«جريمة لا تُغتفر».. أول تعليق من وزير التعليم على وقائع مدرسة سيدز    إقبال المصريين على سفارة مصر بباريس في اليوم الثاني للتصويت بانتخابات مجلس النواب    إدراج 29 جامعة مصرية في تصنيف QS 2026.. والقاهرة تتصدر محليا    أكاديمية مصر للطيران للتدريب توقع اتفاقية تعاون مع شركة أيركايرو    تمويلات ضخمة لتسمين الماشية.. «الزراعة» تعلن أرقامًا قياسية في مشروع البتلو    التعليم العالي: "إيراسموس" ركيزة أساسية لتطوير وتدويل التعليم العالي في مصر    وزيرة التخطيط: زيادة الإنفاق على التعليم الفني والتدريب وقائمة من الإصلاحات الهيكلية لريادة الأعمال    «رحمي»: تمويل 493 ألف مشروع ب22.7 مليار جنيه من 2022 وحتى الآن    كييف تبحث مع شركائها الأوروبيين خطواتها المقبلة بعد طرح خطة السلام الأمريكية    ستارمر يعلن عن لقاء دولى خلال قمة العشرين لدفع جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا    وزير الخارجية يتلقى مع مستشار الأمن القومي البريطاني    موسكو: المسيرات الروسية تضرب نقطة انتشار اوكرانية مؤقتة    بيراميدز يصطدم ب ريفرز النيجيري في بداية دور المجموعات لدوري الأبطال    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام بيرنلي في البريميرليج    وزير الرياضة: كل الدعم لأحمد الجندي في رحلة العلاج بألمانيا    موعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل والقنوات الناقلة في دوري أبطال إفريقيا    موعد مباراة تشيلسي ضد برايتون والقناة الناقلة    إسلام سمير: الفوارق بين الأندية "كبيرة".. وأحمد سامي ليس سببا في أزمات الاتحاد    «الأرصاد» تعلن طقس ال6 أيام المقبلة.. وموعد انخفاض الحرارة    إصابة 12 عاملا إثر انقلاب ميكروباص بالمنيا الجديدة    إصابة 11 عاملا إثر انقلاب ميكروباص بالمنيا الجديدة    وزير التعليم يقرر وضع مدرسة «سيدز» الدولية تحت الإشراف وإدارتها من الوزارة    بعد قليل.. "التضامن" تجري قرعة حج الجمعيات الأهلية لاختيار الفائزين بالتأشيرات    بعد تصدره التريند.. موعد عرض برنامج «دولة التلاوة» والقنوات الناقلة    استخدمت لأداء المهام المنزلية، سر عرض تماثيل الخدم في المتحف المصري بالتحرير    الصحة: الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في مصر مستقر تمامًا ولا توجد أي فيروسات جديدة    دايت طبيعي لزيادة التركيز والمزاج الإيجابي، نظام غذائي يدعم العقل والنفس معًا    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 22 نوفمبر 2025    سعر كرتونة البيض في بورصة الدواجن والأسواق اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 فى المنيا    موعد تطبيق منظومة السيارات الجديدة بديلة التوك توك فى الجيزة    شيكو بانزا يظهر فى مران الزمالك الأخير استعدادا ل زيسكو بعد وفاة شقيقه    الرئاسة في أسبوع| السيسي يشارك بمراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.. ويصدر تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات    فوز «كلب ساكن» بجائزة أفضل فيلم في مسابقة آفاق السينما العربية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    انتخابات مجلس النواب بالخارج، بدء التصويت بالسفارة المصرية في طهران    غرفة عمليات الهيئة الوطنية تتابع فتح لجان انتخابات النواب فى الخارج    وزارة الصحة توجه رسالة هامة عن تلقى التطعيمات.. تفاصيل    منظمة الصحة العالمية: أكثر من 16.5 ألف مريض بغزة في انتظار الإجلاء الطبي    دراسة جديدة.. عصير البرتقال يؤثر على نشاط الجينات    سعر الجنيه الإسترلينى اليوم السبت فى البنوك 22-11-2025    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    دافع عن خطيبته من متحرش.. فشوه المتهم وجهه وجسده بساطور    فرنسا لمواطنيها: جهزوا الطعام والماء لحرب محتملة مع روسيا    بعد تصديق الرئيس.. تعديلات قانون الإجراءات الجنائية نقلة حقيقية في ملف حقوق الإنسان    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    بيسكوف: مستوى اتصالات التسوية بين موسكو وواشنطن لم يحدد بعد    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مروان كنفانى: لولا استضافة القاهرة لاجتماعات حماس ما وجدت عاصمة عربية تستضيفها

هانى بدر الدين - مروان كنفانى “أبو الحكم" ليس فقط مستشار الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، ولا مجرد عضو سابق بالقيادة الفلسطينية ورئيس اللجنة التشريعية بالمجلس التشريعى الفلسطينى، إبان عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، بل يعد أحد أصحاب الرؤية النافذة للمستقبل، ليس فقط فى الشأن الفلسطينى، بل فى الشئون العربية، للخبرة الكبيرة التى اكتسبها فى حياته سواء فى القاهرة أم سوريا ولبنان وفلسطين وأمريكا.
