طالب د.عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل للرئاسة في مصر شباب الأزهر أن يعملوا من أجل مؤسسة الأزهر الشريف في جميع النواحي السلوكية والشكلية والتربوية، ويسعوا إلى إستقلاله عن السلطة التنفيذية بإعادة النظر في القانون الخاص به، جاء ذلك خلال لقاءه اليوم بطلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر في محافظة أسيوط. وأضاف أبوالفتوح "أنتم يا شبابنا مَن سيرفع من شأن الأزهر مجددّاً، بمعرفتكم الجيدة به كونه صرح عظيم يجب أن نُعيد له مكانته المؤثرة في الأمة كلها، لذا عليكم أن تُفعّلوا من نشاطاتكم الطلابية وتستعينوا بعلماء الأزهر وخبرائه في جميع المجالات لأننا نمتلك كنوزاً منهم تعمدّ النظام السابق تهميشهم وإقصاءهم والتعسّف معهم، فنحن رفعنا شعار "فليرتفع شأن الأزهر" في مظاهرات السبعينات لمعرفتنا أنه إذا صَلُحَ صَلُحَتْ الأمة كلها، فعلى الرغم من سهام العداء الموجهة للأزهر إلاّ أنه مازال حتى يومنا هذا علم من أعلام الإسلام الوسطي، ويجب أن يستمر كذلك". وأوضح أبوالفتوح "إن مشروعنا الوطني يقوم على تحرير مصر من المركزية كما يسعى إلى إستقلال الجامعات فتكون ذات إدارة وميزانية مستقلة، لذا يجب أن نُعيد إنتخاب هيئة علماء الأزهر، وأن يكون شيخ الأزهر مُنتَخباً وليس مُعيّناً من قِبل رئيس الجمهورية، حتى لا يكون للحاكم أو جهازه الأمني سلطة عليه وعلى قراراته، أو يتسلّط على علمائه الذين يُعّدون منبر العلم للأمة". وتابع أبوالفتوح "يجب أن يتّم إعادة النظر في قانون الأوقاف التيّ تُعدّ أحد أركان تنمية المجتمع، بما لا يسمح للحكومة أن تُغيّر في نية الواقف أو أن تأخذ الأموال من الوقف لصالح شئٍ آخر غير ما وُهب إليه هذا الوقف، ومن أجل ذلك لا بدّ أن يعود الوقف إلى مؤسسة الأزهر مجددّاً، ويتّم زيادة ميزانيته، فالوقف في تركيا يُشكّل نسبة 7% من ميزانيتها". وشددّ أبوالفتوح على ضرورة إنشاء معاهد أزهرية خاصة، وكذلك تطوير التعليم الأزهري، وإضافة اللغات المختلفة والحاسب الآلي كمواد دراسية في منظومته، حتى نخلق جيل من علماء الأزهر يُواكب العصر وتطوراته المستمرة بكل تحدياتها". وعلى صعيدٍ متصل قال د.عبدالمنعم أبوالفتوح في مؤتمره الجماهيري الذي إلتقى فيه أهالي مدينة أسيوط: "إن مشروعنا الوطني ليس مركزياً، فالشعب كله أعضاء به، لأنه مشروع للوطن وليس لشخص بعينه، فيجب أن تستشعروا أهميتكم ومكانتكم فيه، وسنُقدّم للشعب ما حققناه من إنجازات ومافشلنا فيه وأسباب هذا الفشل". وأكمل أبوالفتوح "إن محافظة أسيوط من أفقر المحافظات والتي تعمّد النظام السابق تهميشها كمعظم محافظات الصعيد، إلاّ أن متطلّبات الشعب يجب أن تكون لها الأولوية لدى خادم الشعب المتمثل في الرئيس ومساعديه ووزرائه ف (اللي يعوزه المصريين يحرم على الغريب وعلى الدول الأخرى)، فنحن نسعى في مشروعنا الوطني إلى التوسّع في الظهير الصحراوي ونقل المشروعات والإستصلاح الزراعي وإنشاء مدن جديدة لأهلنا في الصعيد، هذا بالإضافة إلى وجوب ضبط القانون الضرائبي وإعادة مؤسسات الزكاة وإستثمار الفريضة في مشروعات التنمية لصالح مصر والبسطاء في شعبنا العظيم". من جهة أخرى أصدر أبوالفتوح بيانا أعلن فيه أنه حصل على أكثر من ثلاثين ألف توكيل، وقال أبو الفتوح في البيان "لم يتزحزح إيمانناً يوماً بعد فضل الله وعونه بأن أهل مصر وناسها هم مخزونها الهائل وثروتها الإستراتيجية وقوتها الدافعة، راهنّا عليهم مراراً فما خذلونا ولا بدلوا، قاموا ونفضوا عنهم ركام ثلاثين عاماً من الحكم الإستبدادي لمبارك وولده، وقدموا دمهم الزكي، وأرواحهم الطاهرة، وإحتمالهم الفتيّ، فداءاً لمصر وحريتها وكرامتها." وأضاف أبو الفتوح "يعود اليوم أهلنا ناس مصر وكِرامها، ليُؤكدّوا صدق عزمهم، ونُبل أفعالهم، وقوة إرادتهم وإصرارهم على التغيير لنعيش جميعاً في مصر أكرم وأعدل وأفضل، فقد طوقوا عنقي بخالص مودتهم، وأقاموا علّي الحجة بسيل التوكيلات التي إنهمرت فتجاوزنا بها الثلاثين ألفاً المطلوبة للترشح للرئاسة بآلاف." ووجه أبو الفتوح الشكر لمن قاموا بعمل التوكيلات له قائلا "ولا تكفي كلمات الشكر لكل مَن بذل من وقته وجهده ليُقدم لي توكيلاً، أحمله كما أحمل كتابي أمام الله، وأنا عنه مسئول، فقد شاهدتُ العجائز يقفون أمام مكاتب التوثيق في إصرار، وأصحاب الحاجات الخاصة يصطفون جماعات وفُرادى، لهؤلاء خاصةً من كان يكفيهم الدعاء، لكنهم أصرّوا على العمل وتقديم التوكيل لي، أتقدّم بشكري العميق، ووعدي الصادق الدقيق أن كرامتهم وحاجتهم وكفايتهم هي أول ما أعمل على تحقيقه، وأتحمّل مسئوليته." كما شكر أبو الفتوح أعضاء حملته قائلا "أما الشباب والشابات والرجال والنساء مُتطوعيّ الحملة من كل محافظات مصر الذين تنوّعت أعمارهم وتعدّدت إنتماءاتهم وفئاتهم، فلن أوفيّهم شكراً بقدر حماسهم لي ورغبتهم الصادقة في الوقوف معي في صف السعيّ نحو مصر التي يرجون، والتي إن شاء الله ينالون، على أن نحقق حلم كل مصري في أن تكون "مصر القوية" واقعاً يعيشه في بيته وشارعه وعمله وأمنه ورزقه وكرامته وفخره بين الأمم." واختتم أبو الفتوح بيانه قائلا "بتوكيلاتكم التي زادت على الثلاثين ألفاً بآلاف، والتي ما زالت تتدّفق حرصاً على المشاركة، وإعلاناً للمساندة والتأييد، كان ترشّحي الذي سأتقدم به رسمياً الأسبوع القادم لللجنة القضائية العليا لإنتخابات الرئاسة، لتكون هذه أولى خطواتي معكم نحو تحقيق مشروعنا الوطني، وحلمنا الذي نحققه سوياً، فبمثل هذه الوجوه النضرة والنفوس العطرة، والإصرار على النجاح، يُشرق وجه مصر الفتّي القويّ."