"صعيدى " يخترع سيارة تطير فى الهواء!

السيد رشاد
هل جربت أن تظل محبوسا بالساعات داخل سيارتك، وسط طابور لاينتهى من العربات والميكروباصات وأتوبيسات النقل وحتى التكاتك فى جحيم أغسطس سواء كان ذلك فى إشارة رمسيس أو كوبرى أكتوبر أو شارع الجلاء أو شارع فيصل أو منزل ميدان لبنان أو وسط القاهرة.. لافرق ففى كل الحالات يدمر الحر الخانق أعصابك، ويلتهم عذاب الانتظار ما تبقى منها، وتصبح أغلى أمنياتك وقتها أن تجد منفذا للهرب من هذا الجحيم. وها هو رفعت همام المخترع "الصعيدى " ابن فرشوط وحفيد شيخ العرب همام، يفعلها ويقدم حلا جذريا لاختناقات المرور باختراع أول سيارة مصرية تطير فى الهواء، الاختراع الذى تم على أرض لبنان الشقيق حيث يقيم، لكنه أبى الاأن يسجله فى وطنه الأم مصر، يضاف إلى سلسلة طويلة من الاختراعات التى قدمها، ونال عنها أخيرا جائزة جامعة الحريرى للمبدعين العرب . هنا نتعرف معه على رحلة السيارة الطائرة منذ كانت فكرة وحتى اختبارها عمليا على الأرض وفى الهواء.
- كيف بدأت فكرة " السيارة الطائرة "؟
جاءت الفكرة حينما كنت أركب سيارة تهبط من جبل زحلة فى لبنان، وفجأة زاد السائق من سرعته وهو يعبر أحد المنحدرات ، وفوجئت بأن السيارة لاتهبط المنحدر بل تطير فى الهواء وتتجاوزه، حينها ومضت فى ذهنى فكرة السيارة الطائرة، اعتمادا على أنه كلما زادت سرعة السيارة، خف وزنها، وانخفضت مقاومة الجاذبية الأرضية، وعلى الفور اشتريت سيارة مستعملة لإجراء التجارب عليها، وبدأت بتصنيع توربينات تعمل على محركات كهربائية، والتى تستمد طاقتها من مولد كهربائى خاص من اختراعى أيضا بمعدل "12 فولت وقوة 3 حصان"، وقمت بتركيب التوربينات أسفل السيارة بجوار الإطارات الأربعة، ثم ركبت توربينين أصغر حجما خلف السيارة للدفع الأمامى وآخرين فى الأجناب لتوجيه السيارة.
- ماذا إذا تعطلت السيارة لأى سبب وهى فى الهواء؟
قمت بعمل مدفع هوائى بأعلى سقف السيارة مثبت عليه بارشوت آلى على هيئة صندوق محكم يعمل أتوما تيكيا فى حالة تعرض السيارة لعطل مفاجئ يمنع سيرها، حيث يتيح البارشوت الآلى للسيارة الهبوط على الأرض بأمان وبطء وتحكم تام من قائدها فى اختيار موقع الهبوط مع تنبيه من بالشارع أو يعترض طريق السيارة بفترة كافية للهبوط بأمان للجميع، وبالمناسبة جهاز البارشوت الآلى يمكن استخدامه أيضا فى الطائرات، ليزيد معامل أمانها، بخاصة اثناء الهبوط الاضطرارى .
وهناك إضافات أخرى للسيارة أجريتها لتحسين الأداء، وكلها من ابتكارى منها تعديل المحركات الأساسية لتعمل بنظام التنافرالمغناطيسى، مما يجعلها تستغنى عن الوقود التقليدى، حيث تعتمد على نظام التوليد الكهربائى الذاتى، وهى بهذا توفرالوقود.
-هل تم اختبار السيارة عمليا ؟
تمت تجربة السيارة عدة مرات كان آخرها قبل حضورى الى مصر لتسجيل براءة اختراعها ، وتمت التجربة فى سهل البقاع بلبنان، حيث سرنا بطريقة عادية على الأرض ،وحين بدأت الاختناقات المرورية على الطريق، قمت بفصل ناقل الحركة " الفتيس " وتشغيل لوحة المفاتيح الكهربائية الخاصة بتشغيل توربينات الدفع، وبالفعل ارتفعت السيارة بمقدار عشرة أمتار، وقطعنا فى الجو 40 كم فى عشر دقائق، بمعدل سرعة 400كم فى الساعة، ثم هبطنا بأمان تام.
كيف تتحكم فى السيارة أثناء الطيران حينما تتعرض لرياح شديدة أو أمطار ؟
السيارة مزودة بخاصية "جى . بى . سى "، وبها جهاز لقياس ارتفاع الرياح وسرعتها والأمطار وغيرها من العوامل الجوية ، بما يتيح التعامل السليم معها من جانب قائد السيارة.
- ما أهم مزايا السيارة الطائرة ؟
السيارة فى حالة انتشارها سوف تحل جذريا الاختناقات المرورية، التى تشكل مشكلة يومية مزمنة فى مصر، وتوفر استهلاك الوقود التقليدى من بنزين وسولار، وتحمى البيئة من الثلوث بعوادم الكربون، كما أنها نموذجية فى حالات الطوارئ، ومطاردة المجرمين والخارجين على القانون فى المناطق الجبلية الوعرة مثل سيناء، إضافة الى كونها اختراعا مصريا مائة بالمائة، وبأيد وخامات مصرية، ويمكن إنتاجها على نطاق واسع بتكلفة رخيصة مما يمنح مصر مزايا تنافسية هائلة فى أسواق تصدير السيارات العربية والأفريقية والعالمية، لأنها ببساطة هى سيارة المستقبل القريب.
- متى ستبدأ مرحلة الانتاج الفعلى ؟
بعد تسجيل السيارة فى أكادمية البحث العلمى تحت رقم 532750/24/ 7 / 2013، وذلك برعاية ودعم من جهة سيادية مهمة، أنا الآن بصدد دخول مرحلة الانتاج لأول سيارة مصرية وعربية تطير فى الهواء، ومن المنتظر أن يتم الانتاج التجريبى فى العام المقبل 2014، بعدد عشر سيارات فقط، ثم بعد الاختبارات النهائية للسيارة تحت مختلف الظروف، سندخل مرحلة الانتاج بمعدلات كبيرة لتغطية احتياجات الأسواق .