وفاء فراج شتان الفارق ما بين اليوم بالأمس، ففى انتخابات الرئاسة 2013 امتلأت الشوارع ببوسرات الدعاية ل13 مرشحا يتنافسون جميعهم على «عرش مصر». أما اليوم ومع انطلاق السباق الرئاسى رسميا فى 3 مايو الجارى، فالمنافسة محصورة بين المرشحين عبد الفتاح السيسى، وحمدين صباحى وسط حملات دعائية يمكن وصفها ب«الباردة» حتى الآن. وربما يكون سبب تلك «البرودة» من يعتقد أن الانتخابات محسومة سلفا هذه المرة، برغم أن هناك من يرى العكس ويؤكد أن المنافسة ستكون «نارية» بين المرشحين. وأن «السخونة» ستزداد تدريجيا كلما اقتربت لحظة الحسم التى ينتظرها المصريون. «الأهرام العربى» استطلعت رأى عدد من خبراء الدعاية ومسئولين بحملتى المرشحين الرئاسين للوصول إلى أسباب تراجع الدعاية الانتخابية حتى الآن. يبدأ د. أحمد كامل أحد مسئولى المكتب الإعلامى لحملة المشير السيسى بشرح الملامح الرئيسية لحملتهم الانتخابية التى لا يعرف الناس عنها الكثير، واتسمت ببعض الغموض ويقول: ليست حملة غامضة، لكننا التزمنا بالمواعيد الرسمية لبدء التنافس فى السباق الرئاسى والذى بدأ يوم 3 مايو، مشيرا إلى أنها كانت بداية مهمة من خلال المظاهرات الإلكترونية التى حملت عنوان «تحيا مصر» وهو شعار الحملة، تلك الظاهرة التى استهدفت بها الحملة الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى، وقد نجحت الفكرة بشكل كبير، إضافة إلى اللقاء المفتوح لسيادة المشير مع إعلاميى مصر من جميع الجهات الذى دام 5 ساعات، مشيرا إلى اطلاق الحملة للموقع الإلكترونى الرسمى للحملة، إضافة إلى حوارات المشير مع الإعلاميين كل على حدة فى الفضائيات المختلفة، كما أن الحملة قد عرض عليها أكثر من فيلم وثائقى عن حياة المشير مقدم من أكثر من شركة إنتاج خاصة كهدية للحملة وندرس الأمر، وأى من تلك الأفلام يمكن عرضها حتى لا نقع فى النمطية, ونحاول فقط إظهار الجوانب التى لا يعرفها الناس عن المشير السيسى وليس إنجازاته كما يروج البعض. أما فيما يتعلق بالمؤتمرات الشعبية لتأييد المشير، يقول المسئول فى الحملة الانتخابية إنهم بصدد دراسة الشكل الأمثل لتلك المؤتمرات نظرا للوضع الأمنى الراهن وحياة المشير، خصوصا أنها تقام من قبل مؤيدى الحملة سواء من أحزاب أو حركات سياسية أم أفراد ونقوم بالتنسيق معهم إذا طالبوا بذلك، مؤكدا أن الحملة لن تكتفى بشعبية المشير وستعمل وفق نهج إعلانى ودعائى صحيح، ولكن وفق مبدأ أنه لا إسراف أو بزخ فى الحملة، حيث سنبدأ فى فتح حساب مصرفى لجمع تبرعات من المواطنين المؤيدين للمشير، حيث نتمنى فى الحملة ألا نصل للحد الأقصى للصرف على الدعاية الانتخابية والمقرر ب 20 مليون جنيه، لذلك نتبعد عن النمطية فى الحملة ونبحث عن كل جديد .. أما محمد عبد العزيز، عضو حركة تمرد وعضو الهيئة العليا لحملة حمدين صباحى، فيؤكد أن حملة حمدين هذه المرة أسهل مما كانت فى العام قبل السابق حيث يتم الآن من خلال الحملة الدعائية التعريف ببرنامج حمدين ومشروعه وليس التعريف بشخصه كما فى السابق، خصوصا أن المرشحين الموجودين الآن سواء حمدين أم المشير السيسى يعرفهم كل المواطنين، وهذا نعتبره قفز خطوات للأمام، مشيرا إلى أهم ملامح حملة حمدين صباحى وهى الأنشطة الجماهيرية، حيث تهدف لعمل مؤتمرات شعبية يومية لتصل لكل محافظات مصر، بحضور المرشح نفسه إن أمكن فى المحافظات الكبرى والمهمة مثلما حدث وبدأ صباحى بإطلاق حملته من محافظة أسيوط وسط الصعيد ليعبر عن مشاكل فقرائها .. كما تستهدف الحملة إلى نشر برنامج حمدين بأكثر الطرق انتشارا من خلال الشباب والإنترنت والبرامج التليفزيونية والإعلامية، خصوصا أن برنامج المرشح هو نفس برنامجه السابق، ولكن أضيف عليه حل للمشكلات التى طرقت كمشاكل الأمن والإرهاب . وفيما يتعلق بالتمويل يقول عبد العزيز إنه من المعروف أن حملة حمدين حملة فقيرة ماديا ولا تعتمد على الدعاية