حسناء الجريسى تصوير - موسى محمود - منذ تولى د. علاء عبد العزيز حقيبة وزارة الثقافة، وبمجرد صدور قرار بتحويل مكتبة الأسرة إلى مكتبة الثورة، وإنهاء قرار ندب كل من د. أحمد مجاهد ود. إيناس عبد الدايم ود. صلاح المليجى، ورفضه التجديد للدكتور عبد الناصر حسن والنيران فتحت عليه من كل جانب، وكأنه جاء ليحرك المياه الراكدة فى وزارة اقتصرت على أشخاص سيطروا على الحياة الثقافية فى مصر فى العهد البائد وبداية العهد الجديد، لكن د. عبد العزيز المعروف عنه عدم انتمائه لهذه الفئة، جاء ليغير الموازين فى وزارة، طالب من قبل مثقفوها بإلغائها بل واستقلال المجلس الأعلى للثقافة عنها وكذلك دار الكتب والوثائق؟ بل جاءت بعض الأصوات المثقفة الزاعقة لتقول وزارة الثقافة فى موات. فمن المسئول عن تدمير وزارة الثقافة خلال 30عاماً؟ وأين كان هؤلاء المثقفون الذين كانوافى عزلة تامة عما يحدث بل وكان منهم أسماء لامعة وبراقه موالية للنظام القديم؟ ولكنهم سرعان ما ارتدوا رداء الثورة عند اشتعال فتيلها يوم 25 يناير. تركة صعبة وقعت على كاهل الوزير الجديد فى ظل ظروف عصيبة تمر بها مصر، فهل سيستسلم أم سيتصدى لتلك الهجمة الشرسة التى تلاحقه؟ هذا ما سيجيب عنه المستقبل القريب. الأهرام العربى فى حوار جرىء مع د.علاء عبد العزيز فإلى تفاصيل الحوار. توليت حقيبة وزارة الثقافة فى ظل ظروف عصيبة.. فلماذا وافقت على هذا المنصب؟ أرى أننى رجل المهام الصعبة، وليس لدى أى مشاكل عندما يتخلى الجميع عن مهامه المنوطة به، فى لحظة حرجة فى تاريخ الوطن لا يستحق أن يفتح فاه بعد ذلك، علينا جميعا أن نتجه للبناء ونتحرك للأمام، ونحرك المياه الراكدة، ونتخلص ممن يقفون عائقًا نحو تقدم هذا الوطن، أرجو أن تراجعوا جماعة المثقفين وتسألوهم كيف كانت مواقعهم قبل الثورة ؟ خصوصا من يتكلمون الآن، وكيف كانت علاقتهم بالسلطة الحاكمة السابقة؟ أعترف أنه لم يكن لى أى علاقة بأى مركز من المراكز الثقافية أو أى وضع ثقافى فى أى مؤسسة ثقافية فى مصر إلا بعد الثورة، أما هم فأعتقد أن تاريخهم طويل وحافل ومعروف فى علاقتهم بالسلطة السابقة والجميع يعلم ذلك. من أول يوم توليت فيه الوزارة قلت هى "خرابة" فهل لديك أدلة ومستندات تثبت بها ذلك؟ عندما تحدثت عن مخالفات إدارية وقانونية لم أتكلم عن فساد، لكنهم فهموه بطريقتهم وهم أحرار، بالنسبة للمخالفات القانونية لن أسكت عنها تحت أى ظرف من الظروف هى موضوع تانى، نحن نتحدث عن إدارة، عندما تكون عندى مجلات تجلب الخسارة وبالية بالشكل الواضح فى المستندات التى أمامك، فهذا فساد واضح، أعتقد أن هذا جزء من مال الشعب، ولابد أن تقدم الخدمة الثقافية للشعب ويصرف المال عليه، لكن " ما تقوله د. إيناس عبد الدايم إنها تعمل عرضا للعازفين أو عرضا يتفرج عليه فئة معينة فهذا غير منطقى على الإطلاق، لا يصح إصدار مجلة تباع إلى 200 واحد، ويقولون إنها تقدم خدمة ثقافية فهى ليست خدمة ثقافية، لماذا ؟ وذلك لسبب واحد، فمعنى أنهم غير قادرين على الوصول للحد الأقصى المطلوب منهم، فهذا يحمل علامات استفهام واضحة والمفروض أن مجلة إبداع مجلة لكل المثقفين، فعندما يصدر منها 6000نسخة، ولا توزع سوى 214نسخة، فهذه علامة استفهام أخرى نحن نتكلم عن إدارة وتخطيط، لو تكلمنا عن العروض التى تقدمها دار الأوبرا، فى أوقات الشعب مشغول فيها، مثل عرض أوبرا عايدة الذى يعرض فى أوقات الامتحانات، فلماذا إذن تقام العروض ولمن؟ والمفترض أن يستمتع بالعرض أكبر عدد من الجمهور، الذى يعتبر صاحب الخدمة الثقافية التى تقدم، أعتقد أنه لا يصح القول بعمل نشاط ثقافى دون أن يشاهده الشعب، فإذا كان هذا النشاط بلا مردود أو تأثير "مالهوش لزمة" لاداعى لعمله فى الوقت الذى ينشغل فيه الجمهور. عندما سألت د. إيناس عبد الدائم لماذا تعرضين "أوبرا عايدة" فى وقت امتحانات نهاية العام على حسب كلام الوزير ؟ أجابت: الأوبرا ليست إدارة مربحة.. فما تعلقيك على هذا القول؟ بصوت حاد ..أجاب :عفوا ..نحن إدارة موجهة لخدمة الجمهور هذا هو الفرق ما بين الإدارة المربحة، هناك خلط عند الناس، بين تحقيق الربح والوصول إلى قطاع عريض من الجمهور، ومن الذى قال إننى أهدف إلى الربح، هدفى الوصول بالخدمة الثقافية بالأموال المصروف عليها إلى أكبر قطاع ممكن من الشعب، لكن أن تقول إيناس عبد الدايم إنها تقدم عروضا فى أوقات لا ينفع أن يتقدم إليها الجمهور لمشاهدتها "أوقات ما ينفعش يأتى فيها الجمهور" وتقول إنها تقدم خدمة ثقافية، لمن تقدمها إذن للكراسى الخالية؟ لا هذا كلام غير منطقى وغير صحيح على الإطلاق، ولا أقبل به، وحتى لو كانت الكراسى كلها مليئة بالجمهور فهى أيضا لن تغطى تكلفة العرض، لكن عندما تكون الخدمة الثقافية مقدمة لشعب يتفرج عليها بأقصى طاقة للمسرح فليس لدى أى أزمة إطلاقًا، لكن أن تقول أقدم عرضا ب50كرسيا أو حتى 20كرسيا! هناك وهم اسمه وهم الدعوات، وهى دعوات مجانية وبالتالى هى تملأ الكراسى بدعوات مجانية، يشغلها الأقارب والمعارف والأصدقاء وبغض النظر، فالسؤال لمن تقدم هذه العروض فى مثل هذه الحالة؟ سؤالى من الذى يشاهد هذا العرض؟ ما أقصده الجمهور العادى، الذى من المفترض أن تكون استطاعت هى بقدرتها أن تروج لنفسها عنده، لكن للأسف لا يوجد تسويق ولا دعاية ولا إدارة، كونها تعمل عروضا فى أوقات ميتة ينشغل فيها الجمهور، فهذا خطأ إدارى واضح، وهذا ما أتحدث عنه فى الوقت الحالى، لكن لو ثبت عندى أن هناك أحداً فى القيادات السابقة مخالف بشكل مالى فهذا يستوجب الوقوف عنده ومحاسبته. د. إيناس عبد الدايم قالت لو الوزير عنده أى مستند يديننى يظهره؟ نعم لدى مستندات عندما تكلف عرضا ب 50كرسيا من إجمالى 620كرسيا فماذا يعنى هذا ؟ أو ماذا نسميه فى علم الإدارة، عايز حد فى علم الإدارة يجاوبنى؟ أبسط ما يقال كيف تدار الأوبرا على هذا النحو وبهذه الكيفية؟ وتعجب ضاحكاً ..تقدم عرض ب50 كرسيا هى حفلة خاصة؟!. القيادات التى أنهيت ندبها أكدوا أن اجتماعك بهم فى المرة الأولى كان عادياً جداً ولم تتطرق فيه إلى موضوعات تتعلق بالإدارة؟ من قال هذا؟ قلت د.إيناس عبد الدايم. قال ..طلبت من الجميع خطط التطوير والمعوقات الموجودة فى العمل، كما طلبت خططا برفع الكفاءة الإدارية والفنية لجميع القطاعات، لم يقدم أحد منهم أى شىء عن المعوقات، ما قدموه إنجازات، ولم يقدم واحد منهم أى معوقات كما لو كانت الحياة وردية ورائعة، لكن ما ثبت لى أن الخدمات الثقافية لم تصل للجمهور العادى، يقومون بعمل مجلات ومطبوعات لا تسوق، هذا كلام غير منطقى وغير طبيعى، فعلى من يثورون؟ وعلى ماذا على؟ على أخطائهم الإدارية المفترض أنا من يثور عليهم، وعلى هذه الأوضاع التى لا تستقيم مع العقل والمنطق ولا مع ثورة 25يناير، حان الوقت أن تقدم الخدمة الثقافية للشعب المصرى كاملة، أنا وزير للشعب المصرى، ولست وزيرا للمثقفين هم جزء من الشعب المصري، وليسوا كل الشعب المصرى وليسوا أوصياء عليه، حتى نكون واضحين تمام الوضوح. ما تعلقيك على قول مجاهد إنك أنهيت ندبه لاعتراضه على قرارك بتغيير مكتبة الأسرة إلى مكتبة الثورة؟ هنا ضحك ..قبل أن يقول قررت بمعنى اتخذت قرارا يعنى أم أصدرت قرارا وأين هذا القرار الذى وصل إليه؟ هو تصريح اقتراح قلته، بأنه سيتم عمل كتاب عن الثورة فى مكتبة الثورة حتى تظل الثورة أمام أعين وأذهان الشعب المصرى كله. د.مجاهد قال لو الوزير يعلم أى شىء عن مكتبة الأسرة لكان الأولى أن يدخل ليرى أن المكتبة مليئة بكتب عديدة عن الثورة.. ما تعليقك؟ لا ليست مليئة بكتب عن الثورة وليست قضيتى إنها مليئة بكتب عن الثورة، وهذا الفرق بين تصريحه وتصريحى، أولا لا يوجد قرار، وإذا كان يعترض على القرار فليس لدى أى مانع من أن يعترض أحد أو يناقش قرارا أصدرته، لكن الأزمة التى واجهتها معه أنه جلس فى منزله وهو ما أعلن فى صفحته على الفيس بوك ونشر ذلك فى كل الجرائد، وعندما اتصلت بالهيئة قالوا لى هو فى منزله إذن قضى الأمر، هو موظف تم انتدابه من جهة عمله، لا أحصل منه على أقصى طاقة ممكنة وقدر ممكن من العمل فى هذه الوظيفة، والمفترض أنه إذا تقاعس عن هذا ينهى ندبه، فكيف يتقاضى راتبا وهو فى منزله؟ وهل يستقيم هذا مع العقل والمنطق الإدارى؟ معالى الوزير هل هذا هو السبب الحقيقى لإنهاء ندب د.مجاهد أم أن هناك أسبابا أخرى نرجو التوضيح؟ طبعا هذا هو السبب الحقيقى، رجل جالس فى منزله. قاطعته قائلة.. لكنه قال فى حواره ل "الأهرام العربى "إنه كان بالهيئة ؟ هنا انفعل الوزير قائلا .. لا كان جالسا فى منزله وعندما أصدرت قرار إنهاء ندبه، أرسلته إلى الهيئة، هى مشكلته وليست مشكلتى، هناك فى علم الإدارة ما يسمى بالمناقشة وطرح الأفكار فلماذا لم يتكلم ويناقش ويوضح وجهة نظره، بدلا من أن ينشر أنه جالس فى المنزل؟ انتهى عصر الوزراء الذين يأتون بالموظفين من بيوتهم للعمل، لا يصلح هذا فى ظل ثورة 25 يناير ولن يكون. ماذا بشأن الشكاوى المتعددة التى قدمها لك العاملون بالهيئة العامة للكتاب وعدد من العاملين بالقطاعات الأخرى من وزارة الثقافة؟ جار بحثها، والنظر فيها وفى الأيام المقبلة ستشاهدين أشياء كثيرة لها العجب ومفاجآت عديدة، نحن لا نتقاعس عن حل أى مشكلة، منذ توليت الوزارة وأنا أجلس بها أكثر مما أجلس بمنزلى، لأحل تلال من المشاكل التى قدمت لى منذ توليت مسئولية الوزارة، بالإضافة إلى تلال الشكاوى. ما ردك على قول د. صلاح المليجى أنك جئت لطمس الهوية الثقافية المصرية؟ ضحك ..قبل أن يقول يقصد أننى جبت «كركتور» لأطمس به الهوية المصرية، هذا كلام لا معنى له، ولا أفهم ما وراءه. هل السبب الحقيقى وراء إنهاء ندب د. المليجى هو أزمة المعرض العام فقط ؟ ما تم بشأن د.صلاح المليجى أنه تقدمت إلى شكوى وبحثت فيها، جاء بها أن أعمال اللجنة التى أشرفت على المعرض العام شابها العوار، مما أخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين المتقدمين، ومن واقع الأوراق التى قدمت لى ثبت أنهم مرتبطون بميعاد محدد لعرض الأعمال، لكن انتهى ميعاد التقديم للمعرض وللأسف تم مده دون أن أعلم فلماذا تم مده؟ لا أحد يعرف، على الرغم من أن العدد الذى تقدم فى المرة الأولى وفقا للمدة القانونية المقررة كاف، ما دفعنى إلى إحالة الأمر للتحقيق، وهنا تدخل نقيب التشكيليين د.حمدى أبو المعاطي، وناقش د.المليجى، خصوصا أن هناك ميزانية خاصة بهذا المعرض، مال عام تم صرفه وأنشطة فنية تعرض، فيجب معرفة الأمر، انتهينا إلى اتفاق هو أن يتم افتتاح المعرض فى موعده المحدد، ويحال الموضوع للتحقيق ويتم استبعاد كل الأعمال التى قدمت بعد الميعاد الأول بمنتهى الشفافية والوضوح، وكان هذا ما سأقوم بتنفيذه لكنى فوجئت بأن المعرض افتتح دون استبعاد الأعمال المخالفة للموعد، ولم يحال الأمر للتحقيق، وهنا كان لزاما على أن أتخذ إجراء، لكن فكرة أن يجعلوا من الأمر بطولة، أو عقابا لطمس هوية كما يقول، فهذا غير صحيح، الأمر ببساطة وجود خلل موجود فى أعمال اللجنة، لم أتدخل فى أعمال اللجنة من الناحية الفنية فلهم ما يرون وهذا شأنهم، وشأن أى لجنة فنية، لكن تدخلى كان فى الإجراءات والخطوات المتبعة لعقد هذه اللجنة، من حيث الشفافية والوضوح، يجب أن نكون واضحين تماما فى هذا الأمر حتى لا يظلم أحد، فعندما يكون هناك موعد محدد يجب على الجميع الالتزام به، فمن يلتزم له الحق ومن لم يلتزم يتحمل المسئولية . أمس تمت إحالة د.مهران إلى النيابة الإدارية بسبب استغلاله قاعة سيد درويش لعقد مؤتمر صحفى، هناك من يقول إنه تخليص حق وانتقام منه ما تعلقيك؟ هذه إجراءات إدارية واضحة وعلى فكرة، أنا موضوعى جداً ولا يوجد لدى أى خصومة شخصية مع أحد، ولا يمكن لوزير أن يدخل فى خصومة مع أحد مرؤوسيه، لكن عندما يتعلق الأمر بإهدار المال العام، وبشئون الوزارة فهذا أمر لا يمكن التهاون فيه. د. مجاهد قال إن د. سامح مهران تقدم للوزير السابق د. صابر عرب بسيديهات فاضحة تتعلق بك، لكن د.عرب لم يحيلك للنيابة وتكتم على هذا الأمر.. فما حقيقة ذلك؟ ببساطة شديدة د. عرب أنكر هذا، وصرح بذلك فى الجرائد ويمكن الرجوع إليه لمعرفة حقيقة الأمر، هذه نقطة أما النقطة الثانية، تقدمت بشكوى للنيابة العامة لإجراء التحقيق فى قضية السيديهات والتحقق من صحتها، وأترك الأمر للقضاء وللقانون، حتى تتضح الحقيقة، وإذا كان د. مهران لديه سيديهات فاضحة لى منذ أكثر من عام، فلماذا لم يتقدم بها من قبل؟ لماذا صمت طوال هذا الوقت؟ عندما يقول فى مداخلة تيلفونية فى التليفزيون دخلنا على inbox ثم يعود ثانية فى مؤتمر صحفى ويقول لم أرها فمن أتى بها إذن؟ أحد الأشخاص، أيهما نصدق؟ نصدق هذه السيديهات المفبركة أم أنه دخل على inbox، أم قدمها أحد الأشخاص له وإذا كان أحد الأشخاص قدمها له، كيف تسنى لك التحقق من صدقها أو حقيقتها؟ فهل أنت جهة تحقيق ومراقبة وإصدار حكم ؟ للأسف الكل تكلم وكأنها حقيقة واقعة، ولم يسألوا أنفسهم من أين نتحقق من صدق هذا الأمر؟وما الإجراءات القانونية التى اتبعت والتى فى أى وقت سيظهر أشخاص يفبركون أشياء غير صحيحة وأجد نفسى مدانا، فكيف يستقيم هذا? هل نحن فى دولة قانون أم فى دولة ادعاءات وافتراءات?، الغرض من كل هذا محاولة توقيفى عن إتمام أى إصلاح فى وزارة الثقافة وإلهائى بأمور وأشياء مفبركة، لن ألتفت لمثل هذه الأشياء، التى كنت متوقعها بل كنت متوقعا أكثر من ذلك، وسأستمر فيما بدأته من إصلاح. د. إيناس عبد الدايم قالت إن هناك من يملى عليك معلومات غير صحيحة، خصوصا أنك لا علاقة لك بالوسط الثقافى من قبل.. فهل هذا صحيح؟ أعتقد أنك رأيت المستندات بعينك، وبالتالى أين المعلومات غير الصحيحة التى يمليها على أشخاص، يقولون من هؤلاء الأشخاص، لا أتكلم شفاهية ولا أتخذ إجراءات وفق معلومات شفاهية، هى عازفة ولا نستطيع القول بأن ليس كل عازف مثقفاً، أنا مثقف مستقل، ولست ضمن الجماعة الثقافية، ولن أنضم لأى جماعة ثقافية، أعمالى منشورة فى وزارة الثقافة السورية، وفى المجلات العربية وهذا كان قرارى أن أصبح بعيدا تماما عن الدائرة الثقافية التى ترتبط بمجموعة من الأشخاص دون غيرها، فهناك الكثير من المثقفين المستقلين، ونحن نرفض أن نكون داخل جماعة ثقافية تحتكر الحقيقة وحدها، وترى أنها تفهم والشعب لا يفهم، وأنها تعلم والشعب يجب أن يتعلم منها، ما يقولونه انتهى عصره عندما تكون لدينا مجلات لا توزع إلا أعدادا ضيئلة، فمعنى ذلك أن خطابهم الثقافي، لم يصل إلا إلى عدد محدود، عليهم أن يعيدوا النظر فى وجودهم فى الشارع، وعلاقتهم بالمجتمع فالمثقف هو ضمير شعبه وهو من يدافع عن حقوق الشعب ويتوجه إليه، لا أن يصادر على الشعب حقه، فله حق الاختيار مع من يرغب فى الانضمام إليه، وهو من يقرر مصيره. معالى الوزير هل صحيح ما سمعناه أنك تعديت على سيارة د.هران؟ هو الذى أصاب أحد طلبة المعهد بالسيارة، وحرر محضرا بهذا الأمر. هل تم طردك من ساقية الصاوى ومطعم بوسط البلد كما سمعنا؟ لم أذهب إلى ساقية الصاوى، أما هذا المطعم دخلته وخرجت منه دون أن يحدث أى شىء على الإطلاق، ولو لديهم أى واقعة اعتداء عليهم تقديم الصور. منذ توليت الوزارة والنيران تفتح عليك من كل جانب.. فما تفسيرك للهجمة الشرسة التى يشنها المثقفون عليك؟ أظن أن الأوراق توضح لك أسباب هذه الحملة، أقول لك ببساطة رؤساء القطاعات كانوا يتقاضون 16 ألف جنيه مكافأة شهرية، بالإضافة إلى 8000 جنيه كل ثلاثة شهور، كانت تصرف لهم مكافآت غير عادية، أظن الأمور أصبحت واضحة الآن بعد اطلاعك على المستندات، وشاهدت حجم المكاسب التى تذهب لهم دون أى وجه حق، حان الوقت أن تصرف أموال الشعب الخاصة بالثقافة لخدمة الثقافة المصرية والشعب المصرى، لا أن تصرف وتقتصر على فئة بعينها؟ ما تفسيرك لهذا الهجوم؟ انظرى ... يشنون هجوما كيفما يشاءون فى هذا الأمر، أعتقد أن الخطاب الثقافى المصرى يتغير للأفضل فلم يعد هناك من يقتنع بهؤلاء، من كان فى حضن السلطة، وركب الموجة بعد ثورة 25 يناير لن يكون ضمير الأمة، عفوا لم يعد صالحا انتهت مدة صلاحيته. سمعنا عقب حلف اليمين أنك التقيت "هشام قنديل "ووعدته بتطهير وزارة الثقافة خلال 5 أشهر هل هذا صحيح؟ من قال هذا الكلام، من حضر الجلسة وتفوه بذلك؟ قاطعته ..سمعنا ! سألنى مِن مَن؟ من بعض المثقفين ؟ قال إذن السؤال يوجه لهم وليس لى واضح أنهم من أهل الخطوة، أو من فاتحى المندل ليقولوا ماذا حدث فى مثل هذه الجلسة الخاصة التى جمعتنى برئيس مجلس الوزراء. إذن نود التعرف على ما دار بينك وبين رئيس مجلس الوزراء فى هذه الجلسة الخاصة؟ تحدثنا عن تطوير الخطاب الثقافى والثقافة المصرية، وكيف يمكننا تطوير المركز القومى للسينما، وتطوير المطبوعات الثقافية، فلا يمكن التطوير دون ضبط المسارات، وإصلاح ما هو معوج. بعد توليك الوزارة قلت هناك اجتماع مفتوح لكل المثقفين من جميع التيارات الفكرية والثقافية لكن اللقاء اقتصر على حزب الحرية والعدالة؟ لم يحدث هذا، فهو لم يكن لقاء مفتوحا أو اجتماعا لكنه كانت زيارات، وقد أتى د. شاكر عبد الحميد لزيارتى وتهنئتى وهو ينضم إلى حزب المصريين الأحرار ،فلماذا لم تذكروا هذا وتعلنوا عنه؟ باب مكتبى مفتوح لأى شخص من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وستكون وزارة الثقافة مفتوحة لجميع التيارات السياسية المصرية وغير المصرية بلا استثناء طالما توافر شرطى الكفاءة والأمانة، ولن تقتصر على أحد ولن يقصى أحد أحدا، هذا ما أعلنته وهذا ما سأنفذه. هل طلب منك حزب الحرية والعدالة التوثيق لثورة 25 يناير على طريقتهم ؟ عفوا ..هذا ما يتم الترويج له ولكن لابد أن نكون واضحين، ما أعلنته بمنتهى البساطة هو التوثيق لثورة 25 يناير بفيلم تسجيلى، وعندما يأتى أحد ليساعد فى هذا الأمر، ويطالبنى بالالتزام به فله الحق فى هذا المطلب، وهم طالبوا بالالتزام بما وعدت به. صرحت بأن نسبة الفساد بالوزارة تصل إلى 60% ؟ تنهد قائلا ..مجلة تكلف الوزارة 85 ألف جنيه ولا تبيع سوى 200 نسخة، قيمتها المالية 140جنيها، فماذا يمكننا تسمية هذا؟ عندما تكون لدينا جريدة لا يبلغ عدد توزيعها سوى 33%، عندما يكون لدينا هذا الكم من الإعلانات؟ الشرط الذى يتعلق بالأعمال الكاملة، وهو أن يتقاضى المؤلف 50ألف جنيه قبل طبع الكتاب، ماذا يمكن أن نسمى هذا؟