أعلن مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال أن واشنطن تتطلع إلى مشاركة مفتوحة وبناءة مع مجلس الشعب الجديد بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.. وحيث يفى المشرعون بمسئولياتهم تجاه الشعب المصرى. وأوضح أن المصريين سينتخبون فى الأشهر المقبلة أيضا مجلس الشورى.. وفى يونيو سينتخبون رئيسا جديدا .. وستكون كل من هذه المراحل علامة فارقة فى التحول الديمقراطى فى مصر. وأضاف أن هذا هو وقت الأمل وإمكانية انتقال مصر نحو مزيد من الديمقراطية والمساءلة والحكومة المدنية.. وقال إن هذا هو أيضا وقت تخفيف التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى تواجه مصر. وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكى فى لقاء المائدة المستديرة اليوم بمقر السفارة الأمريكية مع عدد من الصحفيين إنه أبلغ كل المصريين الذين التقاهم خلال الزيارة بهذا الأمر، مشيرا إلى أن زيارته لمصر تتزامن مع افتتاح البرلمان المصرى والاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للثورة المصرية .. وأوضح أنه التقى خلال الزيارة مسئولين حكوميين منهم نواب بالبرلمان الجديد ونشطاء المجتمع المدنى، حيث استمع لمجموعة واسعة من وجهات النظر من المسئولين الحكوميين والمدافعين عن حقوق الإنسان والزعماء الدينيين والمحامين والصحفيين والمدونين.. كما تشاور مع الزملاء الدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبى. وأضاف أننا نرى فى ذات الوقت العديد من التحديات القائمة أولها البيئة الصعبة التى تعمل بها منظمات المجتمع المدنى وخصوصا تلك المجموعات التى تدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية .. وأشار إلى أن المجتمع المدنى القوى والمستقل هو عنصر أساسى للديمقراطية المستدامة. وأشار إلى أنه ولسنوات تم تقييد المنظمات غير الحكومية والدولية العاملة فى مجال حقوق الإنسان وقضايا الديمقراطية من خلال القوانين والممارسات الإدارية التى تقيد الحريات العالمية فى التنظيم والتجمع والتعبير.. وأشار إلى أنه وفى ديسمبر الماضى داهمت قوات الأمن المصرية سبعة مكاتب للمنظمات غير الحكومية بما فى ذلك أربع منظمات أمريكية وصادرت ملفات وحاسبات آلية وأخضعت موظفيها للتحقيق. وقال بوزنر إننا نحث لذلك الحكومة بشدة على تصحيح هذا الوضع. وأكد أن الوقت قد حان للمصريين لخلق بيئة تمكن أعضاء المنظمات الاجتماعية من جميع الأنواع بما فى ذلك حقوق الإنسان والمنظمات المناصرة للديمقراطية على العمل بحرية بما يتفق مع المعايير العالمية لحقوق الإنسان. أضاف أن التحدى الثانى هو اعتماد الحكومة المستمر على سلطات الطوارىء فى الاحتجاز.. وقال إن إعلان المشير طنطاوى يوم الثلاثاء أنه اتخذ خطوات لرفع حالة الطوارىء القائمة منذ عقود قد شجعنا.. ويستمر الكثير من المصريين فى الحث على رفع كامل للطوارىء – وهى وجهة النظر التى نتفق عليها – على حد قوله.. وقال إننا نحث أيضا على الاعتماد على المحاكم المدنية لمحاكمة الأفراد المخالفين للقانون . وأضاف أن الولاياتالمتحدة لا تزال تشعر بالقلق ازاء التوترات الطائفية الموجودة فى مصر منذ فترة طويلة والتى أسفرت عن أعمال العنف فى بعض الحالات .. وأشار إلى أن عملية الإصلاح الدستورى المقبلة فى مصر