وكلات أوردت إذاعة فرنسا الدولية نقلاً عن مصادر لم تكشف عنها، أن الجيش الفرنسي المنتشر في شمال مالي تمكن من اعتقال أحد قادة جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا يدعى يورو ولد الدحه. وينحدر ولد الدحه من المجموعة العربية في شمال مالي، من مواليد مدينة جاو، يبلغ من العمر تقريباً 40 عاماً، ويعد أحد قادة جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا.وكان تاجراً "مغمورا" وصاحب سمعة "طيبة" في المنطقة، سرعان ما قرر التحول إلى صفوف الجهاديين، خاصة مع تشكيل جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، بوصفها كتيبة خاصة بالجهاديين العرب، بعد أن رفضت قيادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي منحهم كتيبتهم الخاصة على غرار "كتيبة الأنصار" الخاصة بالطوارق. ولم تكشف المصادر التي أوردت الخبر عن الطريقة التي بها اعتقال ولد الدحه، مكتفية بأنها نفذت من طرف "جنود فرنسيين"، وقد جرت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء. وكان ولد الدحه قد شارك في المعارك العنيفة التي خاضتها جماعة التوحيد والجهاد ضد الحركة الوطنية لتحرير أزواد من أجل السيطرة على مدينة غاو في يونيو/حزيران 2012. وبعد سيطرة الجماعة على غاو كان مسؤولاً عن كتيبة الأمن والشرطة الإسلامية؛ ويتهم بأنه كان وراء إقامة الكثير من الحدود التي قطعت فيها أيدي بعض من اتهمهم بالسرقة؛ إبان سيطرة الجماعة على غاو، لأكثر من نصف عام. وكانت الصحافة المالية الصادرة في باماكو قد تحدثت عن دور عسكري مهم لعبه ولد الدحه في الاشتباكات الدائرة منذ أسابيع في شمال مالي، بين جناحين من الحركة العربية الأزوادية؛ ووصفته بأنه قائد الجناح العسكري لجناح ولد سيدي محمد في الحركة العربية. وأشارت هذه الصحف إلى أن ولد الدحه رغم قتاله إلى جانب أحد أجنحة الحركة العربية الأزوادية، كان يحتفظ بصلات قوية مع المدعو أحمد التلمسي، القائد العسكري لجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، الذي سبق أن أسس كتيبة "المرابطون" العام الماضي مع الجهادي مختار بلمختار (بلغوار)، والمكنى خالد أبو العباس. وركز الإعلام المالي بشكل لافت خلال الأيام الماضية على ولد الدحه، وحذر من الأدوار التي يلعبها معتبراً أن مشاركة الجناح الذي يمثله في المفاوضات بالجزائر "أمر غير مقبول". وتشير هذه المصادر إلى أن "يورو" كان يقود الجناح العسكري لمجموعة ولد سيدي محمد، وينسق مع العقيد الطوارقي الهجي أغ غامو والجنرال العربي عبد الرحمن ولد ميدو، من أجل ضرب الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي ترفع مطالب انفصالية عن مالي. وقد اشتدت وتيرة الاشتباكات الأخيرة في منطقة تابنكورت، في ظل الحديث عن خسائر كبيرة في صفوف الطرفين، فيما لا تزال حتى اليوم الثلاثاء الصورة غامضة حول حصيلة هذه الاشتباكات التي ما تزال مستمرة. سبق لولد الدحه أن نفذ عملية اختطاف خمسة من عمال الصليب الأحمر في شمال، وذلك عندما كانوا في طريقهم من مدينة كيدال إلى غاو؛ وقد تمكنت القوات الفرنسية من تحريرهم بعملية عسكرية نوعية؛ وتتهمه بعض الجهات الاستخبارية بتدبير عملية انفجار لغم تحت مركبة عسكرية فرنسية منذ أسبوعين، أودت بحياة جندي فرنسي وإصابة عدة جنود آخرين.