مؤتمر حاشد لدعم مرشحي القائمة الوطنية في انتخابات النواب بالقنطرة غرب الإسماعيلية (صور)    صاحبها طلع جدع، سعد الصغير يعلن انتهاء أزمة عربية إسماعيل الليثي (فيديو)    نرمين الفقي: أحرص على دعم المهرجانات المصرية.. وأتمنى المشاركة في الأعمال الاستعراضية والغنائية    بعد 43 يوما عجافا، الكونجرس الأمريكي يقر مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي    مجلس النواب الأمريكي ينهي أطول إغلاق حكومي في التاريخ    استخراج الشهادات بالمحافظات.. تسهيلات «التجنيد والتعبئة» تربط أصحاب الهمم بالوطن    فائدة تصل ل 21.25%.. تفاصيل أعلى شهادات البنك الأهلي المصري    الولايات المتحدة تُنهي سك عملة "السنت" رسميًا بعد أكثر من قرنين من التداول    حبس المتهمين بسرقة معدات تصوير من شركة في عابدين    نجم الزمالك السابق: «لو مكان مرتجي هقول ل زيزو عيب».. وأيمن عبدالعزيز يرد: «ميقدرش يعمل كده»    قانون يكرّس الدولة البوليسية .."الإجراءات الجنائية": تقنين القمع باسم العدالة وبدائل شكلية للحبس الاحتياطي    من «رأس الحكمة» إلى «علم الروم».. مصر قبلة الاستثمار    حبس المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات زوجية    مؤتمر المناخ COP30.. العالم يجتمع في قلب «الأمازون» لإنقاذ كوكب الأرض    احسب إجازاتك.. تعرف على موعد العطلات الدينية والرسمية في 2026    «لو أنت ذكي ولمّاح».. اعثر على الشبح في 6 ثوانِ    التفاف على توصيات الأمم المتحدة .. السيسي يصدّق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    أبوريدة: متفائل بمنتخب مصر فى أمم أفريقيا والوقت لا يسمح بوديات بعد نيجيريا    القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا 22 عملية أمنية ضد "داعش" طوال الشهر الماضي    إعلام: زيلينسكي وأجهزة مكافحة الفساد الأوكرانية على شفا الحرب    بعد ظهور السلوكيات المرفوضة فى المتحف الكبير.. كيف تحمى دول العالم متاحفها؟    نقابة الموسيقيين تنفى إقامة عزاء للمطرب الراحل إسماعيل الليثى    بتروجت: اتفاق ثلاثي مع الزمالك وحمدان لانتقاله في يناير ولكن.. وحقيقة عرض الأهلي    الإنتاج الحربي يلتقي أسوان في الجولة ال 12 بدوري المحترفين    انطلاق معسكر فيفا لحكام الدوري الممتاز بمشروع الهدف 15 نوفمبر    فرصة مميزة للمعلمين 2025.. التقديم الآن علي اعتماد المراكز التدريبية لدى الأكاديمية المهنية    المستشار بنداري: أشكر وسائل الإعلام على صدق تغطية انتخابات نواب 2025    عماد الدين حسين: إقبال كبير في دوائر المرشحين البارزين    سحب منخفضة ومتوسطة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025    بدء نوة المكنسة بالإسكندرية.. أمطار متوسطة ورعدية تضرب عدة مناطق    قرارات جديدة بشأن مصرع وإصابة 7 في حادث منشأة القناطر    مرور الإسكندرية يواصل حملاته لضبط المخالفات بجميع أنحاء المحافظة    قفزة في سعر الذهب اليوم.. وعيار 21 الآن في السودان ببداية تعاملات الخميس 13 نوفمبر 2025    الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة اقتحامات وعمليات نسف في الضفة الغربية وقطاع غزة    واشنطن تدعو لتحرك دولي عاجل لوقف إمدادات السلاح لقوات الدعم السريع    وزير المالية السابق: 2026 سيكون عام شعور المواطن باستقرار الأسعار والانخفاض التدريجي    وزير الإسكان: بدء التسجيل عبر منصة "مصر العقارية" لطرح 25 ألف وحدة سكنية    محمد صبحي يطالب