الحديث مع الخال عبد الرحمن الأبنودى هو حديث شجى وذو شجون يجعلك دائما فى حالة من الاستنفار فى محبة هذا الوطن، ويجعلك تنتهى معه أحيانا ولا ينتهى فيظل دائما فى قلبك وضميرك صوتا جميلا من أصداء صوته الحانى أحيانا والمقدام عادة والمصرى إلى حد النخاع والعربى إلى أبعد من جميع الحدود التى تفصلنا.. فهو يعرف ذلك الوطن جيدا ويحبه كما يحب الأبناء والأحباء ويجله ويحترمه كما يجل ويحترم الأجداد والوالدين وكأن هذه المساحة الشاسعة من الأراضى والمترامية الأطراف شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، ما هى إلا كائن حى لحم ودم يتحرك أمامه ويحدثه ويحبه ويعاتبه ويخاف عليه أكثر من أى شىء... ودائما بينى وبينه، للحديث بقية وحكايات الأوطان فى شعر الخال عبد الرحمن . يا خال ما رأيك فى ظاهرة الغناء الذى انبعث مع الثورة وفى ميدانها؟ الظاهرة الرائعة جدا التى حققها ميدان التحرير وهى الأغنية، لقد أثر ميدان التحرير تأثيرا كبيرا، ميدان التحرير أولا أسقط كل المطربين المحترفين الذين أرسلت بهم شركاتهم ليخطفوا الكاميرا أسقطهم الميدان وصاروا (أهزوءة) ومسخهم وسجل هذا صوتا وصورا، وهذا لأنك لا تستطيع أن تغنى الثورة وأنت لست ثوريا وهذا القانون يكفيهم، بمعنى أنى لا أستطيع أن أكتب قصيدة للدين المسيحى، وأنا لا أعرف فى اللاهوت أو قصيدة دينية أو إسلامية، وأنا لست على صلة بالدين الإسلامى وتفاصيله أو أكتب قصيدة عن الفلاحين وأنا ابن مدينة، وصلاح جاهين، مرة كتب قصيدة عن الفلاحين اسمها «القمح زى الذهب بينادى شرشرتك» وبعد أن كتبها قال:قمح إيه اللى زى الدهب وبينادى شرشرتك وإيه جاموستك الحلوة ديه جاموستك الحلوة يم المسقى وبقرتك وراح كاتب قصيدة يناقض بها قصيدته وقال القمح مش زى الدهب القمح زى الفلاحين عيدان نحيلة جدارها بيأكل فى طين زى إسماعين ومحمدين وحسين أبو عويضة اللى قاسى وانضرب علشان طلب حفنة سنابل ريها كان بالعرق عرق الجبين القمح زى حسين يعيش يأكل ف طين أما اللى ف القصر يلبس حرير والسنبلة يبعت رجاله يحصدوها من على عود الفقير.. عشان يقولنا أناح ألجأ للذهن لكن ما أقدرش أوصف الفلاحين بتوع جاموستك الحلوة. لا يستطيع ابن المدينة أن يكتب قصيدة عن الريف يعنى عمنا نجيب محفوظ رحمة الله عليه لم يجاسر على الريف الذى لم يره وكان طول الوقت يجعلنى أقرأ له ماكنت أنشره فى أيامى الحلوة فى الأهرام أسبوعيا كل جمعة وقال لى أنا أسافر من خلالك إلى الصعيد لأول مرة، وذلك لأنى كنت أحكى عن طفولتى وصبايا فى الصعيد. استعاد شباب الثورة فى ميدان التحرير الغناء لسابق عهده الجميل وبث فى الميدان أغنياتكم وقدموا غناء جديدا.. فما تقييمك لذلك؟ لقد اكتشف شباب الثورة فجأه أغنياتنا الثورية بالأحضان وصورة وأحلف بسماها ويا بلدنا لا تنامى ومن قلب المواكب، هذا من جانب ومن الجانب الآخر لجأوا إلى الفرق الجماعية لو جلسوا وكتبوا ولحنوا لن يرد عليهم الجمهور الثائر أو الثوار ككورال فمن اللازم فى مثل هذا الحدث من اللجوء إلى آلات مثل العود والجيتار وأى نوع من الإيقاع فقط للتهييج والتحريض ثم ظهر معهم نوع من الفن التلقائى الجميل جدا يعنى أنا سعيد جدا بأن واحداً يكتب أغنية أولها بيقول نزلت وقولت أنا مش راجع إحنا ما نكتبش ده لأننا ما بننزليش ونقول أنا مش راجع وهذه الأغنية لاتحتاج إلى ذهن يبعدها بعيداً عن موقف حقيقى، أنا فخور بهم ودول بتوع وسط البلد على ما أظن وأنا سعيد لأنهم فى لحظة ما أحسوا أنهم يريدون جزءا من قصيدة الميدان فاقتطعوا جزءا من القصيدة وأخذوها وأرفقوها بالغنوة وبدون أن يسألونى ولا شىء وحسوا أنها (بتاعة أبوهم) وأنا بقيت فخور بذلك طبعا وأيضا لابد أن نذكر فرقة إسكندريلا والحدادية وملحنيهم ومغانيهم لابد أن يأخذ هؤلاء حقهم من الاحتفاء والالتفات. ألم تكن هناك تجارب لا ترقى إلى مستوى الحدث؟ طبعا هناك كثيرون يقفزون فوق التجربة، أذكر أيام ظهور الشعر الجديد عندما بدأ يكتبه صلاح عبد الصبور ونازك الملائكة هاموش كثير التف حول التجربة والجميع راح يكتب، لكن مين اللى فضل لم تتبق منهم إلا كتل الصدق الحقيقية التى عانت وعاشت التجربة واستوعبتها وقدمتها. ما رأيك فى دور أجهزة الإعلام المصرية فى تقديم الأغنية المواكبة للثورة؟ لاشك أن أجهزة الإعلام المصرية الرسمية تخوننا، خانت الأغنية وحتى مجموع الأغانى التى صنعت بتكليف من الوزير السابق أولا سوف تهمل لأنها من الوزير السابق وقال الوزير بأنه لن يستكمل التجربة ولن يسجل الأغنيات ولى فيها أغنية لا صلة لها بالاجتماع الذى عقده الوزير السابق، الذى حدث أن زياد الطويل اتصل بى وقال لى يا أستاذ عبد الرحمن أنا عايز أعمل أغنية من كلامك أنت، فكتبت له أغنية لجنات لم تغن وأبلغوه أنهم مش حيسجلوها لأنك من المستحيل أن تكون غير ثائر وتصنع غناء ثوريا أنت تريد قصائد مديح تريد قصائد مناسبة مثل تحيا الثورة ويعيش الجيش مع الشعب وإيد واحدة الكلام الذى تجاوزته اللحظة لأن الميدان فيه أشياء أكثر عمقا ولا تصلح للغناء الرسمى. الغناء تغير وتجد إنسانا مثل على الحجار برز ليأخذ حقه الضائع لأنى على دائما كان تفكيره مختلفا وهذا أثر عليه وأبعده كثيرا، ولكن من الشريط السابق «اصحى يا يناير» الذى صنعه وقدمه للثورة المصرية ولم يسوّق والمأساة والمشكلة المعروفة وأيضا الألبوم الثانى الجديد «ضحكة وطن» الذى صنع أغنياته بجهده وبعرقه وبوعيه ويبادر بغنائه للشعب المصرى فيذكرنى بعبد الحليم، الفارق أن عبد الحليم كان مرحبا به من القياده السياسية فأرجو أن على الحجار يكون مرحبا به وهذا لن يكون لأن على الحجار يغنى خارج السرب وأتمنى أن يواصل تجربته خارج السرب. من الظواهر المبهرة والقوية للثورة المصرية أنها كانت دائما فى صعود تدريجى، الهتافات فى الميدان تصعد بالمطالب ولا تهبط الشعب يلتف تدريجيا ويعى ويدرك ما قدمته الثورة له وينطبق ذلك على جميع الفنون التى نضجت وأصبحت على قدر هذا النهوض فما رأيك فى ذلك؟ تستطيع أن ترى ذلك فى أية جريدة الآن إذا قرأت الأعمدة وسوف ترى أنه صار عندنا مجموعة من الكتاب المهمين جدا ذى الرؤى السياسية والوعى الوطنى والخبرة الثقافية والخبرة السياسية والخبرة الثقافية ولم نكن نعرف عنهم شيئا من قبل وتجد نفسك الآن تفتح الجريدة على أعمدتهم وتقرأ لأنك تجد أنه هناك مساحة كبيرة فى التوافق معهم وأنهم يعبرون عما تراه وتعتقد أنك تراه بمفردك وتجد هؤلاء الشباب وهم شباب عدا البعض ممن كان مستبعدا واقترب، إنما فى كل الصحف بالذات الصحف المستقلة أنت ترى إخوان لك لم تكن تعرفهم وهذا شىء مفرح جدا وظاهرة صحية يذكرنى هذا الزمن بالزمن الأول للثورة ثورة يوليو، إذ خرج علينا كل هذا الفيض من الكتاب والأدباء والشعراء والمسرحيين، فمن الواضح أن الثورات يتنفس روحها فى أجساد الكامنين والساكنين فيصبحون عمالقة وهذا ما حدث الآن فأنا لا أستطيع على مدى اليوم أن أنهى قراءة المقالات الصالحة للقراءة ومن الواضح أنها أنعشت أيضا الكتاب الكبار فمن الواضح أن الأستاذ محمد حسنين هيكل سوف يبدأ فى نشر كتاب مقسط فى العديد من الجرائد والمجلات. هناك من يريد إجهاض الثورة وهناك بعض المحبطين أو غير الثوريين يرون أن الثورة سوف تنتهى وتجهض فما رأيك؟ إن من يعتقدون أن الثورة فى طريقها للذبول والتخلى والترهل هؤلاء يخطئون نفس الخطأ، هذه الثورة قامت وهى حلقة مضيئة جدا ومنيرة فى حلقات النضال المصرى والظروف ليست هى ظروف الاستعمار الإنجليزى وسعد زغلول والتآمر الدولى على ثورة 1919 ومن قبل ذلك على عرابى لأنه أيضا حركة عرابى كانت زادا رهيبا والبشر كلها تحركت خلفه، وأنا لا أظن أن هذه الثورة من الممكن أن ترتد فمن الأفضل البحث عن صيغة للتواؤم وللاعتذار العلنى الواضح. كيف الاعتذار؟ الاعتذار لكل القتلى لكل الشهداء وكل أهالى الشهداء وكل المصابين وكل الجرحى وكل أهالى المصابين والجرحى والقضية ليست مالا. الاعتذار أم القصاص؟ إما أن يعتذروا بشكل لائق وإلا سوف يأتى القصاص، إذا لم يعتذر القتلى لأهالى القتيل أو المصاب أو الجريح فإن القصاص أتى لا محالة وقادم لاشك ولكن قضايا المحاكمات المريبة وخروج قاتل الثوار فى السويس خارج المحكمة وتبرئة ضباط السيدة زينب، وكل هذه الأشياء والطريقة الناعمة الراقصة الخائنة فى محاكمة حسنى مبارك وأولاده والنائمين فى طرة كل هذه أخطاء ترتكبها القيادة السياسية سواء كانت عسكرية أم مدنية. أريد أن أسألك سؤالا أعرف رده ولكن أريد أن يقرأ ردك على ذلك المصريون مع كل الوزراء الذين شهدناهم بعد الثورة ألم تكن تتطلع لمنصب وزارى؟ لا يمكن أنا عايز أقول إن السيد الدكتور الجنزورى وهو كان يهاتفنى من حين إلى آخر عندما يسمعنى فى حوار تليفزيونى وتكون له عليه ملحوظة أو يحب أن يناقشنى كان يهاتفنى الراجل، فهو فى الوزارة طلب كل إخوانى فاعتذروا أمثال الدكتور فوزى غانم والدكتور جابر عصفور يعنى كل من حولى اعتذروا عن وزارة الثقافة فأنا زعلت مش عشان الوزارة ولكن لأنه لم يعطنى فرصة للاعتذار فمن حقى أن أزعل لأن بيننا ودا فلما لم يعطنى هذا المنصب، منصب الاعتذار عن الوزارة وهذا أهم من الوزارة طبعا لأن المعتذر أذكى ممن قبل فى هذه المرحلة الانتقامية وليس الانتقالية. من هو أحمد حرارة بالنسبة لك؟ وماذا تقول له؟ أنا فى قصيدة ضحكة المساجين كان علاء عبد الفتاح فى محبسه فأهديت القصيدة إليه كمسجون ثورى، وكان صاحب موقف غريب وعجيب وقوى وجميل ورفع رؤوسنا معه، وكنت أقرا مقالاته وهو فى السجن فاستحق أن أهديه القصيدة. وأنا لم أكتبها لأحد معين ولكن بعد أن كتبت كانت قضية علاء مشتعلة فأهديتها لعلاء واستمعت إليه فى التليفزيون، يقول إنه علق القصيدة على جدار الزنزانة وأنهم كانوا يبكون حينما يقرأونها، وذكر علاء أيضا أنه حصل تفتيش وهذا التفتيش أنا أعرفه جيدا وهو تفتيش عجيب شوية ولقى الضابط القصيدة على الجدار فطبعا لعن اللى خلفونى أكيد وراح مقطع القصيدة وهذا أحزنهم جدا لأنها كانت مونّساهم، أكيد فأنا فرحت أنى أهديته القصيدة ورفاقه المساجين، ثم جاءت واقعة أحمد حرارة فقلت فى النشر الثانى لقصيدة ضحكة المساجين قلت إلى أحمد حرارة الذى نرى بعينيه.. وأنا كان وعدنى أحمد حرارة أنه حيجينى هو وأصدقاؤه ولكن لظروفه الصحية وبسبب قيامه ببعض التحاليل وبعض المتاعب بالكلى تم تأجيل الزيارة، أحمد حرارة وأنا مش عارف أهديله إيه، لأنه بعد النظر لا يهدى أى شىء فى قيمة البصر فهو يكفيه أنه يعلم أن قلوبنا معه وأنه حبيبنا بدون أن نراه وأن هذه الشخصية المتواضعة الدامثة من بدرى ومن وقت طويل لم نر مثل هذا لدرجة أننا كدنا أن نفقد ثقتنا بالشباب لست أنا فى الحقيقة. ولكن بشكل عام الناس كانت فاهمة أن الشباب خلاص لم يعودوا مصريين وفقدوا قدرتهم على التضحية والعطاء والإيثار، وأنا أظن أن أحمد حرارة رمز لكل هذه القيم لأنه أبطل أى إنسان فى مصر وغير مصر يتكلم عن الشباب بسوء فتحية إليه وكل القصائد لا تكفى لمحبته وهذا الكلام لا خطب ولا للتليفزيون، هذا الكلام من خالص قلبى . ماذا تقول فى الشيخ عماد الدين عفت؟ هذه هى مصر، هذه هى مصر فالرجل الذى يتعلم تعليما دينيا وكان من الممكن أن يصبح مثل الإخوان المسلمين أو مثل السلفيين ولكن أن يتعلق هذا الرجل بالثورة من أول يوم ويدعو إليها ويحلم بها كما قالت زوجته وتحياتى إلى زوجته العظيمة نشوى، والتى اكتشفت أنها أخت واحد من أعز أصدقائى الأستاذ حازم عبد التواب لأنه أثناء حديثى معه، قال لى إنها أختى فأنا فرحت فرح شديد وقلت يبقى طالعة من بيتنا هذه المرأة العظيمة التى لا أعرف عنها شىء هى من بيتنا لأنها أخت واحد من أعز أصدقائى وهذا البيت بيته .. وحدثتنى عنها أيضا السيدة منى أنيس فى الأهرام ويكلى، حيث تعمل السيدة نشوى فهى صديقتها والسيدة منى تأتى كثيرا لزيارتى وتجلس فى هذا المكتب، وأقول لها يا أستاذتى فهى قيمة كبيرة وهى أيضا بنت الدكتور عبد العظيم أنيس صاحب الفضل فى التفاتنا إلى الأدب الوطنى حين كتب هو والأستاذ محمد أمين العالم فى الثقافة المصرية غيروا أفكارنا وسلحونا برؤية نقدية ونحن فى وقت مبكر. وكما قلنا عن الدكتور الشيخ أحمد الطيب نقول عن الشيخ عماد أننا نحب المتدينين ولكن نحب المتدينين غير المحترفين نحب المتدينين الصادقين الذين لا يعميهم احترافهم عن رؤية أبسط الحقائق ولا يطمس وطنيتهم ولا يعطيهم الحق فى التآمر على مستقبل هذه الأمة أن يصبغوه بصبغة معينة وأن يصنع به أكيد هم الآن يقيمون الأعراس بالانتصار على شباب الثورة بالذكاء وأكيد هم فخورون بهذا الذكاء، وأنا أرى أن هذا الذكاء يجب أن يفكروا فيه من جديد وهل هو ذكاء نقى أم هو ذكاء يبتعد عن الدين ببوصة أو بوصتين. أما عن الشيخ عماد فلقد رأيته وهو مسجى بعد إطلاق الرصاص عليه، فذكرنى بالصور التى نراها فى أفلام مثل آلام المسيح، وأنت تحمله مخلوق طاهر برىء محمول على الأكتاف وأذكر أنه عند تأديته لفريضة الحج دعا هناك أن ينال الشهادة فى ميدان التحرير وقد نالها، وهذه العناصر تدلك على أن مصر هى بلد طيب وبلد أصيل وكل الذى نقوله عليها قليل وكل الذى نقوله عليها صادق نحن لا نهول ولكن نحن فعلا نتكلم عن بلد نعرفه جيدا ونحبه جيدا ومستعدين إلى: تغازل العصافير.. قُضبانها زنزانة لأجلَك كارهة سجّانها ... دُوق زيّنا حلاوة الزنازين. على بُرشَها.. بتمِدّ أطرافك سجّانك المحتار فى أوصافك مهما اجتهدْ ماحيعرف انت مين. ومينا دانيال ماذا عنه؟ مينا دانيال مثله عندى مثل الشيخ عماد فى مقام الشيخ عماد، قد يزعج هذا البعض ولكن هو شهيدى وعماد شهيدى وعلاء عبد الهادى الدكتور الصغير وكل هولاء الثوار الذين بذلوا الروح فداء هم جميعا شهداؤنا ويجب ألا ننسى ذكرنا لبعض الأسماء لا ينسينا المئات الذين قتلوا ولا نعرف أسماءهم والذين هرسوا تحت الدبابات والذين قتلتهم العربة الطائشة طيشا مقصودا هذه العربة المغلقة التى قالوا إنها أتت من ناحية السفارة الأمريكيه التى طاردت الجماهير وقتلت كل من فى وجهها، كل هؤلاء الشهداء والجرحى أحباء وأعزاء بمن فيهم حتى لو صيُع بلا عمل ولا تعليم لأنه لم يكن البلطجية قد ظهروا بعد فلا يستطيع أحد أن يدعى أن معظم من ماتوا أمام الأقسام وغيره وغيره من البلطجية . وهناك