زاد عدد الفضائيات المتخصصة فى الغناء الشعبى والرقص الشرقى مثل "المصراوية" و"المولد" و"الفرح" و"التت" و"دربكة" و"شعبيات"، بشكل كبير فى الفترة الأخيرة وهو ما أثار جدلا كبيرا حولها ما بين القبول والرفض حيث أعربت راقية حسن، رئيس مهرجان الرقص الشرقى عن إعجابها بوجود فضائيات جديدة متخصصة فى الرقص الشرقى للترفيه عن الناس، مؤكدة أنها لا تعلم من هم أصحاب تلك الفضائيات مشيرة إلى أنها تلقت اتصالات عديدة كلها تشيد بالفضائيات التى تعرض رقصاً شرقياً، وقد شاهدت فى هذه القنوات راقصات أجنبيات على مستوى متميز وراق. فى حين أوضح المطرب المغربى عبدالفتاح جريني، أننا نعيش فى حالة فوضى فضائية، لذلك ظهرت فضائيات خاصة للأغنيات الشعبية بدون تنظيم أو رقابه برغم أن الغناء الشعبى المحترم هو ظاهرة صحية وتساهم فى رفع الظلم عن المطربين الشعبيين الأكفاء نتيجة تجاهل المحطات الغنائية الأخرى لها. الشاعر أيمن بهجت قمر أوضح أن ما نشاهده الآن من فضائيات ما هو إلا استكمال طوفان العرى فى الغناء والرقص، فتلك القنوات تفهم الحرية بشكل خاطئ، لأن ما يقدم بها يروج للرذيلة تحت شعار العمل الفضائى، وتستغل جمهور المراهقين لتحقيق أهدافها المادية. أما المطرب الشعبى طارق عبدالحليم، فأكد أن إيجابيات فضائيات الأغنية الشعبية كثيرة، خصوصاً أن صناعة الكاسيت انهارت تماما خلال السنوات الماضية وأغلقت العشرات من شركات الإنتاج أبوابها أمام المطربين والمواهب الجديدة وتراجعت مكانة عدد كبير من المطربين، بخلاف توقف سوق الحفلات الغنائية واعتماد المطربين الشعبيين على الأفراح كوسيلة للرزق. أما المطرب مجد القاسم فقال إن ما تقدمه تلك الفضائيات لا علاقة له بالغناء الشعبى من قريب أو بعيد، كما أن بعض هذه المحطات ليس لها قبول كما يتخيل البعض بسبب تدنى مستوى ما تعرضه ولا يمكن أن ستستمر، فهى تستهزئ بالذوق المصرى وأخلاقيتنا الشرقية. أما الفنانة المعتزلة زيزى مصطفى، قالت إنه من المقبول أن نشاهد رقصة فى فيلم لها لأنها سيكون لها سياق وإطار داخل أحداث درامية، رافضة تقديم جرعة كبيرة بهذا الشكل، مؤكدة أن مصر فى حاجة إلى جرعة كبيرة من الثقافة والعلم والاحترام، فالأولى أن تظهر قنوات فضائية تعلم الجمهور احترام بعضنا البعض وتقبل الآخر بصرف النظر عن دينه ولونه وأصله، موضحة أن الرقص الشرقى لا يحتاج أن يصل للعالم عن طريق الفضائيات لأنه بالفعل يعرف الرقص، وهذه الفضائيات نوع من أنواع الإلهاء عن القضايا المهمة، خصوصاً فى ظل الثورات العربية. الفنانة نجوى فؤاد أكدت أن هذه المحطات غير مفيدة، لأن المشاهدين ومحبى الرقص الشرقى لا يشاهدونها، مؤكدة أن هؤلاء الراقصات يسئن للمهنة وقواعدها لأنهن غير متخصصات فى الرقص الشرقى، مشيرة إلى أنها عندما شاركت فى برنامج "هزى يا نواعم" قبل الخروج على الشاشة، موضحة أن مثل هذه القنوات تسيئ للراقصات لأنهن لا يتحشمن فى ارتداء بدل الرقص.المطربة مى كساب، أوضحت أن هناك فضائيات تعرض أغانى لا يصح عرضها وبعض هذه الأغانى تصيبها بالدهشة، وهى تمثل إساءة بالغة للأغنية الشعبية وما تقدمه هذه الفضائيات لا يرقى أبدأ لمستوى الغناء الشعبى. المنتج حنفى محمود مالك، فضائية المولد أوضح أن الفضائيات الغنائية مهمة لأى شركة إنتاج لأنها تساعد على رواج صناعة الكاسيت.ورفض حنفى ما يقال من انتقادات ضد فضائية المولد بوجود فضائيات تسىء للأغنية الشعبية لأن أصحابها لا يفهمون فى هذه المهنة وليس لديهم الخبرة الكافية فى العمل الإعلامي. وأوضح المخرج تامر حربى مدير فضائية دربكة أنها تتيح الفرصة للفنانين غير القادرين على دفع مبالغ طائلة للمحطات الفضائية من أجل عرض كليباتهم، مشيرا إلى أن مثل هؤلاء الفنانين من الممكن أن يكون أحدهم موهوبا، على الرغم من فقر كليباتهم، مشيرا إلى أنه يعرض تلك الكليبات على شاشة قناة "دربكة" مجانا بدون الحصول على أى مبالغ كما يردد البعض. من ناحية أخرى أوضح اللواء أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة النايل سات أن فضائية التت المتخصصة فى مجال الرقص الشرقى ليس لها تردد على القمر الصناعى النايل سات كما يردد البعض، موضحا أن هناك بعض الترددات يتم ضبطها وتظهر القناة وكأنها على النايل سات، لكن فى الحقيقة القمر ليس له أى علاقة بها. وأوضحت نقابة الموسيقيين أن النقابة ليس لها سلطات على مراقبة القنوات الفضائية الشعبية ولا تستطيع منع عرض محتواها، إلا إذا خرجت تلك الكليبات عن الآداب العامة، وهى الحالة الوحيدة التى تستطيع نقابة الموسيقيين التصدى لمثل هذه الفضائيات.