أدمن صفحته بإحياء ذكرى زواجه ال52    فيفي عبده تبارك ل مي عز الدين زواجها.. والأخيرة ترد: «الله يبارك فيكي يا ماما»    يقضي على ذاكرتك.. أهم أضرار استخدام الشاشات لفترات طويلة    عقار تجريبي جديد من نوفارتيس يُظهر فعالية واعدة ضد الملاريا    طريقة عمل فتة الحمص بالزبادي والثوم، أكلة شامية سهلة وسريعة    إذا قالت صدقت.. كيف تتمسك مصر بملفات أمنها القومي وحماية استقرار المنطقة؟.. من سرت والجفرة خط أحمر إلى إفشال محاولات تفكيك السودان وتهجير أهالي غزة .. دور القاهرة حاسم في ضبط التوازنات الإقليمية    النيابة العامة تخصص جزء من رسوم خدماتها الرقمية لصالح مستشفى سرطان الأطفال    خبير لوائح: قرارات لجنة الانضباط «تهريج».. ولا يوجد نص يعاقب زيزو    تأكيد لليوم السابع.. اتحاد الكرة يعلن حرية انتقال اللاعبين الهواة بدون قيود    «يتميز بالانضباط التكتيكي».. نجم الأهلي السابق يتغنى ب طاهر محمد طاهر    محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي    حيثيات حبس البلوجر «سوزي الأردنية»: «الحرية لا تعني الانفلات»    ممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي: مصر لا تحتاج لتحريك سعر الوقود لمدة عام    إسرائيل تُفرج عن 4 أسرى فلسطينيين من غزة بعد عامين    قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر    مقرمش جدا من بره.. أفضل طريقة لقلي السمك بدون نقطة زيت    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ل«الأهرام العربي»: لا يوجد شىء اسمه «ربيع عربي»!
نشر في الأهرام العربي يوم 06 - 01 - 2014

كل ما نعرفه عن قصص الملف السورى، هو الصور التى تريد لنا أن ننظر للصراع من جهة واحدة.. حتى لو كان الواقع على الأرض يحكى قصصا أخرى، وهذا ما يؤكد أن الحرب فى سوريا تقع فى جانب مهم منها فى السماء.. تحديدا فى غابات الأقمار الصناعية التى تحمل محطات تليفزيون تقاتل ضد سوريا، بينما القنوات السورية محجوبة، وفى ظل هذه المعادلة يحاصر الإعلام السورى وتحجب صور الجانب الآخر من الحقيقة.. ويبدو أن شروط هذه اللعبة التى لا تتسم «بالعدل» كانت وراء إصرار الدولة السورية على اختيار «محامٍ» لتولى منصب وزير الإعلام، والأهم أنه محام من «درعا».. التى بدأ منها كل شىء!
عمران الزعبى، وزير الإعلام السورى الذى التقيته فى دمشق يدرك تماما أن تحديات اللحظة لا علاقة لها «بانقسام طائفى» تروج له الفضائيات التى تشتبك مع الدولة السورية، و إنما هى إرادات خارجية غذت بأموالها توجهات دينية.. وهو ما دفعنا لأن نبدأ من بلدته.. من حيث اندلع كل شئ منذ 3 سنوات.. سألته:
عندما اندلعت الشرارة الأولى من «درعا» لم يكن هناك كلام عن تدخل أجنبى.. ويقال إن وراء كل شئ تعاطيا أمنيا ضعيفا أدى إلى تفاقم الأحداث.. ما قولك؟
أنا لست من أنصار النظرية برغم أن درعا محافظتي، أنا أذكر تماما أنه في اليوم الثاني مباشرة، كان هناك بعض الشخصيات خارج سوريا كانت على تواصل مع أشخاص داخل المحافظة وفي مقدمتهما الشيخ يوسف القرضاوي الذي كان على تواصل مع بعض المشايخ، وكان العنوان الذي يبلغه مهما قدمت الحكومة لا تخرجوا من الشارع مما يعني أن هناك مخططا مسبقا وأن هناك فرجة سوف تحدث، طبعا هذا لا يعني حقا أن نعزو كل ذلك إلي المؤامرة، بل هناك بعد داخلي وإلا لما تمكنوا من الدخول، ولكن العنصر الأجنبي لا يمكن إغفاله لأنه فيما بعد في النصف الثاني من عمر الأزمة أصبح هو العنوان الرئيسي لهذه الأزمة.
