الانتهاء من استعدادات المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب    قومي المرأة يدعو سيدات مصر للمشاركة بقوة في انتخابات النواب    رئيس الوزراء يشهد بدء التشغيل التجريبي للخط الأول للقطار الكهربائي السريع    مراسل "إكسترا نيوز" يرصد خول المساعدات إلى قطاع غزة    إعصار فونج-وونج يصل مقاطعة أورورا شمال شرقى الفلبين    توافد جماهير الأهلي والزمالك على ملعب محمد بن زايد لحضور نهائي السوبر    مقتل مزارع بطلق نارى فى ظروف غامضة بإحدى قرى مركز قوص بقنا    خالد عبدالغفار يبحث مع ممثلي منظمة الصحة العالمية تعزيز جهود مواجهة الكوارث    وزير الكهرباء يشهد مراسم توقيع اتفاقية مبادلة الديون بين مصر وألمانيا    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    موفدو الأوقاف بالخارج يبادرون لأداء واجبهم الوطني في انتخابات مجلس النواب بمقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج    ضبط زوجين إيرانيين يحملان جوازي سفر إسرائيليين مزورين بدولة إفريقية    المجلس التشريعي الفلسطيني: إسرائيل تتبع استراتيجية طويلة المدى بالضفة لتهجير شعبنا    تحسين الأسطل : الأوضاع في قطاع غزة ما زالت تشهد خروقات متكررة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    محافظ البحيرة تتفقد مدرسة STEM.. أول صرح تعليمي متخصص لدعم المتفوقين    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو دهس مواطن بالإسكندرية    مصرع سائق وإصابة 5 أشخاص في تصادم بالقناطر الخيرية    من يحضر تنفيذ العقوبة؟.. بعد حكم إعدام قاتلة زوجها وأبنائه ال6.. إنفوجراف    ب«مفيش راجل بيتخطف».. اَيتن عامر تثير الجدل بفيديو على «السوشيال ميديا»    رئيس منتدى مصر للإعلام تستقبل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام    «تنتظره على أحر من الجمر».. 3 أبراج تقع في غرام الشتاء    سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة يشارك في ندوات منتدى مصر للإعلام    مرفت عمر بلجنة تحكيم مهرجان ZIFFA في السنغال    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر ديسمبر 2025 ل 11 مليون مواطن    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    توقيع مذكرة تفاهم بين التعليم العالي والتضامن ومستشفى شفاء الأورمان لتعزيز التعاون في صعيد مصر    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    ما حكم الخروج من الصلاة للذهاب إلى الحمام؟ (الإفتاء تفسر)    أهم 10 معلومات عن حفل The Grand Ball الملكي بعد إقامته في قصر عابدين    القاهرة تحتضن منتدى مصر للإعلام بمشاركة نخبة من الخبراء    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    الداخلية تطلق خدمة VIP إكسبريس لتصاريح العمل.. استلام الكارت المميكن خلال ساعة واحدة    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    «كفاية كوباية قهوة وشاي واحدة».. مشروبات ممنوعة لمرضى ضغط الدم    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    مواعيد مباريات الأحد 9 نوفمبر - نهائي السوبر المصري.. ومانشستر سيتي ضد ليفربول    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    جاهزية 56 لجنة ومركز انتخابي موزعة على دائرتين و 375543 لهم حق التوصيت بمطروح    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. تعرف على لجنتك الانتخابية بالخطوات    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    اليوم.. نظر محاكمة 213 متهما بخلية النزهة    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يمثل نقلة نوعية فى شبكة الطرق القومية.. محور روض الفرج.. قمة الإنجاز والإعجاز

يمثل 110% من مسطح كوبرى 6 أكتوبر الذى نفذ بجميع مراحله فى 25 سنة

جميع أعماله نفذتها أيادى 4000 عامل وفنى ومهندسين مصريين

تم تصنيفه فى موسوعة الأرقام القياسية ك«أعرض كوبرى معلق فى العالم»

يعد مشروع محور روض الفرج بما يضمه من مجموعة أعمال عملاقة، تعد من أكثر الأعمال ضخامة، لاسيما أعمال تنفيذ وإنشاء الكوبرى الملجم، والتى نجح المهندسون والفنيون والعمال المصريون بتخصصاتهم المختلفة فى تحدى أنفسهم وتنفيذ جميع الأعمال من الألف إلى الياء فى هذا المشروع، برغم صعوبة أعماله، والتحدى ليس فى نوعية العمل فقط بل تعدوه لتحدى الزمن ذاته، فقد تمكنوا خلال 3 سنوات فقط من تنفيذ مشروع حجم أعماله، أكبر من كوبرى 6 أكتوبر، الذى استغرق تنفيذه نحو 25 عاما.
