احتلت الكويت المركز الثاني للسمنة على مستوى العالم ، وذلك تبعا لمنظمة الصحة العالمية وجاء قبلها الولاياتالمتحدةالامريكية وبعدها قطر والامارات ، ونظرا لان الكويت حجمها اصغر من الولاياتالمتحدة فهذا يعتبر منعطفا خطرا ويجب ان يدق ناقوس الخطر ، ويعانى 40 فى المئة من الشعب الكويتي من السمنة ، 43 فى المئة من النساء وتقريبا 37 فى المئة من الرجال والاطفال . وحذر التقرير الذي صدر عن منظمة الصحة العالمية من أن الأمراض الناجمة عن السمنة الزائدة تتسبب فى حدوث سبع وفيات من كل عشر في الدول النامية بحلول عام 2020 ، أي ما يزيد على ضعفي ما تسببه تلك الأمراض من وفيات في الوقت الحالي . ويتفاقم مرض السمنة في الكويت عاما بعد عام ، وتشهد عيادات تخسيس الوزن ومراكز منح "الرشاقة" سخونة تنافسية ، نظرا للطلب المتزايد من "طالبي الرشاقة " لمختلف انواع الأدوية والأعشاب الخاصة ، وتعد السمنة زائدة عندما تكون بزيادة كتلة الجسم عن 25 بالمئة ، أما المفرطة فتكون الزيادة بأكثر من 30 في المئة من كتلة الجسم ، واشارت مصادر طبية الى النسب المتنامية من مرض السكري "نوع 2" الناتج عن السمنة الذي يصيب أكثر من نصف كبارالسن من سكان الكويت ، وارتباط السمنة بأمراض نفسية وأخرى شائعة كالضغط وأمراض القلب والعقم ، مذكرة بوجود حالات مصابة بمرض "البوليميا" المسبب للشراهة في الأكل ، وقد تتعدى هذه الحالات ألف حالة وتنتشر بكثرة بين النساء في الكويت ، وتحتاج إلى علاج ضد الاكتئاب ونظام غذائي خاص ، وارجعت دراسة طبية الأسباب الرئيسة للسمنة إلى أن 90 فى المئة من المصابين لديهم شهية مفرطة في تناول الأغذية الغنية بالدهون والسكريات ، إضافة لعوامل وراثية ووجود اضطراب في الغدد الدرقية والنخامية ، فضلا عن اتباع عوامل سلوكية غذائية ضارة. وتتدرج وسائل معالجة مشكلة السمنة بدءا بممارسة الرياضة واتباع نظم غذائية معينة كالحمية الى أدوية مانعة للشهية وغيرها ، الا أن اللجوء الى الجراحة يبقى آخر الحلول وتفرضه الضرورة وغالبا ما تتمثل في عمليات شفط الدهون وتكميم (ربط) المعدة ، وتصنف عمليات تكميم (ربط) المعدة بأنها حل أخير تستوجبه الضرورة الا أنها تحولت في الكويت الى ظاهرة متعددة الاوجه تسترعي الانتباه لا تقف عند اعتبارها مصدر ربح وتجارة للكسب المادي لدى البعض ، بل تتعدى ذلك لتتحول الى مشكلة بحد ذاتها بالنسبة للمرضى لها آثارها الجانبية صحيا ونفسيا بالنظر الى أن كثيرا منهم يلجأون اليها فورا وكحل أولي ناجع للتخلص من مشكلة البدانة دون الاخذ بعين الاعتبار العواقب المترتبة عن ذلك .