دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم /السبت/ الإدارة الأمريكية إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية. ووصفت الصحيفة الأمريكية -في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني-نية الأسد استخدام الأسلحة الكيماوية أو استخدامه الفعلى لها بأنه بمثابة "خط أحمر" يتعين على الولاياتالمتحدة التصدى له، لعدم تكرار سيناريو العراق مرة أخرى. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين سبق واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد أبناء شعبه، مما أسفر عن مقتل آلاف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال في بلدة حلبجة الكردية. وتابعت الصحيفة "ومع إحياء الذكرى ال-25 على هذا الهجوم الكيماوي،في العراق يجب أن يدرك البيت الأبيض أن العالم على شفا مشاهدة فظائع مماثلة في سوريا." وأشارت الصحيفة إلى أنه ومنذ فترة طويلة امتلك النظام السوري -بمساعدة حزب الله اللبناني ودعم إيران- من الحرية ما ممكنه من تجاوز الخطوط الحمراء الواحدة تلو الأخرى من قتل وإصابة عشرات الآلاف من السوريين،وذلك بسبب تقاعس واشنطن عن اتخاذ أى رد فعل ملموس على مدى العامين الماضيين ،وانتظار العالم للقيادة اللازمة لوقف أعمال القتل التي يرتكبها الأسد. ونتيجة للفراغ الناجم عن غياب القيادة الأمريكية،بزغ نجم مجموعة من الجماعات التي وصفتها الصحيفة بالمتطرفة "كجماعة جبهة النصرة" -ذات الصلة بتنظيم القاعدة الذي يسعى لتقويض أهداف الثورة العلمانية والتي تدعو إلى المزيد من الحرية المعتدلة- لملء هذا الفراغ /على حد قول الصحيفة/. ورأت الصحيفة أن هذه الأحداث تلعب دورا في احتمال أن يفكر النظام السوري في إستخدام الأسلحة الكيماوية،وذلك وسط تصاعد الإضطرابات الداخلية،وحرص النظام الشديد على استعادة السيطرة. وعندما يتعلق الأمر بالأسلحة الكيماوية، شددت الصحيفة على ضرورة أن ترد الولاياتالمتحدة بكل قوة عسكرية سريعة ومدمرة في حال تلقت معلومات استخبارية موثوقة بأن نظام الأسد يستخدم - أو يستعد لاستخدام - الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري. ومع ذلك، رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه وقبل حدوث ذلك، يجب أن تشرع الإدارة الأمريكية في تجديد جهودها لتمهيد الطريق أمام مستقبل سوري أكثر استقرارا، لافتة إلى أن النهج الأمريكي الحالي الذي يركز على الضغط الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية، لم يؤت ثماره حتى الآن. كما أكدت أن ما وصفته بالسلبية الأمريكية والتقاعس عن تقديم مساعدات ملموسة كان السبب الرئيسي في تزايد الشكوك لدى حلفاء واشنطن والمعارضة السورية ازاء دعم واشنطن ومصداقيتها. وأوضحت الصحيفة أن غياب القيادة الأمريكية، نتج عنه تكثيف بعض الجهات الأخرى تقديم المساعدة والأسلحة التي باتت أكثر عرضة للوقوع في الأيدى الخطأ، فضلا عن فشل واشنطن في كسب أي تأثير يذكر في سوريا، مضيفة بأن هذا الغياب إنما يقوض القدرة الأمريكية على إحداث أي تغيير إيجابي في سوريا. ودعت الصحيفة الإدارة الأمريكية لضرورة أن تضطلع بدور فعال في هذه الثورة وأن تكون ذات مصداقية ،وتدعم الدعوة الدولية لضرورة الإطاحة بالأسد، بما في ذلك توفير تنسيق أفضل بين الجماعات المعارضة والتسليح الانتقائي لأعضاء المعارضة التي دربتها الولاياتالمتحدة. وأردفت الصحيفة تقول "وجنبا إلى جنب مع حلفاءها، ينبغي أن تنظر الإدارة الأمريكية في إمكانية إقامة منطقة آمنة في الشمال والتي من شأنها أن تسهم بصورة أفضل في تحديد وتنظيم جماعات المعارضة، ومنح اللاجئين السلامة والسماح لمقاتلي المعارضة بالبقاء في بلادهم للتدريب والتجهيز." وأضافت الصحيفة "كما يتعين على الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة التهديد الذي تشكله صواريخ سكود للسوريين والناس في البلدان المجاورة، من خلال نشر صواريخ باتريوت طراز بي أيه سي-3 المضادة للطائرات ووحدات الصواريخ ووضعها على طول الحدود التركية". وخلصت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى ضرورة استعداد الولاياتالمتحدة لوضع القوة الدافعة وراء الجهد الدبلوماسي، في حال كانت تأمل في تشجيع أي نوع من النتائج الإيجابية.