شارك عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر وأحد مؤسسى جبهة الإنقاذ الوطنى مساء أمس الخميس فى المؤتمر الجماهيرى الذى نظمته عدد من القيادات التنفيذية والشعبية للحزب بالشرقية في قرية سماكين الغرب، التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، في إطار الإستعداد لمظاهرات 30 يونيو الداعية لإسقاط حكم الإخوان، وشهد المؤتمر إقبالا كبير من أهالى فاقوس والحسينية وأعضاء حزب المؤتمر وعلى رأسهم الدكتور ياسرعبد العظيم أمين الحزب بالمحافظة. وبدأ موسى كلمته أمام جموع الحاضرين قائلاً: "جئتكم كمواطن مصري، أشعر بما تشعرون به في نهاية هذا العام الذي مضى من عمر هذا الحكم". وأكد موسى على أن الجميع مازال يشعر بالفعل بخيبة الأمل وغياب الرؤية والخطة والحكمة في إدارة البلاد، لافتا إلى أن تأسيس جبهة الإنقاذ جاء لإيصال رسالة واضحة للحكومة والحزب الحاكم بأن مصر تحتاج إلى تحالف وطنى؛ لأن وجود فصيل واحد فى الحكم لايستطيع أن يرقى وحده إلى مستوى مسئولية إدارة شئون البلاد. وتحدث موسى عن حركة "تمرد" والدعوة لمظاهرات 30 يونيو قائلا: "لقد باتت مصر فى خلال عام على شفا حفرة من الإنهيار الملحوظ لكافة الملفات وأصبح هناك تدهورا لم نعهده من قبل منذ تولى الإخوان شئون الحكم فى البلاد، متسائلا: هل تستطيع مصر تحمل عام آخر من الإنهيار والحكم الفاشل؟". واستكمل موسى حديثه قائلا: "مصر غنية جداً ولكن فقرها في سوء إدارتها وليس فقر مواردها، لذا فمصر لاتحتمل عاما آخر من سوء إدارة الحكم". وأشار موسى إلى أن المواطن البسيط - الذى يشعر بأنه آخر اهتمامات الحكم المشغول بالسلطة - كان ضحية ذلك التدهور والإهمال فلقد دفع ثمن حكم الإخوان، الذى أودى بالفعل لتدهور جميع عناصر حياته وهدم أحلامه في حياة أفضل. وأوضح موسى أن مشكلة نقص المياه يمكن إدارتها وحلها بخبرات مصر وكفاءاتها، وليس بالإعتماد على الخطب الإنشائية والحوارات التلفزيونية غير الجادة التى ستؤدى حتما لضياع حق مصر وحصتها من نهر النيل. واعتبر موسى أن ضعف الحكم وغياب الرؤية والخبرة هما السبب وراء هدر حقوق مصر، مؤكدا أن مصر يمكن إدارتها بكفاءة ونجاح بالإعتماد على أهل الخبرة والعلم لا أهل الثقة والولاء. وحذر موسى من خطر أزمة الطاقة الكبرى التى تعانى منها مصر، مشددا على وجوب دخول العصر النووى السلمى لتوفير جميع الإحتياجات اللازمة للمواطنين، مستنكرا عدم تحرك المسئولين والأزمة على الأبواب وغياب الخبرات والكفاءات والدراسات. وأبدى موسى أسفه للأزمة المائية التى تشهدها مصر الآن، متسائلا: أين مشاريع تحلية المياه؟ أين التقنيات التي تقلل الفاقد، ألا توجد رؤية للمستقبل؟ سنصل إلى 100 مليون نسمة بعد سنوات قليلة من اليوم، فماذا أعددنا لهذا اليوم؟. ودعا موسى الجميع إلى التظاهر السلمى يوم 30 يونيو حاملين علم مصر؛ للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة لإنهاء هذا التردى الذى سببه الحكم الفاشل، وأعلن موسى تضامنه مع حقوق الفلاحين الغاضبين الذين يعانون من الظلم والتهميش والتجاهل . وشدد موسى على أن المصريين لم يقبلوا على الإطلاق بتزييف تاريخهم، مطالبا الحكومة القادمة بالعمل على تقويم الإعوجاج الذي تشهده المناهج التعليمية التى تدرس فى المدارس، وأردف قائلا: "سلاحنا الوحيد هو السلمية وسنقف جميعا وقفة حاسمة، مصرين على تغيير وجه مصر، وعدم استمرار الفشل". وأكد موسى استحالة انهزام مصر وضياعها إذا أُحسنت إدراتها، مشدداً على ذلك بقوله: "مصر قوية ورائدة وهى مفتاح الإستقرار فى الشرق الأوسط، فلقد قادت العرب وأفريقيا، بل والعالم الإسلامي من خلال الأزهرالشريف منارة العلم والعلماء". ووجه موسى حديثه للإخوان قائلا: "مصر لن تكون أفغانستان، ولن تصبح دولة فاشلة يحكمها فاشلون، ولن نقبل أن تنتهك سيادتنا، وأي حكم لا يحترم سيادة مصر لن يقبله المصريين، لا يمكن أن تكون لنا حدود صورية فوق الأرض، وحدود غيرها تحت الأرض لا تحكمها وتستباح سيادتنا من خلالها".