حرصت «الأهرام العربى» على مشاهدة اللحظات الأخيرة بأعمال المحور، كما كانت أول الموجودين فى بدايات العمل الذى لم يتوقف للحظة، لترصد وتسجل للتاريخ مدى قدرة المصرى على التحدى والعمل والإنجاز، ومن لحظة وجودنا داخل المشروع بمنطقة روض الفرج حتى انتهاء جولتنا، رصدنا حركة عمل مكثفة تشغل كل العاملين فى الموقع من إداريين ومهندسين وفنيين وعمال وسائقين سيارات وأوناش، وتتنوع الأعمال بين الاجتماعات لإعداد الترتيبات النهائية لافتتاح المحور ومتابعة ومناقشة الأعمال النهائية من تجارب للأحمال أو أعمال الطلاء، والتشجير لأرض موقع المشروع أسفل أساسات المحور بمداخله ومطالعه، وإشراف المهندسين على تنفيذها من قبل الفنيين والعمال، وبرغم أن حركة العمل الدءوبة بهذا الموقع ليست جديدة، فإنها مكثفة عن ذى قبل، بحيث يصعب أن تتحدث مع أحد من الإداريين أو المهندسين أو العمال دقائق متتالية إلا وتجد استدعاء لهم للرد على استفسار أو للإشراف أو تنفيذ مهمة.
نقاش مع الخبير الصينى
فى بداية جولتنا بالمشروع بمنطقة المظلات، توجهنا لموقع مكاتب الإدارة للقاء المهندس محمد فوزى مدير المشروع والذى لم نجده فى مكتبه، حيث يشارك فى اجتماع للتجهيز مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لوضع اللمسات النهائية للافتتاح.
التقينا فى المكتب مع المهندس مصطفى الجيلانى مدير تنفيذ الكابلات للكوبرى الملجم، والذى كان فى نقاش مع الخبير الصينى حول أعمال تجارب الأحمال للكابلات وقياس مدى قوة تحملها، والذى أوضح لنا أن العمل فى تركيب كابلات الكوبرى الملجم، بدأت منذ عام ونصف العام والتى تعد العنصر الرئيسى التى يستند عليها وتحمل الكوبرى الملجم، ولاسيما أن الأساسات والخوازيق تتحكم وتحمل أطراف الكوبرى بجزيرة الوراق وبمنطقة عمارات أغاخان، بينما جسم الكوبرى والذى يبلغ طوله 300 متر مقامة فوق مياه النيل لا يحملها إلا هذه الكابلات، والتى تتحمل هذه الأثقال معتمدة على القواعد والأعمدة التى ترتبط بها.
وأردف قائلا: أعمال الكوبرى الملجم كانت جديدة علينا، سواء فى نظام العمل أم مواد ومعدات تنفيذه، والتى تختلف عن التى كنا نعمل بها، فالكوبرى المعلق يعتبر هو أكثر جزء معقد فى المحور، بالإضافة إلى أن تصميم ونظام وترتيب العمل به لم ينفذه مصريون من قبل، وقد بدأنا العمل بأجزاء محور روض الفرج والكوبرى المعلق فى أواخر عام 2015، والتى بدأت بوضع القواعد والخوازيق وعوارض أجزاء المحور والكوبرى المعلق وصب الكمرات فى منطقة الوراق، وبعد الانتهاء من هذه الأعمال والتى استغرقت عام ونصف العام تلاها أعمال تركيب الكابلات للكوبرى والتى انتهينا منها خلال مدة وجيزة وغير مسبوقة أو متوقعة نفذها 4000 عامل وفنى ومهندسين وعامل واصلوا الليل بالنهار، على مدار ال 24 ساعة طوال ال 3 سنوات دون انقطاع بالعطلات والمواسم والأعياد بجميع أعمال المشروع بالنيل الشرقى والغربى ومنطقة الوراق ومنطقة أبو وافية.
مشدات فائقة التحمل
واستطرد قائلا: الكابلات تتكون عن غطاء خارجى من البلاستيك «مادة البولى إيثلين» طول الكابل الواحد منها 5 أمتار ونصف المتر، يتم لحامها ببعضها حسب الطول الذى نريده، ويصل أقصى ارتفاع بها ل 160 مترا، ويتم وضع أسلاك حديد كمشدات فائقة التحمل بداخل هذه الكابلات بارتفاعات تبدأ من 47 مترا إلى 111 مترا، بحيث يتم حساب قوة الشد حسب حجم الكابل ذاته، وتتم عملية الشد هذه بماكينات متخصصة تعمل بنظام حديث استعنا فى تشغيله بخبير صيني.
