أفتى الشيخ سالم عبد الجليل الداعية الإيلامي، وكيل وزارة الأوقاف سابقا، بجواز تهنئة غير المسلمين، وذلك بعد الجدل الذي ثار إثر فتوى صدرت من أحد الشيوخ بتحريم تهنئة الأقباط بعيدهم، مؤيدا فتوى الشيخ القرضاوي ومخالفا فتوى الشيخ ابن تيمية، ولكنه قال "انكر على بعض المسلمين المبالغة في الاحتفال بأعياد غير المسلمين". وقال الشيخ سالم في فتواه التي نشرها على صفحته على موقع "فيسبوك" اليوم الجمعة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فردًا على سؤال توجه به إلينا بعض محبينا عن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم خاصة ان الشيخ العلامة القرضاوي أجازها، وأن الشيخ القرضاوي قال: "لم أنكر على النصارى في بلادهم أن يحتفلوا بأعيادهم، بل لي فتوى تقضي بجواز تهنئة النصراني بعيد الميلاد، مخالفا بذلك الفتوى الشهيرة لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي أفتى بعدم جواز ذلك". وأضاف عبد الجليل أقول: إننا نقدر فضيلة الاستاذ الدكتور العلامة الشيخ القرضاوي، ونعده من كبار علماء الامة ومن القلة التي هيأ الله لها من الأسباب ما جعله أهلا للاجتهاد، في بعض القضايا المعاصرة، وفي هذه الفتوى بالذات أقول إنني اتفق معه فيما ذهب إليه تمامًا. ولقد قال الله عز وجل : لَّا يَنْهَىٰكُمُ 0للَّهُ عَنِ 0لَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى 0لدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ 0للَّهَ يُحِبُّ 0لْمُقْسِطِينَ. ولا داعي لابراز بعض الفتاوى التي وردت في سياق مختلف ، فكانت مناسبة في زمانها وظروفها، ومعلوم ان الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والظروف، وشيخ الاسلام في زمانه الامام ابن تيمية له في القلب منزلة عظيمة وأتقرب الى الله تعالى بحبه، واستفيد من فقهه وعلمه، لكن بعض الفتاوى صدرت منه في ظروف مغايرة لظروفنا ومن هنا يجب على من ينقل الفتوى عن إمام في زمان سابق أن يكون عارفًا بظروف وملابسات اصدار الفتوى، وتقديري للجميع. واستطرد اشيخ عبد الجليل قائلا "غير أني انكر على بعض المسلمين المبالغة في الاحتفال بأعياد غير المسلمين، حتى ربما تكون مظاهر الفرحة والاحتفال عندهم أكثر من مظاهر الفرحة بعيدي الفطر والأضحى، الامر الذي قد يفقد الأبناء الصغار منهم بالذات الهوية الاسلامية، وتهنئة رقيقة لغير المسلمين في مناسباتهم واعيادهم لا تؤثر في صحة اعتقاد ولا تنقض الدين"