إنها الشخصية الشائكة جدا، وذلك لأنه لابد أن يتمتع صناع العمل الفنى بشجاعة هائلة وثقافة عالية لكى تتبلور شخصية الإرهابى أمام الشاشة وتبدو مقنعة، وربما تبدو شخصية المجرم العادى أو رجل العصابات أسهل فى تناولها، وأحيانا يتم تقديمها بشكل بارع، حيث يقع المشاهد فى حب الشخصية الشريرة بفضل الكتابة الرائعة والإخراج المتميز والممثل المحبوب، ونرى مدى تقدير الجمهور لعمالقة قدموا الشر بشكل رائع ونذكر على سبيل المثال الراحلين: محمود المليجى وعادل أدهم ومحمود مرسى وجميل راتب. وطالما أخذنا على هوليوود أنها تربط بين شخصية العربى أو المسلم وبين الإرهاب للأسف، لكننا لا نستطيع أن نعمم، فقد قدمت أيضا الشخصيات العربية أو الشرقية أو المسلمة فى إطار ايجابى وأحيانا متحيز أيضا! ورأينا على سبيل شخصية العربى والمسلم بشكل جميل فى أفلام: «روبن هوود أمير اللصوص» و«المحارب الثالث عشر» و«مملكة الجنة» و»اسمى خان». كما نجحت فى تقديم الإرهابى بشكل يحترم عقلية المشاهد، وهو ليس عربيا أو مسلما بالضرورة فهناك المهووسون أو الذين يتنمون لليمين المتطرف فى الغرب أو لبقايا الشيوعية، ورأينا على سبيل المثال أفلاماً حتى إنها تحمل بنبؤات عن الإرهاب الفائق وليس المعتاد: «بأقصى سرعة» و»المملكة» و»سقوط البيت الأبيض» و«سقوط لندن». وتبدو الصورة النمطية للإرهابيين أشبه بشخصيات المشركين فى المسلسلات والأفلام القديمة، مثل اللجوء إلى اللحى الكثيفة وجحوظ العينين والصراخ فى الآخرين، إلا فى بعض الأعمال النادرة التى تعاملت بحنكة. وتقديم الأعمال الفنية الحقيقية هى بمثابة رسالة سامية وواعية تبقى على مر العصور، وتنشر الثقافة والمعرفة وتجنب الشعوب الكثير من الألم وتنقذ الأرواح، وليست مجرد قوالب جامدة ومكررة ومملة، فلا يمكن خداع المشاهد العربى، لأنه يجيد التفرقة بين الغث والنفيس، بين العمل المدروس والعمل الساذج، بين المحتوى العميق والمحتوى السطحى. وبما أنه حدث تطور كبير فى مسلسلات وأفلام الحركة من حيث التقنيات وتصميم المعارك، فيمكن الاستعانة أيضا بالكتاب والمتخصصين فى مجال الشئون السياسية والجماعات المتطرفة والإرهاب، بل التائبون أنفسهم، لأن هذه الخبرات تسهم فى إثراء العمل الفنى، حتى لا تتحول المبالغة إلى مشاهد كوميدية.