بما أنكم ذكرتم أحد أطراف ما سمي بالربيع العربي والذي أسهم فى التحريض فى مصر وتونس وهو القرضاوي، إلي حد تتفق مع مقولة « الربيع عربي » أو ما أسماه البعض «شتاء إسلامي» أو «مؤامرة » ؟
هذا رجل معتوه تاريخيا، أنا أعتقد لا يوجد شي اسمه ربيع عربي، يوجد حراك بالتأكيد، ولكن لم يكن ليبلغ هذا العنف سواء في ليبيبا أم اليمن وسوريا لولا وجود آلة عنف وهي العنف الخارجي والغربي، لولا العنف الذي أرسته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في ليبيا لما حدث ما يحدث الآن في ليبيا.
وأنت تعلم أن العنف له وجهان، عنف يمارسه مجموعات تحمل السلاح وعنف آخر تمارسه الدولة، وهو عنف مشروع عادة لأن لها سلطة وصلاحية وهي تمارسه بقصد تطبيق القانون.
نعود للشق الإعلامي، كيف واجهتم الحصار الإعلامي المفروض على الإعلام السوري وما البدائل؟
دائما يستحضرني أن أقول إنه يوجد فى الإعلام السوري كوادر كثيرة وكانوا فعلا علي مستوي الأزمة والتحديات وهذا هو سبب صمود الإعلام السوري، والدليل أن استهداف الكوادر والمؤسسات الإعلامية بالتهديد، وهو دليل ساطع علي قوة الإعلام بسوريا، وكما تعرف أن الإعلام السوري لا يدفع أموالا كثيرة مثل الإعلام القطري أو السعودي، وليس بالمزايا التي تقدمها بعض المؤسسات بل إنها تتمتع بقدر الوطنية التي توجد لدى أغلب الكوادر، الآن واقعيا حوصر الإعلام السوري عندما عوقب بالحجب بالنايل سات والعربسات والهوت بيرد، والسبب في ذلك هو ألا تصل صورة أخري مختلفة عما ينقلونه، ولولا ذلك لما خشوا من وصول صورة أخري لتكون الساحة مفتوحة لها، ومع ذلك الإعلام السوري بمساعدة بعض القنوات الشقيقة بالمعني النضالي للكلمة - وليس بالمعني العروبي - وقفت بجانب الإعلام السوري.
هناك أزمة في الإعلام الرسمي سواء في مصر أم سوريا .. إذا اتفقت معي هل هناك خطة لتطوير الإعلام الرسمي ليقوم بحجم تأثيره؟
عندما نتحدث بأزمة عن الإعلام الرسمي نجد أولا أن النمطية سببها أنه لم يكن هناك لدى الكوادر المسئولة إيمان بالقدرة على تغيير الرأي العام والتأثير، فقد كان هناك العمل الحزبي والسياسي يؤثران فقط علي حساب الإعلام إلا أن مضت هذه المعادلة تغيرت.
النقطة الثانية أن جزءا من المعارضات السياسية تريد أن يكون لها منابر متوازية مع منابر الدولة وحتى لا تمنح الإعلام الحكومي صفة العدالة والمصداقية في نقل الرأي الآخر .. بمعني يوجد لدي بعض المعارضات عصاب إيديولوجي يصل لحد المقاطعه مع الوسائل حتى لا يعطيها هذه الفرصة.
هل وجهتم الدعوة بالفعل إلى بعض الرموز ورفضوا؟
بالفعل دعونا وأنا تواصلت شخصيا مع البعض في قادة المعارضة بالداخل والخارج لتحديد الوقت للظهور على الإعلام السوري، البعض كان إيجايبا وأشار إلى أنه سوف يظهر والبعض رفض قاطعا واعتبر الإعلام غير مشروع وغير رسمي، هناك البعض مصابون بعصاب إيديولوجي تاريخي ينتهي بك إلى الحديث إلي حوادث تاريخية.
هل تغيرت لغة الإعلام الرسمي قبل الأزمة وقبلها وما مظاهر التغيير؟
بالتأكيد تغيرت وتطورت وأصبحت أكثر قدرة على الاستجابة لتطورات الأزمة، ووجد الإعلام السوري نفسه فجأة في مواجهة تحديات هائلة واضطر للتعاطي بطرق استثنائية لتغطية الأحداث وكان الإعلام خلاقا وقادرا على الاستجابة السريعة.
