أ ش أ أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة على أن الأردن لا يتدخل في الشأن السوري من حيث تقرير المصير , قائلا "إن ما يهمنا هو وقف العنف في سوريا والتئام (جنيف 2) .. وأن ينجح في إنهاء مسلسل الدمار والقتل ورسم خارطة واحدة لعودة الأمن والاستقرار لهذا البلد" . وأضاف جودة -في حديثه لفضائية (العربية) مساء اليوم الجمعة- "إن موقفنا في الأردن لم يتغير منذ بدء الأزمة السورية , وهو أننا مع الحل السياسي الذي يضمن وحدة الأراضي السورية , وقد حذرنا مبكرا من أن الصراع في سوريا إذا لم يتم حله سريعا فإنه سيولد شرخا مذهبيا طائفيا..وسيولد التطرف وهذا ما يحدث الآن" . وشدد على أن كل ما يحدث في سوريا يمثل أولويات للأردن .. قائلا "إن العنف والقتل والدمار في سوريا يعد أولوية , وأيضا تولد التطرف هو أولوية ".. مؤكدا على أن الأردن كدولة مجاورة لسوريا هي دائما الصوت الوسطي المعتدل الذي يسعى إلى تحقيق السلم والأمن ليس في المنطقة فحسب ولكن في العالم أيضا . وفيما يتعلق باللاجئين السوريين..أفاد جودة بأن الأردن لم يضع سقفا لتدفق اللاجئين إلى بلاده الذين تتراوح أعدادهم ما بين مليون و200 ألف إلى مليون و300 ألف..قائلا "إننا مستمرون في أدائنا وما ينسجم تماما مع مبادئنا وتاريخنا , ولكن في نفس الوقت فإن المجتمع الدولي مطالب بأن يتحمل مسئولياته في مساعدة الأردن الذي يتحمل عبء استضافة هؤلاء اللاجئين". ونبه إلى أن هناك قطاعات حيوية تعاني بشكل كبير جراء استضافة هؤلاء اللاجئين منها: الطاقة والمياه والتعليم والصحة , ناهيك عن فرص العمل التي يفقدها الأردنيون..مشيرا إلى أن أعداد السوريين في كثير من القرى والتجمعات السكانية في الأردن يفوق السكان المحليين. وحول توقعات الأممالمتحدة بشأن ارتفاع عدد اللاجئين السوريين إلى 4 ملايين لاجيء , قال جودة "لا أحد يستطيع أن يتنبأ بدقة أعداد اللاجئين الذين سيدخلون إلى البلاد المجاورة لسوريا وخاصة الأردن"..لافتا إلى أن الأرقام تتحدث عن وجود أكثر من مليونين و200 ألف لاجيء سوري في الدول المجاورة , وما بين 4 إلى 5 ملايين مشرد داخل سوريا , وأيضا من 8 إلى 9 ملايين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة داخل هذا البلد". وتابع وزير الخارجية الأردني "إننا نريد أن نخفف العبء عن الدول المجاورة وخاصة عن الأردن .. نحاول إيصال جزء كبير من المساعدات إلى داخل سوريا لمن يحتاجها ". وفيما يتعلق بالاشتباكات التي تجري عند المناطق الحدودية وكيفية السيطرة على الوضع هناك..أجاب جودة قائلا "إن الأردن لا علاقة له لما يجري على الساحة السورية والأجهزة الأمنية الأردنية تراقب الوضع عن كثب..نعم كان هناك عدة حالات وفي محطات مخلتفة وسقطت بعض القذائف على الجانب الأردني إلا أننا نشير وننوه لها مع الجانب السوري وأيضا مع المنظمات الدولية" , مضيفا "إن اليقظة محكمة ومطلقة فيما يتعلق بأمن واستقرار الأردن .. والتأكد من عدم وجود أية عوامل من شأنها أن تؤثر على استقرارنا". وكشف عن انخفاض أعداد اللاجئين السوريين عبر الحدود غير الرسمية وازديادها عبر الحدود الرسمية..قائلا "إن هناك إجراءات نتبعها بحذافيرها وبكل دقة " .. مضيفا "لا يستطيع الأردن تقنين مناطق عبور اللاجئين السوريين عبر الحدود مع سوريا البالغة 370 كم". وعما إذا كان راضيا عن إدارة الحدود الأردنية .. قال جودة "نحن راضون عن الإجراءات التي نقوم بها إزاء اللاجئين وتوفير الخدمات لهم بالتعاون مع المنظمات الدولية وخاصة المفوضية السامية لشئون اللاجئين , علاوة على أن أجهزتنا تسيطر على الوضع بشكل تام". وعن المقاتلين الأردنيين في الداخل السوري..أجاب جودة بأن هناك عددا كبيرا من الجنسيات المتواجدة على الأرض السورية المشاركة في الأعمال العسكرية والعنف الدائر هناك, قائلا "إننا سنحافظ على استقرار حدودنا ومواطنينا بكل ما نملك من طاقة". وفيما يتعلق بعضوية الأردن في مجلس الأمن الدولي ورئاسته له خلال الشهر الجاري .. قال "إن ترشيحنا لمجلس الأمن هو اعتراف دولي بمكانة الأردن والاحترام الكبير الذي يحظى به العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وإقرار بالتجربة الدبلوماسية الغنية والفاعلة للمملكة في مختلف أنحاء العالم"..منوها بأن المملكة تعد من أكبر الدول من حيث الحجم والمضمون في المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية . ونوه بأن هذه هي المرة الثالثة التي يشارك فيها الأردن كعضو غير دائم في مجلس الأمن حيث كانت الأولى في منتصف الستينيات والثانية في منتصف الثمانينيات , قائلا "إننا سنكون صوت الأمة العربية الذي يسعى نحو تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين..فالأردن دولة توافقية تحاول التوصل الى توافق بين الجميع".