الثائر الجزائرى على لابوانت صاحب الفيلم الشهير لابوا عن ثورة الجزائر كان مثل هؤلاء كان من حرافيش الأرض ولكن استطاع أن يعمل عملا عظيما لدرجة أنه خلد . اسمح لى أن أقول لك إن من يهاجم أطفال الشوارع هو مخطئ فلقد رأيتهم يقاتلون ويحلمون ووجدوا فى الميدان ضالتهم المنشودة.. فى الحقيقة أنهم وجدوا حضنا دافئا فى الميدان وكان من الممكن أن يكون الجيش حضنا دافئا لأطفال الشوارع كان من الممكن أن تكون الدولة التى لم تكن رحيمة على مدى أربعين عاما لم يرنا فيها أحد لم ير أحد فقراءها وحين كانت تسقط صخرة الدويقة كان يذهب المسئول ليلقى نظرة ويعد بأشياء لا تحدث أبدا ويعد بوعود لا تصدق أبدا. وأيضا منظرة سوزان مبارك على عتبة بركة الفيل ولا ما أعرف فين كله كلام فارغ فى فارغ ولم تعط مساكن مجانية للناس على الإطلاق كل هذا كلام، إنما قسطّت عليهم بأقساط لا قدرة لهم سدادها وذلك لأنه ليس هناك أى مصدر دخل لمعظم هؤلاء الناس وآن الأوان للنظر لمصر ولن ينظر إليها هؤلاء الجالسون على كراسيهم أنا لا أعتقد . قسمت قصيدة ضحكة المساجين لقسمين الأولى ضحكة المساجين والثانية مسلمين ونصارى، وضمهما ألبوم ضحكة وطن للنابه على الحجار حدثنا عن هذه التجربة؟ أنا سعيد جدا بضحكة المساجين وسعيد جدا بعلى الحجار ودعنى أقول إنها من أهم أغنياتى وهى زميلة موال النهار لعبد الحليم حافظ، هى فى نفس القيمة وصنعت فى نفس الناس نفس الفعل ونفس الخطفة حتى على بيقول: لكن فى خطفة زمن تعبر، فهى صنعت نفس الخطفة فى قلوب الناس وأنا كم من الكلام الذى يأتينى عن هذه الأغنية ضحكة المساجين لا حدود له ثم إنها تملا الإنترنت والقنوات. وأنا سعيد جدا بأن على الحجار اختار هذه القصيدة ليغنيها، لأنه كان يحب أن يغنى قصيدة الميدان ولم آخذ هذا الموضوع بجدية ولم يأخذ عمار الشريعى هذا الموضوع بجدية لأن الموضوع لم نعتقد أنه من الممكن أن ينفق كل هذه الأموال على العمل الذى يعد مكلفا جدا إنتاجيا .. إلى أن نشرت قصيدة ضحكة المساجين إذ به يباغتنى بالتليفون وقال لى القصيدة دى بتاعتى فقلت له اتصرف كما تشاء، وبعد ذلك بقليل هاتفنى وقال لى أنا عملت منه أغنيتين الجزء الأول ضحكة المساجين والثانية هى مسلمين ونصارى، فتركت له حرية الاختيار وطلبت منه فقط قبل تنفيذ الأغنيتين أن يمر على فجاءنى بالأغنية فسعدت بها جدا وسعدت باختياراته الذكية جدا بالأبيات وزوجتى نهال كمال قالت لى ساعات بعض الكلمات بتروح ولا تفهم أثناء الغناء مثل خطفة زمن والبرش وعتمين، فأطلب من على الحجار أن يضع النص على الكليب ولقد كانت فكرة ذكية جدا وسعدت أيضاً بالأغنية الثانية مسلمين ونصارى وهى تحية لإخوانا الأنصارى ووقوفنا معهم فى كارثة ماسبيرو وغيره وغيره وفى الصعيد. ودائما للحديث بقية وحكايات الأوطان فى شعر الخال عبد الرحمن.