أعتذر عدد من ضيوف ملتقي الشباب عن الندوة التي تناقش الإبداع والثورة والتأثير والتأثر بشبكات التواصل الاجتماعي ضمن فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب أمس. وقالت الدكتورة سهير المصادفة التي إدارات الندوة ان ثورة يناير بدأت عكس ما توقع الجميع بما فيهم الأدباء والمثقفون, كان الجميع يتوقع أن تخرج هذه الثورة من العشوائيات والجياع ولكنها خرجت عكس كل التواقعات من شبكات التواصل الاجتماعي ومن الشباب الذين يستخدمون الميديا الحديثة, لقد أذهل شباب مصر يوم25 يناير العالم بأكمله برفضهم لأنظمة شاخت, ومن يراجع الفيس بوك سيكتشسف ثورة هائلة من الكتابات الانطباعية السريعة والتي قد تكون مليئة باخطاء لغوية ولكنه سيجد ثورة من المعرفة عبر وسائل متنوعة والوقوف علي المدارس السياسية المختلفة وتاريخ الديكتاتوريات المختلفة في الشرق والغرب. وتناول نور الدين الشريف القاص والشاعر تجربته مع الثورة والفس بوك فقال من خلال التواصل الاجتماعي شاركت يوم25 يناير في الأسكندرية في المسيرات التي كانت تجوب المحافظة ولم يكن في بالي أنها ثورة, هي فقط مجرد وقفة أو طريقة يتم بها مضايقة الشرطة في عيدها بعدها تخيلت أنها ثورة جياع وعندما دعيت للنزول إلي القاهرة يوم الجمعة نزلت لأعرف ماذا سيدور وكانت المفاجأة أنني أصبحت أمام ثورة حقيقية في كل يوم يرتفع فيها سقف المطالب حتي وصلنا لما وصلنا إليه فكانت الفرحة عامرة وقال محمود مبروك نائب رئيس حزب الغد في شهادته أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دور كبير في إشعال شرارة الثورة في كل بيت وكانت سببا مهما في إنضمام شباب لم يكن لهم أي علاقة بالسياسة في المشاركة لإخراج نظام فاسد,. الشباب تواصل من خلال النت فقطعوا عليه النت حتي لا يجتمع فكان التليفون المنزلي بديل اللنت والموابيل واستطاعوا خلع النظام, وأضاف مبروك ان الثورة لم يكن لها قائد وكان لابد لها أن تتوه في المنتصف, لم يكن هناك زعيم يلتف حولة الشباب وكان هذا كل عيبها, لو كنا فكرنا لحظة فرحتنا بخلع النظام كيف نبني نظاما جديدا علي اسس ديمقراطية لم نكن وصلنا إلي ما وصلنا إلية الآن, للأسف الثورة غير موجودة مازلنا نبحث علي مبادئها وأهدافها, وهذا الذي جعل الشعب المصري ينهض مرة أخري بعد عامين من إقامتها, كل الشباب الموجود في الميادين خرج لاسترداد مسيرة الثورة, لابد وأن تعود مرة أخري للمكانة التي تستحقها, البعض يلوم الثورة ويتهما بما آلت إلية مصر ولكني أقول لهم لا تلوموا الثورة, من يلومها هو بالأساس لم يشارك فيها. أدعوا الناس للنزول للميادين لاسترداد كرامة الثورة لتحقيق كل أهدافها, نريد العودة مر أخري لروح الثورة و أدعوا الشباب للتوحد. وقال الشاعر رامي يحيي ان الكلام عن الثورة صعب جدا الآن لأنها لم تنته, ولكن سأتحدث عن مشكلتها الأساسية وهو أنها افتقدت إلي قيادة موحدة يلتف حلوها الشباب فلم يكن هناك سعد زغلول ليلتف حولها الشباب, تحولت لحركات فردية ورغم هذا أري أننا نسير بالترتيب وبشكل مرحلي, تخلصنا من النظام الحاكم ومن العسكرين الذي لبسوا ملابس المدنيين. وفي مداخلة للكاتب عبد الصبور بدر قال إن شبكات التواصل الاجتماعي بالنسبة للثورة كانت سلاحا ذا حدين, الأول أنها دعت للنزول إلي الميدان وأشعلت الأحداث, والثاني كان بعد تنحي مبارك عن السلطة حيث غادر الشباب الشوارع والميادين وتحولوا إلي مناضلين علي صفحات الفس بوك, فضلا عن استيعاب التيار الإسلامي لتأثير النت والتجييش له من خلال تنظيمات شبابية تروج لأفكارهم في الوقت الذي رفض فيه مثقفي الفيس بوك الحوار وقاموا بحظر من يختلفون معهم في النشر. وأكد الدكتور نبيل عبد الفتاح عند عرضه لكتاب بلاغة الحرية للكاتب عماد عبد اللطيف في