قال رئيس الحكومة التونسية الجديد علي العريض غداة لقائه اليوم رئيس الجمهورية إنه سيشرع في تشكيل الحكومة الجديدة والتي وصفها بحكومة كل التونسيين. وقال علي العريض ، للصحفيين عقب تكليفه من قبل رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي بتشكيل الحكومة الجديدة ، إنه يأمل بأن يحظى بالقبول من قبل جميع الأحزاب السياسية ، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة ستكون حكومة كل التونسيين. وذكر العريض إن أعضاء الحكومة الجديدة سيكونون على قدم المساواة في الحقوق والواجبات. وتم اختيار علي العريض وزير الداخلية السابق عبر الاقتراع داخل مجلس الشورى لحركة النهضة ليل الخميس - الجمعة. ويعد علي العريض (58 عاما) الذي قضى نحو 15 عاما في السجن من بينها عشر سنوات في عزلة ، أحد أبرز قادة حركة النهضة وقد تقلد كل المناصب القيادية داخل الحزب. وحكم عليه بالاعدام غيابيا عام 1987 خلال نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وألقي عليه القبض خلال حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي وتم تثبيت نفس الحكم عليه ، لكنه لم ينفذ وشمله فيما بعد عفو ليتولى بعد ذلك الأمانة العامة لحزب حركة النهضة حتى عام 1990. وصدر ضده عام 1992 حكما بالسجن 15 عاما ضمن باقي قيادات الحركة في بدايات حكم بن علي والذي شن حملة ضد الاسلاميين. وفي كانون أول/ديسمبر 2011 ، عين وزيرا للداخلية في حكومة رئيس الوزراء المستقيل حمادي الجبالي بعد أول انتخابات ديمرقراطية في تاريخ البلاد أوصلت الاسلاميين الى الحكم. ويوصف اختيار العريض كبديل للجبالي بالخيار البراغماتي لحركة النهضة الاسلامية التي تواجه انتقادات من الأحزاب المعارضة وسط اهتزاز الأداء الحكومي بما في ذلك وزارة الداخلية التي كان يرأسها العريض. وتراهن حركة النهضة وحلفاوها على العريض لتأكيد صواب مقاربتها لتشكيل حكومة ائتلاف سياسية بدل حكومة التكنوقراط التي نادي بها حمادي الجبالي وغادر منصبه بعد أن رفضها حزبه. وكان الجبالي قد رفض أمس ترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة قبل اختيار العريض ، مشيرا إلى عدم وجود فرص نجاح في الطرح البديل لحكومة التكنوقراط التي كان تقدم بها. وقال حسين الجزيري عضو حركة النهضة إن تونس تواجه مرحلة صعبة ، لكنه أكد أن الوضع الإقتصادي الصعب في البلاد يحتاج في النهاية حلا سياسيا. وقال سليم بوخذير الناطق باسم حزب "حركة وفاء" الممثلة ب12 عضوا بالمجلس التأسيسي والتي ساندت تشكيل حكومة الائتلاف السياسي إن "العريض رجل فاضل ومناضل وهو صديق لحركة وفاء ومن السياسيين الصادقين.. يمكن المراهنة عليه ليكون رجل المرحلة حتى يقوم بتغيير السياسات والبرامج". وأضاف بوخذير لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "نأمل منه أن يعيد سياسة الحكمة الى سكة أهداف الثورة وفي مقدمتها المحاسبة ومحاربة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة بما يساعد على تحقيق برامج التنمية في البلاد". ويتوقع أن يبدأ العريض وعلى مدى أسبوعين ، كما ينص القانون المؤقت للسلطة العمومية ، مشاورات شاقة مع مختلف الأحزاب للتوصل الى تشكيل حكومة ائتلاف سياسية موسعة مفتوحة على الكفاءات الوطنية. ويعرض التشكيل الحكومي الجديد للعريض متى تم التوافق عليه على المجلس الوطني التأسيسي للتصويت عليها. وتشترط الأحزاب المعارضة تحييد وزارات السيادة وهو أمر لا ترفضه حركة النهضة من حيث المبدأ ، لكنها لا تبدي مواقف صريحة بشأن امكانية تنازلها عن تلك الوزارات. وقال أحمد قعلول عضو مجلس الشورى ل(د.ب.أ) إن حزبه مستعد للتفاوض بشأن وزارات السيادة من أجل المصلحة الوطنية ، لكن مع احتفاظ الحزب بحقه في رئاستها. ويحتل حزب حركة النهضة النهضة الاسلامية 88 مقعدا داخل المجلس الوطني التأسيسي من بين 217 ويمكنه ان يضمن أغلبية مريحة لدى التصويت بالتحالف مع الاحزاب المقربة ومن بينها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة وفاء.