مصدر أخبار على مدار الساعة.. مهمتها مكافحة الفساد ومطاردة الفاسدين والمخالفين والمتربحين. تفتح الدواليب الإدارية، وتقرأ الملفات لتكشف ما بين السطور، لديها خطوط حمراء، من يتعدها، يقع تحت طائلة القانون، مهما كان حجمه أو صفته. هيئة الرقابة الإدارية لها فلسفة ورؤية وإستراتيجية، تحكمها أسس علمية راسخة، تراك ولا تراها، تصنع النور فى وسط الظلام. نجحت فى مكافحة الفساد فى الداخل، وتمتلك رؤية فى معالجته فى الخارج. أسست لنفسها منهجا، نقلها من مصاف الإطار المحلى إلى فضاء الإطار القارى. أقسم رجالها على مهمتهم الوطنية، فنجحوا فى حماية الدولة من أباطرة الفساد. أدركوا أن الحفاظ على المال العام، أحد أهم دعائم استقرار الدول، وأن استقرار الدول يتطلب ترابطا وتلاحما قاريين، فصارت رؤيتهم المستقبلية تفوق مجريات اللحظة. هنا فى شرم الشيخ، يعكس المنتدى الإفريقى لمكافحة الفساد، رؤى عديدة من مختلف الدول، وأفكارا وكلمات قدمها، وشارك فيها كبار المتخصصين والخبراء والمسئولين والمعنيين، فى رسالة واضحة وعميقة لضرب الفساد القارى فى مقتل. إفريقيا هى الدائرة السياسية المهمة للأمن القومى المصرى. الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ أن تولى مسئولية القيادة، وهو يولى اهتماما كبيرا لمكافحة الفساد، والضرب بيد من حديد على الفاسدين، فضلا عن أن الرئيس السيسى هو الذى بادر بإطلاق الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، بمرحلتيها الأولى والثانية، لتعزيز قيم النزاهة والشفافية، ضمانا لحسن أداء الوظيفة العامة، والحفاظ على المال العام، ووضع ومتابعة تنفيذ الإستراتيجية، التى نجحت بقوة هيئة الرقابة الإدارية فى تنفيذها، والسير قدما فى استكمالها بنجاح يشهد له الجميع، ليس فقط داخل مصر، لكنها استطاعت أن تصدر هذا النموذج الناجح إلى الخارج. اللافت للنظر، أن المنتدى الإفريقى لمكافحة الفساد، يأتى فى توقيت تترأس فيه مصر الاتحاد الإفريقى، وهنا نتوقف قليلا للتأكيد على الحرص الشديد، من جانب الدولة المصرية على التعاون ونقل الخبرات لأشقائها الأفارقة فى هذا المجال، لا سيما أن مصر حققت إنجازات ملموسة على الأرض فى هذا الملف، وتشجع الدول الإفريقية على تبنى سياسات، واعتماد خطط عمل وبرامج للقضاء على الفساد، وتحقيق الترابط المعرفى بين جميع أنحاء القارة، حول مخاطر الفساد على جهود التنمية والتحديث. كما أن تحليل مضمون كلمات المشاركين والمتحدثين فى المنتدى، يؤكد وعيهم وإدراكهم لحجم التحديات والتهديدات التى تواجه القارة، خصوصا أن التقديرات الدولية تشير إلى أن القارة الإفريقية تخسر نحو 50 مليار دولار سنويا نتيجة التدفقات المالية غير المشروعة، فالفساد يقف عقبة أمام تحقيق أهداف أجندة التنمية 2063، إذ إنه يستنزف موارد القارة، ويهدر جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، وبالتالى فإن التصدى للفساد بات مسارا مستداما للوصول بقارتنا لتكون آمنة ومستقرة ومزدهرة. أيضا يأتى المنتدى بمثابة ملتقى للحوار بين دول القارة، وتبادل المعلومات والخبرات والتوعية بشأن التدابير والتجارب الوطنية ذات الصلة بمواجهة الفساد، تنفيذا للالتزامات القارية والدولية، وكيفية تنمية الطاقات البشرية فى مختلف أوجه مكافحة الفساد، وتعزيز التنسيق الحكومى الإفريقى. وسط الحضور المشرف للمنتدى، الذى ضاعف أهميته، افتتاح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بكلمته ورسائله العميقة والمهمة فى هذا التوقيت، فإننا لا بد أن نشيد بجميع المؤسسات والجهات المشاركة، والتأكيد على الدور الوطنى العظيم الذى تبذله هيئة الرقابة الإدارية ورجالها الأوفياء بقيادة اللواء أركان حرب، شريف سيف الدين، الذى يبذل قصارى جهده لتنفيذ إستراتيجية القيادة السياسية.