا جميعا تسليم كافة متعلقاتنا الشخصية بما فيهم جوازات السفر والملابس والأموال، ووجدنا أنفسنا جميعا فى قارب متهالك مزدحم ومكتظ بالركاب، وإذا كان القارب بستوعب خمسمائة شخص على الأكثر فإن عدد من كانوا على متنه يتجاوز الألف شخص، لدرجة أن القارب كان يسير ببطء شديد جدا، وأحيانا يتوقف». ويكشف على كامل تفاصيل رحلة الموت فى قارب الغرق قائلا:»استمرينا على هذا الحال لعدة أيام فى عرض البحر، إلى أن توقف القارب بالقرب من صخرة، وقال المهربون إن القارب تعطل بسبب الارتطام بتلك الصخرة، وكنا قد قطعنا مسافة كبيرة فى البحر، وبعد ساعات من توقف القارب فوجئنا بثقوب فى القارب، وبدأت المياه تنساب إلى داخل القارب، حتى غرق بالكامل فى البحر». ويستطرد على كامل قائلا:»بدأ كل من فى القارب يسقط فى المياه، والبعض كان يجيد السباحة، والكثيرون كانوا يغرقون على الفور، وربما كان حظى الأفضل لأننى كنت أجيد السباحة، حيث اعتدت السباحة فى ترعة بلدنا، وكنت قد تعرفت إلى شاب أثناء وجودنا فى المخزن قبل أن نستقل القارب، وأصبحنا أصدقاء، وهو ذلك الشاب يجيد السباحة، وساعدنى حتى تمكنت من العودة مرة أخرى إلى الشاطئ». ويكشف على كامل تفاصيل معاناته بعد الوصول لشاطئ النجاة قائلا:»ظللت أكثر من أسبوع لا أعرف أين أنا.. أو كيف أعود إلى بلدي.. حتى عرفت أننى فى السلوم، وكنت أتخيل أننى توفيت أو أنى لست من عداد الأحياء، إلى أن تمكنت من الاتصال بوالدتى وكانت لاتعرف إذا كنت قد سافرت أم لا، وأخبرتها أننى فى الطريق إلى القرية، بعد رحلة النجاة من الموت». ولكن ماذا يقول على كامل عن حياته بعد هذه الرحلة الملعونة؟ سؤال يجيب عنه قائلا «بعد هذه الرحلة وضعنا بات للأسوأ.. حيث رهنا المنزل الذى لانملك غيره». حكايات العائدين للحياة تتشابه فى بعض تفاصيلها، فإن أحدهم له قصة مختلفة، ويحكيها لنا مشددا على عدم الإفصاح عن اسمه، لأنه – كما يقول- «مطارد» من الشخص الذى ساعده على السفر.. ويحكى مآساته قائلا:»كنت أعرف أن هناك شخصا يعمل سمسارا لتسفير العمال إلى أوروبا، وبالفعل رأيت بعينى أكثر من شاب من أصدقائى فى منطقتى البدرشين والحوامدية سافروا بالفعل، وحصلوا على فرص عمل جيدة، واستطاعوا تأسيس منزل والزواج». ويمضى الشاب يسرد الظروف التى دفعته لخوض غمار هذه التجربة الخطرة قائلا:»للأسف لم أكن من أصحاب الشهادات الجامعية، وكانت حياتى الدراسية متعثرة بشكل كبير، حيث رسبت سنوات عديدة، حتى استطعت وبعد عدة سنين الحصول على دبلوم، وللأسف وجدت أن تلك الشهادة بلا قيمة ولا تؤهلنى لأى وظيفة أبدا.. وكانت أحلامى أن أسافر خارج البلد بأى ثمن، وكل ما يهمنى هو التخلص من الحياة مع زوج أمى الذى كان يدفعنى للعمل ويجبرنى على أن أعطيه كل ما أتحصل عليه من نقود أنا وأخى الأصغر منى بخمس سنوات، وأختى أيضا التى كانت تعمل عاملة نظافة فى أحد المستشفيات، وكان زوج أمى يستغلها بشكل بشع، بل وصل الأمر إلى أنه اعتدى عليها جنسيا، وأمى لا حيلة لها لأنه فقط ينفق عليها». ويواصل الشاب سرد مآساته قائلا:»كنت آمل من هذه الحياة وأهرب بالشهور من المنزل، للعمل ك»سايس» سيارات، أو حتى عامل نظافة، لكن كلها كانت أعمالا مؤقتة وبعد العمل فيها يوم أو اثنين أجد من يهاجمني، مؤكدا أننى أعمل فى منطقة عمله، فأضطر لترك المنطقة وأذهب لمنطقة جديدة فيتكرر نفس السيناريو، وأجد نفسى بلا أى مال ولا ملجأ فأضطر للعودة مرة ثانية إلى البيت وظلت حياتى على هذا المنوال طيلة حوالى ثمانى سنوات». ويتطرق الشاب إلى اللحظة التى كانت فارقة فى حياته، وهى التعرف على سمسار للسفر إلى أوروبا، ويحكى تجربته قائلا:»قال لى السمسار إنه من الممكن أن يساعدنى على السفر بشرط ألا أتحدث مع أى شخص عنه أو أبوح بتفاصيل السفر لأحد، وللأمانة فقد أخبرنى أن رحلة السفر ليست سهلة وستكون محفوفة بالمخاطر، فتأملت حياتى ووجدت أننى لا أستطيع مواصلة هذه الحياة الصعبة، وكان أملى أن أنجح فى تجاوز هذه الرحلة الخطرة وأصل إلى أوروبا لأجد عملا يوفر لى راتبا جيدا يساعدنى أن أعيش حياة كريمة، وأحقق أحلامى فى الحياة، ووعدت السمسار أننى لن أتحدث عنه مطلقا». ويواصل الشاب كشف تفاصيل مآساته قائلا:»قررت السفر، حتى بدون أن أخبر والدتى إلى أين سأسافر، ولم يكن يعلم أحد من أسرتى إلا أخى الذى كان يتمنى هو الآخر أن يسافر معي، لكننى قررت المخاطرة بنفسى أولا، ووعدت أخى أننى لو تمكنت من العمل سأرسل له عن طريق نفس السمسار الذى ساعدنى على السفر». ويحكى الشاب قمة تجربة السفر قائلا:»دفعت للسمسار النقود التى طلبها، بعدما سرقت 5 آلاف جنيه من زوج أمي، وسافرت مع مجموعة من الشباب حتى وصلنا إلى قرب ليبيا، حتى أستقل القارب، وبعد انطلاق القارب لساعات فى البحر، وجدناه يغرق بدون أى مقدمات، وظللنا نقاوم الغرق والموت لساعات حتى تمكنت من الوصول إلى الشاطئ.. والحمد لله اكتشفنا أننا ما زلنا فى مصر، فكانت رحلة العودة سهلة إلى حد ما، والآن عدت من جديد لأبحث عن فرصة أخرى أيضا للسفر، لكنى لن أجرؤ على للذهاب إلى منزلى وأخوتي، لأن أحد أقربائى أبلغنى أن السمسار الذى ساعدنى على السفر علم بنجاتى من الغرق ويبحث عني، وأنا حتى اللحظة أعيش حياتى مطاردا، وأخشى أن أعود إلى المنزل خوفا من ذلك السمسار».