منذ أن ظهرت مجموعات الألتراس فى مصر قبل خمس سنوات ، ومجلة "الأهرام العربى" تابعت نشاط هذه المجموعات التى انتشرت فى كل ربوع مصر ، ورصدت ابتكاراتها الفنية قبل انطلاق المباريات فى كل الملاعب، ورويدا رويدا تحولت هذه المجموعات إلى قنابل موقوتة ، تهدد مسار الرياضة المصرية ، وبعد الإشادة بالمظهر الجماعى والتشجيع الجميل والشعارات المبهرة، والحماسة منقطعة النظير. توقفت «الأهرام العربى» أمام حالات التعصب والخروج عن النص التى بدأها الألتراس فى كل الأندية وكل الملاعب دون تمييز ، وتخطت كل الحدود وهددت السلم الاجتماعى ، وتعرض عدد كبير من عناصرها فى كل المحافظات للسجن والمحاكمة ودفع الكفالات المالية الباهظة ، والأمر هنا يتساوى فيه الأهلاوى والزمالكاوى والإسماعيلاوى والمصراوى والاتحاداوى والمحلاوى والفيومى ، فكل الملاعب بلا استثناء شهدت عنفا وشغبا ، وكل الأندية تلقت عقوبات بالغرامات المالية أو اللعب خارج الأرض أو من دون جمهور ، وكانت «الأهرام العربى» أول من دق ناقوس الخطر ، وطالبت بترشيد وتوجيه عناصر الألتراس ليكونوا قوة دفع لا هدم . ويحمل أرشيف المجلة ، فى العدد رقم 706 الصادر يوم 2 أكتوبر 2010 ، موضوعا انتقدت فيه الأهرام العربى أحداث الثلاثاء الدامى الذى شهد صراع ألتراس الأهلى والزمالك والذى انتقل من أمام مقر الأهلى بالجزيرة إلى شارع جامعة الدول العربية، وعنونت المجلة موضوعها (فتنة الألتراس .. ملحمة الفنون تتحول لقمة الجنون ) حرب الشوارع الكبرى تبدأ بالنار وتنتهى بالاختطاف والسجن، وتابعت المجلة كل الأحداث التى تلت حرب الشوراع بعدما تحول الألتراس إلى قوة محصنة بفعل دورها الكبير فى حماية الثورة خصوصا فى أحداث موقعة الجمل ، ووضحت قوة الألتراس عندما أعلنوا عن قائمة سوداء تضم الرياضيين ونجوم الكرة الذين لم يؤيدوا الثورة فى بدايتها، وكانوا ممن وقفوا فى ميدان مصطفى محمود لتأييد النظام السابق ، ورفعوا لافتات تطالب اللاعبين بالاعتذار للثوار حتى لا يصبكم العار ، وهو مارفضه نجوم الكرة وكتبت «الأهرام العربى» فى عددها 730 الصادر فى مارس 2011 نجوم الكرة المصرية يستخدمون حق الفيتو. وجاء اختراق ألتراس الزمالك لملعب القاهرة الدولى بعد الإخفاق أمام الإفريقى التونسى فى مشهد رفضه الجميع وأساء إلى الرياضة المصرية كلها كتبت الأهرام العربى (الألتراس .. شبح يدمر الرياضة المصرية ) فى عددها 733 الصادر فى 9 إبريل 2011 ، وفى يوليو من العام ذاته وفى عددها 747 كتبت «الأهرام العربى» عن دخول الكرة العربية التاريخ من الباب الأسود بعد إحصاءات كشفت عن 23 حادثة شغب، وذكرت المجلة أن بعض الملاعب وضع فى القائمة السوداء وأولها ملعب بورسعيد . وجاء شهر أكتوبر حيث انتشر الحديث عن الانتخابات البرلمانية ورصدت «الأهرام العربى» فى عددها 758 تقاربا ما بين الألتراس ومرشحى الرئاسة وكشفت عن تجاوز أعداد الألتراس 200 ألف مشجع ، وعن استقبال وزير الداخلية منصور عيسوى لهم لاحتواء غضبهم ، ومع تكرار الشغب واستخدام الشماريخ الذى فاق الحد وتعدد عقوبات الحرمان من حضور المبارايات وتكرار اقتحام الملاعب عنوة، كما حدث فى مباراة الزمالك واتحاد الشرطة وما أعقب مباراة الأهلى وكيما أسوان من حرب شوارع دارت رحاها فى شارع صلاح سالم وأحرقت سيارات للشرطة وتعدد مشهد القبض على أعضاء من الألتراس المنتمين للناديين، كتبت الأهرام العربى فى عددها 761 الصادر فى 22 أكتوبر أن (الجماهير المصرية تقتل أنديتها ومنتخبات وطنها ، وأكدت أن الألتراس تحول من كيان جميل وشكل حضارى إلى وحوش كاسرة غير قابلة للترويض ، بعد أن رفضت الاستجابة لنداءات أنديتها وتكررت النداءات من الأهرام العربى بالالتزام بالتشجيع المثالى ودقت ناقوس الخطر غير مرة لكن أحدا لم يستجب لنداءاتها، فكانت الفاجعة التى هزت أرجاء مصر وأسالت دموع شعبها حزنا على عدد من شبابها المتحمسين العاشقين للرياضة. ليبقى السؤال الآن: هل آن أوان تنظيم روابط الألتراس لتتناغم مع طبائع مجتمعنا أم أنها ستظل فى فلك التقليد للظاهرة الخارجية التى لم تجلب من ورائها سوى العذاب؟