أحمد سعد الدين برغم أن نظام بشار الأسد لم يحظ بتأييد جميع الفنانين السوريين خلال الفترة الماضية، وكانت هناك معارضة شديدة من جانب البعض لسياسته القمعية في سوريا، فإن قرار باراك أوباما بالقيام بعملية عسكرية ضد سوريا بحجة استخدام بشار لأسلحة كيميائية ضد معارضيه، أثار استياء العديد من الفنانين السوريين والمصريين سواء المعارضين لنظام بشار الأسد أم المتعاطفين معه، حيث رأى الكثير منهم أن هذه الضربة هدفها الرئيسي هو التخلص من أحد الجيوش العربية القوية لصالح الكيان الصهيوني، "الأهرام العربى" استطلعت موقف بعض الفنانين من البلدين من خلال السطور التالية. فى البداية أكد المطرب السوري مجد القاسم أن الضربة الأمريكية لسوريا هي خطة لاستكمال القضاء على الجيوش العربية القوية فبعد ما حدث بالعراق جاء الدور علي سوريا، وبعد ذلك سيتم التركيز علي مصر وكل هذا يخدم المطامع الإسرائيلية والضربة التي تريد أن تقوم بها أمريكا هي الخطة البديلة بعد سقوط جماعة الإخوان في مصر بشكل شتت حسابات أمريكا وإسرائيل، وطالب مجد العرب جميعا الوقوف صفا واحدا خلف الجيش المصري، لأنه القوة الوحيدة الباقية بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي وهناك محاولات لكسر قوة الجيش المصري العظيم ولابد من التصدي لها، وأوضح القاسم أن الشعب السوري هو الذي يدفع ثمن ديمقراطية الولاياتالمتحدةالأمريكية المزعومة، ولكن سوريا حرة وليس بأيد أمريكية يتم من خلالها تركيع الدول العربية من أجل مصالح العدو الصهيوني الذي هو المستفيد الوحيد من ضرب سوريا والموساد يتحرك حاليا بكل قوته لنشر الفوضي داخل سوريا وفي مختلف دول العالم العربي. أما الفنانة السورية كندة علوش المقيمة فى القاهرة منذ مدة طويلة، فهى تعيش حالة من الحزن على وطنها الذى يضيع وأطفال وشباب وأسر بلدها ما بين شهداء ومهجرين، حيث كتبت كندة علوش عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى قائلة:"طوبى للذين استشهدوا وما أكثرهم ميتين وأحياء.. للأكف البيضاء الصغيرة التي تشبه رائحتها دفء سوريا والتي خطف المجرم دفئها.. للأسر التي شردت.. طوبى للمدن الرائعة التي دكت.. طوبى للألم السوري الذي فاق كل الآلام ولم يشعر به أحد.. طوبى للصراخ السوري المكتوم.. طوبى للشباب السوري الرائع.. طوبى للأم السورية التي لم تسمع كلام درويش، والتي اقتلعت الدموع من جذورها لأن الدمع أعماها.. وأنتم تتصارعون اليوم مابين مهلل ومحتفل بالضربة ورافض ومندد لها خففوا الوطأة.. أخفضوا أصواتكم وهذبوا ألفاظكم.. ليفرح من يفرح وليندد من يندد لن يغير صراخكم في شيء.. احترموا من مضى". أما الفنانة الكبيرة رغدة التى خاضت معارك كثيرة لتوضح مواقفها التى ترى أن نظام بشار هو الأفضل لصالح سوريا، فقد أوضحت أن الدور التركي في سوريا يعد همجيا وحقيرا، ومن يناشد الغرب من السوريين لضرب الدولة السورية هم خونة لا يختلفون عن خونة العراق الذين رقصوا للدبابات الأمريكية ولفظهم الاحتلال الأمريكي في العراق بعد ذلك، لذا أنا أحيي الجيش العربي السوري ولا أعترف إلا به، واستنكرت ما وصفته بازدواجية بعض الدول العربية في مواقفها تجاه ما يحدث في سوريا، لافتة النظر لوجود ازدواجية، كذلك في الإعلام العربي الذي لا يلتزم بالموضوعية والحيادية، وأضافت رغدة أن هذه الضربة المذعومة من نظام أوباما هى ضربة موجهة للعرب جميعاً، حيث تفكر الإدارة الاستعمارية الأمريكية وحليفتها إسرائيل فى إعادة رسم المنطقة العربية بشكل يخدم مصالحها ولا توجد به سوى قوة واحدة فقط تقود المنطقة هى إسرائيل، لذلك أقول