المعتصم بالله حمدي كانت عودة غناء المطربة اللبنانية إليسا في مصر بعد غياب أكثر من عامين بمثابة تأكيد علي أن نجومية المطربين العرب لا تكتمل إلا بالغناء في مصر التي لها بريق خاص عندهم والنجاح فيها له مذاق آخر، وبرغم الظروف الصعبة التي عاشتها البلاد في الفترة الأخيرة وتراجع نسب الحفلات الغنائية بشكل غير مسبوق، حيث وصل التراجع لما يقرب من 60 % عما كان عليه الوضع قبل عام 2011 ووصلت خسائر العاملين في صناعة الحفلات الغنائية لما يقرب من 600 مليون جنيه، حيث يعمل في هذه الصناعة أكثر من 30 ألف عامل معظمهم عانوا البطالة في الثلاث سنوات الأخيرة، كما أن معظم شركات الإنتاج المصرية توقفت عن الإنتاج ووصلت خسائر بعضها لما يقرب من نصف مليار جنيه. إليسا أكدت ضرورة دعم صناعة الغناء في مصر وأن حفلها الأخير بمنطقة سهل حشيش تضمن رسالة للعالم أن مصر بلد الحضارة وأن أغنية «حلوة يا بلدي» التي قدمتها في الحفل هي إشارة لجمال وعظمة مصر التي تحتل مكانة كبيرة لدي العرب ولا يمكن الاستغناء عنها لحظة، ولذلك لم تتردد لحظة في قبول الحفل ودعم السياحة المصرية . وبرغم محاولة البعض الزج باسم إليسا في بعض المعارك والتصريحات السياسية حول مصر، فإنها نفت أن تكون لها علاقة بهذه التصريحات وأنها تركز فقط في عملها وتتواصل بكل حب مع جمهورها العربي ويحتل الجمهور المصري مكانة خاصة عندها وشعرت بسعادة لنجاح ألبومها الأخير «حالة حب»، وهذا ما ظهر من خلال تفاعل الجمهور المصري معها في حفلها الأخير وهي شعرت بالفعل أنها تعيش «حالة حب» مع الجمهور المصري الذي تسعد دائما بمساندته لها وهي مستعدة لإحياء مزيد من الحفلات في الفترة المقبلة تقديرا للشعب المصري العظيم. وبعيدا عن إليسا يبدو أن النجوم العرب سيسهمون في انتعاش صناعة الحفلات الغنائية فبعد حفل إليسا ، هناك مفاوضات مع عدد من النجوم العرب مثل محمد عبده و أحلام وراغب علامة وكاظم الساهر وديانا حداد ونوال الزغبي وباسكال مشعلاني وسيرين عبدالنور ونجوي كرم وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم. عدد من متعهدي الحفلات، أكدوا أن هناك تفاهما بين النجوم العرب علي تخفيض أجورهم في مصر بشكل يدعم وجودهم، خصوصا أن الوضع الاقتصادي في مصر لا يسمح بأن يتقاضوا نفس الأجور التي يحصلون عليها في الخارج لكنهم يفضلون أن تكون هذه الحفلات في المدن الساحلية وتحديدا مدينتا «الغردقة وشرم الشيخ» لأنهم يرون أن الظروف الأمنية أفضل بكثير هناك، حيث لا توجد مظاهرات أو فعاليات سياسية كما أن السياح العرب ركزوا علي هذه المدن في الصيف الحالي وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تتركز الحفلات في هذه المناطق. الفنان الكويتي نبيل شعيل، أكد هو الآخر استعداده لدعم الاقتصاد المصري وإنعاش صناعة الغناء بتقديم عدد من الحفلات خلال الفترة المقبلة، وهناك شعور يتملكه دائما أن مصر لها جميل علي كل النجوم العرب ولابد من دعمها في الفترة العصيبة التي تعيشها حاليا كما أن الجمهور المصري يستحق الكثير من نجوم الطرب لأنه أسهم في صناعة شهرتهم وانتشارهم. وبعيدا عن حفلات النجوم العرب، يوجد نجوم الغناء المصري بقوة أيضا في الحفلات الغنائية، ومنهم عمرو دياب الذي يحتفل حاليا بصدور ألبومه «شفت الأيام» وتامر حسني الذي صدر له ألبوم «180 درجة»، وكذلك الحفلات التي تقام دعما للاقتصاد المصري وصندوق «تحيا مصر» والتي يقدمها هاني شاكر وآمال ماهر وعلي الحجار ونادية مصطفي وغيرهم. كما يطالب الجمهور المصري نجوم الغناء، بتخفيض أجورهم مثلما الحال بالنسبة للنجوم العرب، حيث إن أسعار بعض التذاكر لا تتناسب مع الظروف الاقتصادية التي تعيشها مصر والمغالاة من جانب بعض المطربين في أجورهم أمر غير مقبول علي الإطلاق، ولابد من زيادة عدد الحفلات التي تدعم الاقتصاد المصري لأن نجوم الفن عليهم دور كبير، وتحديدا نجوم الغناء مثلما كانت عليه الحال في زمن عبدالحليم حافظ وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ونجوم الزمن الجميل.