قال عبد الناصر فروانة الأسير السابق، الباحث المختص بشئون الأسرى، بأن الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات "أبو عمار" رحمه الله، شكل سندا حقيقا للأسرى وللأسرى المحررين وفضاياهم العادلة وكان القدوة لهم، ومبعثاً للعزيمة والإصرار وشحذ الهمم وتعزيز الصمود والأمل لديهم، وكان دائم التواصل معهم والوقوف بجانبهم ونجح في الجمع ما بين المقاومة والتفاوض في تحرير الآلاف منهم. وأضاف: بأن الشهيد "أبو عمار" منح قضية الأسرى ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة جل اهتمامه، وسعى دائماً قولاً وفعلاً لضمان حريتهم واطلاق سراحهم بكل السبل الممكنة، فعمق ثقافة الأسر والخطف لجنود الاحتلال ومواطنيه ومستوطنيه، داخل حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ومع الوقت تجذرت هذه الثقافة لدى كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي كافة. وأشرف على تنفيذ وانجاز العديد من صفقات تبادل الأسرى وبنجاح، أبرزها كانت بتاريخ 28 كانون ثاني / يناير 1971 والتي تحرر بموجبها الأسير محمود بكر حجازي وهو أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وأضخمها كانت بتاريخ 23 تشرين ثاني / نوفمبر 1983 حيث أجبرت بموجبها إسرائيل على إطلاق سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم (4700) معتقل فلسطيني ولبناني وعربي، و65 أسيراً من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود اسرائيليين كانوا مأسورين لدى (حركة فتح). وأوضح فروانة بأن الشهيد "أبو عمار" وبالإضافة لما حققه من انجازات للحركة الأسيرة من خلال المقاومة عبر مسيرة الثورة الفلسطينية ، فانه نجح أيضاً في تحرير آلاف الاسرى عبر المفاوضات و" العملية السلمية"، بالرغم مما يمكن أن يُسجل عليها من إخفاقات وانتقادات. واعتبر فروانة أن قرار الشهيد "أبو عمار" بتشكيل وزارة تعنى بشؤون الأسرى والمحررين في أغسطس عام 1998، إنما يعكس مدى اهتمامه الفائق ووفائه ووفاء القيادة القلسطينية ليس للأسرى في سحون الاحتلال فحسب وانما بالمحررين أيضا، للأسرى، الأمر الذي انعكس وبشكل نوعي وتصاعدي على الخدمات القانونية والمادية والإجتماعية والسياسية المقدمة للأسرى وذويهم وللأسرى المحررين أيضاً. ورأى فروانة بأن تشكيل وزارة الأسرى والمحررين قد أحدث نقلة نوعية في التعامل مع الأسرى والمحررين على كافة المستويات والصعد وكذلك على مستوى الخدمات المقدمة لهم. وأكد فروانة على أن الشهيد "أبو عمار" ورغم مرور ثماني سنوات على رحيله لا زال وسيبقى يحتل مكانة راسخة وثابتة في أفئدة الأسرى والأسرى المحررين ويشغل مساحة واسعة في ذاكرتهم وعقولهم جميعاً، وأن الأسرى في كافة سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي يحيون ذكرى استشهاده سنويا بكل فخر وعزة، وفاءاً لمن كان وفياً لهم ولقضاياهم العادلة طوال مسيرته النضالية الطويلة والعريقة.