المبالغة فيها، وقد كانت أيضا الحملة الأفقر فى حملات ال 13 مرشح فى الانتخابات السابقة ونجحت نجاحا باهرا، ووصلت للمرحلة الثالثة وتوقعنا أن تدخل الإعادة، وهذا ما نتمناه اليوم أيضا، خصوصا أننا نبدأ الآن من حيث انتهينا أمس، مؤكدا أن المعيار المادى ليس ذات أهمية كبرى فى انتخابات بين مرشحين اثنين فقط معروفين للجميع، لكن المشروع والبرنامج الأقوى هو المعيار، مؤكدا أنهم برغم ذلك فقد فتحوا حسابا لجمع التبرعات وسنقدم إقرارا يوميا للجنة العليا للانتخابات عن تفاصيل هذا الحساب . وعن تقييمه للحملات يقول الدكتور سامى عبدالعزيز، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة: فى البداية نلاحظ أن النزعة الاحترافية فى الحملات الانتخابية غير موجودة حتى الآن، وبدأت مخطئة فى نشر للشائعات وحملات التشوية التى بدأت من قبل بدء السباق الرئاسى بين الحملتين والذى سيزداد بسبب القلق السريع الموجود بالشارع المصرى، لذلك يجب أن تصارح كل حملة جمهورها وتلتزم الشفافية لكى تموت الشائعة قبل أن تخرج، مؤكدا أن الخطوات المتأخرة تؤدى إلى انتشار الشائعة وأيضاً يستفيد أطراف أخرى من هذا . وأكد الخبير الإعلامى أن حملة المرشح الرئاسى «حمدين صباحى»، تعد أقل كفاءة مما كانت عليه فى انتخابات الرئاسة عام 2012. وهى نقطة ضعف كبيرة ليست لصالحها فى العمل الترويجى، موضحا أن حملة «صباحى» تواجه مأزقا حقيقيا، خصوصا أنها تركز فى الهجوم على حملة «المشير عبد الفتاح السيسي»، اعتقادًا منها أن ذلك سيأتى بنتائج إيجابية، لافتًا النظر إلى أنه فى حال ترويجها ل»صباحى» بعيدًا عن الهجوم على حملة «السيسى» ستحقق نتائج أفضل، بخلاف أن نسبة كبيرة من مؤيدى حمدين فى السابق، أصبحوا مؤيدين للمشير السيسى مما يفقده دعما سياسيا كبيرا . ومن ناحية أخرى انتقد عبد العزيز، الحملة الرسمية ل «لمشير عبد الفتاح السيسي» التى تفتقد للعمل التنظيمى، وتظهر عليهم ملامح البطء الواضح على عكس حملة «حمدين صباحى» التى بدأت بالفعل فى عقد مؤتمرات جماهيرية لمرشحها، كما يرى أن أهم نقاط الضعف أيضا لدى حملة السيسى الادعائية، هو تأخرها فى نشر البرنامج الانتخابى للمشير، مما يشير أنها تفتقر إلى عامل الوقت والدعم خصوصا من فئة الشباب . أما المستشار إيهاب وهبى، الأمين العام لتيار شباب الاستقرار والتنمية، يؤكد أن الجميع الآن يتحدث عن حملتى الرئاسه بطريقة تبتعد كثيراً عن المعنى الحقيقى لهذه الانتخابات، وما هى إلا خطوة فى الحياة السياسية فى مصر بمفهوم جديد لم نعهده من قبل وإن كانت الانتخابات الرئاسية السابقة كانت تمثل أيضا خطوة على طريق الديمقراطية، لكنها لم تكن بما نحن فيه الآن، فنحن الآن لدينا تنافس حقيقى وأصبح الشعب قادرا على اختيار رئيسه، أصبحنا نعيش فترة جديدة ومنهجا جديدا يقوم على مبدأ تداول السلطة، وأصبح على كل مرشح أن يقدم ما لديه من برامج حقيقية توضع أمام الشعب ليقرر ويختار على أساسها . أما فيما يتعلق بدعم التيارات السياسية والأحزاب للانتخابات وأى مرشح يقول: إننا كتيار لنا موقف آخر فلا يهمنا شخص المرشح، بقدر ما يهمنا ماذا سيقدم لمصر ولشعبها ببرنامجه من خلال الواقع الذى نعيشه، لذلك فإن التيار دشن حملة تحت عنوان «كن رئيسى»وتم طبع أكثر من مليون استمارة يتم توزيعها حالياً على جميع المحافظات والتى من شأنها توعية الشعب بحقوقه ومسئولياته خلال المرحلة المقبلة التى ستمر بها مصر وحثه وتحفيزه على المشاركة الحقيقية وإزاء المرحلة الحالية الدقيقة والفارقة فى تاريخ هذه البلد، فإن التيار وضع معايير وأسسا للاختيار الصحيح لرئيس مصر المقبل مأخوذة ومستوحاة من واقع نعيشه جميعاً، ومن متطلبات ثورتى 25 يناير و30 يونيو وما طالبت به من عيش وحرية وعدالة. مشيرا إلى أنهم فى التيار يطالبون بمناظرة علنية حتى يعلم الشعب المصرى كله من هو رئيسه الذى سيعطيه صوته عن اقتناع تام.