سمير خضر - أكد المحامي والناشط الحقوقي ثروت الخرباوي أن جماعة الإخوان ليست جماعة ثورية فالباحث في علم نفس الجماعات يعرف أن منهجها المعلن يشير إلى أنها جماعة إصلاحية فقط ولم تتحرك صوب الثورة قيد أنملة، ولكنها دائما وأبدا تدخل فيها مثل الكومبارس ثم تحصل بعدها على دور البطولة ، وهي بطولة وهمية. وخلال ورقة بحثية بعنوان" دراسة تحليلية في فقه ثورة الزلزال وتوابعه أو ارتداداته خلال ندوة " ارتدادات الربيع العربي" التي عقدت مساء اليوم الاحد في الكويت قال الخرباوي :كان من السهل على الإخوان الذين عاشوا عمرهم في تنظيم سري أن يدبروا المؤامرات ويحبكوا الدسائس ليدخلوا إلى الحكم من باب العسكر ، كان الإخوان آخر من دخلوا إلى الثورة ، وكان دخولهم لحاجة في نفس مرشدهم قضاها ، ومن أول لحظة وحتى قبل أن يتم خلع مبارك بالغوا في التودد للمجلس العسكري بابتسامة سياسية مشوهة إلا أنها لم تستطع أن تخفي ما في قلوبهم. وقال الخرباوي: كان للإخوان سياسة ساروا عليها منذ سنوات، هي سياسة الاقتراب من الحكومات الأمريكية ، ولعل العبارة التي قالها السفير والمفكر " مصطفى الفقي " قبل الثورة من أن من يريد الوصول للحكم في مصر فعليه أن يحصل على موافقة أمريكا ورضاء إسرائيل ، كانت هذه الكلمات حقيقة مختزنة في ضمير الإخوان ، لذلك رأينا في واقع الإخوان بعد الثورة أشياء تخالف شعاراتهم المعلنة قبل الثورة خاصة عن أمريكا وإسرائيل وأشار الى انه للأسف الإخوان أرادوا من ثورة الشعب .. ركوبها ومص دم شهدائها والسيطرة على عسكرها من أجل الوصول إلى الحكم فوصلوا ، إلا أن المعادلة ستختلف ، فلن يصطدم معهم العسكر إلا إذا تأزمت الأمور ، ولكنهم هم اي الإخوان الذين سيصطدمون بالشعب وقد اصطدموا بالفعل ، ذلك أن أجندة الجماعة وأولوياتها تختلف عن أولويات الشعوب ورغباتهم واضاف الخرباوي: من مشاكل الإخوان الكبرى أنهم لا يمتلكون كوادر قادرة على إدارة أمور دولة بحجم مصر وبعمق تاريخها ، نعم يمتلك الإخوان كل التخصصات ولكن لا يوجد فيهم البارع المبدع المفكر القادر على إدارة دولة بمؤسساتها ، هم عاشوا عمرهم يتقنون فقط معارضة الأنظمة لكنهم لم يعرفوا كيفية بناء الأنظمة والدول والسياسات وقال إن التنظيم الذي يغلب عليه الطابع الفاشي لا يحترم الحرية ولا يترك مجالا في داخله للإبداع ، فالإبداع هو ابن الحرية الشرعي ، كما أن من مشاكل الإخوان المتجذرة أنهم لا يجيدون وضع خطط طويلة الأجل ، هم ينتظرون الفعل ليكون لهم رد الفعل، وأظن التعبير الشهير لقادة الإخوان عندما يتحدثون عن المستقبل هو قولهم " لكل حادث حديث " وفوق هذا يغلب عليهم الطابع "التواكلي" وعدم الاهتمام بالأسلوب العلمي في التحليل والإدارة.