ما ملامح التغيير؟
بصراحة وبشكل شفاف، فإن مال الحكومة هو مال الشعب السوري، وفي بيان الحكومة أكدنا مقولة أن هذا الإعلام إعلام الشعب وليس السلطة، ونحن نتحرك وفق هذه المقولة، ولكن في وقت الأزمة لا يمكن أن تتخذ إجراءات مكلفة لوجستيا وماليا، وهذا يدفعنا إلي التمهل ووضع أولويات والأولوية الحقيقية كانت للإعلام هو ينقل صورة ما يحدث بمصداقية وشفافية للواقع على الأرض، لا أدعي أن الصورة كاملة، فإنه يجب على المعارضة أن تظهر على شاشة التليفزيون الوطني الذي يمثل الجميع وهنا أميز المعارضة السياسية - ولا توجد معارضة غير وطنية وإن وجدت فهو ليس سوريا ولا مننا - على اختلاف انتماءتها الفكرية والإيديولوجية .. وبالمناسبة فالأسباب السياسية تدفعني للقول إن «عيوب السلطة هي عيوب المعارضة ومحاسن السلطة هي محاسن المعارضة» حيث إن السلطة والمعارضة نشأتا في مناخ سياسي واحد.
المعارضة غير الرسمية لا تحاسب بذات الصياغة السابقة باعتبارها خارج منظومة النظام؟
هناك فريق واحد لم يعتبر معارضة ولم يكن مسموحا لهم، وهم الإخوان وبالنسبة لليساريين أثناء الثمانينيات، هناك تنظيم شيوعي وجد نفسه في خندق واحد مع الإخوان واشترك في العنف، لكن كان تأثيره هامشيا، بينما الإخوان لهم تاثير، ومنهجهم ممارسة العنف للوصول للسياسة وهم لم يختلفوا حتى الآن والنموذج المصري واضح فهم لم يعتمدوا على أجهزة الدولة وجهزوا خلاياهم في سيناء لتفتيت وحدة الشعب المصري وهي تجربة فاشلة ولم يتمكنوا من إدارة الدولة.
إلي أي حد إسقاط نظام أسهم الإخوان علي الأزمة بسوريا؟
عندما تولى مرسي رئاسة مصر كنا في نقاش غير رسمي وقلت حينه، إن المشهد في مصر ليس نهائيا على الإطلاق، وكذلك الأمر في تونس وليبيا ليس نهائيا فهناك ثمة تغيرات مقبلة وهي مسألة وقت فمن يفكر بالحرية لا يقبل بالاضطهاد، وما حدث في مصر أن مرسي عندما تولى السلطة بدلا من أن يمارس الحرية والديمقراطية مارس الاضطهاد السياسى على القوى السياسية الأخري ومارس الاضطهاد من أعلى مركز فى الدولة، وأنا أعتقد أن تجربة الإخوان كان لها صدي في سوريا واكتشفنا أن الخلايا النائمة للتنظيم الدولى الإخوان ذراعها العسكرية هي القاعدة فعليا لهذا الفكر، وإلا كيف تفسر سماح أردوغان لكل هذا العدد الهائل من مقاتلي القاعدة أن يدخلوا لتركيا ومن ثم إلي سوريا؟ هذا يفسر أنه ليس هناك تباين بينهم وأنهم جسم واحد.
البعض يري أن هناك أزمة فكر إعلام رسمي عربي ويريدون تطوير الفكر وليس الأداء، إلي حد تتفق؟
هناك اليوم مقولات كبيرة تطرح وأحيانا جزء منها لا يأتي في سياقه الطبيعي، ما نحتاجه هو تطوير الوعي السياسي عند الناس ومنه الإعلامي وما يندرج تحته، وهذا يحتاج إلي تجذير وتغيير وتأصيل البيئية الثقافية والتعليمية لدى كل الأجيال العربية، وفي ظل التغيرات ثمة تناقضات بدت واضحة لها علاقة بكيف نشأ هذا الجيل .. مثل ما يمارس من العنف في مصر وسوريا.
