تكريم آلان ديلون وعودة نادين لبكى ومشاركة محمد كريم
فى كل سنة فى نفس الوقت، يثابر المبدعون العرب من أجل الذهاب إلى شاطئ لاكروازيت فى منطقة الكوت دازور أو الريفييرا الفرنسية، وذلك للمشاركة ولو بعدد قليل من الأفلام وأحيانا بإنتاج غير عربى، أو يتم اختيار بعضهم فى لجان التحكيم فى مهرجان كان السينمائى الدولى، لكن بالنسبة للأمريكيين فهو أمر عادى، كما أن المشاركة الهوليوودية تضفى تألقا على المهرجان، وأحيانا ينجحون فى اقتناص السعفة الذهبية! تتجدد الأضواء البراقة فى دورته الجديدة الثانية والسبعين فى الفترة من 14 حتى 25 مايو الجارى، ومرة أخرى تسيطر على الأفيش سماء البحر الأبيض المتوسط المشمسة، ضمن سلسلة أفيشات مولعة بالنجوم القدامى، وتتصدر الأفيش هذا العام المخرجة الفرنسية آنييس فاردا من الاتجاه الفنى "الموجة الجديدة"، التى رحلت عن عالمنا فى مارس الماضى عن عمر يناهز التسعين عاما، من خلال لقطة فريدة وهى تصور أول أفلامها "لابوانت كورت". يُعرض فى الافتتاح ويشارك فى المسابقة الرسمية الفيلم الأمريكى "الميت لا يموت"، من نوعية الكوميديا والرعب، ومن إخراج الأمريكى جيم جارموش، وبطولة النجوم الأمريكيين بيل موراى وسيلينا جوميز ودانى جلوفر، والبريطانية تيلدا سوينتون. ومن أصدقاء المهرجان الدائمين وينافسون على السعفة الذهبية هذا العام أيضا، نجد المخرج الأمريكى كوينتن تاراتينو، صاحب الأسلوب المميز الذى يجمع بين العبث والدراما والكوميديا، من خلال "ذات مرة فى هوليوود" من إنتاج أمريكى، وبطولة النجمين الأمريكيين براد بيت وليوناردو دى كابريو. ويشارك الإسبانى بيدرو ألمودوفار من خلال "ألم ومجد"، بطولة النجمين الإسبانيين أنطونيو بانديراس وبينيلوبى كروز، ومن إنتاج إسبانى. ويشارك الإنجليزى كين لوتش المعروف بأفلامه ذات الإنتاج المستقل، البعيدة عن الاتجاه التجارى بفيلم "معذرة لقد افتقدناك"، من إنتاج إنجليزى. ويشارك الأخوان البلجيكيان جان-بيير ولوك داردين بفيلم "الشاب أحمد" من إنتاج بلجيكى. ويترأس لجنة التحكيم الرسمية المخرج المكسيكى الإسبانى الشهير إليخاندرو جونزاليس إيناريتو من أشهر أفلامه فى هوليوود "بابل" و"العائد"، ويتم تكريم النجم الفرنسى السويسرى الكبير آلان ديلون-83 سنة- بجائزة سعفة الشرف عن مجمل أعماله، ويعتبر أهم ممثل فرنسى فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ويتمتع بكاريزما غير عادية، وتم إنتاج فيلم وثائقى جديد عنه بعنوان "وحدة الوحش البرى". وولد ديلون فى 1935 فى ضاحية بباريس وعاش حياة مضطربة بسبب طلاق والديه، وشارك فى حرب فيتنام فى 1954، وقدم فى 1957 أول أفلامه "أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان"!وحقق شهرة عريضة من خلال فيلمى "النمر الجريح" و"الساموراى"، وقدم أيضا "الغجرى"، وواصل نجاحاته بفضل وسامته اللافتة للنظر وحضوره الطاغى، وشارك زميله جان-بول بلموندو بطولة ثلاثة أفلام، وفاز بعدد من الجوائز منها سيزار الفرنسية فى 1985، وهو مسن قدم شخصية عاشق النساء فى "عودة كازانوفا"، وشخصية قيصر فى الفيلم الكوميدى "أستريكس فى الألعاب الأوليمبية". ورغم علاقاته العاطفية التى لا تعد، فقد تزوج ديلون مرة واحدة فقط من الممثلة الفرنسية ناتالى ديلون فى 1964، وانفصلا فى1969 بعد أن أنجبا طفلا واحدا، وارتبط بعلاقة طويلة وصفت أحيانا بالزواج مع عارضة الأزياء الهولندية روزالى فان بريمين بعد أن أنجبا طفلين، كما أن لديه ابنا غير شرعى يعد أكبر أبنائه من المغنية والممثلة الراحلة الألمانية نيكو.