وفى حوار مهم مع «الأهرام العربي» شرح كنفانى رؤيته لمستقبل الوضع على الساحة الفلسطينية على وجه الخصوص، وعلى الساحة العربية بوجه عام، بعد ثورات الربيع العربى، والخلافات الداخلية بدول الثورات العربية، معتبرا أن المصالحة الفلسطينية لن تتم لعدم وجود إرادة حقيقية لذلك لدى فتح وحماس، كما قال: إن حماس أعقل من أن تتورط فى تنفيذ مجزرة رفح التى راح ضحيتها 16 من جنود الجيش المصرى فى رمضان، مشيرا إلى أن نظام الرئيس السورى بشار الأسد لن يسقط.
بداية كيف ترى أفق المصالحة مع استمرار العراقيل أمامها؟
موضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية هو قديم، والرئيس الراحل ياسر عرفات والحاج أمين الحسينى، حيث كان هناك تقليد فلسطينى فى استصدار القرار بشكل جماعى، فالرئيس عرفات وقبله أحمد الشقيرى، رئيس منظمة التحرير الأسبق، كان كل واحد يحاول أن يكون هناك توافق وطنى بين كل الأحزاب حول القرارات، وأذكر جيدا أن عرفات عندما عاد إلى غزة وأقام السلطة الوطنية، كان دائما يحاول إدخال حماس فى صناعة القرار، ولكنها لم تكن معنية آنذاك بذلك الموضوع، ولهذا كان عرفات يستطلع الآراء فى حركة فتح وبقية التنظيمات والقيادة الفلسطينية، ولكن منذ أحداث 2007 اختلفت التسمية إلى المصالحة، نظرا للانقسام الذى وقع وأضر بالشعب الفلسطينى، وبدأ الحديث عن المصالحة بعد عامين تقريبا، أى فى 2009 وأصبح حديثا موسميا، ويتواكب مع قرب انعقاد القمة العربية أو أى مؤتمر واجتماع عربى كبير، أو مع وقوع عدوان إسرائيلى على غزة، وعندما كنا فى انتفاضة 2000 قررنا تشكيل لجنة القوى الوطنية والإسلامية، وكنت عضوا بها ومسئولا عن التنسيق فى لجنة الاقتراحات، وحقيقة لم يكن هناك أى قرار بدون أن نحاول أن يكون هناك توافق بين جميع القوى والفصائل حوله، كانت فتح فى السلطة، وكانت حماس فى المعارضة.
