رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"- عن أسفه لعدم تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف، وفشل خطة الإبراهيمي وأنان سابقا، مما يضعف فرصة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. ووصف "بوتشتا" المعارضة السورية بأنها "مشتتة ولا تستطيع أن تتوحد وتتفق بين بعضها البعض أو تشكل خطة موحدة". وأضاف أن تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" بأن واشنطن لا تريد الانتظار حتى تغير موسكو وبكين مواقفهما يعني أن هناك احتمالا لتدخل عسكري في سورية. وعلى صعيد أخر التوتر حول سورية يهدد أمن روسيا لاحظت اليوم صحيفة "ناشا فيرسيا" أن العسكريين الروس يبدون مخاوف متزايدة من وقوع عدوان خارجي ومن إحتمال نشوب نزاع مسلحٍ من شأنه أن يؤثر على مصالح روسيا الحيوية. فبعض الخبراء يؤيدون مخاوف العسكريين لكنهم يطالبون العسكريين بالكف عن التضخيم والتهويل، خاصة وأن غالبية التهديدات تحمل طبيعة افتراضية أو ثانوية في معظم الحالات. ويوضح الخبراء أن العسكريين يهمهم خلق أوهام حول وجود خطر خارجي لتبرير النفقات التي تخطط الحكومة لصرفها على الدفاع في المستقبل القريب. حيث من المعروف أن الحكومة الروسية تخطط لإنفاق مبلغ يصل إلى 23 تريليون روبل، أي مايربو على 700 مليار دولار، خلال الأعوام القليلة المقبلة، وذلك لتطوير وتحديث القوات المسلحة. لكن ذلك لا ينفي أن احتمال تعرض روسيا للعدوان أو دخولها في حرب لا يمكن استبعاده نهائيا هذه الأيام. وتورد الصحيفة ما قاله بهذا الخصوص رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية الجنرال "ليونيد إيفاشوف"، الذي يرى أن التهديد الرئيسي لمصالح روسيا في الوقت الحالي يأتي من دول الناتو، التي أصبحت غالباً ما تستخدم القوة لحل مشاكلها الاقتصادية. وعبر "إيفاشوف" عن قناعته بأن منظومة الأمن العالمي تتعرض لهزات شديدة، الأمر الذي يمكن أن يجر روسيا في نهاية المطاف إلى الدخول في عدد من النزاعات المسلحة. ويمثل المحور الجنوبي تهديداً حقيقيا لأمن روسيا لأن التوتر حول سورية وإيران يتصاعد بوتائر متسارعة، وليس من المستبعد أن تنشب حرب واسعة النطاق خاصة في حال إقدام القوات التركية على التوغل في المناطق الشمالية من سورية. ويرى إيفاشوف أن انخراط روسيا إلى جانب سورية في هذا النزاع في حال نشوبه يمثل خطراً حقيقياً على سورية وعلى روسيا نفسها، لأنه سيكون من السهل أن يتحول هذا النزاع إلى مواجهة بين روسيا وبين الناتو. ويقر الخبير الاستراتيجي بأن روسيا تفتقر للقوة والموارد اللازمة للتأثير على الأوضاع في هذه المنطقة، وأقصى ما يمكن أن تفعله، هو إرسال قطع من أسطولها الحربي إلى السواحل السورية. الأمر الذي فعلته عندما أرسلت الى هناك سفن الإنزال والحراسة الصخمة التابعة لأسطول البحر الأسود.