حوار: بشير حسن فى أول حوار له بعد براءته، والإفراج عنه، كشف أحمد قذاف الدم، "الصندوق الأسود" للعلاقات المصرية الليبية، عن تفاصيل خطيرة، حول قضية سجنه وطلب جماعة الإخوان المسلمين المصرية تسليمه إلى السلطات الليبية مقابل ملياري دولار، وعن علاقته بالإخوان المسلمين، وملابسات القبض عليه، وتبادل إطلاق النار مع القوة الأمنية التى جاءت للقبض عليه. كما كشف عن الأوضاع الراهنة فى ليبيا بعد رحيل القذافى، وعلاقته بالنظام الحالى، وأوضح أن السفير الأمريكى الذى قتل فى ليبيا كان عضواً فى المخابرات العسكرية.. وفيما يلى نص الحوار: هناك ردود أفعال غاضبة من الجانب الليبى للإفراج عنك وحصولك على البراءة؟ لا أحد يستطيع التشكيك فى نزاهة القضاء المصرى، وأن النظام الليبى الحالى يحاول إثارة المشاكل، وأذهلنى موقف القوى الشعبية بعد براءتى فى مصر، حتى من الكثير ممن يعارضون القذافى، واستقبلنى زعماء القبائل الذين أتوا لتهنئتى بالبراءة. وماذا عن القضايا المرفوعة ضدك فى ليبيا؟ القضية المرفوعة ضدى هى مشروع الصالحية فى مصر، وهذا المشروع بدأ ب 150 مليون دولار، والآن يتخطى ال 600 مليون ويرأسه رجل كان يعارض نظام القذافى. هل أنت مستعد للمحاكمة فى ليبيا؟ مستعد للمحاكمة فى أقرب وقت شريطة أن تتوافر النذاهة فيمن يحاكمنى. ماذا ترى ما يحدث فى ليبيا الآن؟ ليبيا بها 17 ألف سجين وهذا وضع أرفضه تماماً، وأرفض حمل السلاح فى ليبيا، وأرجو أن يكون هناك تحقيق محايد لما حدث وما يحدث فى ليبيا، حتى يحاسب من قتل وأجرم ونهب الأموال، والنفط الليبى محاصر الآن ولم يكن محاصراً فى عهد القذافى، وقوات القذافى لم تسرق نفطاً وترك 200 مليار دولار فى الخارج، و 150 ملياراً فى الداخل، بالإضافة إلى الذهب والفضة. وقال: إن من نادوا بالتغيير لم يكن ينادوا لتكون ليبيا دولة فاشلة يقاتل بعضها البعض، كما يحدث الآن، أرجو أن نحتكم لصوت العقل، حتى لا تتحول إلى داحس والغبراء، وعلى كل الأطراف أن تتوحد من جديد دون إقصاء. كما يجب عودة المهجرين والمسجونين، ولابد من محاكمة عادلة لكل الأطراف. هل أنت قلق على ما يحدث فى ليبيا؟ نعم فلقد تحولت ليبيا إلى بؤر بركانية مشتعلة بفضل سياسة النظام الحالى وميليشيات، ولكننى أثق في شعب ليبيا وتضحياتهم. وبماذا تفسر كثرة السلاح فى أيدى الليبيين؟ لست قلقاً من السلاح الموجود بأيدى الشعب الليبى، وقلقى من ضعف النظام، فليس لدى كل من ينتمى إليه الخبرة، ولم يشاركوا فى أى أحداث من قبل. وما هى رؤيتك لتطورات الأوضاع فى ليبيا بعد الثورة؟ ما حدث فى ليبيا فى العامين الماضيين يفوق ما حدث طوال ال 40 عاماً الماضية، لقد خرج البعض بوضع أصبعه فى الحبر الفوسفورى لعمل دستور، لكن ماذا بعد؟ القتال مستمر، نعم لم يصل إلى ما يحدث فى الصومال، لكنه قتال 5 نجوم مقارنة بالصومال، لذلك أدعو لعقد مؤتمر شعبى لمراجعة كل نقاط الدستور. حدثنا عن ملابسات تبادل إطلاق النار مع الشرطة؟ لقد قصفوا منزلى بالرصاص والغاز، وهذا العمل لم يكن يليق بمصر، وأنا لست مجرماً، وأنا رجل سياسى دعيت لمصر، وأحمل ملف العلاقات المصرية الليبية منذ عهد السادات، وقد خرجت من ليبيا بإرادتى وسأعود إليها بإرادتى أيضاً، وأنا لا أشمت فى أحد، فمساعد النائب العام الليبى الذى كان يطاردنى هو فى السجن الآن. وكان على أن أدافع عن بيتى فى معركة استمرت 10 ساعات والرجولة أن أدافع عن منزلى وأهل بيتى، وأدعوا أننى كنت مسلحاً، وإننى أطلقت النار على ضابط شرطة وهذا لم يحدث، وأننى اتصلت بالأمين العام لجامعة الدول العربية وبقناة فضائية لنقل ما يحدث أثناء محاولة اقتحام منزلى. دافع عنى مئات المحامين من أنحاء العالم، ورد الفعل الشعبى الليبى بعد حصولى على البراءة، لم أكن أتوقعه. هل التقيت بالإخوان خلال فترة سجنك وماذا عن تلك الفترة؟ فترة السجن كانت "استراحة" لى أعدت فيها ترتيب أوراقى ومارست الرياضة، وأقمت حواراً مع السجناء ومنهم بعض قيادات الإخوان، وعافينى من ذكر الزسماء التى التقيتها من الإخوان، وكان كثيراً منهم غير راضياً لما تعرضت له. ما علاقتك بالإخوان؟ وما هى صحة صفقة تسليمك للنظام الليبى الحالى؟ الإخوان تأمروا على وكان يريدون بيعى للنظام الليبى الحالى فى صفقة بملياري دولار، وكانت هناك طائرة تنتظر ترحيلى مباشرة فور القبض على، ولكن الله كان معى وأفسد صفقتهم، وما حدث لم يكن يليق بمصر وشعبها العظيم، وكنت اتمنى أن أعود إلى ليبيا لأحاكم هناك، لكن هل كان فى ليبيا قضاء عادل يحم بشرع الله؟ لماذا تتمسك بمحمد طوسون محامى لك وهو من الإخوان؟ لابد أن أحييى هذا الرجل، وقد رفضت رغبة البعض عندما نصحنى بأن انحيه جانباً عن قضيتى، وظللت متمسكاً به حتى النهاية. وما صحة ما تردد عن أنك نهبت 60 مليار دولار من ليبيا؟ غير صحيح، وما قيل عن أننى نهبت 60 مليار دولار كلام فارغ، ولم يحدث وقيل إننى التقيت مصطفى عبدالجليل وأعطيته 6 مليارات دولار فقط، وقلت هذا كل ما عندى، وهذا لم يحدث أيضاً, وهذه إتهامات غير دقيقة على غرار ما حدث مع الرئيس الأسبق مبارك الذى لا يمتلك شيئاً. قيل إن علاقتك بالقذافى كانت متوترة فى آخر أيامه؟ القذافى بدأ نضاله فى عمر ال 16 عاماً، وكون خلايا ليطهر ليبيا، فكانت ثورة الفاتح، رجل كان لديه طموحات وآمال، وكانت أبرز طموحاته تحرير القدس، ولأنه كان عظيماً كانت أخطائه عظيمة أيضاً. كان يحتكم إلى نظام الشورى الذى يلائم البيئة الليبية وما ورد فى كتابه الأخضر هو تفسير للدين الإسلامى. ولماذا ثارت الناس عليه؟ من ثاروا ضده تعلموا فى الخارج فى ظل نظام القذافى، وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية بتمويل منه، وكانوا يرغبون فى إقامة أحزاب ومنظمات، واكتشفنا هناك 4 أساطيل تحيط بليبيا فى نفس التوقيت الذى حضر فيه السفير الأمريكى إلى ليبيا. إذن كانت هناك نية مبيتة لضرب ليبيا؟ نعم. ماذا تقول لمن يحاول تشويه القذافى؟ القذافى سيظل حياً فى قلوب الملايين، إنهم مازالوا يحاربونه وهو "ميت" وهذا دليل على عظمته، ويكفى أنه أدخل الإسلام إلى إفريقيا، وكان بإمكانه أن يلبى دعوة الغرب للسفر إلى الخارج، لكنه أصر أن يموت شهيداً. لماذا استقلت أثناء فترة رئاسته؟ لأننى كنت معه ولست ضده، اعترضت فقط على طريقة معالجته للأمور، وكان عليه أن يجلس مع الناس ويدور حوار بينهما، لكن الأمور تطورت، وانتهز الصليبيون الفرصة وغزوا ليبيا. وماذا عن ثورة يونيو؟ الشعب المصرى جبار وعظيم، وكنت أثق أن ما حدث من الإخوان لن يستمر والثورة كانت متوقعة، وستظل مصر هى الحاضن لكل العرب والمسلمين رغم أنف الحاقدين. يقال أنك متشائم من يوم 19 مارس؟ ضحك.. وقال: نعم فهو يو م مشئوم ففيه قصفت العراق وليبيا، وألقى القبض على، فالابتسامة لم تفارق وجهى أثناء القبض علي وبعد خروجى من السجن لأطمئن أهلى وأقاربى. ماذا تقول لمن تآمروا عليك؟ أية من آيات الله أن كل من تآمروا على فى مصر وليبيا دخلوا السجن. هناك أقاويل تؤكد أن السفير الأمريكى الذى قتل فى ليبيا كان على علاقة بك؟ غير صحيح، والسفير قتل لأنه كان عضواً فى المخابرات الأمريكية، والليبى الحر لا يقبل بالخيانة ولاي قبل بالكذب والتخوين. وماذا عن الفترة المقبلة؟ أفكر فى التفاعل مع الشعب الليبى العظيم لأننى على ثقة من أنه سيجتاز الأزمة. الصفقة كانت مليارى دولار وفقاً لمصادر موثوق فيها، ووصلنى أن هناك رشاوى أخرى لبعض القيادات، لكنها بحمد الله لم تتم وكان الله معى.