مؤتمر جماهيري حاشد ل«حماة الوطن» بالدقهلية لدعم مرشحه في النواب 2025 | فيديو    الرئيس السيسي يوجه بضرورة تكثيف جهود توسيع نطاق استكشافات البترول والغاز    فيريرا يغادر القاهرة بعد فشل مفاوضات الزمالك واتجاه لشكوى النادى فى فيفا    موعد وحكام مباراة بيراميدز وريفرز النيجيري بدوري أبطال أفريقيا    محافظ أسوان يتابع الحالة الصحية لمصابى حادث إنقلاب أتوبيس الطلاب    الموسيقار هاني مهنا يتعرض لأزمة صحية    المدير التنفيذي للهيئة: التأمين الصحي الشامل يغطي أكثر من 5 ملايين مواطن    محافظ الجيزة يُطلق المهرجان الرياضي الأول للكيانات الشبابية    الصحة العالمية: 900 وفاة في غزة بسبب تأخر الإجلاء الطبي    الأرصاد تكشف حالة الطقس حتى الخميس: خريف معتدل وارتفاع تدريجي في الحرارة    التعليم العالى تقرر إلغاء زيادة رسوم الخدمات لطلاب المعاهد الفنية.. تفاصيل    تعرف على إصدارات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في دورته العاشرة    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    بتكوين تمحو معظم مكاسب 2025 وتهبط دون 95 ألف دولار    كشف ملابسات تضرر سيدة من مدرس تعدى على نجلها بعصا وإحداث إصابته بمدرسة بدمياط    اتصال هاتفي بين وزير خارجية مصر ونظيره الباكستاني    مواجهات حاسمة في جدول مباريات اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    الرئيس التنفيذي للمتحف الكبير: إطلاق مدونة سلوك قريبا.. وسنضطر آسفين للتعامل وفق حجم الخطأ حال عدم الالتزام    وزيرة التنمية المحلية تفتتح أول مجزر متنقل في مصر بطاقة 100 رأس يوميا    لاعب دورتموند يسعى للانتقال للدوري السعودي    «حكايات من الصين المتطورة: لقاء مع جوان هو» في أيام القاهرة لصناعة السينما| اليوم    «الطفولة والأمومة» يتدخل لإنقاذ طفلة من الاستغلال في التسول بالإسماعيلية    الاثنين.. مجلس الأمن الدولي يصوت على مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة    استمرار رفع درجة الاستعداد القصوي للتعامل مع الطقس الغير مستقر بمطروح    مصرع شخص صدمته سيارة مسرعة بطريق القاهرة الفيوم الصحراوي    «المشاط»: 637 مليار جنيه استثمارات عامة للمشروعات الخضراء بخطة 2025-2026    انخفاض ملحوظ فى أسعار الطماطم بأسواق الأقصر اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    معاش شهر ديسمبر 2025.. اعرف الموعد ومنافذ الصرف    نيللي كريم نجمة مهرجانات 2025    عمرو سعد يكشف تطورات الحالة الصحية لشقيقه أحمد بعد حادث العين السخنة    «التخطيط» تطبق التصويت الإلكتروني في انتخابات مجلس إدارة نادي هليوبوليس    لو مريض سكر.. كيف تنظم مواعيد دواءك ووجباتك؟    تجديد الاعتماد للمركز الدولي للتدريب بتمريض أسيوط من الجمعية الأمريكية للقلب (AHA)    في ذكرى وفاته| محمود عبدالعزيز.. ملك الجواسيس    أمريكي يعتدي على شباب مسلمين أثناء الصلاة في ولاية تكساس.. فيديو    مدفعية الاحتلال تقصف شرق مدينة غزة ومسيرة تطلق نيرانها شمال القطاع    الدفاع السورية: تشكيل لجنة تحقيق لتحديد مكان إطلاق الصواريخ على دمشق    نشرة مرور "الفجر".. انتظام مروري بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    عمرو حسام: الشناوي وإمام عاشور الأفضل حاليا.. و"آزارو" كان مرعبا    طرق حماية الأطفال ودعم مناعتهم