هل تقصد أن المصالحة حتى الآن بلا جدوى؟
أقول لك إن الحديث عن المصالحة كان موسميا، حيث تتم اجتماعات فى مصر واليمن والسعودية وقطر، ولكن كل تلك الاجتماعات للأسف لم يكن فيها أى شىء جدى، ولن تصل المصالحة لتحقيق ما يأمله الشعب الفلسطينى، فالحديث عن المصالحة يأتى عندما يكون كل من فتح وحماس قد وصلت لنقطة الفشل فى تنفيذ برامجهما، وفى الفترة الأخيرة نجد السبب لدفع الجانبين للمصالحة هو الربيع الفلسطينى الذى ظهرت بوادره من خلال المظاهرات التى اندلعت فى الضفة وغزة، دفع ذلك فتح وحماس إلى المصالحة، كما دفع له أيضا أن كلا من مشروعى فتح وحماس يواجه مأزقا، فحركة فتح والسلطة الوطنية فى الضفة تواجه مأزقا، حيث إن كل جهودها لم تكلل بالنجاح حتى الآن، حيث ما زالت المفاوضات لم تكلل بالوصول للهدف الذى يرجوه الجميع بإقامة الدولة، وذلك للتعنت الإسرائيلى وسوء الأداء الفلسطينى وبسبب الانقسام الفلسطينى الداخلى، فلم يعد هناك من يتعامل مع الشعب الفلسطينى ككتلة واحدة.
وما المشكلة أمام حماس؟
أيضا حماس هى الأخرى تواجه مشكلة كبيرة، فكل دول الربيع العربى باستثناء مصر قد أدارت وجهها للقضية الفلسطينية، بينما نجد مصر لها وضع مختلف، لأن النظامين فى غزة ومصر يتبعان لتنظيم واحد، وبصراحة أكبر، فلولا أن مصر استضافت اجتماع قيادة حركة حماس فى القاهرة أخيرا، لما كانت هناك أى إمكانية أن يعقد الاجتماع فى أى بلد عربى، كما أن برنامج المقاومة متعثر، خصوصا بعد العدوان الإسرائيلى الأخير الذى قاومته حماس بشكل بطولى، ولكن للأسف كانت النتائج لصالح إسرائيل، حيث إنه إذا توقفت المقاومة وإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل فليس هناك مشكلة بين إسرائيل وغزة على الإطلاق، وحماس توصلت فى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير برعاية مصرية إلى تهدئة غير محددة المدة، فليست هناك مشكلة بين إسرائيل وغزة.
هناك حديث الآن عن الحدود المؤقتة ودولة غزة المؤقتة كيف تراها؟
الحدود المؤقتة لغزة هى الحدود الدائمة لها، لأن خالد مشعل أعلن موقف حماس، والذى جاء متفقا مع موقف منظمة التحرير بقبول إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وتلك الحدود هى نفسها القائمة الآن فى غزة، ولذلك عندما نتكلم عن الحدود المؤقتة والدولة المؤقتة، فالحقيقة أننا نتكلم عن دولة جديدة هى دولة غزة وليست الدولة الفلسطينية المؤقتة، حيث ستصبح هناك دولتان؛ دولة فلسطينية فى الضفة الغربية ودولة أخرى فى غزة، ومنذ 7 سنوات قلت إن الانقسام سيستمر ويترسخ وسيكون من المستحيل على رئيس الكيان الفلسطينى فى الضفة أن يذهب إلى غزة، وكذلك من المستحيل على رئيس الكيان الفلسطينى فى غزة أن يذهب للضفة، وقلت إن نهاية الضفة الغربية قد يكون التنسيق مع الأردن، وأؤكد أنه بدون إعادة اللحمة وإنهاء الانقسام لن يكون هناك مستقبل للعمل الفلسطينى على المستوى الدولى ولا على مستوى السلام.
طرح الهدنة الدائمة هل هو خطر على مستقبل الوحدة الفلسطينية؟
إذا طرح موضوع الهدنة فى إطار تنفيذ الوعد والقرارات الدولية بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، فعندئذ لن يكون ذلك أمرا سلبيا، ولكن فى حالة غياب ذلك فعندئذ تكون الهدنة الدائمة استسلاما لمطالب إسرائيل، واليوم حماس ليست لديها سياسة مقاومة فى غزة، وذلك بعد اتفاق التهدئة برعاية مصر، وحماس تقول إنها موافقة على التهدئة طالما استمرت إسرائيل، والحقيقة هى أن إسرائيل لا تريد التصعيد مع غزة، ولا ننسى أن إسرائيل خرجت من غزة عام 2005، ولذلك لا أعتقد أن إسرائيل غير معنية بأى شكل بغزة، ولا بأرض غزة، وبالتالى فإن فكرة المقاومة التى تتبناها حماس هى فقط ما يقلق إسرائيل، وإذا ما تم التوسط لتأجيلها سيختلف الوضع تماما، وبالتالى أعيد وأكرر أنه إذا كان الحديث عن دولة مؤقتة تضم غزة والضفة معا فلا بأس من ذلك، أما إذا كان الحديث عن دولة فى غزة وأخرى فى الضفة، فأقول إننا نجحنا كفلسطينيين فيما فشلت فيه إسرائيل وبريطانيا قبلها فى تقسيم فلسطين أرضا وشعبا.
