استكمالا للانفلات الأمني الذي تعيشه مصر في كافة مرافقها، أصيبت "مصر للطيران" هي الأخرى بعدوي الانفلات الأمني، ففي حادثة هي الأولي من نوعها بين شركات الطيران العالمية، تهاون أمن شركة "إير سينا" التابعة لشركة "مصر للطيران" الأم، في حق عملاء الشركة، حينما سمح لملحق دبلوماسي إسرائيلي مرافق للسفير الإسرائيلي يعقوب أميتاي بالصعود علي متن الطائرة حاملا سلاحه الشخصي أثناء رحلة عودتهما من تل أبيب إلي مطار القاهرة الدولي. المفاجأة التي اهتز لها كيان مطار القاهرة الدولي أثارت مدير أمن المطار نفسه، ودفعته لإرسال خطاب شديد اللهجة إلي رئيس سلطة الطيران المدني، ورئيس شركة مصر للطيران، يلومهما فيه علي تقصيرهما في حماية أمن الركاب والطائرات، وتعريض سمعة المطار للاهتزاز بشكل كامل، حيث سمحت سلطات أمن شركة "إير سينا" للملحق الدبلوماسي الإسرائيلي بالتجول داخل الطائرة ومهبط الطائرات بمطار القاهرة وصالة الوصول حاملا سلاحه الشخصي! بدأت تفاصيل الأزمة حينما فوجئ رجال جمارك مطار القاهرة الدولي بالملحق الدبلوماسي الإسرائيلي يخرج سلاحا من بين طيات ملابسه طالبا مطابقته بالرخصة الخاصة به، وحينما سأله رجال الجمارك عن كيفية صعوده بالسلاح علي متن طائرة "إير سينا" القادمة من إسرائيلي من الأساس، رد بكل تلقائية "لم يمنعني أحد من ذلك"، فقام رجال الجمارك بإخطار رجال الأمن، وطلب خبير مفرقعات لمطابقة السلاح بالرخصة كي يتمكن من الخروج بالسلاح من الدائرة الجمركية لمطار القاهرة. وفور علم اللواء صلاح زيادة مدير أمن مطار القاهرة الدولي بالوقعة ثار بشدة، وأرسل خطابات شديدة اللهجة إلي سلطة الطيران المدني، وشركة "مصر للطيران" يحذرهم فيها من تكرار هذا الخطأ الذي يجري فيه حاليا تحقيق موسع لمعرفة تفاصيل هذا الخطأ، ومن المسئول عنه لمحاسبته، كما طالبهم بتنفيذ القانون علي الكبير والصغير دون تفرقه لكي تمكن رجال الأمن من الحفاظ علي سلامة الركاب والطائرات وسمعة المطار بشكل عام. من جانبه قال صلاح زيادة مدير أمن مطار القاهرة الدولي أن الخطأ عند شركة "إير سينا" التي سمحت للملحق الدبلوماسي الإسرائيلي بالصعود علي متن طائرتها القادمة من تل أبيب وبحوزته السلاح، حيث كان مفترضا وطبقا للوائح والقوانين أن يتم شحن السلاح منفردا علي الطائرة وتسليمه للراكب عند وصوله لمطار القاهرة وليس العكس، لافتا إلي أنه أعد إخطارا بالموقف لإرساله إلي شركة "إير سينا" لإطلاعها علي ما حدث، مشيرا إلي أن الموقف يعد خطأ جسيم، ويخالف لوائح منظمة "الإيكاو" الدولية لأنظمة الطيران لخطورة حمل سلاح علي متن الطائرة وداخل صالة الوصول بمطار القاهرة الدولي. يشار إلي جمارك مطار القاهرة سمحت للملحق الدبلوماسي بالخروج من الدائرة الجمركية فور مطابقة السلاح للرخصة، وهو الإجراء القانوني المتبع. جدير بالذكر أن أنظمة الطيران منعت حمل رجال أمن الطائرات أنفسهم لأسلحة والاعتماد علي مهاراتهم البدنية القتالية فقط، وذلك حرصا علي سلامة جسم الطيارة من الطلقات التي ستخرج من تلك الأسلحة حتى في حالة اختطاف الطائرة، حيث سيؤدي الثقوب الناتجة عن تلك الطلقات إلي سقوط الطائرة بأكملها. وفي السياق ذاته ترتبط حادثة سلاح الدبلوماسي الإسرائيلي مع الإجراءات الأمنية المشددة التي بدأ السفير الإسرائيلي في المطالبة بتوفيرها بمطار القاهرة عند استقباله، خوفا علي حياته من الاغتيال، والتي تتضمن تفتيش سلطات المطار للسيارات الخاصة بموكبه والتابعة للسفارة الإسرائيلية ذاته، باستخدام الكلاب البوليسية المدربة علي كشف المفرقعات، إضافة إلي تأمين صالة كبار الزوار التي اعتاد الخروج منها تأمينا جيدا وغيرها من الاحتياطات الأمنية التي يصر علي توفيرها بعدما تعرض عدد كبير من الدبلوماسيين الإسرائيليين للاغتيال من مختلف دول العالم الأسابيع القليلة المقبلة، ومن بينها نيودلهي. يشار إلي أن حوادث "الانفلات الأمني" بمطار القاهرة متعددة وكان آخرها التهاون الأمني مع حرس رئيس الوزراء التركي " رجب طيب أردوغان" خلال زيارته للقاهرة، حيث أصيبت الصالة المميزة التي استقبلته حالة من الشلل التام والسيطرة التركية عليها، بعدما أصر حرس "أردوغان" علي خروج جميع من فيها ومن بينهم رجال الأمن فيما عدا ضابط واحد بترتبه نقيب، لإعادة تأمين الصالة خوفا علي حياة "أردوغان"، إضافة إلي تفتيشها بالكلاب البوليسية التابعة للسفارة التركية، وغيرها من الاستفزازات الأمنية مثل التحرك علي مهبط الطائرات بدون تصريح أمني دون رادع أمني مني لتلك الاختراقات الأمنية المتعددة.