وبالفعل انتهينا من تجهيز ورصف مسطح الكوبرى بعد الانتهاء من جميع أعمال الكابلات والتى نقوم حاليا بمجموعة من التجارب لقياس قوة الشد بها هذا بجانب العمل على الانتهاء من بعض تشطيبات الدهانات و اللمسات التجميلية.
وبسؤاله عن التجهيز للافتتاح والموعد المقرر له، أفاد المهندس مصطفى بعدم إلمامه بهذه التفاصيل والتى تتوافر لدى الهيئة الهندسية والمهندس محمد فوزى والمهندسة هبة أبو العلا نائب مدير إدارة الكبارى بشركة المقاولون العرب والتى طلب الخبير الصينى حضورها لمناقشتها بماكيت الكابلات للتجهيز لتجارب الأحمال وقوة الشد بها، والتى جاءت ويرافقها مجموعة من الموردين والفنيين ومهندسين بالمشروع كل منهم يستفسر منها عن مهمة مكلف بها، فالمورد يطلب منها التدخل لدى الإدارة المالية والمحاسبين لإنهاء الإجراءات لاستلام شيكات بمستحقاته، والمهندس يطلعها على تفاصيل المهمة التى ينفذها ويستشيرها فى المشكلة التى تعترضه والفنى يتابعهما للاطلاع على الحل وتنفيذه.
وتقوم المهندسة هبة أبو العلا نائب مدير إدارة الكبارى بشركة المقاولون العرب بكل هذه الأعمال فى آن، وبجانب هذا تتابع أعمال إدارة الكبارى بالمواقع الأخرى وتعطى توجيهاتها بالهاتف للقائمين عليها لتنفيذها، وللحق أبهرنى حماسة المهندسة هبة نائب مدير إدارة الكباري، وشد انتباهى ثقتها بذاتها وقدرتها الفائقة على إدارة موقع العمل بمنتهى الكفاءة والشجاعة والاقتدار والتمكن والحسم والتركيز العالى، بجميع تفاصيل العمل الصغيرة منها قبل الكبيرة، وهو الأمر المبشر بالتفاؤل ورسالة واقعية بالنقلة النوعية للمفاهيم والأفكار داخل واحد من أهم مواقع العمل، والذى أتاح للمرأة المصرية المجال للإبداع والعمل بكل هذه المهارة والحرفية بشكل يثير إعجاب وتقدير كل من يتابعها، لمهنة كان تقتصر من قبل على الرجال ،وهذا ما حفزنا بشدة للحديث معها ومرافقتها فى جولة بالموقع.
سباق مع الزمن
وفى بداية حديثنا معها سألناها عن توقيت مشاركتها بالعمل فى هذا المشروع فأشارت إلى أنها تعمل من بدايته وكانت المسئولة عن أعمال تنفيذه بجميع مراحله، وإضافت قائلة: إن هذا المشروع من أصعب وأكبر المشاريع التى عملت فيها منذ تعيينها بالشركة عام 2007 عقب تخرجها ضمن دفعة أوائل كليات الهندسة التى تعيينهم بشركة المقاولون العرب، فهذا المشروع يختلف عن المشاريع السابقة من حيث ضخامته واختلاف طبيعة العمل به وفق جدول مضغوط بشدة تشرف على دقة تنفيذه الهيئة الهندسية، مما يحتم علينا ويلزمنا بتكثيف الجهد المبذول والمتابعة الحثيثة على مدار الساعة واجتماعات يومية للتنسيق والانتهاء من العمل فى الوقت المحدد، بحيث لا يوجد مجال لإهدار ثانية دون عمل و اجتماعات يومية.
وعن المعوقات التى تواجهها كمهندسة ومديرة امرأة بهذا المشروع العملاق، فقالت هذه النظرة تجاه المرأة وعملها كمهندسة بمواقع العمل اختلفت عن ذى قبل، وعمل المرأة كمهندسة بالمواقع لم يعد بالأمر الغريب أو المستهجن، ففى إدارة الكبارى طاقم مكون من 3 مهندسات يعملن بمنتهى الكفاءة وينالن كل التقدير، فالفيصل النهائى للتقييم هو العمل الجاد ومدى التزامك وكفاءتك، بغض النظر عن طبيعة جنس كل شخص منا، فمن اليوم الأول من تعيينى بالشركة وبإدارة الكبارى كنت حريصة على إتقان عملى بكل دقة ومثابرة، وفى هذا المشروع تحديدا أخذ كل تركيزى ووقتى، لم أتغيب عن العمل طوال الثلاث سنوات مدة تنفيذه سوى 3 أسابيع إجازة وضع والتى تعد أقصر إجازة وضع فى أى عمل، وتركت مولودى لوالدتى لرعايته حتى فوجئت به يحبو مشيا على قدميه دون أن أنتبه من كثرة انشغالى عنه وشقيقيه الاثنين، بمتابعة العمل الإدارى بإدارة الكبارى والتنفيذى بموقع مشروع المحور من الثامنة صباحا، وحتى التاسعة مساء واستكمل باقى أعمال الإشراف والتنفيذ والمتابعة فى ساعات الليل حتى عودتى للعمل اليوم التالي.