ومازال هناك الكثير والكثير من المخالفات. صرحت بأن لديك مشروع تطوير يختلف عن الوزراء السابقين فماذا عنه؟ لا يمكن أن نبدأ بالبناء أو بالزراعة قبل تنظيف الأرض، هذا ما أفعله الآن، لكن لدينا مشاريع تتلخص فى رقمنة دار الكتب والوثائق والحفاظ على هذا التراث الضخم من المخطوطات والوثائق، والتى أصبحت مهدرة، سنبدأ الآن فى تنفيذ هذا المشروع، ولهذا الأمر سنطلق أول وأكبر حملة لترجمة الفكر العربى بمختلف أشكاله، من اللغة العربية إلى مختلف اللغات الأجنبية، وجار الإعداد لهذه البروتوكلات وسيتم تنفيذها قريباً، تجهيز أول أرشيف للحفاظ على التراث الثقافى السينمائى المصري، وذلك بالتعاون مع وزارة الآثار، وإعداد وتطوير جميع كوادر الوزارة سواء الإدارية أو الفنية، تجهيز الفرق التى تتبع الوزارة وذلك من أجل السفر، مع ضرورة تنمية مواهبهم وتدريبهم، وأعتقد أن المسرح يحتاج إلى وقفة كبيرة جداً، فالمسرح القومى تعطل تجديده منذ ثلاث سنوات، والآن يجب الإعداد بشكل سريع لضخ الأموال اللازمة ووضع جميع الاستشارات الهندسية من أجل إتمام هذا المشروع الذى توقف لسنوات، النقطة الثانية لدينا مسارح الدولة تجتاج إلى وقفة مهمة، وهناك من اللوائح ما تحتاج إلى إعادة النظر، حتى يتم تفعيل المسرح، ولن يقتصر على القاهرة فقط بل سينتقل إلى جميع الدول وأيضا جميع محافظات مصر، ولن تكون وزارة الثقافة قاصرة على من هم بالقاهرة فقط، لكن هناك العديد من المبدعين فى جميع المحافظات يحتاجون إلى الدعم والتشجيع من الوزارة، لابد أن نقف بجوار الكفاءات المهدرة، والتى ضاعت حقوقها فى الفترة السابقة، أعمل على طريقة مختلفة وهى محاولة الاستفادة من الخبرات الموجودة لدى الخبراء الكبار مع الشباب الصغار، وستشكل لجان تجمع بين هؤلاء وهؤلاء، أيضاً تطويرالعمل الثقافى فى مصر لا يقتصر على المسرح فقط، لكنه سيمتد إلى السينما أيضا فالمركز القومى للسينما إنتاجه فى المتوسط 20 فيلما، سنحاول رفع هذه الإنتاجية، لإتاحة أكبر قدر ممكن أمام الشباب السينمائيين لينتجوا أفلاماً أكثر، هذا بالإضافة لتطوير العلاقات الخارجية والمهرجانات والاحتفالات الثقافية والأسابيع الثقافية المصرية يجب أن تتم إعادة النظر فيها بالكامل، يجب أن تستعيد مصر دورها الناعم على مستوى ثلاث قارات، أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وهناك أشياء كثيرة جداً أرجو من الله أن يعطينا الوقت لإتمامها. ماذا عن جوائز الدولة هذا العام فى ظل تلك الأجواء المشحونة وبعد قبول استقالة د.سعيد توفيق أمين المجلس الأعلى للثقافة بعد أن اقترب ميعادها السنوي؟ الأمور تسير بشكلها الطبيعى. لماذا لم تجدد للدكتور عبد الناصر حسن رئيس دار الكتب والوثائق المصرية؟ المفترض أن 30 5 2013 ينتهى ندبه، ولم نجدد له وهنا صمت الوزير. وبالنسبة لسعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة؟ أجاب. ماله سعد عبد الرحمن؟! قلت له هل سيظل فى موقعه أم سيتغير باعتبار التغيير طال كل قيادات الوزراة؟ ضحك قائلاً ..هو الذى طلب البحث عن إجابة هذا السؤال الشخصى جداً.هناك قطاعات أخرى لماذا هذا تحديداً؟. قلت له مجرد استفسار عادى فلا ناقة لى ولا جمل؟ أجاب حتى أكون واضحا وصريحا أى شخص لديه مخالفات مالية وإدارية سيتم تغييره ليس هذا بالنسبة لسعد عبد الرحمن فقط هذا كلام موجه للجميع، سيتم تغيير كل القيادات التى ثبت أن لديها مخالفات إدارية وقانونية وهذا ما أعلنته من قبل سأعلنه أيضا فى الأيام المقبلة بأمر الله. الكاتبة فتحية العسال تتهمك بأنك جئت لتدمير وزارة الثقافة.. ما تعليقك؟ تقولين كيف سأدمر الثقافة المصرية؟ تقدم شواهد فالبينة على من ادعى أم هو كلام عام. د. سامح مهران قال إنك تستخدم "البلطجة الإخوانية"؟ أظن يكفى مشاكل الأكاديمية فالأفضل أن ينتبه لها. ما ردك على قول يوسف القعيد إنك جئت لإلهاء المثقفين فى حروب استنزافية؟ هو رجل كبير فى السن ولا أحب الحديث عن كبار السن، ولكنه من حقه أن يقول ما يريد لا نحجر على آراء أحد، لكن عليهم أن يقدموا الأدلة، كما قدمت أدلتى بالمستندات، من حق أى أحد تقديم دليله، للأسف المثقفون المصريون حصلوا فى الفترة الماضية على مكاسب لا يريدون أن تنتزع منهم. ما تعليقك على أنك كتبت فى جريدة الحرية والعدالة ومغازلا الإخوان بغية منصب ما؟ لو لديك المقالات اقرئيها، أن أكتب مقالا وأصبح به وزيرا معنى هذا أننى عبقرى، عندك د. وحيد عبد المجيد كتب أكثر من 50 مقالا فى جريدة الحرية والعدالة، كان الأولى أن يحصل على 10حقائب وزارية، من حقى الكتابة فى أى جريدة وليس من حق أحد الحجر على آرائى كما ليس من حقى الحجر على آراء أحد، وليس لدى مانع، باب النقاش مفتوح لما كتبته، أتعجب والله لماذا تكلموا عن جريدة الحرية والعدالة ولم يتحدثوا عن المقالات التى كتبتها فى باقى الجرائد والمجلات العربية ؟ لماذا لم يتحدثوا عن الكتب التى أصدرتها؟ أليس هذا غريبا؟ جمعية المحافظة على التراث أصدرت بيانا تناشد فيه المثقفين للاحتشاد ضدك حتى تتم إقالتك من منصبك.. كيف ترى هذا الأمر؟ لا أشغل بالى بكلام مرسل فى الهواء دون أدلة، لدينا مشاكل على أرض الواقع، ومن حقهم المطالبة فلن أصادر آراء أحد. كيف تتصرف بشأن استقالات القائمين على المعرض العام ومجلة إبداع؟ من يرد أن يستقيل فليستقل فلديهم مطلق الحرية، مصر ليست «عقيمة»، مصر ولادة وبها الكثير من الكفاءات ولن يقتصر الأمر على أشخاص بعينهم ولن يحتكر أحد الثقافة أو الفن فى مصر، مجلة إبداع لا توزع سوى 7% إلى 11% فكيف تكون هذه نسبة توزيع مجلة المثقفين؟ ولا أقول أكثر من هذا. فى المرحلة المقبلة كيف تتعامل مع كل هذا الكم من المشاكل؟ لم أغلق باب مكتبى فى وجه أحد، من يرد التعاون معى أهلا وسهلا ومن لا يرد أهلا وسهلا، هذا أمر يخصه يجب أن يعلو الجميع ليكون فى مستوى مصر، فالمرحلة المقبلة تحتاج منا المزيد من الجهد. ما حقيقة الحزب الذى تنتمى إليه؟ يمكنك البحث عن هذا الأمر والقراءة عنه.