استيقظ السوريون في اول ايام السنة الجديدة في أنحاء البلاد على قصف جوي في الوقت الذي خاضت فيه قوات الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة اشتباكات على مشارف العاصمة. استهل سكان دمشق العام الجديد بأصوات المدفعية التي تضرب الأحياء الجنوبيةوالشرقية التي تشكل المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة على مشارف العاصمة التي ما زالت القوات الحكومة تحكم السيطرة على وسطها. وفي الوسط أطلق جنود يحرسون نقاط تفتيش أعيرة نارية في الهواء في منتصف الليل مما سبب قلقا في المدينة التي أصبحت مهجورة بصورة كبيرة. وقال معاذ الشامي وهو نشط في المعارضة يعيش في حي المزة بوسط العاصمة عبر سكايب "كيف يمكنهم الاحتفال؟... إنها ليست سنة جديدة سعيدة." وأضاف أن مقاتلي المعارضة هاجموا نقطة تفتيش في حي برزة في وقت مبكر اليوم الثلاثاء. وقالت جماعات معارضة إن قذائف المورتر ضربت حي داريا في جنوب غرب البلاد حيث شن الجيش هجوما أمس الاثنين لاستعادة هذا الحي. وقال نشطاء في المعارضة إن القوات الجوية التابعة للأسد قصفت الضواحي الشرقيةلدمشق وكذلك المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب وعددا من البلدات والقرى في المناطق الريفية. ويقدر أن نحو 45 ألف شخص سقطوا خلال الانتفاضة التي بدأت في مارس اذار عام 2011 باحتجاجات سلمية تطالب بإصلاحات ديمقراطية لكنها تحولت إلى انتفاضة مسلحة بعد شهور من هجمات قوات الأمن على المحتجين. وقال أحد سكان مدينة حمص في وسط البلاد طلب عدم نشر اسمه إن القذائف سقطت على البلدة القديمة في وقت مبكر اليوم. وتقع حمص على الطريق ألسريع الاستراتيجي الذي يربط بين الشمال والجنوب وسويت أجزاء من البلدة القديمة بالأرض خلال الاشتباكات المستمرة منذ شهور. وأطاحت قوات حكومية بالمعارضة من المدينة في أوائل العام الماضي لكن المقاتلين بدأوا يعودون ببطء. وأضاف الساكن "البلدة القديمة محاصرة. هناك قصف من كل الجوانب." وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن 160 شخصا قتلوا في آخر أيام عام 2012 منهم 37 على الأقل من القوات الحكومية. ولا يمكن التحقق من تقارير المرصد. وأصبحت الحرب الدائرة في سوريا أطول الحروب وأكثرها فتكا بين الصراعات التي أسفرت عنها انتفاضات الربيع العربي على مدى العامين الماضيين. وفي الآونة الأخيرة أصبحت قوات الأسد تعتمد أكثر على القصف بالطائرات والمدفعية بدلا من المشاة. وتستهدف المناطق السكنية التي يتمركز بها مقاتلو المعارضة مما يسفر عن مقتل المدنيين العاجزين عن الفرار. كما تم ضرب مدارس وطوابير من المواطنين الذين يشترون الخبز. وسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء من شمال وشرق البلاد لكنهم يجدون صعوبة في الاحتفاظ بالمدن ويشكون من قلة السلاح لديهم. وقبل عام توقع دبلوماسيون ومحللون بأن يترك الأسد السلطة عام 2012. لكنه أثبت قدرته على الصمود ولم ينشق أي فرد من الدائرة المحيطة به. وما زال يحتفظ بصورة كبيرة بالسيطرة على قواته المسلحة. وتعثرت الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب ويرفض مقاتلو المعارضة التفاوض ما لم يترك الأسد السلطة وهو يتعهد بمواصلة القتال حتى الموت. وطالبته أغلب الدول الغربية والعربية بترك السلطة. وهو مدعوم من روسيا وإيران. وفي آخر أيام 2012 دعا الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي الدول إلى حث الجانبين على إجراء محادثات قائلا إن الخيار المتاح أمام السوريين هو "إما الحل السياسي أو الجحيم". وقالت إحدى المقيمات في دمشق والتي طلبت عدم نشر اسمها لأسباب أمنية إن الحشود التي تظهر للاحتفال بليلة رأس السنة كانت غائبة عن العاصمة التي أصبحت معزولة بشكل متزايد. وقالت "لم يكن هناك أي أحد تقريبا في الشوارع.. لا سيارات.. لا مارة. أغلب المطاعم والمقاهي والحانات خالية." وتجمع بعض الشبان في ثلاث حانات بالمنطقة القديمة." وأضافت "كانت هناك موسيقى لكن لم يرقص احد. كانوا يجلسون فقط هناك وفي أيديهم مشروبات ويدخنون. لا أعتقد أني رأيت أحدا يبتسم." ومضت تقول "كان الوضع مخيفا جدا. لم يكن أحد يعلم ما الذي يحدث. أصيب الناس بتوتر شديد وبدأوا يجرون اتصالات هاتفية. لكني اكتشفت لاحقا أن الأعيرة النارية كانت للاحتفال.. في شارعي أنا على الأقل."