توفر فرصة ممتازة لبناء الأسس القانونية التى تشجع التعددية والحرية الدينية لجميع المصريين .. وأعرب عن الأمل فى أن العملية الدستورية ستكون شفافة وشاملة بحيث يكون جميع المصريين على ثقة بأن دستورهم الجديد سيوفر لهم المساواة وسينال أكبر قدر من التأييد الشعبى. وردا على سؤال حول الرؤية الأمريكية للمطالب الحالية من بعض الأجنحة فى مصر بضرورة نقل المجلس العسكرى للسلطة الآن وليس نهاية يونيو القادم أوضح بوزنر أن هذه الموضوعات فى أيدى المصريين وقد جرت انتخابات لمجلس الشعب وهناك انتخابات أخرى قادمة لمجلس الشورى ثم انتخابات رئاسية وكذلك اعداد دستور جديد . وكل هذه الخطوات تعتر أجزاء هامة من عملية التحول الديمقراطى.. والأمر فى أيدى المصريين ليحددوا ماذا يريدون أن يفعلوا فى تلك العملية الديمقراطية . وحول الشروط التى وضعتها الولاياتالمتحدة لمنح مصر المساعدات الاقتصادية خاصة بعد قرار الكونجرس بهذا الصدد أشار مساعد وزير الخارجية الأمريكى الى أنه كان هناك توصية من الكونجرس تطلب من الخارجية الأمريكية تقديم رؤية الى الكونجرس حول أسلوب التطور فى التقدم باتجاه الديمقراطية فى مصر. وأضاف أنه لا يوجد تاريخ محدد لتقديم تلك الورقة وربما يستغرق الأمر عدة أشهر لكن المسألة مستمرة .. وهناك أمور تحتاج للحل قبل تقديم المساعدات .. وليس هناك موعد محدد ولكن مسألة حرية عمل المنظمات غير الحكومية جزء من الحزمة .. وهناك اهتمام كبير فى الكونجرس بمسألة القيود التى تم وضعها على المنظمات .. ونحن نشجع الجانب المصرى على احراز تقدم بهذه المسألة . وحول ما اذا كان لدى الادارة الأمريكية مخاوف من أن يتحول الوضع فى مصر إلى وضع مشابه لأفغانستان قال بوزنر إنه لا يود إجراء مقارنات بين الدول ولكننا نرى فى مصر بداية لانتقال ديمقراطى وبرلمانى جديد يحظى فيه الإخوان المسلمون بمقاعد الأغلبية.. والولاياتالمتحدة تكثف الحوار حاليا على أمل أن تجد مصالح مشتركة وأن تعمل الأحزاب ذات الصبغة الاسلامية بشكل يسير فى اتجاه الديمقراطية وهناك حوارات حالية ومستمرة وستستمر وتزيد مع الأيام. وردا على سؤال حول استخدام الولاياتالمتحدة ورقة المساعدات مع مصر فى هذا التوقيت إلى تتحول فيه مصر باتجاه الديمقراطية وعدم استخدامها إبان حكم مبارك قال بوزنر إن هناك قرارا من الكونجرس بأن تكون المساعدات العسكرية لمصر مشروطة بالتحول الديمقراطى وهو أمر يستهدف تشجيع مصر على السير فى طريق الديمقراطية .. وهناك رغبة أمريكية فى رؤية تحول ديمقراطى تشارك فيه الأغلبية فى مصر بحيث يصبح مجتمعا حرا يتعامل بمعايير احترام حقوق وكرامة الإنسان. وبالنسبة للأوضاع فى سوريا قال إننا فى الولاياتالمتحدة نقدر الاهتمام والجهد المبذول من الجامعة العربية لحل الأزمة فى سوريا ولدينا رغبة للعمل والمشاركة مع الجامعة العربية، مشيرا إلى أن هناك أملا وتوقعا بأن الأمر سيتم بحثه فى مجلس الأمن قريبا، وأضاف أن هناك زيارة لجيفرى فيلتمان مساعد وزير الخارجية لموسكو منذ أيام للتباحث مع المسئولين الروس حول هذا الملف خصوصا أن روسيا كان لديها وجهة نظر مختلفة.. ونحن نأمل بشدة فى أن المجتمع الدولى سيتعاون معا لاتخاذ الخطوات المقبلة التى ستسمح بالعودة للهدوء.. وأن الأسد كما قلنا من قبل لا بد أن يذهب على حد قوله.