تستعد جميع الأحزاب والقوى السياسية الآن للاحتفال بالعيد الأول لثورة 25 يناير المجيدة ، وهناك تنسيق تام وإجماع من قيادات الأحزاب السياسية والائتلافات الثورية أن يأتى هذا الاحتفال بما يليق بعظمة وجلال ثورة 25 يناير التى أبهرت العالم أجمع ، وسيتم الاحتفال بما تحقق حتى الآن من مطالب الثورة، وفى نفس الوقت التأكيد على ضرورة تحقيق المطالب الثورية الأخرى التى لم تتحقق حتى الآن ، وستكون هناك أغان وأناشيد وكلمات لعدد من الرموز ، كما ستكون هناك ندوات وحلقات نقاشية حول أهداف ومطالب الثورة ، بهدف رسم خارطة طريق واضحة ومحددة للمرحلة المقبلة.. وللوقوف على شكل ومعالم الاحتفال بالعيد الأول لثورة 25 يناير كان لنا هذا التحقيق: - بداية تحدث د. رفعت السعيد – رئيس حزب التجمع – قائلا: قررنا أن نحتفل بالعيد الأول لثورة 25 يناير المجيدة ، وأن نشارك مع جميع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى فى الاحتفال بذكرى مرور عام على ثورتنا المجيدة، وأن يكون الاحتفال لائقا ومعبرا عن الشعب المصرى ، وهناك لجنة من الحزب للتنسيق مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى حتى يأتى الاحتفال بالمستوى اللائق بالثورة المصرية. وحول ما يثار من أن أهالى شهداء الثورة سينظمون كتائب للانتقام من قتلة الثوار فى هذا اليوم، يقول د. رفعت السعيد : يجب أن نعالج هذا الأمر بقدر من العقل ، فالانتقام شريعة الغاب، وإذا كنا سننحى القانون والدولة جانبا، وكل واحد يأخذ حقه بيده، فستكون الكارثة بعينها، ولا يمكن أن نلعب على حبلين، فإما أن نحترم القضاء على طول الخط وننتظر حكمه العادل الذى لا يخضع لأى ضغوط ، وهنا نكون متحضرين ، وإما أن نترك الحبل على الغارب وتكون الكارثة الكبرى وهذا مرفوض. ويضيف د. رفعت : وأنا أتعجب من هذا التناقض الرهيب فى ردود أفعال الناس، فعندما بدأ المجلس العسكرى فى إحالة بعض المتهمين إلى المحاكم العسكرية، قامت الدنيا ولم تقعد، وعندما تمت إحالة المتهمين للقضاء المدنى – القاضى الطبيعى – لم يعجبهم الأمر!. وتعقيبا على الشعارات التى يطلقها البعض ضد القوات المسلحة فى الفترة الأخيرة يقول د. رفعت : هذه شعارات عمياء .. فالقوات المسلحة هى الدرع الحامى للوطن ، ولها كل الاحترام والتقدير ، وإلى الذين يطالبون برحيل القوات المسلحة أقول لهم : كيف وإلى أين؟ إن الشرطة ما زالت حتى الآن عندما تتحرك لضبط أى مجرم تستعين بأفراد القوات المسلحة، والمطلوب قدر من العقل يا ناس ، فالمرحلة المقبلة بالغة الصعوبة . - ويوافقه فى الرأى د. محمد أبو الغار – رئيس الحزب المصرى الاجتماعى الديمقراطى قائلا: علينا أن نعلم أن مرحلة الهدم قد انتهت وعلينا أن نبدأ فى مرحلة البناء ، لذا سنحتفل بالعيد الأول لثورتنا مع شباب الثورة فى ميدان التحرير وجميع ميادين مصر ، وذلك لاستكمال مسيرة الثورة حتى تتحقق كل أهدافها. وأضاف قائلا: وإذا كنا سنحتفل فى هذا اليوم بسقوط نظام مبارك البائد، وحل مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية المزورة والتى جاءت على غير رغبة الشعب، فإننا سنحتفل فى هذا اليوم أيضا بإجراء أول انتخابات برلمانية حقيقية ونزيهة فى تاريخ مصر ، والاستعداد لكتابة الدستور الجديد للبلاد ، لكننا