الإعلام أصبح هو الرافع لهذه الأمور ويلعب الدور الأبرز بالدفع لهذه الأمور؟
الإعلام تقدم علي كل الأدوار وأصبح حاملا لها ورافعا لها، ولذلك هذا جديد علينا، بمعني أعطيك مثالا، الدراما السورية في السنوات الأخيرة أصبحت في المرتبة الأولى، ولكن لم يتم تطوير أدوات إعلامية سياسية وجماهيرية تقف بجانب الدراما وتأخد المشهد لحيث تشاء، دراما سورية ممتازة وخطاب إعلامي ردىء، وذلك أيضا على مستوى الوطن العربي والإفريقي أيضا.
أصبح هناك الملايين من النازحين السوريين كيف يعالج هذا من الجانب الإعلامي؟
النزوح والهجرة قصة حقيقية، ولكن يجب أن نضع يدنا على العدد الحقيقي، العدد بحدود المليونين، ولكن هناك هجرة داخلية بين المحافظات وهي الأكثر نسبة وعددا. وهي حالة مأساوية ولا ذنب لهم، ونحن نعمل عليها، بالداخل نحن نسهل وصول المساعدات للمناطق المحتاجة، إعلاميا يتم الأمر بطريقة يومية في مقاربة واسعة لمراكز الإيواء وحركاتهم، ولا نزعم بأن المشهد مثالي بل هو جيد بالنسبة لوصول المساعدات للمناطق التي تقع تحت سيطرة المسلحين ، بل يقوم بعض المسلحين بمصادرة التموين والغذاء والوقود الذي يجب أن يصل للأهالي.
الإعلام المعادي لسوريا استطاع أن يوظف المخيمات لصالح مشروع سياسي والعداء لسورريا، ما خطتكم لمواجهة هذا؟
الخطة هي تسليط الضوء على هذه الوقاع كما هي بدون رتوش، لدينا مشكلة نعم .. ونحن نستطيع أن نتجاوب ونستجيب وبإمكانات متوافرة.
رجال الصحافة رجال المتاعب .. وبحسب تقرير لجنة حماية الصحفيين يقال إن سوريا هي أخطر مكان للعالم للصحفيين .. وهناك 39 صحفيا قتلوا 21 وخطفوا على أيدي المعارضة والحكومة .. ما رأيكم؟ وهل يمكن حمايتهم؟
لا يوجد صحفيون معتقلون لدي الحكومة الآن .. وآخر اثنين تم وقفهما لمدة أسبوع هم صحفيان بريطانيان من BBC وأحيلا للقضاء وأخلي سبيلهما بكفالة مالية قدرها 1500 ليرة وغادرا لبريطانيا وطلبا عدم ذكر اسمهما النقطة الثانية الصحفيون الذين قتلوا جميعهم على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة وأكثر من ذلك لا يجري قتلهم قط بل بيعهم أيضا حيث المجموعات تشتري المخطوفين خاصة إذا كان غربياً ليبتزوه .. وأكثر من قتلوا دخلوا بطريقة غير مشروعة ولم يمروا عبر البوابات الرسمية السورية.
الصحفيون يلجأون لهذا بسبب القيود التى تفرضها الحكومة السورية على الدخول؟
‪- أنا لا أدرى عدد الصحف بالعالم ودعنى أخبرك أنه خلال 4 أشهر من هذا العام أدخلنا 134 وسيلة إعلامية من ال «سى. إن. إن» إلى الوكالات اليابانية والإفريقية... وهناك محطتان لم ولن نسمح لهما وهما الجزيرة والعربية ولا تحت عنوان حرية الصحافة حتى ولا تحت أى عنوان لأنهما جزء من المجموعات المسلحة..‬.
من يدخل من الوسائل الإعلامية ومن يقع عليهم الاختيار؟
مجرد من يتقدم إلى السفارة يطلب تأشيرة دخول ونسمح لهم مباشرة بذلك بشرط ألا تكون لهم سابقة دخول البلاد بطريقة غير شرعية.
وما الأسس التى يتم عليها الاختيار؟
لا توجد شروط فقط ألا يكون إسرائيليا أو يعمل لوسيلة إعلام إسرائيلية أو يكون منتميا للجزيرة أو العربية بأسماء مختلفة..فإن قنوات «سى. إن. إن» وال «بى. بى. سى» ووسائل الإعلام العالمية مسموح لها الدخول فى سوريا.