مع بداية الشتاء    جامعة القناة تقدم ندوة حول التوازن النفسي ومهارات التكيف مع المتغيرات بمدرسة الزهور الثانوية    الصين تحذّر رعاياها من السفر إلى اليابان وسط توتر بشأن تايوان    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية لقرية أم خنان بالحوامدية    في غياب الدوليين.. الأهلي يستأنف تدريباته استعدادا لمواجهة شبيبة القبائل    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمحل عطارة في بولاق الدكرور    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الشرطة السويدية: مصرع ثلاثة أشخاص إثر صدمهم من قبل حافلة وسط استوكهولم    محاكمة خادمة بتهمة سرقة مخدومتها بالنزهة.. اليوم    حكم شراء سيارة بالتقسيط.. الإفتاء تُجيب    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    مقتل 7 أشخاص وإصابة 27 إثر انفجار مركز شرطة جامو وكشمير    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    باحث في شؤون الأسرة يكشف مخاطر الصداقات غير المنضبطة بين الولد والبنت    جوائز برنامج دولة التلاوة.. 3.5 مليون جنيه الإجمالي (إنفوجراف)    زعيم الثغر يحسم تأهله لنهائي دوري المرتبط لكرة السلة    سنن الاستماع لخطبة الجمعة وآداب المسجد – دليلك للخشوع والفائدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد البدوى فى حوار ل «الأهرام العربى» من الخرطوم: قطر «إسرائيل العرب».. تنشر الفوضى فى مصر
نشر في الأهرام العربي يوم 10 - 09 - 2013


أسامة عوض الله
يحظى حزب الوفد المصرى بمكانة تاريخية فى السودان، وجاءت زيارة الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد إلى الخرطوم لتؤكد هذه العلاقة، خصوصا أن البدوى لديه مصنع أدوية واستثمارات فى السودان قبل رئاسته للحزب، وفى الخرطوم التقى جميع القيادات السودانية سواء فى الحكم أم المعارضة.
«الأهرام العربى» التقت البدوى على هامش زيارته وكشف بها أن ما يجرى فى مصر هو ثورة حقيقية قام بها الشعب المصرى على حكم مرسى لسوء إدارته، مؤكدا أن دور قطر فى مصر هو نشر الفوضى، فحسب رأيه، أن قطر تريد أن تكون إسرائيل المنطقة، مشيرا أن السودان ومصر لا يمكن أن ينفصلا، وقد لاحظ بعد الثورة أن شعورا غير مريح بين البلدين، فحرص على الزيارة لإزالة اللبس الموجود بعد غياب مرسى، وفى نفس الوقت أكد البدوى أن قرار منعه من السفر جاء بإيعاز من الرئيس المعزول ونفذه النائب العام السابق طلعت عبدالله.
زيارتك هذه للسودان صاحبتها ملابسات حيث تم منعك من المغادرة فى مطار القاهرة فما السبب ؟
فى الحقيقة كانت هذه هى أول زيارة خارجية لى بعد ثورة 30يونيو، وفوجئت وأنا أنهى إجراءات السفر بمطار القاهرة بقرار صادر من النائب العام السابق فى يوم 30 يونيو بوضع اسمى ضمن قائمة الممنوعين من السفر، ولأن ميعاد طائرتى الساعة الثانية عشرة إلا ربعاً قبل منتصف الليل، ولا توجد نيابة عامة فكان لزاما الانتظار إلى صباح اليوم لرفع اسمى وهو ما حدث. وحضرت للسودان والحمدلله.
وما السبب وراء قرار النائب العام السابق؟
كانت هناك مجموعة من البلاغات مقدمةمن بعض المحامين ضدى ومعى أسماء عديدة من رموز الدولة فأصدر النائب العام السابق طلعت عبد الله الذى عينه بغير سند قانونى الرئيس المعزول د. محمد مرسى قراره بمنعنا من السفر بدون وجه حق أو سند قانونى ولم نعلم بذلك القرار .
