خاص علمت «الأهرام العربى» أن خلافات وصراعات بدت تطفو على السطح بين المخابرات الأمريكية «سى آى إيه «والمخابرات الإسرائيلية «الموساد» داخل الساحة القطرية. وكشف مصدر قطري عالي المستوى من الأسرة الحاكمة كانت لديه صلات وطيدة بالعراق أثناء الحكم الوطني، بأن قضية الصراع بين الدكتور عزمي بشارة ووضاح خنفر المدير العام المقال لقناة الجزيرة هو في واقعه وحقيقته صراع بين ال«سى آى إيه والموساد» على من يكون له الدور الأول والأقوى في قطر، وتوجهها وخياراتها. وأكدت تلك الشخصية بأن ما قصم ظهر وضاح خنفر هو أنه كشف أمام اثنين من العاملين في قناة الجزيرة عن الدور الحقيقي لعزمي بشارة في قطر، خلال شجار بينهما بحضور اثنين من العاملين في الجزيرة عندما احتج وضاح بشدة على تدخلات بشارة في إدارة قناة الجزيرة وقيامه بتوجيه العاملين فيها، وهو ما اعتبره وضاح استخفافا مباشرا به كمدير عام للقناة. وفلتت من لسان خنفر عبارة خطيرة أثناء الشجار بعد أن وصل غضبه حدا فقد فيه السيطرة على نفسه، وهي قوله أنا باعرف أنك يا عزمي تمثل الموساد في قطر وأن انتقالك إلى قطر جاء نتيجة اتفاق بين الأمير حمد ورئيس الوزراء الإسرائيلي لتنفذ دورا ما!! فما كان من عزمي بشارة إلا أن رد بهدوء قائلا: «لاتتقوى بسادتك في المخابرات الأمريكية فسوف أربيك وأعلمك الأدب، وعدم ترك لسانك الوسخ يتلفظ بكلام سوف يؤدي إلى قصه». فرد عليه وضاح بعصبية أشد وهو لا يعلم حجم ومدى تغلغل الموساد في قطر قائلا: «سنرى من سيبقى في قطر أنا أم أنت؟». يقول المصدر القطري العالي المستوى بعد يومين اتصلت شخصية إسرائيلية كبيرة بأمير قطر هاتفيا، وأبلغته انزعاجها من قيام وضاح خنفر باتهام عزمي بشارة بأنه عميل للموساد أمام اثنين من العاملين في الجزيرة، وقال له إن وضاح أرعن وأنه أي المسئول الإسرائيلي اتصل بالمخابرات الأمريكية وأبلغها احتجاجها على ما قام به وضاح خنفر من تعريض عزمي بشارة للخطر الشديد، وبعد الاتصال مباشرة أمر أمير قطر بإقالة وضاح خنفر فورا وطرده من قطر، إلا أن وزير الخارجية حمد بن جاسم توسط لأجل إبقائه والمحافظة على كرامته فقبل أمير قطر مقترح وزيره. إن هذه المعلومات الخطيرة تكشف حقيقة كل من وضاح خنفر كعميل للمخابرات الأمريكية وكيفية وصوله لمنصب مدير عام الجزيرة بقرار أمريكي مباشر، مع أنه غير مؤهل لأكثر من مراسل عادي فيها، وتلك الحقيقة أكدتها وثائق ويكيليكس فيما بعد، كما تكشف الدور الحقيقي لعزمي بشارة كممثل للموساد ليس في قطر فقط بل الجزيرة العربية والخليج العربي كله، وتود منظمتنا أن تذكر الرأي العام العربي بأن عزمي بشارة حاول في بداية التسعينيات من القرن الماضي زيارة بغداد لتقديم الدعم للعراق أثناء الحصار بعد العدوان الثلاثين وتقدم بطلب رسمي لزيارة العراق إلا أن المخابرات الوطنية العراقية قدمت تقريرا خطيرا للرئيس الشهيد صدام حسين اقترحت فيه رفض زيارة عزمي بشارة للعراق لأنه في الحقيقة مكلف من الموساد باختراق العراق وأقطار عربية أخرى. واختتم المصدر قائلا « إن عزمي بشارة يشكل الآن حلقة الوصل الرسمية بين إسرائيل وأمير قطر الذي اقتنع بأن دعم إسرائيل له أهم من الدعم الأمريكي، وأن الدعم الأمريكي له يمكن أن يصبح ثابتا وغير معرض للتغيير إذا ضمن دعم الموساد ونفذ ما يطلبه منه. يذكر أن منظمة الوحدة الإخبارية الأردنية سبق وأن أشارت إلى هذه الواقعة.