المعتصم بالله حمدي يبدو أن الإنتاج الدرامي العربي سيدخل مرحلة جديدة خلال الفترة المقبلة، حيث سيعتمد أكثر علي تقديم عدد من الأعمال التليفزيونية التي تعتمد علي الإبهار والقصص الإنسانية والاجتماعية المهمة التي تنقل الدراما لمنطقة جديدة تستطيع منافسة الأعمال التركية والغربية، وهذا ما يظهر من خلال استعدادات التليفزيونات العربية المكثفة لاختيار مسلسلات غير تقليدية تنال ثقة المشاهد العربي. فادي إسماعيل، المدير العام شركة O3 للإنتاج والتابعة لمجموعة mbc أكد أن اختيارهم للنصوص الدرامية الجديدة التي يدخلون في إنتاجها أو يشاركون فيها يعتمد علي عناصر، أهمها قوة الموضوع الرئيسي للعمل واختلافه عن الأعمال الأخري، وهذا ما حدث في عدد من الأعمال مثل "موجة حارة"، "القاصرات"، "نيران صديقة" وغيرها من الأعمال الناجحة التي حققت تواصلاً مع الجمهور العربي. وأكد أن ستديوهات الدراما التابعة ل mbc والتي افتتحت أخيرا في دبي لا تنافس مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية، ولن تسحب البساط منها، لأن الموضوع ليس مرتبطاً بالمنافسة بقدر ما هو دعم لصناعة الدراما العربية، التي لا يمكن أن تنهض بدون الأعمال المصرية. ونفي أن تكون هناك مبالغة في الأجور التي تدفع للنجوم، مثلما تردد أخيرا لأنه ضد سياسة الاهتمام بأجر النجم علي حساب العمل، وهذه الظاهرة السلبية تؤثر علي جودة العمل الدرامي. وراهن فادي إسماعيل، علي مسلسلين جديدين يتم تصويرهما حاليا وهما: "سراب المال" و"فرصة ثانية" لأنهما متميزان في مضمونهما وطريقة تصويرهما وهذا ما سيجعل المشاهد العربي علي درجة أكبر من التواصل مع المسلسلات التليفزيونية. وأوضح أن مسلسل "سرايا عابدين" لا يعد عملا تاريخيا بقدر ما هو مسلسل اجتماعي في قالب تاريخي. وبعيدا عن تصريحات فادي إسماعيل، يواصل المخرج عمرو عرفة، تصوير مشاهد مسلسل "سرايا عابدين" داخل ديكور قصر كبير يشبه قصر الخديو إسماعيل يعبر عن الفترة ما بين 1868 حتي 1890 التي تدور فيها أحداث المسلسل الذي يرصد بجانب كبير أحوال الحكم في هذه الفترة والصراعات السياسية التي أحاطت بالخديو إسماعيل، وبرغم أن الأخبار التي ترددت عن العمل أكدت أنه يقوم فقط علي الصراع بين الجواري، ولكن اللجنة التي عقدتها نقابة السينمائيين المصرية برئاسة المخرج عمر عبدالعزيز، أكدت أن العمل يتطرق فقط لهذا العصر مركزا علي إبراز النقلة الحضارية والثقافية التي حققها الخديو. يشارك في المسلسل الفنانون يسرا، ونيللي كريم، واللبنانية نور، وداليا مصطفي، وقصي خولي، وصلاح عبدالله، ومي كساب، وإنجي المقدم، ويوسف فوزي، وخالد سرحان، والسوري عبدالحكيم قطيفان، وهو من تأليف هبة مشاري. وتجسد الفنانة يسرا، دور الملكة "خوشيار"، واستمرت 3 أشهر تتعلم مبادئ اللغة التركية بجانب حضور مصحح لغوي سوري من أصل تركي لها في الأحداث، وتلعب دور الملكة الأم في هذا الوقت، خصوصاً التي تعاني من علاقات ابنها النسائية وهناك خلافات بينها وبين جاريات القصر دائما. بطل العمل يظهر في الحلقة الثانية من المسلسل ويقوم بدوره السوري قصي خولى، في أول عمل مصري له وهو حاليا متفرغ للحياة لتجسيد الشخصية الأصعب في حياته علي حد قوله. الفنانة نيللي كريم، تلعب دور توأم بشكل واحد، ولكنهما مختلفتان في الطباع ما بين الشر والطيبة وترتدي ضمن الأحداث ملابس فارهة الثمن، وأخري رخيصة تظهرها كفتاة من الطبقة المعدومة، حيث تظهر بدور الزوجة الثانية "نور فلك هانم" وهي سيدة طيبة لا تنجب، ولكنها تضع خطة مع شقيقتها التوأم، حيث تحل محلها في القصر، وبالفعل تنجح في أن تنجب صبيا للخديو، وهو السلطان حسين كامل، وتخالف شقيقتها الاتفاق وتستمر في القيام بدور الزوجة بقية عمرها. وتجسد الفنانة داليا مصطفي، شخصية أقدم جارية من الجواري الشريرات، وهي وصيفة الأميرة التي تستخدم الخبث وصنع المكائد لتخبئ اتفاق زوجة الخديو، وهو الدور الذي اعتذرت عنه الفنانة ريهام عبدالغفور، من قبل لأسباب غير معروفة. أما الفنانة اللبنانية نور، فيعتبر العمل هو أول عودة لها للدراما بعد آخر أعمالها "دموع القمر" في 2008، واختفائها لظروفها العائلية بسبب الحمل، ما اضطرها لتخفيض وزنها لتؤدي دور إحدي جواري القصر الحسناوات ذات الأصول التركية التي تمثل الجارية جانيار هانم، الأقرب لقلب الخديو . الفنانة غادة عادل، تلعب دور الخادمة الفقيرة "شمس" التي يقع الخديو في حبها، ويقرر أن يتزوجها وتدخل في صراع كبير مع أمه، حيث تخطط لقتلها في النهاية، خصوصاً بعد أن تختفي من حياته بعد قصة حب كبيرة بينهما، ولكنه يتزوجها وينجب منها ابنته. وأخيرا تظهرالفنانة الشابة ميار الغيطي. في دور ابنة الخديو الكبري "زينب هانم" الفتاة المدللة الحنون علي والدها وعلي جدتها التي تلعب دورا مهما في الصراعات النسائية داخل أحداث العمل.