الزيارة سريعة وخاطفة .. (24) ساعة فقط.. لماذا؟
حدث فى الأيام الأخيرة تناول إعلامى هنا فى السودان وفى القاهرة.. لمست فيه ما قد يسىء للعلاقة بين الشعبين الشقيقين .. وبالتالى كان يجب عليّ أن آتى فى هذه الزيارة لألتقى رؤساء الأحزاب الرئيسية فى السودان.
أى أحزاب التقيتها؟
التقيت حزب المؤتمر الوطنى (الحزب الحاكم).. وحزب الأمة برئاسة السيد الصادق المهدى، وحزب الاتحادى.
وماذا تناولت فى لقاءاتك ؟
أوضحت لهم حقيقة ما جرى ويجرى فى مصر حتى لا يكون هناك أى التباس يؤثر على العلاقة بين الشعبين.. فأنا دائماً أقول إن العلاقة بين شمال الوادى وجنوب الوادى هى علاقة شعبين عاشا آلاف السنين على نهر النيل، ربطهما رابط واحد، وبينهم صلة دم.. فأياً كان نظام الحكم هنا أو نظام الحكم هناك فهذا لا يؤثر أبدا فى العلاقة بين الشعبين.. لهذا كان لابد أن أحضر إلى السودان لأستمع لوجهة نظر الأحزاب الرئيسية وكذلك لأنقل حقيقة ما يدور فى مصر بوصفى طرف ومحل ثقة هنا عند الإخوة هنا فى السودان ولله الحمد .
هل التقيت بمسئولين فى الحزب الحاكم "المؤتمر الوطني" ؟
نعم التقيت الدكتور نافع على نافع مساعد الرئيس البشير، ونائب رئيس المؤتمر الوطنى لشؤون الحزب، والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار والقيادى بالمؤتمر الوطنى، والدكتور إبراهيم غندور أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطنى، ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان.
ومن من المسئولين فى الأحزاب الأخرى ؟
التقيت السيد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة القومى.. وأحمد سعد عمر، وزير وزارة مجلس الوزراء والقيادى بالحزب الاتحادى الديمقراطى ومعه مجموعة من الاتحاديين.
وماذا عن لقاء مولانا الميرغنى ؟
هو كان مسافرا فى الخارج ووعد فى اتصال معى أن نلتقى قريباً فى القاهرة.
الميرغنى يوجد كثيرا فى القاهرة؟
نعم.. أصل الحزب الاتحادى وحزب الوفد هما امتداد لبعضهما البعض سياسياً.. يعنى أنا أقول أنا اتحادى.. والاتحاديون يقولون إنهم وفديون، وبالتالى العلاقة قائمة ومستمرة وقديمة.
نلاحظ وجود تنسيق واضح بين "الاتحاديين والوفديين " منذ توليت رئاسة حزب الوفد بماذا تفسر ذلك؟
الحزبان تقريباً ثوابتهما واحدة.. وأفكارهما واحدة.. والاثنان أحزاب وحدوية لوحدة وادى النيل.. ونحن لدينا أمل وسيتحقق بإذن الله أن تبقى وحدة وادى النيل مصر شمال الوادي، والسودان جنوب الوادى وحدة شعوب ووحدة مصالح تربطهما.
الكلام عن الوحدة بين شمال وجنوب الوادى تجعلنى أسألك مباشرة.. ألا ترى بعد انفصال جنوب السودان أن الوحدة بين شمال الوادى مصر، وجنوب السودان أصبحت ضرورة ملحة أكثر من أى وقت مضى وأصبحنا فى أمس الحاجة لها؟
بالفعل .. نحن أقرب الشعوب العربية لبعضنا البعض، وأنا لا أقول ذلك مجاملة.. ولا لأنى موجود الآن هنا فى السودان.. بل لأن هذه حقيقة.. وكذلك أنا على يقين تام بأن أحب شعوب الأرض إلى قلب الشعب السودانى هو الشعب المصري، وبالتالى نحن أمل قد نحيا لنشهد لحظة التكامل الكامل بين شمال الوادى وجنوب الوادى مصر والسودان.