سنطالب فى هذا اليوم المشهود باستكمال مسيرة الثورة لتحقيق المطالب والأهداف التى لم تتحقق حتى الآن ، لكن إنصافا للحقيقية فنحن لم نكن نحلم بما تحقق حتى الآن، فقد تحققت إنجازات كبيرة . وحول الجدل الدائر الآن حول الدستور قال د. أبو الغار : لدى إحساس قوى بعد لقاء شيخ الأزهر أنه سيكون هناك توافق بين جميع الأحزاب والقوى السياسية حول كتابة الدستور الجديد للبلاد . - أما طارق الملط – المتحدث الإعلامى لحزب الوسط – فقد أكد أن مشاركة الحزب فى الاحتفال بالعيد الأول للثورة يرجع لسببين ، الأول : التأكيد على رغبتنا فى استكمال مطالب الثورة ، وسرعة نقل السلطة من خلال إجراء انتخابات مجلس الشورى على مرحلة واحدة اختصارا للمرحلة الانتقالية، والسبب الثانى هو أن نحتفل بما تحقق حتى الآن . وحول التخوف من حدوث أى شيئ يعكر صفو هذا الاحتفال .. قال الملط : لا مجال للتخوف، فالذين قاموا بالثورة وحموها حتى نجحت هم أيضا قادرون على حماية الاحتفال بالعيد الأول للثورة ، ولن يسمح الثوار بأى خروج على الطابع السلمى للثورة وأريد التأكيد على أننا مع الاستقرار الأمنى والسياسى الذى يحقق الاستقرار الاقتصادى . ويستنكر محمد شردى – حزب الوفد – دعوة البعض إلى هدم الدولة وإسقاط الجيش قائلا : هناك قلة تسعى لذلك ، لكننا لن نسمح لهم وسنحتفل بالعيد الأول للثورة ، وسننسق بالطبع مع جميع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى حتى يخرج الاحتفال لائقا بثورتنا الرائعة وحضارتنا الخالدة.. ولن يقتصر الاحتفال على الجوانب الفنية مثل الأغانى والشعر فقط ، بل سيتم أيضا تنظيم ندوات نقاشية بين شباب الثورة والخبراء حول مستقبل مصر بهدف وضع خريطة طريق لمستقبل مصر ، وأنا شخصيا قررت الاتصال ودعوة مجموعة الثوار التى شاركتنا منذ أول يوم فى الثورة وما بعدها سواء فى القاهرة أم الإسكندرية أم المحافظات الأخرى مثل د. أيمن نور وحسام الخولى ورامى لكح وحمدين صباحى وسعد عبود . وأتمنى أن يكون يوم 25 يناير 2012 يوما من أجل مصر ، وأن تضع كل الأحزاب والقوى السياسية مصلحة مصر فوق كل اعتبار ، خصوصاً وأن مطالب الثورة وأهدافها لم تتحقق كلها، وما زالت هناك مطالب وأهداف نريد تحقيقها لصالح مستقبل مصر وشعبها العظيم . كما أتمناها بداية عام ثان من الثورة نستكمل فيه تحقيق مطالب وأهداف الثورة التى لم تتحقق حتى الآن .. وهذا يتطلب أولا وبالدرجة الأولى تحقيق التوافق بين جميع التيارات والأحزاب والقوى السياسية على خريطة طريق حتى نعبر هذه المرحلة الدقيقة من عمر الثورة بسلام من أجل مصر وشعبها. وأكد مايكل منير – رئيس حزب الحياة – على مشاركة حزبه بفاعلية مع جميع الأحزاب والقوى السياسية فى الاحتفال بالعيد الأول لثورة 25 يناير ، قائلا : سيكون الاحتفال كبيرا ورائعا يليق بثورتنا المجيدة ، ونؤكد فيه مطالب الثورة ، خصوصاً أن الثورة أخفقت حتى الآن فى تحقيق كل أهدافها ، فهناك أهداف تحققت وأهداف أخرى لم تتحقق بعد ، حيث إن شباب الثورة خرج منها خالى الوفاض. وقال : إننا سنؤكد خلال هذا الاحتفال على مدنية الدولة المصرية ، كما سنؤكد أيضا على تحقيق بقية مطالب وأهداف الثورة ، ووضع خريطة طريق واضحة ومحددة وفق توقيتات زمنية محددة. وأعرب مايكل عن تخوفه من