جرت أمس الإثنين مناقشة "بلاغة الحرية.. دراسة حول الخطاب السياسي" ضمن ندوات "كاتب وكتاب" بالمحور الرئيسى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب وذلك بمشاركة د.نبيل عبد الفتاح ود.عمار على حسن وحضور مؤلف الكتاب عماد عبد اللطيف. فى البداية أشاد د. نبيل عبد الفتاح، بالكتاب وقال: إن المثقفون والباحثون يتحدثون دائما عن الخطاب وتحليله، وسوف نرى أن المصطلح يستخدم ولا يطبق، وأن حجم المعرفة به سواء على المستوى المقارن عربيا وغربيا شيء، وما يتم في بلادنا شيء أخر. وأضاف: أن الممارسات البحثية للمؤلف تتسم بالجدة في التناول وفي لغته المتميزة، فهو كاتب ذو تكوين رصين، من حيث متابعاته للواقع الموضوعي والأهم لغته واستعراضاته، فالكتاب يسد فراغا في موضوعه ويقدم ممارسة تحليلية مغايرة لتحليل الخطاب، فنحن أمام تطور في المنهج. وتابع: للأسف بعض الممارسات البحثية لا تزال واقعة تحت تحليل المضمون الكمي والكيفي الذي ورد إلينا منذ الستينات في الأغراض البحثية ثم جاء مفهوم تحليل النص وشابه بعض الغموض، فالممارسة البحثية في مصر بها خلط بين المناهج وأساليب التحليل، بسبب انقطاع بعثات الخارج، والنقص في الترجمة والمراجع الأجنبية، وتخلف الممارسة التعليمية في الجامعات، إلى جانب ندرة المؤلفات البحثية . وأشار عبد الفتاح إلى وجود ملاحظات له على الكتاب ولكنها لا تقلل منه، حيث يبدأ الكتاب في مقدمته عزفا جماعيا على وتر الثورة، وتشبيه السياسة بالمسرح ورغم أنه تشبيه بليغ ولكن في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى أن يتوقف عن بعض الاستخدامات ويجري مراجعة لها، كاستخدام مصطلح المسرح السياسي، ولكني راجعت نفسي ووجدت أنه في ظل الصراعات الحالية بين القوى السياسية فإن هذا التشبيه يمتلك مصداقية، لأن المسرح معد سلفا ومحدد فيه الأدوار لكن الاختلاف يأتي في أن المسرح الحقيقي لا تنتهك فيه دولة القانون كما تنتهك الآن في استخدام سلاح العجز وفي استخدام قانون الطوارئ، فحدود الممثلين فيه واضحة المعالم. كما أوضح أن الكتاب به بلاغة ووضوح مع بعض الكثافة البلاغية التي تحتاج إلى قارئ مدرب، لذلك أطالب المؤلف أن يهتم بهذه النقطة، لأنه لا يمكن أن أجمع كل ما شاهدته الميادين تحت مسمى بلاغة الميادين لأن هناك مستويات متعددة للبلاغة ومستويات متعددة للغة التي تستخدمها الفئات المجتمعة في الميادين والتي لها شعارات مختلفة. وقال عبد الفتاح: إن تقسيم الخطابات إلى خطاب الميادين والشاشات والصناديق ليس كافيا، لأن هناك خطابات أخرى، فلا أستطيع مساواة خطاب الوسط مع السلفيين لان هناك تمايزا بينهم. من جهته أكد الدكتور عمار علي حسن الكاتب والباحث السياسي، أن ثورة 25 يناير جعلت الباحثين يدخلون في هذه الساحة لان أي ثورة لا تكون فعلا سياسيا بحتا ولكن في ركابها أشياء أخرى يزداد الطلب عليها، وكلنا رأينا مؤلف الكتاب يقدم تحليلا حول العديد من الخطابات سواء الأفعال في الميادين أو المناظرات السياسية وكذلك خطب الرئيس الحالي. وأوضح عمار أن البلاغة تدرس عادة على أساس أنها بلاغة مكتوبة ولكن المؤلف وعطفا على دراسات كثيرة وسع المفهوم فلم يقتصر على ما بتداوله اللسان ولكن انتقل إلى البلاغة في الحركة والشعار وهو ما تناوله من رصد لما كان يحدث في ميدان التحرير باعتباره فعلا بلاغيا يحتاج لتحليل. وأشار عمار إلى أن الكتاب تناول خطاب التلاعب متمثلا في الانتخابات، التي وجدنا فيها خطابا عدائيا فجا لا يقوم على أي حقيقة، وأن العديد من الدعاية السياسية المفرطة في ظل الصراع على الكراسي لم تقم على الحقائق وإنما على تخوين الآخر، ثم جاءت خطابات الأكاذيب في الانتخابات الرئاسية ونرى الآن الفجوة الواسعة بين ما قيل وبين ما نكتشفه أو ما يتحقق. من جانبه قال الدكتور عماد عبد اللطيف مؤلف الكتاب، مدرس البلاغة وتحليل الخطاب بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة القاهرة، أن الكتاب محاولة لفهم من أين بدأنا وإلى أين المسير، وفهم ما آل إليه الربيع العربي، فكان علي أن أدرس خطاب الثورة الذي يعني النصوص والصور واللقاءات والحوارات والخطب التي أنتجها الربيع العربي فهناك كم هائل من النصوص وكان الاختيار يتم على مدى التأثير والانتشار في المصريين بدءا من شعارات الثورة والجرافيتى، مرورا بخطب مبارك وبيانات المجلس العسكري ومرسي والبرادعي وخطاب الصناديق. وأوضح عبد اللطيف أن الهدف الرئيس للكتاب محاولة فهم هذه الخطابات، خاصة وأننا نعيش هذه الأيام أزمة، فما يحدث الآن أعراض لمشكلات سياسية، فنحن نجنى ثمار خطابات العنف والتخوين والتي استخدمت من أجل الوصول للصناديق وإضعاف المعارضين .