برغم كلامك هذا لم تفتح مكتبا لقنوات «الحياة» التى تمتلكها بالسودان لزيادة دعم أواصر التعاون بين البلدين من ناحية ولكى تتميز عن القنوات الخاصة الأخرى ؟
فعلاً والله هذا أمر مهم. وبالنسبة للتميز فنحن متميزون عنهم كلهم.. ونحن رقم (1).. للسنة السادسة على التوالى.. فنحن بعد ستة أشهر من خروج القناة للفضاء ونحن رقم واحد.. لكن أنت معك حق.. فعلاً لابد من عمل مكتب فى الخرطوم.. ليس هذا فحسب بل لدرجة أننا أيام النظام الأسبق للرئيس حسنى مبارك كنا فكرنا نعمل بثا ومندوبين ليس فى السودان فقط، بل كنا نريد أن نبث كذلك لدول حوض وادى النيل التى لا تعرف اللغة العربية.. وكان عندنا طلبة فى الأزهر بيدرسوا وبيتكلموا لغة سواحلية.. فبدأنا نفكر فى التنفيذ.. لكن وقتها المخابرات منعتنا.
يعنى منذ ذلك الوقت.. ماتت الفكرة؟
نعم.. الفكرة ماتت منذ ذلك الوقت.. لكن أنت معك الحق.
الدكتور السيد البدوى لديه استثمارات فى السودان لكنها غير ظاهرة للعيان أو غير معروفة؟
مقاطعاً: أولاً أحب أوضح.. نحن فى حزب الوفد كنا نريد أن نأخذ أرضا فى السودان لكى نعمل "توطين" للمصريين لديكم، وكانت الفكرة أن يتم عمل مجمع يضم داخله أسرا سودانية وأسرا مصرية تعيش معا وتتصاهر وتنصهر ويحصل الارتباط الأسرى زى زمان.. المهم بعض المواقع و بعض الصحف السودانية أثارت المسألة وكأنها احتلال.. لهذا حرصاً منا على العلاقة لم نأخذ ولا فدانا واحد، ولن نأخذ وسنتجه أن يستصلح شبابنا أرضنا فى مصر.
يعنى الفكرة كانت غير ما أثارتها أجهزة الإعلام؟
نعم.. الفكرة كلها كانت لا غزو للسودان ولا غيره كما وصفها الإعلام .. وأنا حريص جداً على العلاقة بين كل سودانى مؤيد للنظام الحالى أو معارض له فأنا علاقتى مع الشعب لا مع الأنظمة.. وأنا حريص على علاقتى مع الشعب.. وبالتالى حريص على ألا يساء فهم أو تفسير هذه العلاقة.
نعود لاستثماراتك فى السودان؟
أنا بدأت قبل أن أكون رئيساً لحزب الوفد بإنشاء مصنع للأدوية هنا فى السودان.
منذ متى؟
عقب ضرب مصنع الشفاء فى العام 2006م.. وعملنا مصنعا كبيرا هنا للأدوية.
هل معك شركاء من السودان ؟
نعم . . معتصم جعفر سر الختم رئيس اتحاد الكرة السوداني.. وعملنا مصنع أدوية على مستوى عال قبل أن أصبح رئيساً للوفد.. وقمت بهذا المشروع ليس للمكسب منه وإنما من باب الواجب تجاه أهل السودان وخدمة لهم.. وهذا مصنع أدوية.. يعنى نحن لا نعمل مزارع ولا فراخ ولا كلام من هذا القبيل .، وعلى فكرة أنشأناه فى فترة حكم حسنى مبارك.. ووقت الحصار على السودان..
هكذا يكون هذا المشروع «اختراق»؟
نعم.. بالضبط كده.. وإذا نظرت لرخصة هذا المصنع تجدها صادرة فى 2009، وبالتالى نحن نظرتنا للسودان.. ليست نظرة أننا نأخذ مصلحة من السودان إنما نظرة أن نؤدى واجبنا نحوه كرجال صناعة مصريين باعتبار أن التكامل الاقتصادى هو الذى سيزيد الروابط بين الشعوب وليس بين الحكام.. هذه كانت فكرتنا.