طرح غيورا أيلاند مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق إلحاق الضفة بالأردن لتكون المملكة الأردنية الفلسطينية الهاشمية، وضم غزة لمصر مع تقديم أراض من سيناء ومبادلة الأراضى كيف ترى تلك الرؤية الآن؟
لا أعتقد أن أى طرف فلسطينى حتى حماس تريد ذلك، فحماس قررت أنها ليست لها أى أطماع فى أى أراض غير الأراضى الفلسطينية، والمخيف فى الموضوع هو ترك الوضع الحالى مستمرا لفترات طويلة، لأن الزمن يخلق واقعا جديدا، فهناك الآن وبعد سنوات من الانقسام، من تعلم فى المدارس بعد الانقسام وهو يدرس تاريخ غزة، وهذا أمر مؤسف، فنحن علمنا أولادنا على تاريخ فلسطين كل فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر.
بعد كل ما سبق وإذا عدنا للمصالحة، برأيك كيف يمكن بناؤها على أسس سليمة؟
كل المشاريع المقدمة من فتح وحماس للمصالحة هى مشاريع وهمية ولن ينتج عنها أى تقدم، وعند الحديث عن تشكيل حكومة من التكنوقراط فإنى واثق من تعاون فتح وحماس مع تلك الحكومة، كما أثق فى نزاهتها، لكن الواقع يقول لنا إن الانتخابات ستؤدى إلى فوز حماس فى غزة، وفتح فى الضفة، وبذلك نكون “محلك سر" وعدنا للمربع الأول، فلا فائدة من موضوع الانتخابات، الكلام الآخر عن حكومة توافق وطنى من فتح وحماس وبعض المستقلين والأحزاب والفصائل، أقول إننا جربنا ذلك سابقا عام 2006 حيث كانت لدينا حكومة وطنية ائتلافية، ولم تستطع القيام بأى شىء لأن الفشل بأى عمل موجود فى تركيبها، فنصف الحكومة يعترف بإسرائيل ويريد التفاوض معها ويوافق على كل الاتفاقات السابقة ويستطيع التنقل بين الضفة وغزة، ونصفها الآخر لا يعترف بإسرائيل ولا يريد التفاوض معها ولا يعترف بالاتفاقات السابقة، ولا يستطيع التنقل بين الضفة وغزة، وبذلك متوقع ألا تسمح إسرائيل بتسهيل حركة وزراء مثل تلك الحكومة الائتلافية، وبالتالى كيف ستجتمع تلك الحكومة؟ وبصراحة شديدة لا أعتقد أن كلا من فتح وحماس تريدان حل الانقسام.
هل نفهم من حديثك أنه لا حل لموضوع الانقسام؟
بالطبع هناك حل ولكنه حل صعب بجانب الوضع الذى ترسخ على الأرض، وكذلك تزيده صعوبة تحالفات كل طرف، كل ذلك يمنع الحل، فلا يمكن أن توافق أمريكا على أن تقوم حكومة فلسطينية نصف أعضائها من حماس الذين لا يعترفون بإسرائيل ولا بالمفاوضات ولا بالاتفاقات السابقة، هذا سيعيد الأوضاع لما هى عليه الآن؟ ولا وحدة وطنية بدون العامل السحرى وهو الاتفاق على البرنامج الوطنى المشترك، فهذا أصل الحل، فإذا لم يتم العمل منذ اللحظة على التوصل إلى برنامج وطنى مشترك تقوم على أساسه الانتخابات وتشكيل الحكومة، فلن يكون هناك أى أمل فى إحراز تقدم حقيقى فى ملف المصالحة فى المستقبل، فلا بد أن نتفق على الخطة السياسية للمرحلة المقبلة، وهذا الاتفاق يمكن أن يتغير فى كل لحظة ويجب أن يكون مقبولا من الفلسطينيين ومن العالم، ويجب أن يتعامل مع وضع الحكم فى فلسطين ومع إسرائيل، ومع الاتفاقات السابقة، ومع العلاقات بين فلسطين والعالم، وبدون الاتفاق على ذلك البرنامج السياسى الموحد لن تكون هناك أى مصالحة.
