فادي عاكوم صاحب الانتخابات الرئاسية في مصر وسوريا افراح عامرة لدى شعبي البلدين، واظهرت مقاطع الفيديو التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي الفرح العارم في الشوارع والساحات، اختلفت التفسيرات والتحليلات حول هذه الظاهرة واسبابها، الا ان الثابت وغير القابل للتحول هو ان عودة العسكر الى الحكم في مصر وبقائهم في سوريا يلاقي قبولا شعبيا باعتبارم طوق النجاة وسفينة الخلاص من استبدادية واجرام الجماعات المتأسلمة كتنظيم الاخوان المسلمين والقاعدة وانصار بيت المقدس وغيرها، فهذه الجماعات استغلت انشغال جيوش المنطقة وشعوبها بالتطورات السياسية لتتسلق المناصب والكراسي، وكان لزاما على الجيوش او العسكر حسب العبارة الشعبية وخصوصا المصري منهم وضع حد نهائي لما يجري وسيجري. فحكم العسكر... عبارة باتت من اكثر العبارات اممية في الوطن العربي في السنوات الاخيرة، خصوصا بعد ثورات الربيع العربي وما نتج عنها من تغيرات سياسية وتقلبات في أنظمة الحكم، ويختلف مفهوم حكم العسكر بشكل عام بين دولة واخرى، ففي بعض الدول العربية كان حكم العسكر حكما مباشرا مع سيطرة على الاذرع السياسية والاقتصادية، وفي بعض البلدان ادار العسكر الحكم من وراء الستارة، واحيانا اخرى كان للعسكر الدور الاساسي ببقاء المنظومة الحاكمة. من مصر مرورا بسوريا والاردن والعراق ولبنان واليمن وليبيا وصولا الى تونس والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين... كان للعسكر والعلاقة مع الشعب تحولات دراماتيكية، فالعسكر حكموا او لا يزالون يحكمون بدعم من الشعب، واحيانا انتفض الشعب وقال لا لحكم العسكر،،، الا انه ما لبث ان عاد وطالب ضمنيا بعودة العسكر للتخلص من حالة اللاامن السائدة والتي افرزتها الفراغات الامنية، التي انتجت بؤرا اجرامية سمحت للمنظمات الارهابية التي تتخذ من الغطاء الاسلامي لها بالظهور لممارسة طقوسها التفجيرية - الارهابية التي تطال المواطن في الدرجة الاولى بينما عنوانها المعلن مواجهة العسكر لانه يقف حجر عثرة في طريق اقامة الدولة الاسلامية الموعودة. الا ان المعضلة التي ظهرت هي تفسير الدور الفعلي للعسكر وحكمهم في البلاد العربية، فالثورات الاخيرة اظهرت ان وجودهم المباشر او غير المباشر كان صمام الامان للحفاظ على الكيان الاساسي للدول التي حكموها، ولدى زوال دورهم زالت هيبات هذه الدول بل ضاعت هذه الدول او على الاقل عرفت شبه ضياع ووصلت الى حافية الهاوية، والسبب بل الاسباب كثيرة ومتفرعة، منها تعدد القوميات والطوائف والملل والتي تحلم بالانفصال وتكوين الكيانات الخاصة بها، والتي لم يكن من الممكن ضمها تحت راية واحدة الا تحت راية حكم العسكر بقوته وجبروته. كما ان ظهور الكثير من التوجهات والاحزاب السياسية والتفسيرات الخاطئة من قبل معتنقيها من جهة، وتبعية البعض لاجندات خارجية من جهة اخرى، تشكل في الاساس خطرا على وحدة الكثير من الدول بسبب رعونة وطفولية بعض الاحزاب، او استشراس احزاب اخرى لاجنداتها الخاصة وتبعيها للخارج مما يشكل من الاساس خطرا على الوطن المنتمين اليه. مع الاشارة الى المنطقة العربية باتت على مفترق طرق ثلاثي: - العودة الكاملة الى حكم العسكر. - الانقياد وراء مشاريع المنظمات الاسلامية وعلى راسها منظمة الاخوان المسلمون الارهابية وما يحوم في فلكها من منظمات ارهابية بالاضافة الى تنظيم القاعدة الارهابي. - الدخول الى المنظومة الايرانية المتمثلة باذرع الحرس الثوري الايراني كحزب الله الذي عرف بعد موجة الربيع العربي انتشارا لم يسبق له مثيل بحجة حماية المناطق الشيعية في لبنانوسوريا واليمن، بالاضافة الى الحلم الكبير باختراق الدفاعات المصرية والتوغل في المجتمع المصري المحب لآل البيت.