المندسين والبلطجية والفلول فى هذا اليوم الحاشد ، وقال : أرجو أن ينتبه الجميع فى هذا اليوم جيدا حتى لا يحدث شيئ يسئ إلى الثوار وإلى الاحتفال.. وفى النهاية أريد التأكيد على أمر مهم هو أننا لا نقبل أى إهانة للقوات المسلحة . - كذلك تحدث محمد أنور السادات – رئيس حزب مصرنا – قائلا: يوم 25 يناير أصبح عيدا لكل المصريين وبالتأكيد سنشارك الجميع بالاحتفال بعيد الثورة الأول ، وكلنا تصميم على أن يخرج الاحتفال بشكل حضارى يشعر المصريين جميعا بنجاح ثورتهم ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى لتوجيه رسالة طمأنة للعالم أجمع بسلمية الثورة المصرية. وأضاف السادات : أن الاحتفال بهذا اليوم المجيد يتضمن التأكيد على تحقيق مطالب الثورة التى لم تتحقق حتى الآن ، وضمان حقوق أهالى شهداء ومصابى الثورة ، وأريد التأكيد أن لقاء شيخ الأزهر بحضور جميع الرموز السياسية كان لقاء محترما ، وأعلن فيه الجميع حرصهم على أن يكون الاحتفال بالعيد الأول للثورة احتفالا مشرفا وحضاريا وسلميا ، خصوصاً بعد أن أعلن المشير حسين طنطاوى القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة باعتبار يوم25 يناير عيدا قوميا ، لافتا النظر إلى أن كل الأمور تتجه للتهدئة ، والاحتفال بما تحقق حتى الآن وما سيتحقق مستقبلا بإذن الله. من جانبه أكد د. محمود غزلان، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين على المشاركة فى هذا الاحتفال، الذى سيكون فى ميدان التحرير يوم 25 يناير وسيمتد إلى باقى المحافظات فى الأيام التى تليه. وقال غزلان: إن الإخوان لن ينزلوا إلى ميدان التحرير فى هذا اليوم للاحتفال فقط، وإنما للمطالبة باستكمال مطالب الثورة التى لم تتحقق حتى الآن، وللمطالبة بحق الشهداء فى القصاص العادل، ولمنع محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وللمطالبة بإعلام حر ومسئول، وعن دعوات البعض لجعل ذلك اليوم ثورة ثانية، أكد غزلان أن الإخوان ضد هذه الدعوات، وأنهم لن يشاركوا فى أى أعمال عنف أو صدام مع الشرطة أو الجيش، وحذر غزلان من محاولات البعض لإثارة الفوضى فى ذلك اليوم، لتعطيل مسار الثورة، والقضاء على مكتسباتها التى تحقق حتى الآن. وشدد غزلان على أن شباب الإخوان لن يرتدوا زى الحداد فى هذا اليوم، وأنهم يحترمون رغبة من يريد فعل ذلك، وأشاد بقرار المجلس العسكرى باعتبار يوم 25 يناير عيداً قومياً للبلاد. فيما دعا ممدوح إسماعيل، نائب رئيس حزب الأصالة، المصريين للنزول إلى الشوارع والميادين للمشاركة في الاحتفال بعيد ثورة 25 يناير، والاحتفال بانتهاء العرس الديمقراطى فى الانتخابات التشريعية، مشدداً على الشباب عدم الانجراف وراء الدعوات الهدامة، والحفاظ على منشآت الدولة، مطالباً باحتفالات خالية من البلطجة والعنف، تهدف إلى بث روح الوحدة من جديد فى ميدان التحرير. أما صبحى صالح، القيادى بحزب الحرية والعدالة، فيشير إلى أن الحزب هو أول من طالب بجعل يوم 25 يناير عيداً قومياً، مؤكداً أنهم سيشاركون فى الاحتفال فى كل محافظات مصر، للمطالبة باستكمال مطالب الثورة، والاحتفاظ بزخمها والسعى لتنفيذ مشروعها. وقال صبحى: إن الجيش سيحتفل معنا فى ذلك اليوم، وأن أى صدام مع هذه المؤسسة لن يكون مقبولاً على الإطلاق.