أكدت الروائية الليبية رزان نعيم المغربي أن المثقف مهد الطريق لقيام ثورات الربيع العربي فكانت الأعمال الإبداعية التي كانت تصدر طوال عهود النظم الإستبدادية وحكم العسكر تحرض على الوعي وتمهد الطريق وتحرث الأرض لتطلق حق الإنسان في الحرية التي كان يحلم بها الإنسان العربي أثناء عهود الإحتلال الاوروبى، وعقب عمليات الإستقلال من المحتل وبدء النظام الشمولي الذي حقن الشارع بالشعارات وجعلت المبدع العربي يقوم بعملية مضادة للتوعية ضد هذه الشعارات بالكتابة الواعية والمتجددة والمتمردة. وقالت رزان - في حديث للنشرة الثقافية لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إننا لا ننسى دور نجيب محفوظ في أعقاب ثورة 1952 بكتابه "أولاد حارتنا" التي كانت ثورة في حد ذاتها على القديم وأنماط التفكير التقليدي، اعقبها تنوع في فنون الأدب بين الملتزم بالقضايا والمسلمات للواقع وتجدد المدارس بإختلاف الرؤى لإيجاد عالم مواز عالم نحلم به للمستقبل ومانريده للأوطان. وأشارات المغربى - أحد أعضاء الوفد الليبى المشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب والذى تحل ليبيا فيه باعتبارها ضيف شرف الدورة ال44 - إلى أن دور المثقف كان تأسيس تيار الوعي ومايقال عن غياب النخب الثقافية عن المشهد السياسي والثورات كلام لاصحة له ومرسل، لاسند له. ونوهت إلى أن المبدع قبل الثورات كان يتحدث من فوق المنابر أو المنصات أو يعبر عن آرائه في شكل قصة وشعر أو رواية أو ريشة أو أي وسيلة تعبيرية اخرى، وكان مع الشرارة الأولى للثورة العربية ناضل مع الشعب الذي منه ويعبر عنه. وأعربت عن أعتقادها أن المبدع في المرحلة المقبلة في تحدى جديد للتعبير في ظل الحرية وإيجاد لون جديد من الكتابة تناسب تلك الحرية التي كان يبحث عنها من خلال الرمز أو السيرالية أو اللجوء إلى الماضي للهروب من الرقابة والمنع. وقالت إن المبدع الآن أمام تحدى آخر في ظل عصر الفضاء المفتوح و الذي جعل القارئ أو المتلقي بشكل عام صاحب رؤية شاملة ومتكاملة ومتمسكة . وابدت ثقتها في الوقت القريب قائلة: سيكون لدينا ثقافة جادة ومتلقى حصيف لايعتمد على ثقافة التلقين أو ثقافة السمع خلال جلسات المقاهي فأدوات العصر مثل الإنترنت والفضاءات جعلت الإنسان أكثر عزلة داخل ذاته أو داخل بيته عن الآخر وهذه العزلة ليست ضارة بل هي تعبير عن الإستقلال والانفتاح الذاتي على الثقافات المتعددة وأوضحت أن المستقبل سيكون في القريب العاجل للكتاب الإليكتروني التي ستقبل دور النشر على طبعه بديل النسخ الورقية وإذا كان لدينا حاليا حالة من الرفض لتلك التقنية إلا أنها ستكون في سياق دائم في المستقبل المنظور وتصبح الأداة الأولى بعد أن دخلت علوم التقنية في المناهج التعليمية.