قال الدكتور عماد عبد اللطيف مدرس البلاغة وتحليل الخطاب بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة أنه استغرق عاما و9 أشهر في تأليف كتابه "بلاغة الحرية"، ودراسة حول الخطاب السياسي" لأن الهدف الرئيس للكتاب محاولة فهم هذه الخطابات، خاصة أننا نعيش هذه الأيام أزمة، فما يحدث الآن أعراض لمشكلات سياسية، فنحن نجنى ثمار خطابات العنف والتخوين والتي استخدمت من اجل الوصول للصناديق وإضعاف المعارضين.,وذلك علي هامش مناقشة "بلاغة الحرية.. دراسة حول الخطاب السياسي" ضمن "كاتب وكتاب" بالمحور الرئيسى فى المعرض وذلك بمشاركة د.نبيل عبد الفتاح ود.عمار على حسن. وأشارعبد اللطيف إلى أن الإخوان جربوا استخدام أسلوب البطش أمام الاتحادية ووجدوا أن الثمن غاليا، فكل صمت عن إدانة للعنف والخروج على سلمية الثورة سوف يؤثر علينا جميعا وسنكون كلنا خاسرين. وأكد أن استخدام خطابات سياسية تحريضية تميز بين المصريين وتوجه لجماعة بعينها تؤدي إلى فساد السياسة، كما أن الخطابات التي تصمت عن إدانة عنف وتهتم بالمصالح الحزبية فهي أيضا خطابات خاسرة. ودعا عبد اللطيف إلى ضرورة إصلاح السياسة بإصلاح اللغة بأن ننتج خطاب لا يحض على العنف، وأن تتوقف الخطابات المضللة والتلاعبية، حتى نقلل من فجوة المصداقية التي نعاني منها حاليا لوجود اختلاف بين ما يقال وما يفعل، ولتقليل الآثار الفادحة للخطاب السياسي. وقال عبد الفتاح أنه لا يجب أن نغفل اللغة المستخدمة على مواقع التواصل الاجتماعي، فبالنظر إليها سنجد في لغة "التويتات"، على موقع "تويتر"،أو اللغة "الفيسبوكية"، المستخدمة على "الفيسبوك" سنرى خروجا على ما كان يسمى بمحرمات اللغة، وهي تناقض أو تخالف اللغة الخشبية التي تستخدم من قبل الواعظين السياسيين. كما أن تقسيم الخطابات إلى خطاب الميادين والشاشات والصناديق ليس كافيا، لأن هناك خطابات أخرى، فلا أستطيع مساواة خطاب الوسط مع السلفيين لان هناك تمايز بينهم. وأضاف: المواطن العادي أو – ما يطلق عليهم حزب "الكنبة"- يعد مستهلك للخطاب، وليس منتجا حيث لديه خطاب الخوف وعدم الثقة في أن الحركة الثورية قد تنجح، ولكن نزل بعضهم عندما وجد أن الخطاب الرسمي أصبح كلاما فارغا ويتبدد في الهواء فور صدوره من منتجه. وأكد عبد الفتاح أن الأنظمة المستبدة لا تستخدم لغة تهمشية، بل تستخدم لغة اقصائية، مشيرا إلى أن دخول مصطلح العدالة الاجتماعية ضمن مطالب الثورة جاء من خلال اليسار وحدث بعد يوم 28 يناير 2011. من جهته أكد الدكتور عمار علي حسن الكاتب والباحث السياسي، أن "الفيسبوك" أضاف كثيرا للثورة، مشيرا إلى تجربته في حركة كفاية والجمعية الوطنية من اجل التغيير وكيف كانوا يجدون صعوبة في عقد مؤتمراتهم حتى أن بعض الأحزاب المنظمة والمحسوبة على النظام وقتها كانت تخاف من السماح لهم من استغلال مقراتها، وكانت ترفض وتغلق أبوابها أمامهم، فلم يكونوا قادرين على بناء شبكات اجتماعية إلا من "الفيسبوك". واضاف حسن: أنه وجد في الميدان ترجمة للفلكلور المصري وكذلك العقل التحايلي، ومثال على ذلك، ما كتبه أحد الأشخاص على لوحه يقول لمبارك " اهرب يا أخي قبل ما يقفشوك"، أو ذلك الذي قال عند استفتاء 19 مارس وهو راكب "عجلة": "عجلة الإنتاج دايرة يابهايم"، كما سمى أحد البائعين الشاي الذي يبيعه ب "شاي التنحي" وذلك لجعل المواطنين يقبلون على الشاي، كما انتهز شاب ضرب الشرطة للقنابل المسيلة للدموع ليبيع القناع الواقي من الغاز أثناء الضرب. وأوضح عمار أن خروج كلمة سلمية خلال ثورة يناير أوضحت للغرب أن الشعب المصري ليس شعب وحشي كما يصوره البعض، كما أن الناس البسطاء الذين توقع علماء الاجتماع أن يكونوا غاية في العنف كانوا غاية في التحضر. وأشاد عمار بتناول الكتاب لواقعة وائل غنيم الذي صنع منه الإعلام وخاصة قناة العربية بطل و أسطورة، فيما انتقد سقوط صورة خالد سعيد بجثته، في الكتاب. Comment *