مع نهايه يوم 21-6 وانتهاء فعاليات جمعة "لا للعنف" المؤيده للرئيس والنظام، فإن لي بعض الملاحظات أجملها فيما يلي : - طالما كنا نبحث عن أي بارقة أمل أو بادرة إيجابية فاننا نشيد بالانضباط والسلميه واستمرار الحياه العادية التي اتسمت بها فعاليات رابعة العدوية (مع التحفظ طبعا علي بعض التصريحات الانفعالية والآراء المتطرفة التي ترددت في هذا التجمع)، ولاشك أنه بانصراف هذه الحشود وعودتها لمحافظاتها فان الجزء الاول من الامتحان الجماهيري يكون قد مر بنجاح وباقل الخسائر ، وهذه شهاده للمؤيدين الذين التزموا، والمعارضين الذين لم يحتكوا بهم ، وتكون المسئوليه مضاعفه علي منظمي فعاليات 30-6 ببذل اقصي الجهد لضمان السلميه وعدم العنف والحفاظ علي الارواح والممتلكات والمؤسسات واستمرار الحياه العاديه. - أهمية البعد عن اقحام الجيش في الحوار السياسي الحالي ، سواء برفضنا لدعاوي قيام الجيش بالتدخل لإسقاط النظام فهذه ليست وظيفته بكل تأكيد، وكذا رفضنا التام لأي إهانة أو تطاول علي قواتنا المسلحه من أي فرد أو فصيل. - التفهم لموقف حزب النور بعدم المشاركه في فعاليات ومظاهرات الطرفين ، فهذا رأيه وهذا إجتهاده ولابد من إحترامه ، وهذا الموقف له وجهان : الاول انه يجعل السلفيين أحد الارقام الصعبه والمهمه في التقريب بين مواقف الفرقاء ، والثاني أن امتناعه عن المشاركه يعد بلاشك رساله إنتقاد مهمة وفعاله للاخوان ومواقفهم ، وخساره لاحد أهم حلفائهم ذوي المصداقيه والشعبيه بالمقارنه مع القوي الجهاديه . - من أهم دروس السياسه أن فرصه دخول الفرقاء في حوار جاد تكون أكبر كثيرا في ظل الظروف المتحركه والساخنه ، وكلي أمل انه مع اطمئنان كل طرف بأنه استعرض قوته وحشوده أن تكون هناك فرصه لتغليب العقل ، وأن يكون هناك حوار سياسي جدي لاقاله الوطن من عثرته ، اذ لايمكن ان اتخيل عجز النخبه السياسيه الكامل عن اجتراح اي حلول لهذا المأزق الذي يمر به الوطن سوي المظاهرات والمظاهرات المضاده ، فالمظاهرات في رأيي تظل مثل سلاح الجو والمدفعيه التي تقوم بالتمهيد النيراني ، ولكنها لاتغني عن سلاح المشاه الذي يحتل الارض ويحرز النصر ، وهو هنا حوار الفرقاء والجلوس علي مائده التفاوض ، والتوصل لحلول وسط يكون الكاسب فيها هو الوطن والخاسر هم دعاه التمكين والاقصاء والتطرف .