الندوة التي أقيمت بمعرض الكتاب أن الكتاب من أهم الكتب التي صدرت مؤخرا وهو يعد بحث مهم في بلاغة الخطاب مشيرا إلي أن مصطلح بلاغة الخطاب مستخدم بالفعل ولكنه ولا يطبق في مصر وأن الكاتب اتسمت متابعاته للواقع الموضوعي بجدية كبيرة ولغة مغايرة لمنهجية تحليل الخطاب, و تطور في المنهج في التعامل مع بعض الظواهر اللغوية التي سادت مصر مؤخرا. وقال أن الممارسة البحثية في مصر بها خلط كبير سببه أن هناك نقصا في الترجمة و المراجع, و تخلف الممارسات العينية علي المستوي البحثي, و ندرة الابحاث في تحليل الخطابات, أن منهجية تحليل الخطابات منهجية معقدة, ولأننا لسنا أمام خطابات محددة المعالم والقسمات ولكننا أمام تحليل للخطاب داخل الخطابات, وهناك ما وراء الخطاب وهناك خطابات حوارية يجب التنبة لها. وأضاف عبد الفتاح ان الكتاب مهم لأنه يكشف لحظة ثورية شديدة الغضب و يعزف عزفا جماعيا علي وتر الثورة وقد شبة السياسة بالمسرح, وهذا تشبية جميل في ظل فوضي الشرعيات, هو يشتمل علي مصداقية بفعل هذه الظروف السياسية الخلاقة, لأن هذا المسرح له قواعدة, و أرجو أن ينجح الكتاب في مسعاه الجديد في ظل وجود الفوضي والتعنت من أطراف متعدة بلا خبرات ولا رؤية, ولديها كبير في المغرفة تساعد علي الفوضي. وبحكم اللحظة الثورية التي تفرضها الأحداث السياسية الساخنة تطرف عبد الفتاح في حديثه عن خطاب التغير التي شهدته مصر مؤخرا وقال هذا الخطاب لم يكن خطابا جماعيا ولكنه بدأ أولا بالشرائح العليا والوسطي فكان خطاب حركة كفاية و6 ابريل و كلنا خالد سعيد, فالفعل الثوري أدي إلي أن ينتج الفاعلين الثوريين خطابات متعددة بعد ذلك ثم ظهرت بعدها الشراكة الثورية من بعض الذين شاركو بقوة الفعل الاحتجاجي, فتحول خطاب الميادين الاحتجاجي إلي خطاب ثوري. وقال الدكتور عمار علي حسن أن الكاتب بكتابه بلاغة الحرية أسهم في أن تكون البلاغة السياسة نشاطا بالغا في وقتنا الحالي وأن ثورة يناير دفعت الكثير ممن يكتبون في علوم مختلفة أن يدخلوا هذه الساحة لأننا أمام ثورة لا تكون فعلا سياسيا وحسب ولكن هناك أشياء أخري يزداد الطلب عليها سواء من الجمهور ممن قاموا بها. وتحدث حسن عن قضية البلاغة السياسية وقال للأسف لا يتم تداولها بشكل كبير في هذه اللحظة, و لا تدرس مادة باسم البلاغة السياسية ضمن العلوم المعرفية بالكليات المتخصصة. وهذا الكتاب يفتح بابا مهما جدا لدراسات العلوم السياسية وضرورة تدريسها كمادة بقسم العلوم السياسية بالكليات المتخصصة وقال حسن حين درسنا البلاغة قالوا لنا أنها بلاغة لفظية ولكن د/ عماد بدراساته وسع المفهوم وذهب بالبلاغة إلي الفعل والحركة والشعار حين وضع يدة علي ميدان التحرير كفعل بلاغي, فصور الشباب داخل الميدان وما يقيمون به لحظة بلحظة و كانت أفعالهم بلاغية نقلها لنا وهذا توسع رأسي لرصد الثورة بلاغيا.. وقال مؤلف الكتاب د:عماد عبد اللطيف ان اعداد هذا الكتاب استغرق سنة وتسعة أشهر حاولت فيهم فهم آليات الربيع العربي وحتي استكشف موضع اقدامنا كان علي أن أدرس خطاب الثورة وهو يعني النصوص والصور واللقاءات والمناظرات والخطابات التي أوجدها الربيع العربي, وكان الاختيار شديد الصعوبة ولهذا ركزت في أكثر الأفعال تأثير علي المصريين و بدأت من الجرافيتي وخطبها التي تمثلت في خطاب مبارك والمجلس العسكري ومرسي و مرورا بخطاب الصناديق. لقد قسمت الكتاب إلي ثلاث فصول خطاب الميادين الذي جمعت فيه كل الأيقونان والصور والرسومات في الميادين فثورتنا كانت سلمية والحسم فيها كان يجب أن يكون للخطاب, وكانت أيضا تحارب بالخطاب, فخرجت الشعارات التي تناهضها واذا اردنا ان نتعلم الثورة بعمق علينا أن ندرس خطابها ليس بالمباشر الحي ولكن أيضا علي صفحات التلفزيون والفيس بوك.