جلال الشافعى انتخابات الزمالك المقبلة هل هى سبيل العودة للهدوء والاستقرار، أم استمرار للأزمة التى يعيشها البيت الأبيض منذ الألفية الجديدة؟ سؤال يفرض نفسه بحكم الواقع الذى تشهده التطورات الجارية فى الحملات الدعائية للمرشحين على جميع المناصب، من اختلافات وانقسامات، وكذلك تحالفات من أجل المصالح فقط، حيث بدأت المواجهات تأخذ مسارات مختلفة عما كانت عليه فى بداية الحملات الانتخابية، ولعل أبرز ما لفت الأنظار وأثار علامات الاستفهام فى الآونة الأخيرة هو مشهد تحالف الأعداء فى انتخابات القلعة البيضاء. يعد تحالف الخصوم فى انتخابات الزمالك هو من أبرز المشاهد التى يشهدها النادى خلال هذه الانتخابات، وتأتى فى مقدمة هذه المشاهد حالة الود غير الطبيعية بين الثنائى مرتضى منصور وكمال درويش، برغم تنافسهما على مقعد الرئاسة، وبرغم أنهما أصحاب الشرارة الأولى فى خلافات القلعة البيضاء عام 2005، وهو الأمر الذى أثار غضب رؤوف جاسر منافسهما الثالث فى الانتخابات على نفس المقعد، وجعله يؤكد أن مرتضى هو من دفع درويش للترشح من أجل تفتيت الأصوات فقط لا غير، وأن هذا التحالف يدل على قوة جبهته وضعف موقف هذا الثنائي، لتتحول معركة الانتخابات على منصب الرئيس من الدعاية إلى الحرب الكلامية وتبادل الاتهامات. ولم يكن هذا التحالف هو الوحيد بين أعداء الأمس فى القلعة البيضاء، بل هناك الكثير من التحالفات من تلك النوعية، أهمها تواجد أحمد جلال نجل المستشار جلال إبراهيم، على منصب النائب فى قائمة مرتضى منصور، برغم أنه كان فى قائمة ممدوح عباس، فى الانتخابات الماضية، وكذلك السيد متولي، ابن شقيقة الدكتور إسماعيل سليم، فى نفس القائمة، برغم أن متولى كان المدافع الأول عن سليم فى وجه منصور خلال السنوات الماضية خلال الخلاف الكبير بينهما، وهو ما كان يدفع مرتضى منصور، دائما إلى وصفه بالبلطجى فى جميع الفضائيات، ويتهم سليم بالشخص الضعيف الذى يعتمد على ابن شقيقته فى إثارة الفوضى والبلطجة والاعتداء عليه، وهى أحداث انقلبت رأسا على عقب ومواقف تغيرت تماما فى الانتخابات الحالية، حيث ظهر د.إسماعيل سليم، نائب رئيس القلعة البيضاء السابق بصحبة المستشار جلال إبراهيم، رئيس الزمالك الأسبق، داخل مقر النادى بميت عقبة فى إطار جولة داعمة لقائمة مرتضى منصور. وعلى الجانب الآخر وبرغم انشغال ممدوح عباس، بمحاولة العودة لرئاسة النادى وإيقاف الانتخابات وانتظار ما ستسفر عنه المخاطبات من الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» ووزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة، فإنه تناسى كل ذلك وتناسى أيضا اختلافه الكبير مع رؤوف جاسر، المرشح الثالث للرئاسة، ليؤكد دعمه لجاسر بعد الهجوم الذى تعرض له من مرتضى منصور خلال ندوته الانتخابية، وهو ما جعل جاسر يقول بأن عباس يحب الزمالك أكثر منه شخصيا. ومن الصعب أن تمر هذه التكتلات مرور الكرام بين أعضاء الجمعية العمومية داخل أسوار النادي، فقد شهد حمام السباحة «مشاجرة كلامية» أثارت كثيرا من الأقاويل داخل جدران النادى بين زوجة أحد المرشحين لمنصب نائب الرئيس وعضوة أخرى بعد قالت هذه السيدة لزوجة المرشح بأنه باع نفسه لمرشح الرئاسة من أجل الكرسى، وتناسى أنه أهان والده وتطور الأمر، وتدخل عدد من العضوات لفضها. ومن الأشياء الغريبة أيضا التخبط التى تشهده القوائم وخروج بعض الأعضاء من قائمة للانضمام لأخرى، وهو الأمر الذى خلق نوعاً من التوتر بين الأعضاء بسبب تحول أسلوب المرشحين وتغيير أقوالهم وأفعالهم واتهام القائمة التى كانوا ينتمون إليها لحساب قائمتهم الجديدة والعمل على تدعيم أشخاص كانوا يقومون بالهجوم عليهم منذ أيام قليلة، ويعد خروج عمر هريدي، من قائمة كمال درويش، هو أبرز تلك الأحداث، وذلك بناءً على رغبة درويش وأعضاء القائمة لخروج هريدى عن النص تجاه أحمد جلال إبراهيم، كما خرج من القائمة أيضا هانى شكرى، وطارق جبريل، لينضما لقائمة رؤوف جاسر، وهو الأمر الذى يراه البعض سيؤثر سلبيا على القائمتين وسيأتى فى مصلحة مرتضى منصور، الذى تبدو قائمته مستقرة منذ البداية.