حوار: محمد الجوهرى بعد فترة طويلة من الشد والجذب بين وزارة الرياضة فى عهد طاهر أبوزيد وأطراف عدة، وصلت الخلافات إلى طريق مسدود، وكادت أن تؤدى إلى إيقاف النشاط الرياضى فى مصر، جاء خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة الجديد بعد ضم الوزارتين، حاملا الحل السحرى لأغلب الأزمات، وتراجع الكثيرون عن مواقفهم المتعنتة ولاسيما المستشار خالد زين، رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية الذى تعجب من تبدل أحواله تماما. «الأهرام العربى» تحاول رسم ملامح الخريطة الرياضية فى مصر خلال الفترة المقبلة عبر هذا الحوار مع وزير الشباب والرياضة. هل نجح وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز فى إعادة الهدوء للوسط الرياضى؟ وزارة الشباب والرياضة نجحت إلى حد كبير فى إعادة الهدوء والاستقرار إلى الوسط الرياضى خلال المرحلة الحالية بعد فترة طويلة من الشد والجذب بين جميع الأطراف ووصول بعضها إلى ساحة القضاء، ومازلنا نسعى إلى إنهاء جميع المشاكل حتى يتسنى لجميع أطراف المنظومة الرياضية العمل فى هدوء. يعتبر كثيرون أن قانون الرياضة سيمثل الحل لكل الأزمات التى تشهدها الساحة الرياضية فى مصر.. فمتى يتم الانتهاء منه؟ تم إرسال مسودة قانون الرياضة إلى اللجنة الأوليمبية من أجل إبداء رأيها فى مشروع القانون لمطابقته بالميثاق الأوليمبى والمواثيق الدولية، وحال التوافق على القانون سيتم إصداره، وألا يجب ننسى الوزير السابق الكابتن طاهر أبوزيد واللجنة التى أعدت قانون الرياضة على مجهودهم الكبير، كما تم تشكيل لجنة ثلاثية تتكون من حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، ومبعوث اللجنة الأوليمبية الدولية، وخالد زين، رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية، وخالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة ممثلا عن الوزارة، تختص بعرض الموقف النهائى لحل أزمة الرياضة على الجهات الدولية المتمثلة فى الاتحاد الدولى لكرة القدم واللجنة الأوليمبية الدولية. انتهت الأزمة الكبرى ما بين وزارة الرياضة واللجنة الأوليمبية المصرية بعد دمج الوزارة وتوليك للمسئولية، وهو ما ربطه البعض بصرف 16 مليون جنيه للجنة الأوليمبية، وقيل نصًا "فتح الحنفية التى أغلقها طاهر أبوزيد"؟ وزارة الدولة للشباب والرياضة ليست جهة خلاف مع منشأة شبابية أو رياضية، ولكن دورها دعم الأنشطة ماديًا والرقابة على الإنفاق، ومسئولية اللجنة الأوليمبية الإشراف على الأنشطة التنافسية، وتوزيع المخصصات المادية على الاتحادات المختلفة، وهو ما تم بالفعل حيث قررت الوزارة صرف 16 مليون جنيه للجنة الأوليمبية برئاسة المستشار خالد زين، وأرسلنا للجنة شيكات ب9 ملايين جنيه لتوزيعها على الاتحادات - لكل اتحاد شيك خاص - وسيتم إرسال باقى المبلع للجنة لتوزيعه على الأندية، وهو أمر طبيعى ومنطقى. البعض اعتبر إصرارك على إقامة الانتخابات برغم خطاب الفيفا مقامرة قد تؤدى لإيقاف النشاط الرياضى فى مصر؟ خطاب "الفيفا" لم يهدد بوقف النشاط الرياضى، ولكن طلبت تحديد موقف 4 أندية فقط وهي: الترام والترسانة والشمس والزمالك، بالنسبة للترام، فهو نادى شركات، وقد بلغ رئيسه سن المعاش ولايمكن عودته، أما نادى الترسانة، فالمهندس حسن فريد ترك النادى ليتولى مسئولية، نائب رئيس اتحاد الكرة، وقد أرسلنا خطابًا ل"فيفا" نبلغ بأن انتخابات النادى سوف تعقد 7 مارس وانتهت مشكلته أيضًا، وفيما يخص نادى الشمس، فقد تم استبعاد مجلسه بعد حكم قضائي، ولم يتبق سوى مشكلة نادى الزمالك، وأجرينا مفاوضات معه ومع جميع المرشحين ولكن المهندس ممدوح عباس أكد أنه فى حالة عودته سوف يقوم بتأجيل الانتخابات. وماذا عن خلافك مع ممدوح عباس رئيس مجلس إدارة نادى الزمالك الأسبق؟ علاقتى بممدوح عباس رئيس نادى الزمالك طيبة، وقد ذهبت إليه فى مطلع مارس لإقناعه بالعودة لرئاسة النادى لحين إجراء الانتخابات لكنه رفض، وصمم على استمرار مجلسه، وفى كل الأحوال هو اختلاف فى الرؤى ووجهات النظر، ولا توجد أى خلافات شخصية بيننا. ما إمكانية عودة الجماهير مرة أخرى للمدرجات خلال الموسم الحالي؟ بعد أحداث الشغب التى قام بها الألتراس خلال مباراة الأهلى والصفاقسى التونسى، رأت وزارة الداخلية إنه من الأفضل استكمال الموسم الكروى الحالى بدون جماهير، وذلك حرصًا على سلامة الجميع، وحاليا تدرس وزارة الشباب والرياضة مع وزارة الداخلية والجهات المختصة، إمكانية إنشاء شركات أمن خاصة لتأمين المباريات خلال إقامتها بالمواسم الكروية المقبلة، مع وجود قوات أمن تتبع وزارة الداخلية بجوار الملاعب لمتابعة الحالة الأمنية، وحرصًا من وزارة الشباب والرياضة على إعادة الحياة للمدرجات من جديد ناقشت مع وزير الداخلية إمكانية حضور الجماهير مياراتى الأهلى الزمالك فى إياب دور ال16 من دورى أبطال إفريقيا، ووافقت الداخلية على حضور 2000 من مشجعى كل فريق، وتتحمل وزارة الدولة للشباب والرياضة تكاليف السفر والإقامة لروابط مشجعى النادى الأهلى والزمالك. ما المشكلات التى تواجهكم مع روابط الألتراس؟ لا توجد مشكلة بين روابط الألتراس ووزارة الشباب والرياضة، ونعلم جيدًا أنهم محبون لوطنهم، كما يتم دراسة مشاركتهم فى إدارة شركات الأمن الخاصة التى من المقرر أن تتولى تأمين المباريات، ولكن تتم دارسة الموقف القانونى مع وزارة الداخلية التى لم تبدى رفضها للفكرة. بعد دمج وزارتى الشباب والرياضة حدث بعض التضارب فى الاختصاصات بين إدارات الوزاتين، فكيف ستواجهون تلك المشكلة؟ هناك إدارات منفصلة لا تتضارب الاختصاصات فيما بينها، لذلك سيتم البقاء عليها مع إضافة بعض التكليفات لها لتواكب دمج الوزارتين، أما الإدارات التى من الممكن أن يحدث بها تضارب بعد الدمج مثل إدارة الإعلام وإدارة الشئون القانونية، فإن هناك أفكارا مطروحة لإعادة هيكلتها. وماذا عن مشكلة الاعتداء على الحكام ولا سيما فى فى دورى مراكز الشباب؟ الاعتداء على الحكام أو إهانتهم، أمر غير مقبول ونحن ملتزمون بتقديم كل الدعم والمساعدة لمنظومة التحكيم، برئاسة عصام عبد الفتاح، رئيس لجنة الحكام الرئيسي،. فالحكام أحد الأسباب الرئيسية فى نجاح المسابقات المختلفة، خصوصا دورى مراكز الشباب، الذى انطلق نوفمبر الماضى. وقد وقعت مشكلة مع أحد حكام الدرجة بالإسماعيلية، فى إحدى مباريات دورى مراكز الشباب، وتابعتها وسيتم توقيع عقوبات على الذين يتجاوزون فى حق قضاة الملاعب. وماذا عن دور الوزارة فى التوعية السياسية للشباب لاسيما فى تلك مرحلة حاسمة ستشهد العديد من الاستحقاقات الانتخابية؟ سيتم تنفيذها على 3 مراحل، بدأت فاعليات المرحلة الأولى عقب الانتهاء من الاستفتاء على دستور مصر الجديد، وركزت على استطلاع آراء المواطنين حول ما يحتاجونه من رئيس مصر القادم، ووصلت عدد الاستمارات إلى نحو 10 آلاف استمارة من مختلف محافظات الجمهورية، وتقوم الوزارة بتنفيذ المبادرة بتجميع الاستمارات وتفريغها تمهيدًا لإعدادها فى كتيب يعد بمثابة برنامج عمل يعبر عن آمال وطموحات الشعب المصرى، وتسلمها الوزارة لرئيس مصر المقبل المنتخب ليتولى بدوره تنفيذها. المرحلة الثانية والتى تركز على عقد سلسلة من اللقاءات الحوارية بجميع المحافظات يحاضر بها شخصيات عامة وأساتذة متخصصون فى القانون الدستورى والعلوم السياسية، والخبراء الإستراتيجيين؛ للتوعية بقانون الانتخابات الرئاسية، وكيفية قراءة البرنامج الانتخابى لمرشحى الرئاسة، والتشجيع على المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. أمام المرحلة الثالثة فتكون من خلال عقد لقاءات حوارية مع مرشحى الرئاسة بمسرح الوزارة عقب إغلاق باب الترشح للرئاسة، وإعلان الأسماء النهائية للمرشحين المقرر خوضهم الانتخابات الرئاسية، ويشارك فى اللقاءات شباب من مختلف التيارات والتوجهات السياسية من جميع محافظات الجمهورية لفتح باب الحوار مع المرشحين للانتخابات الرئاسية حول برنامجهم الانتخابى، ورؤاهم الخاصة بتحقيق التقدم والازدهار للبلاد فى مختلف المجالات. ترددت أنباء عن إمكانية تخليك عن وزارة الشباب والانضمام لحملة ترشيح المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية؟ الوجود فى الفريق الرئاسى للمشير عبد الفتاح السيسي، سيكون شرفا كبيرا، نظرًا للشعبية الكبيرة التى يحظى بها من أبناء الوطن، ولكن لم يتحدث معى أحد فى هذا الموضوع، حتى الآن، وكل ما أعرفه أنه قبل تشكيل الحكومة تردد اسمى لكل من وزارة الشباب أو المشاركة فى حملة المشير السيسي، وفى النهاية تم اختيارى وزيرًا للشباب والرياضة، وهذا شرف كبير وثقة غالية من المسئولين بالدولة.