وماذا عن موضوع الأرض؟
الأرض خلاص وقفنا فكرتها –كما قلت سالفا -بعدما إخواننا فى السودان زعلوا، وأوقفنا اجراءاتها على الفور .
لكن نتوقع منك أن تتنوع استثماراتك وتزيد وتتزايد فى السودان حتى يستفيد السودان من خبرتك؟
أنا فى الحقيقة عملى صناعة الدواء.. ولنا مصانع فى العالم كله فى سويسرا والسودان والجزائر والسعودية والقاهرة، وبالتالى أنا لا أفهم سوى فى الصناعة.. فالأرض الزراعية كان مقصودا بها أن نحضر الفلاحين المصريين هنا ليعيشوا فى السودان.. يعنى ليس احتلال السودان.
ربما فهم الناس أن ذلك عودة للإقطاع والإقطاعية؟
الناس فهمت إن ده دستور الوفد.. ودستور الوفد هو الاستيلاء على السودان.. عمر ما كان هذا دستور الوفد أبداً.
ماذا نستطيع قوله عن نتائج زيارتك الحزبية؟
أنا لو كان عندى وقت لكنت زرت جميع الأحزاب، لكن للأسف وقتى كان ضيقاً للغاية.. والأحداث فى مصر سريعة جداً.. وما كانش عندى غير 24ساعة.. فحبيت أوصل لأنه يوجد بعض وسائل الإعلام مصر تعرضت لمواقف السودان.. فحبيت أن أقول إن هذا ليس موقف الشعب المصرى.. وحبيت أشرح حقيقة ما يدور على أرض مصر.. وحقيقة ما تم فى مصر منذ الإعلان الدستورى الصادر فى 22 نوفمبر .. وحتى اليوم.
وهل وجدت اقتناعا؟
نعم فما حدث فى مصر هو ثورة حقيقية بجميع المقاييس.. ثورة متطابقة تمام التطابق من حيث الشكل مع ثورة (25) يناير.
ومن حيث الحشد؟
من حيث الحشد جميع الملايين اللى نزلت فى 30 يونيو تفوق أضعافا مضاعفة ما حدث فى 25 يناير والتى انتقلت السلطة بعده كاملة للقوات المسلحة أى أن الحكم كان عسكرياً.. ولكن فى 30 يونيو انحاز الجيش إلى ثورة الشعب وتسلم السلطة رئيس مدنى وحكومة مدنية والجيش ليس طرفاً، بينما القائد العام فقط وزيراً فى حكومة مدنية.. وبالتالى لأننى أرى أن كل الشعب السودانى يمكن مشاهدته لقناة الجزيرة عالية التى لم أشاهدها إلا خلال زيارتى هذه لكم .
وماذا شاهدت فيها؟
تدليس كبير، وقلب للحقائق من نظام غير موثوق فيه أنا أقولها عالية " ما فيش دولة اسمها قطر".. إنما فيه دولةاسمها السودان، الدولة مش مجرد أنا عندى شوية فلوس بقيت دولة.. لا.. الدولة شعب له تاريخ .. وله حضارته .. وله ثقافته .. ما تقدرش مهما امتلكت من أموال أن تشترى تاريخا أو حضارة.. فهى زى ما أنا دائماً أقول " هى قناة فضائية أفرزت دولة اسمها قطر.. قطر تريد أن تكون (إسرائيل العرب) بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية .. قطر تحاول أن تكون إسرائيل العرب.. وبالتالى تتصور أنها تستطيع أن تنشر الفوضى فى مصر.. ومصر دولة كبيرة.. دولة قوية عصية على الفوضى.. شعبها متماسكا تماسكا كبيرا جداً.. وقادرون برغم الخلافات الموجودة على الساحة الآن فى النهاية قادرين كشعب واحد مهما اختلفنا فيما بيننا سياسياً فإننا قادرون كشعب واحد أن نتعامل فيما بيننا مرة أخرى.