هل يمكن أن تكون وثيقة الأسرى أساسا للبناء عليها فى المصالحة؟
وثيقة الأسرى كانت على أهميتها هى محاولة لوقف التدهور الجارى فى الوضع بين فتح وحماس، كما أنها حملت بذور وأساس المصالحة، المطلوب الآن برنامج يعمل به كل من فتح وحماس وغيرهما من الفصائل ويلتزمون به بغض النظر عن انتمائهم الفصائلى، وهنا يأتى دور الوسطاء العرب، فمصر ليست وحدها بهذا الشأن، خصوصا أنها تتحمل عبء مسئولية وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والملاحظ أن الاتفاق الوحيد الذى تم تنفيذه بين فتح وحماس هو اتفاق التهدئة عام 2005، لأن حماس كانت تريد المشاركة بالانتخابات التشريعية التى أقيمت بعدها بعام، وبدون الاتفاق على برنامج سياسى موحد يكون من العبث الحديث عن مباحثات وجهود للمصالحة، مع العلم أن الانقسام أكبر خدمة نقدمها للاحتلال، وكل من يتلكأ أو يماطل إعادة اللحمة بين الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطينى، هو يعمل عندئذ لخدمة إسرائيل ليس باتفاق مع الاحتلال ولكنه يخدم أهداف إسرائيل.
يثار لغط حاليا بسبب المعابر، نريد إلقاء الضوء على تلك النقطة الخلافية؟
إسرائيل منذ اليوم الأول للمفاوضات كانت تريد السيطرة على الحدود، ليس حدود غزة فحسب بل حدود الضفة الغربية أيضا، وكان من الخطوط العريضة لاتفاق السلام المتوقع بين فلسطين وإسرائيل، الذى تبلور إلى حد كبير عام 1998، هو أن تحتفظ إسرائيل بالشريط الحدودى للضفة مع الأردن بنحو 90 كيلو مترا على أن تعترف بسيادة فلسطينية عليه وتستأجره منها لمدة 10 سنوات، خوفا من عمليات التسلل وتهريب السلاح.
وماذا بالنسبة لمعابر قطاع غزة؟
وبالنسبة لغزة، إسرائيل كانت تريد معرفة من وكيف سيتحرك من الجانب المصرى إلى غزة، وحاليا بالنسبة لمعبر إيريز الرابط بين شمال غزة وإسرائيل فهو مغلق، ولكن إسرائيل تسمح للبعض بالتحرك من خلاله، وأعتقد حاليا أن التحرك عبر معبر رفح يتم بقرار إسرائيلى، بدليل موافقة إسرائيل على دخول خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس لغزة، ورفضها دخول الدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد، كان هناك اتفاق 2005 الذى يتضمن وجود مراقبين أوروبيين وإشرافاً فلسطينياً، وكان ذلك الاتفاق قد سهل كثيرا من حرية التنقل بين غزة ومصر، وحماس لها الحق فى أن تفكر أنه بعد انسحاب إسرائيل من غزة يكون المعبر فلسطينيا مصريا، وبالنسبة لمصر فالمصريون أدرى بما تم الاتفاق عليه وبمصلحتهم، وحاليا هناك تسهيل “مظهري" للحركة عبر معبر رفح، وهناك معبر كرم أبو سالم بين مصر وإسرائيل، وبعده بقليل يوجد ممر للدخول إلى غزة، وهناك معبر المنطار بين غزة وإسرائيل، والاحتلال يعاقب الفلسطينيين بمنع دخول الشاحنات من المعابر سواء كرم أبو سالم أم المنطار، ومصر لا علاقة لها لا بمعبر كرم أبو سالم أو المنطار.