وعن تقبل العاملين بالمشروع من مهندسين وفنيين وعمال لأوامرها وتكليفات العمل التى توكلها إليهم، فأوضحت قائلا كلنا متعاونون مع بعضنا البعض لأقصى درجة، فطبيعة العمل لا تتم بيننا بالتمييز بين رئيس ومرؤوس، بل تسود الأجواء روح طاغية من التعاون والتفانى للانتهاء من هذا العمل بأسرع وقت وبأعلى جودة، وقبل بدء يوم العمل نقوم بعمل ورش للاتفاق على العمل المطلوب وتوزيع مراحله علينا جميعا وتنفيذه بشكل جماعى ومترابط بيننا، فى إطار كيان واحد لا نبتغى سوى صالح المشروع وهنا يكمن السر فى نجاحه.
صعوبات وحلول
وعن المشاكل التى واجهت منفذى مشروع محور روض الفرج والكوبرى المعلق، قال واجهتنا عدة مشاكل منها صعوبة العمل فى منطقة الجزيرة، نظراً للوقت الذى استغرق فى التفاهم مع المواطنين والوصول معهم لحلول ودية ترضيهم لترك منازلهم وحصولهم على التعويض الذى يناسبهم، وقد بذلت الهيئة الهندسية جهوداً كبيرة فى سبيل الحصول على الحل الذى يرضى هؤلاء المواطنين ووافقوا على التنازل بعد حصولهم على التعويضات، وبجانب هذا واجهتنا مشكلة أخرى تجسدت فى زحمة المرافق أمام أعمال الحفر ووضع الأساسات من مجار وكهرباء وكوابل ومواسير مياه وغاز وكثير منها بمواضع مختلفة تماما عن الخريطة التى أخذناها من الحي، بالإضافة للمشكلة الثالثة التى واجهتنا فى الدائرى وعملية توزيع الملكيات والمرافق، حيث يحتوى أيضا على كمية مرافق كبيرة، أما المشكلة الأضخم فتجسدت بنقطة عمل النيل الشرقى تحديد الكوبرى المعلق.
المشروع العملاق
وأردفت قائلة: فهذا المشروع من أحد المشاريع العملاقة ويمثل 110% من مسطح كوبرى 6 أكتوبر الذى نفذ بجميع مراحله فى 25 سنة، فقد تم تقسيم أعمال محور روض الفرج، بحيث كلفت شركة المقاولون العرب بتنفيذ المرحلة الثانية منه والتى تنقسم إلى 5 قطاعات: القطاع الدائرى والنيل الغربى والشرقى وقطاع الجزيرة وقطاع شبرا، وتم تقسيم القطاعات إلى مجموعات منفصلة عن بعضها حتى لا يتم تعطل مجموعة الأخرى، والكوبرى الرئيسى فى المحور هو الكوبرى المعلق والذى يبلغ طوله 540 مترا وعرضه 66.8 متر ويصل عرضه عند التقائه بمنطقة شبرا إلى 88 مترا والتى تتجمع فيها كل الروافد الآتية والمتجهة لشبرا بتكلفته التى تتعدى ال5 مليارات جنيه.
وبرغم ضخامة أعمال مشروع المحور وحداثة عهدنا بطبيعة أعماله، ولاسيما الكوبرى الملجم، فإننا تمكنا من إنهائه بالكامل فى وقت قياسى بمدة لم تتجاوز الثلاث سنوات، وهذا يعد لنا بمثابة إعجاز صعب تخيله، ولاسيما حينما تطالع حجم المواد التى استخدمت لتنفيذه ومكونات أساساته وقواعده وأجزائه المختلفة، فقد تم تشييده بمليون متر مكعب خرسانة و 280 ألف طن حديد تسليح و 1400 كيلو متر من الكابلات التى تحمل الكوبرى بأثقال تقدر ب 1500 طن حديد لنحو 160 كابلاً مقسمة بالتساوى بالبحر الرئيسى والثانوى بأطراف الكوبرى المعلق والذى يتكون هيكل مسطحه من 42 قطعة بطول 300 متر.