قام الجيش الإلكترونى السورى بقرصنة عدد من المواقع والوكالات الأجنبية ..هل له وجود حقيقى أو يعتبر واحدا من أسلحة الإعلام السورى؟
ليس هناك مؤسسة اسمها الجيش الإلكترونى السورى..وبعضهم حتى لا يعرفو بعضهم شخصيا بل تواصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى..والآخرون تمسكوا بهذا الاسم اعتزازا منهم بالجيش العربى السورى.
لاحظنا حجب العديد من الموقع الإلكترونية والصحف والمواقع الإخبارية.. هل يجوز ذلك فى ظل السماوات المفتوحة؟ ولماذا كل هذا الحجب؟
لنكون صرحاء..هناك العديد من المواقع التى يجب أن تحاكم وليس حجبها فقط... وذلك لتحريضها على الفتنة المذهبية وأنها تبيح القتل، وأنا أعتقد أنه لايجوز التعامل معهم حتى تحت مسمى حرية الصحافة.
لم لا نترك للمتابع قارئا أو مشاهدا حرية الفرز والاختيار؟
بالتجربة هذا الكلام نظرى..إذا كانوا قادرين على الفرز والتمييز لما كنا نشاهد مذابح ..هناك شريحة من الناس تنساق خلف التحريض والفتن..ونحن مع حرية الإعلام ، ولكن يجب أن نقيس بمعيار الوحدة الوطنية..
مثلا فى مصر هناك مواقع تحرض على الجيش المصرى وتبيح دم الجندى المصرى ومع ذلك لا تحجب أو تغلق ؟
أى أداة إعلامية تحرض ضد الوحدة الوطنية وعلى القتل وسفك الدماء لا يسمح لها بالعمل إذا كانت صحيفة أو موقع وهذه سياسة إعلامية..لسبب وهو إذا تم عمل موازنة بين الحرية الإعلامية والوحدة الوطنية فالأولوية للوحدة الوطنية...ولا قيمة للأخيرة بدون الأولى.
من مؤلفاتك الخطاب التغييرى فى سوريا ثقافة وتحديات...هل ترى لو أعدت كتابة جزء آخر..ماذا يمكن أن يتناول عناوينه؟
أنا بصدد كتابة الجزء الثانى فعلا فى ضوء ما حدث..وقت هذا الكتاب سنة 2003 كان يوحد ظاهرة المنتديات بسوريا وكانت فسحة سياسية مهمة جدا بدأت مع تولى الرئيس «الأسد» الحكم، وأذكر أن هذه التجربة خضعت لنقاشات عميقة جدا، وكان هناك ثلاثة اتجاهات للتعاطى معها .. الاتجاه الأول رفضها رفضا قاطعا والاتجاه الثانى تبناها بشكل مطلق، والاتجاه الثالث أخذ ينصح ويحذر من طريقة التعاطى معها..ينصح أصحاب المنتديات ويوجه النصح للدولة.. بكل الأحوال هذه الظاهرة انقرضت وتوقفت والأسباب الحقيقية للتوقف هو أن أعضاء المنتديات أرادوا إحداث انقلاب نوعى وتغيير كلى وشامل دفعة واحدة وليس تدريجيا.
ولكن كان سقف مطالبهم أقل من الآن على ما أذكر، وسمى وقتها ربيع دمشق وكانت ظاهرة لاقت إعجابا حتى من خارج سوريا؟
أنا كنت أحضر هذه المنتديات وليس صحيحا أن سقف مطالبهم كان أقل، بل طريقة عرض المطالب كانت مختلفة وليس سقف المطالب مختلفا.. وحينها طرحت المادة 8 من الدستور والديمقراطية وموضوع الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة... وهم لم يستوعبوا ذلك وهو ليس اتهاما..فإن مناخا سياسيا جديداً بدا ينشأ وممكن أن يتعمق ويتجذر..ولم يكن إغلاق النافذة صحيحا ولا فتحها أيضا..
من المسئول عن إغلاق النافذة؟
هناك مجموعات مستفيدة ..والذى فتح النافذة فى هذا الجدار هو الأسد شخصيا... وهذه نافذة تتسع تدريجيا، وهناك من يريد أن يهدم الجدار دفعة واحدة .. وبالتأكيد أثبتت التجربة أنهم كانوا على خطأ.