دائما لك رؤية ثاقبة للمستقبل، برأيك ما إمكانية وقوع انتفاضة فى الضفة؟
الوضع الفلسطينى حساس جدا فى موضوع الانتفاضة، فعندما تقترن العلاقات الخارجية وفى مقدمتها العلاقة مع إسرائيل بالعلاقة الداخلية، يصبح من الصعب تفسير من ينتفض على من، فالرئيس الراحل أبو عمار كان يقول “لا انتخابات فى ظل الاحتلال"، وكنا نحدثه ونطالبه بضبط ومواجهة المخالفات، ولكنه كان حساسا للغاية فى موضوع الاقتتال الداخلى، وأذكر أنه قال لى مرات عديدة “لن أنشغل بالقتال الداخلى والخلافات الداخلية بين الفلسطينيين، عن القتال مع إسرائيل، وبنهاية الاحتلال أستطيع ضبط الأوضاع الداخلية فى ليلة واحدة"، حاليا الانتفاضة ضد الإسرائيليين قد تكون صعبة جدا، ولكنها قد تكون ضد السلطة وحركة فتح، ولكن حماس واعية لهذا الموضوع، ولا أعتقد أن الانتفاضة الفلسطينية ضد الإسرائيليين قادمة، فى ظل الانقسام، ولكنى أقول يجب أن تقوم انتفاضة ضد الاحتلال عندما تتوحد الأرض والشعب الفلسطينى وتصبح ضرورة، ولكن الآن أقول إن المهمة الآن تقع على الرئيس أبو مازن، وعلى مشعل وهنية، إذا كانوا يشعرون بأهمية التحرك الآن على مستقبل قضية فلسطين، وهم أكثر من غيرهم قضوا حياتهم فى الدفاع من أجلها، فعليهم التحرك الآن باتجاه وضع برنامج يجمع الشعب الفلسطيني.
وهل فعلا تستطيع فتح وحماس تحقيق المصالحة؟
فتح وحماس إذا أرادتا ذلك فستقدران عليه، ولكن يبدو أن هناك معارضة داخلية من كوادر فتح وحماس تجاه العودة إلى ما قبل الانقسام، كما أن سنوات الانقسام جعلت البعض فى مراكز وصلاحيات، وبالتالى بات من الصعب تغيير الواقع، فمثلا نصف الموظفين قد يتركون وظائفهم نتيجة ازدواجية المؤسسات والوزارات بين غزة والضفة.
وهل يمكن أن نشهد وزارة من الكفاءات بعيدا عن الانتماء الفصائلى؟ وهل تقبل إذا عرض عليك منصب بالحكومة؟
الشعب الفلسطينى لديه من الكفاءات ما يمكنه دولة كبيرة بحجم أمريكا، وأنا لا أطمح فى هذا الشرف، ولكن يجب أن أكون هناك نقطة انطلاق، وأعتقد أنه بإمكان أبو مازن ومشعل وهنية أن يتفقوا على إنشاء لجنة من الخبراء وذوى الكفاءات لدراسة وضع برنامج سياسى يعالج قضايا عودة اللحمة على المستويين الداخلى والخارجى، لكنى لا أعتقد أنهم سيقومون بذلك بسبب الضغوط عليهم، وموضوع المصالحة أصبح ورقة لتهدئة الشعب وإغراء الدول العربية لتقديم مزيد من المساعدات، والحقيقة الأخرى المهمة هى أن ما يسمى ب “الربيع العربي" زاد الوضع الفلسطينى تعقيدا وضعفا، فمصر تعترف بالسلطة الوطنية وتقيم علاقة مع سلطة غزة، بينما نجد أن تونس وليبيا وكذلك المغرب كلهم انكفأوا على أنفسهم بعيدا عن القضية الفلسطينية.
كيف ترى العلاقة بين دول الربيع العربى وأمريكا؟
العرب دائما لا ينسون من وقف بجانبهم فى زمن الشدة؛ فأمريكا هى التى ساعدت دول الربيع العربى على التخلص من أنظمتها.
