واقع سوريا معقد جدا، و لا أحد اليوم يملك رؤية واضحة، وأدعو لائتلاف حقيقى، والحل للأزمة السورية هو المصالحة، وعلى السوريين المعارضين فى الخارج أن يأتوا إلى سوريا، وأنا ضامن لهم.. هذا أبرز ما أكده البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين ومقرها سوريا في حواره مع مجلة "الأهرام العربي" الذي تنشره في عددها الجديد الصادر السبت. ويقول البطريرك غريغوريوس إن المسيحيين فى هذا المجتمع العربى له ومن أجله، والقضية الفلسطينية هى منبع الهجرة العربية بوجه عام والمسيحية بوجه خاص، وخروج مصر من أزمتها سيأتى بالتوافق، فمصر نموذج للعالم العربى. وعن الأوضاع فى سوريا فى الوقت الحالى قال "لست محللا سياسيا يمكننى أن أحلل، فأنا بطريرك وراع ومسيحى ومواطن سورى، واقع سوريا معقد جدا جدا و متشعب الجهات سوريا وإقليميا وعربيا ودوليا. وللأسف لا يمكن لأحد الإجابة على سؤالك اليوم. فلا أحد اليوم أمامه رؤية واضحة: لا الرئيس بشار الأسد ولا حكومته ولا الأخضر الإبراهيمى ولا الجامعة العربية ولا أمريكا ولا أوروبا. وأيضا من نسميهم معارضين ومسلحين أو عصابات. للأسف كل شىء يعقد الموضوع. الحرب اللبنانية دامت 15 سنة، لكن كانت هناك ميليشيات فى كل منطقة سيدة الموقف يمكن مخاطبتها والحوار معها وتعرف مسئولياتها". وأضاف "أما هنا لدينا دولة شرعية منتخبة من جهة. وهناك فئات للأسف متضاربة الأفكار داخليا ومنهم خارجيا. وما يسمى ائتلافا ليس ائتلافا ويا ليته يكون ائتلافا. وأنا أدعو لائتلاف حقيقى. لكنى تكون هناك محاور يمكن للأخضر الإبراهيمى والجامعة العربية والدولة السورية والدول ذات العلاقة بالموضوع عالميا وعربيا التحاور على أساسها". وأضاف البطريرك غريغوريوس "الحل الحقيقى للأزمة السورية هو المصالحة. وهذا مطلب طبيعى لكل من يحب سوريا. اتركوا السوريين فى حالهم. فأهل البيت أدرى بعلاج ما فى البيت. وهى حكمة عربية معروفة وحكمة إنسانية بدون تحيز. وأدعو السوريين المعارضين فى الخارج أن يأتوا إلى داخل سوريا. وأنا سأضمن دخولهم بحكم أننى رجل دين. وعن أوضاع سوريا فى ظل وجود بشار الأسد قال "نحن أمام حائط مسدود ومسلح وصعب اختراقه. ونحن فى نفق ليس فقط مظلما ولكن ليس فيه مخرج. وسيكون أكثر ظلاما لو كملنا فيه. وفى رسائلى أشدد على أنه لا يمكن لأحد أن يغلب اليوم بل على الجميع أن ينتصروا معا. وتطرق البطريرك غريغوريوس الثالث في حواره مع "الأهرام العربي" إلى تفاصيل عديدة حول أوضاع المسيحيين في سوريا، وكذلك أوضاعهم في دول الربيع العربي وبخاصة مصر.