أكدت فى أحد حواراتك أن الأسد سيقود المرحلة الانتقالية.. بينما المعارضة شددت على الالتزام بجنيف 1 والتى طالبت بتشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات واسعة.. هذا التناقض ألا يمثل إعاقة لجنيف 2 قبل أن يبدأ؟
بيان جنيف 1 لا يتناول مسألة الرئاسة على الإطلاق... بل على حكومة بصلاحيات تنفيذية..بكل بساطة أولا يجب أن يقرأ البيان كاملا ولا يجتزأ.. بمعنى لو طبقناه نطبقه كله من الحيثيات حتى السطر الأخير .. هم يريدون أن يطبقوا من البيان فقرة واحدة، ويعتقدوا أنها تتناول شخص الرئيس ومنصبه.. البيان يبدأ بأهمية مواجهة العنف وأنه لا عملية سياسية قبل وقف العنف .. ثانيا الحديث عن مسئولية كل الأطراف فى مواجهة العنف.. وبذلك يجب الاتفاق على نبذ المجموعات الإرهابية وهى القاعدة وجبهة النصرة وداعش وغيرها.. وكذلك بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالى يمكن إعادة النظر فى النظام الدستورى أى الدستور الذى سيسود هو الدستور السائد حاليا. ويجب الحفاظ على مؤسسات الدولة ولا يتم تفكيكها. والدستور يقول إن الرئيس والوزراء يرأسان السلطة التنفيذية.
د. فيصل المقداد نائب وزير الخارجية اتهم السعودية بالاتفاق مع الموساد لتشكيل خط دفاع ضد سوريا- ما الأدلة التى استند عليها لسوق هذا الاتهام ؟
لا يحتاج لدليل مادى بل دليل سياسى.. لأول مرة فى تاريخ الصراع العربى الصهيونى تقع مصلحة السعودية وإسرائيل..السعودية تريد خراب سوريا وإيران . وإسرائيل كذلك ، السعودية تريد أن تفرض شروطها على المنطقة وإسرائيل كذلك...
أما الدليل المادى فيوجد أكثر من عشرات الأدلة... فضباط الموساد اجتمعوا بدولة عربية وهى بين إسرائيل والسعودية وهى الأردن ..وهم موجودون بغرفة عمليات مشتركة بفيلا بعمان.
هل من الممكن أن تكون هناك حرب إسرائيلية على سوريا بعد اتفاق النووى الإيرانى - الغربى؟
أولا إسرائيل عدو، والعدو نتوقع منه كل شىء ولا يجوز اعتباره حياديا ولا يمكن إهمال أى احتمال.
سؤالنا الأخير ..كيف تقرأ بإيجاز زيارة كل من الأمير بندر بن سلطان والرئيس التركى أردوغان إلى روسيا؟
- هناك متغيرات بالمنطقة بالتأكيد... وهناك قضايا كثيرة..فتركيا تبحث عن دور جديد فى ظل هذه المتغيرات..والسعودية تبحث عن إمكانية تغيير الموقف الروسى من سوريا.
هل عادت قنوات الاتصال مع تركيا والسعودية وقطر ؟
- لا توجد أى قنوات اتصال مع تركيا أو السعودية أو قطر مباشرة أو غير مباشرة وأردوغان يواجه بدايات مشكلات داخلية مثل المشكلة الكردية وملف الحدود ومنطقة شمال غرب تركيا التى تحولت لقندهار جديدة، أما السعودية فمازالت تعتقد بإسقاط سوريا، وترى أنه مثلما فعلت قطر وأسقطت النظام الليبى فلم لا تسقط السعودية سوريا هى الأخرى؟
ما الكلمة التى تود توجيهها لمصر ما بعد ثورة 30 يونيو؟
الشعب المصرى شعبنا، ومصر بذات لها فى قلب كل سورى موقع خاص فى أعمق تجاويف القلب وزواياه، ولذلك نتمنى لمصر أن تكون قوية وأن تعود لممارسة دورها القومى.. فأيام التاريخ القومى كانت أيام عز وفخار لمصر والعرب..وأن تكون مصر التى تضم فى جنباتها الجامعة العربية هى مصر التى نعرفها تاريخيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.