محبو نادين لبكى وتترأس المخرجة اللبنانية نادين لبكى ذائعة الصيت فى الشرق والغرب مسابقة "نظرة ما" للمواهب الشابة، وسبق أن شاركت كعضو فى نفس المسابقة تحت رئاسة النجمة الإيطالية الأمريكية إيزابيلا روسيلينى فى 2015. سنة- وتتمتع لبكى بالموهبة والجاذبية والقدرة على مخاطبة الآخر، وبدأت العمل من خلال إخراجها لكليبات نجوم الغناء فى لبنان مثل"أخاصمك آه" لنانسى عجرم، ثم قدمت فيلم "سكر بنات" وهو يسرد قصص مجموعة من النساء وأوضاعهن فى المجتمع العربى يترددن على مصففة شعر، وعُرض فى مهرجان كان. وأهدت مشاعر الأمومة والحنان للمرأة الغربية التى تشاهد فيلم "وهلا لوين" عن الطائفية و"الرصاصة الطائشة" عن الحرب الأهلية. وقالت مرات عديدة إنها تأثرت بأمومتها، وأدركت مخاطر الفتن والحروب على مستقبل الأجيال المقبلة. وشاركت كأول مخرجة عربية بفيلم روائى طويل فى حفل توزيع جوائز أوسكار الأخير وهو "كفر ناحوم"، من خلال قسم الأفلام الأجنبية، كما شاركت به فى الدورة السابقة لمهرجان كان السينمائى الدولى وفاز بثلاث جوائز.
لمسة عربية تشارك 3 أسماء عربية شهيرة فى المسابقة الرسمية وهم: المخرج التونسى الفرنسى عبد اللطيف كشيش، من خلال الجزء الثانى من فيلمه الفرنسى "مكتوب يا حبيبى: اللحن الفاصل"، وهو الفائز بالسعفة الذهبية عن فيلمه الفرنسى "حياة آديل" فى 2013. ويقدم المخرج الفلسطينى إيليا سليمان فيلمه "لا بد أن تكون الجنة" من إنتاج فرنسى كندى، وفاز بجائزتين فى كان عن فيلمه "يد إلهية" فى 2009 من إنتاج فرنسى مغربى ألمانى فلسطينى مشترك. والممثل الفرنسى المغربى رشدى زيم فى فيلم "روبيكس، الضوء" من إنتاج فرنسى. ومن الأفلام العربية المشاركة فى نظرة ما نجد فيلم "آدم"، من إخراج المغربية مريم توزانى ومن إنتاج مغربى. كما نجد "حب الأخ" من إخراج مونيا شكرى، وهى كندية من أصل تونسى ومن إنتاج كندى. ونجد "حياة غير مرئية" من إخراج كريم عينوز، وهو برازيلى ولد لأبوين فرنسيين من أصل جزائرى، ومن إنتاج برازيلى. ونجد "بابيشا" من إخراج الجزائرية مونيا مدور ومن إنتاج فرنسى. وفى مسابقة "سينيفونداسيون" للأفلام القصيرة للشباب يشارك المخرج الفلسطينى وسام الجعفرى "الجو المحيط" من إنتاج فلسطينى. وفى قسم مواز للمهرجان "أسبوعا المهرجان" لاكتشاف المواهب الجديدة، يشارك المخرج التونسى علاء الدين سليم بفيلم "تلامس"، من إنتاج تونسى فرنسى مشترك. وفى قسم آخر مواز للمهرجان "أسبوع النقد" للأفلام الطويلة، يشارك المخرج الجزائرى أمين سيدى بومدين بفيلم "أبو ليلى" من إنتاج جزائرى، وفى الأفلام القصيرة تشارك المخرجة المصرية ندى رياض بفيلم "فخ" من إنتاج مصرى.كما يعرض لأول مرة فيلم "نتيجة للتسوية" من إنتاج أمريكى كندى ومن نوعية الحركة وبطولة النجم الأمريكى نيكولاس كيدج والمصرى محمد كريم ضمن سوق المهرجان، ومحمد كريم ممثل ومذيع، وبدأ بالعمل فى مجال الطب ثم اتجه لعروض الأزياء، ومن أشهر أفلامه "يوم الكرامة" و"دكان شحاتة" كما أن لديه العديد من المسلسلات والبرامج التليفزيونية.