وما مستقبل نظام بشار الأسد فى سوريا؟
النظام سيظل باقيا لمدة طويلة بشكل أو بآخر، فهناك دول أساسية فى الملف السورى منها تركيا وفرنسا وأمريكا، تتراجع حاليا عن مواقفها السابقة فى دعم الثورة، لذلك أعتقد أن النظام فى سوريا باق لفترة طويلة قبل أن يزول، ولا أعتقد أنه سيزول بالكفاح المسلح إلا إذا طرأت مستجدات تدفع باتجاه التدخل العسكرى الدولى، وعندها لن تعود سوريا دولة واحدة.
كيف ترى الاتهامات لحماس بالتورط فى عمليات وقعت فى مصر كمجزرة رفح وخطف ضباط الشرطة ومهاجمة السجون أثناء الثورة؟
فى رأيى أن حماس لم تشارك فى هذه العمليات، لأن حماس أذكى من ذلك، وحماس ليسوا مغامرين، حيث إنى أشك كثيرا فى صحة الاتهامات لحماس بذلك، ولكنى أقول إنه كان يجب أن تقوم حماس بجهد أكبر فى التعاون مع الأجهزة الأمنية المصرية، كما أن حماس ليست لديها أى أطماع فى سيناء، وكل ما تريده حماس من مصر هو تقديم تسهيلات لها فى غزة، فهى تبنى دولة أو إمارة فى غزة، وإذا توقف الخطر الإسرائيلى عليها فى غزة، فإن حماس ستعمل على إنعاش غزة، ووضع غزة يتحسن وسيستمر فى التحسن نحو الأفضل، خصوصا مع دخول العمال منها للعمل فى إسرائيل.
البعض فى دول الربيع العربى لديه مخاوف متزايدة من السلفية الجهادية، فما رأيك؟
الأنظمة الحاكمة فى دول الثورات العربية هى أنظمة إسلامية، والحقيقة أن هؤلاء الناس الذين تتحدث عنهم هم مدربون بشكل جيد، وإذا كان هناك خطر منهم، فسيكون على تلك الأنظمة فى دولهم، سواء فى مصر أم ليبيا أم تونس وغيرها، وليس الخطر ضد الشعوب. الأمر الأكثر أهمية هو أن هناك صراعا بين الدين والدولة، وسوف يستغرق الأمر أكثر من مائة عام فى الخروج من الأزمة الحالية لأنها تحتاج إلى مناقشة أمور أساسية، وفى مقدمتها العلاقة بين الدين والدولة، وأوروبا استغرق الصراع فيها بين الكنيسة والأباطرة نحو 200 عام، العالم العربى يمر الآن بهذه المرحلة، وسيستغرق وقتا طويلا لن يقل عن قرن على الأقل، حتى يحسم الصراع بين الدين والدولة.
التقيت سابقا الرئيسين السادات ومبارك، وعشت بمصر فى عهديهما، وتعيش حاليا فى عهد الرئيس مرسى، فبماذا تنصح الرئيس مرسى للتغلب على الأزمات الحالية؟
أثق بأن الشعب المصرى قادر على تسيير أموره والحفاظ على بلده وتقدمها، وليس لدى أى شك أن هذه “سحابة صيف عن قريب تنقشع".
هل سنرى خلافة إسلامية على الطريقة العثمانية الجديدة؟
أشك أن أردوغان سيبقى رئيسا للوزراء، وأذكر أنى التقيت وزير الخارجية داود أوغلو، قبل أن يتولى المنصب بفترة، تركيا أصبحت الآن دولة غنية، وذلك بفضل سياسات الحكومات السابقة، وتركيا منذ 4-5 سنوات، تريد أن تلعب دورا بالشرق الأوسط، وقال لى إن البعد الوحيد الذى تحتاجه تركيا هو البعد الإقليمى، بينما إيران سبقتهم بمراحل فى التأثير فى الشرق الأوسط، والأتراك حاولوا الدخول فى الشأن الفلسطينى لكنهم فشلوا، ولا أعتقد أنه سيكون للأتراك دور فى الشرق الأوسط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.