لكن لماذا هذا الخلاف الكبير والعميق بين المصريين سياسياً؟
أريد أن أؤكد من خلال هذا الحوار أيضاً أن الخلاف ليس خلافاً حول الشريعة وليس خلافاً حول الدولة الإسلامية والدولة العلمانية.. حزب الوفد هو حزب ليبرالى محافظ.. مبادئه هى الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع.. نرفض الدولة العلمانية التى تفصل بين الدين والدولة.. كما نرفض أيضاً الدولة الدينية الثيوقراطية.. هذه ثوابت الوفد المعلنة منذ تاريخه.
ثم ماذا؟
سعد زغلول كان أزهريا.. وكان اسمه الشيخ سعد زغلول.. والنحاس باشا كان رجلاً صالحاً وأصلح من أى رجل.
ودول زعماء الوفد؟
ودول زعماء الوفد.. الشيخ الشعراوى كان أحد قيادات الوفد.. وانضم للإخوان المسلمين واشترك مع حسن البنا فى بداية تأسيس الإخوان المسلمين.. ثم كتب مقالاً يمتدح فيه النحاس باشا رئيس الوفد.. فاستدعاه حسن البنا وعنفه على كتابة هذا المقال فقال له الشيخ الشعراوى، أنا امتدحت هذا الرجل لأن هذا الرجل هو أقرب إلى شرع الله.. وهو رجل صالح.. ورجل وطنى.. فقال له حسن البنا هذا الرجل العقبة الأساسية والرئيسية أمامنا فلو قضينا عليه لسبقنا على المصريين جميعا.. فى هذا التاريخ استقال الشيخ الشعراوى من الإخوان المسلمين وانضم لحزب الوفد.. وكان أبناء النحاس باشا.. وبالتالى ليس حرباً وليس خلافاً بين الشريعة واللاشريعة.. ولكنها خلاف سياسى.. حزب سياسى أو فصيل سياسى تولى إدارة أمور وفشل فى إدارة أمور البلاد، وغضب الناس والشعب، واللى انتخبوه هم اللى ثاروا ضده.. والحقيقة ما حدثنى يدعى أنه من خرج ال (33) مليونا.. لا جبهة الإنقاذ، ولا حزب الوفد، ولا حركة تمرد.
إذن مين اللى الذى أخرج ال (33) مليونا من منازلهم؟
سوء إدارة البلاد على مدار 12 شهرا.
كيف تنظر لمستقبل مصر خلال الفترة المقبلة؟
الحل لن يكون حلاً أمنياً فقط.. هنالك الآن حرب مع الإرهاب فى سيناء.. هذه حالة حرب حقيقية بين القوات المسلحة المصرية وشرطة مصر وجماعات إرهابية قدمت إلينا من بلدان غير مصرية.. وأيضاً نواجه معركة عنف.. وأحداث عُنف فى الداخل.
وبعد أن تنتهى هذه الأحداث.. كيف ترى الأمر؟
بعد أن تنتهى هذه الأحداث وينبذ الجميع العنف، لابد من حل سياسى.. فالحل الأمنى وحده لا يمكن ينهى المشكلة.. ولابد من حل لا يعفى من المسئولية الجنائية.. فمن ارتكب مسئولية جنائية يحاكم أمام قضاء مصر العادل، ومن يدان يُعاقب.
أخيراً ونحن فى ختام هذا الحوار.. هل ترى أن الإخوان سيكونوا جزءا من المشهد السياسى المقبل فى مصر.. والرئيس الأسبق حسنى مبارك بعد أن تم إطلاق سراحه بالإقامة الجبرية؟
الرئيس حسنى مبارك عنده الآن أكثر من ثمانين سنة «خلص».. ثورة (25) يناير ضد الرئيس حسنى مبارك.. وثورة (30) يونيو كذلك ضد الرئيس حسنى مبارك، وضد نظام الإخوان المسلمين.. يعنى لم تكن تأييداً لنظام ما قبل (25) يناير، لكن الإخوان المسلمين تم حلها فى عهد الدكتور محمد مرسى وقبلها فى سنة 1954 بقرار من مجلس الثورة وطعنوا أمام المحكمة الإدارية فى سنة 1982 وتم البت فى الطلب فى يونيو من العام الماضى وقضى فى البت فى الطلب بحلها.
إذن هى محاولة؟
نعم محاولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.