لجميع المهللين بضرب سوريا استعدوا دوركم قادم لا محالة لأن الغرب لايرى إلا مصالحه فقط، وأضافت رغدة أن الميليشيات المسلحة هي التي أطلقت السلاح الكيماوي في سوريا بإشارة من أمريكا، مشيرة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي المستفيد الأول مما يحدث في سوريا وهي تخدم إسرائيل بشتي الطرق بهدف إغراق المنطقة العربية في فوضى وانهيار شامل واستهداف مصر بعد ذلك، باعتبار أن الأمن القومي السوري مرتبط بنظيره المصري. وعبرت الفنانة سوزان نجم الدين، عن أسفها لأنها مواطنة عربية وكتبت عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، كم أحتقر نفسي لأنني مواطنة عربية كانت في يوم من الأيام تؤمن وتنادي بالوحدة والقومية العربية، كم كنت أعيش خدعة كبيرة وكذبة أكبر ، ومجرد تهديد أمريكا لنا ولغيرنا من قبلنا ومن بعدنا، يشعرني كأننا نحن العرب أطفال معاقون كل أنواع الإعاقات الذهنية والجسدية، نعيش تحت سلطة وسوط أمنا الغولة. وكتب الفنان السوري أيمن زيدان علي صفحته بموقع الفيس بوك "تزداد مخاوفي على مستقبل الوطن ليس من ضربة عسكرية يتردد الحديث عنها بل من طبيعة حواراتنا وتحليلاتنا ومواقفنا كسوريين تجاهها ..من شعوري باتساع الهوة بيننا ..وكأننا لم نعد قادرين على التعايش معا في وطن نجعله صغيرا وهو الذى كان منذ فجر التاريخ أرحب من المدى نفسه..ربما أتفهم أن يكون أحدنا مواليا أو معارضا أو معترضا لكنني لا أستطيع أن أصدق حتى اللحظة كيف يمكن لسوري أن يرحب ويهلل للضربة المتوقعة لوطنه الذى ولد وتربى ومشى على ترابه.. إلى أي درك وصلنا.. أخشى أن يكون هذا الدرك أكثر انحطاطا في الأيام المقبلة"، وتابع زيدان: عاهدت نفسي ألا أفتح الفيس بوك حتى تتوضح معلومة الضربة المتوقعة..سأفعل هذا كي لايقودني تهليل بعض السوريين وفرحتهم بهذه الضربة إلى لحظة أندم فيها أنني سوري. أما الفنان عزت العلايلي، فعبر عن استيائه الشديد مما يسمعه من تهليل لبعض الأشخاص لضربة محتملة لسوريا وقال لست أدرى فى أى أرض ولد هؤلاء؟ فالذين يفكرون أن أمريكا سوف تزيح النظام السورى لكى تجلسهم مكانه هم واهمون لأنهم لم يقرأوا التاريخ جيداً فنفس الكلام حدث منذ أكثر من عشر سنوات فى العراق وعندما دخلت الجيوش الأمريكية بغداد طبقت المخطط الاستعمارى بشكله القبيح وتم حل الجيش العراقى ويحاولون تقسيم العراق سواء على مستوى عرقي أم جغرافى، وهذا مرشح بقوة للتطبيق فى سوريا التى أتمنى أن يفيق العرب من غفوتهم ويحاولون منع هذه الضربة الغاشمة، ففى رأيى أن الخلاف السورى لابد أن يحل بشكل سياسي داخلى لكن لا نلجأ لإدخال القوى الخارجية فى هذه المسألة، خصوصا أنهم يريدون تقسيم المنطقة بشكل أسوأ مما فعله سايكس بيكو فى بداية القرن العشرين . ويرى الفنان سامح الصريطى وكيل نقابة المهن التمثيلية، أن أمريكا فقدت عقلها بسبب سقوط جماعة الإخوان فى مصر وتحاول أن تحفظ ماء وجهها بعمل ضربة خاطفة فى سوريا تقول من خلالها إنها مازالت موجودة ومتحكمة فى المنطقة، لكن الحقيقة أنها فقدت الكثير من قوتها ومن تعاطف بعض فئات من الشباب الذى خدع فى الموقف الأمريكي بعد انحيازه للإخوان، لذلك فالضربة المحتملة محدودة للغاية وقد لا تحدث لعدم وجود غطاء دولى ووقوف روسيا والصين معارضتين لأمريكا وحتى حليفتها الدائمة "إنجلترا" رفضت المشاركة، مما يعطينا انطباعاً بأن هذا العمل أهوج للغاية ويهدف من ورائه إلى الهيمنة على المنطقة التى بدأت تفيق من غفوتها التى استمرت قرابة أربعين عاماً، لكن علينا نحن كعرب أن نقف بجوار سوريا لأنها خط الدفاع الأول بالنسبة لمصر.