الأول من نوعه
واستطردت قائلة: لأول مرة فى مصر يتم تشييد هذه النوعية من الكبارى الملجمة بأيدى عمالة وخبرة مصرية والاستعانة الضئيلة فى جانب من أعماله بمرحلة البداية ببعض الخبرات الأجنبية، خصوصا أنها حديثة وتعد المرة الأولى بالنسبة لكل الذين عملوا فى هذا المشروع من ضباط ومهندسين ومشرفين وعمال واستشاريين، ولكننا جميعا اتفقنا على تحدى الصعاب والبحث والتعلم لكل جديد فى سبيل نجاح المهمة التى كٌلفنا بأدائها، ولذا مع بداية كل نشاط جديد كنا نقوم بعمل ورش عمل والبحث عن طريق الإنترنت والاطلاع على الأعمال المشابهة ونستعين بخبراء أجانب مع بداية كل مرحلة لمعرفة العمل الصحيح، فالأعمال الجديدة بالنسبة لنا تجسدت فى الأبراج العملاقة بالكوبرى المعلق والتى يصل ارتفاعها 92 مترا وبما يرتبط بها من الشدة المنزلقة الخاصة بها وكذلك عملية تركيب الكابلات وكانت أول مرة نقوم بمثل هذه الأعمال من تركيب كابلات لكوبرى معلق، ومنها حصلنا على الخبرة فى كيفية ضبط المساحات وتركيب القطع الخاصة بالكبارى والتى نفذناها باجتهاد ذاتي، وفى بداية العمل بها كانت معدلاتنا بطيئة فى الانتهاء من القطعة الأولى والتى استغرقنا فيها 10 أيام، لكن بعد ذلك حققنا رقماً عالمياً سجل فى موسوعة جينس لتركيب قطع صب الكوبرى المعلق فى مدة 8 أيام لآخر قطع الصب،وهذا أقل من المعدلات العالمية والتى تتراوح مدة تنفيذها من 10 ل 12 يوماً.
رقم قياسى عالمى
وعن الأعمال التى تجرى على أرض الواقع وقت زيارتنا للموقع للتجهيز للتشغيل التجريبى وافتتاح المشروع قالت: الآن نقوم بتركيب جدارية المشروع والتى تتضمن لافتة بتوقيت افتتاح المشروع وأخرى تشير لدخوله موسوعة جينيس، بكونه أعرض كوبرى معلق فى العالم بعرض 66.8 متر، وبالتوازى مع ذلك يتم الانتهاء من أعمال الطلاء لسور الكوبرى المعلق وأبراجه هذا بجانب أعمال التشجير والتجميل أسفل المحور، كل هذه الأعمال تتم بجانب أعمال التجارب العملية للقياس معدلات الأحمال للكوبرى والوقوف على مدى مطابقتها للقياسات العالمية، وعدم تجاوزها لهذه القياسات، ولاسيما أن كل منشأة أو كوبرى له حد معين من درجة الهبوط عقب إنشائه، والتى يتم قياس نسبتها بأجهزة مختصة فى أثناء تجارب التحميل.
وأشارت المهندسة هبة نحو مجموعة من سيارات النقل الثقيل التابعة «للمقاولون العرب» والتى تستعد لدخول للكوبرى الملجم للقيام بهذه التجارب وقياس قوة تحمل ومتانة مشدات الكابلات وقياس معدلات الهبوط بالكوبرى ذاته وذلك قبل التشغيل التجريبى للجمهور والذى بدأ فى 10 رمضان الجارى بهدف التجريب العملى لاحتمال المشروع، بالإضافة للتيسير على الجمهور فى شهر رمضان، وبعدها يعاد غلقه حتى استكمال بعض الأعمال النهائية ليعاد افتتاحه رسميا ونهائيا فى 30 يونيو المقبل.
وفى جولتنا بموقع المشروع ترجلنا حتى وصلنا لمنطقة العمل بجدارية المشروع، حيث عكف العمال على تركيب رخام الجدارية ويحيطهم رذاذ غبار الرخام المتطاير من قطع الصاروخ الكهربائى به بكثافة شديدة، وفى تلك المنطقة لمحنا فجوة عميقة تقسم بين اتجاهه السير فوق الكوبرى الملجم، وسألنا عنها المهندسة هبة والتى أوضحت أن الكبارى بطبيعتها تتحرك حركة عرضية فى أوقات الزلازل والرياح الشديدة، وهذه الفراغات مسئولة عن تفريغ قوة الرياح والزلزال حتى لا يتأثر هيكل الكوبرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.