أحمد محمود لإعلام أيضاً كشف عن حاجة حقيقية لتنظيمه وإصلاحه، ذلك أن معظم وسائل الإعلام الخاصة منها والحكومية، خرجت عن حيادها نهائياً وتحولت إلى منابر لمعاداة أطراف بعينها، كل يغنى على ليلاه مما أدى إلى زيادة الاحتقان بين كل الأطراف وسمح بخلق مناخ عدائي من الجميع ضد الجميع... المشكلة الحقيقية في كل ما يحدث هو أن كل طرف يرى ضرورة الحل طبقاً لما يراه هو، وأن النخبة السياسية أثبتت أنها نخبة لا يمكن الاعتماد عليها في إيجاد حل سياسي يمكن أن يخرج البلاد من أزمتها، فالتيار الإسلامي رغم حديثه عن الديمقراطية والشرعية، لم يجد غضاضة في استخدام السلاح للدفاع عن ما يؤمن به من أفكار، وما يرى أنه حق اكتسبه بالصندوق، وهو ما يعد في الأساس خروجاً على الشرعية وسيادة القانون، كما أن التيارات السياسية الأخرى في الوقت نفسه تصر على الدفع بتصريحات من شأنها تعميق الخلاف وتعبئة الرأي العام ضد الإسلاميين، استعداداً لانتخابات يرغبون أن يحصلوا فيها على أعلى الأصوات... وبعيدا عن ما يهتم به البعض من رؤية المجتمع الدولي لما يحدث في مصر، وتمنياتهم أن يقوم الروس مثلاً بمساندة مصر، بعد تهديد الأمريكان بالتخلي عنها وإلغاء مناورات النجم الساطع المشتركة، وتباين ردود الأفعال المحلية إزاء ذلك، يبقى أن ندرك أن الحل لن يكون أبداً إلا من داخل مصر وبأيدي أبناءها، وأن هذا الصراع مهما طال، سوف يكون من المحتم أن تجلس كل الأطراف سوياً لإيجاد حل سياسي مبنى على الحوار والتوافق واحترام سيادة القانون، وحتى يحدث ذلك ينبغي على مؤسسة الرئاسة أن تسعى جاهدة لإقرار مبدأ سيادة القانون على الجميع وأن تسعى جاهدة لرأب الصدع الذي حدث والذي لن يكون في استمراره فائز بل سيكون الكل خاسر، فنحن لسنا بصدد مباراة لكرة القدم يفوز فيها من يحرز أكثر الأهداف في الطرف الآخر، وإنما نحن بصدد دولة يقطنها ألوان مختلفة من الناس، كل له انتماؤه السياسي والفكري والعقائدي وأننا إن لم نوقف هذه الدعوات بالقصاص من كل طرف لحساب كل طرف سندخل في مرحلة لن يحمد عقباها، ولن يمكن فيها أن نضمن حتى أن نجد الفرصة للبكاء على اللبن المسكوب...