ترامب يعتبر الرئيس السيسى صمام الاستقرار فى المنطقة ويواجه الإرهاب نيابة عن العالم مكالمة الرئيس الأمريكى للمشيرحفتر فاجأت العالم
أكد الدكتور وليد فارس، أستاذ العلوم الساسية، والمستشار السابق للرئيس ترامب لشئون الشرق الأوسط فى حواره لمجلة “الأهرام العربى”، بأن الرئيس ترامب يثق كثيرا فى قيادة مصر برئاسة الرئيس السيسى فى دحر الإرهاب فى مصر، وأن مصر تقود مواجهة كبيرة نيابة عن العالم فى هذا الشأن، وأن زيارات الرئيس السيسى لواشنطن ولقاءه بالرئيس ترامب والإدارة الأمريكية، تؤكد عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وقال إن مكالمة الرئيس ترامب للمشير حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى، الذى يواجه جماعات التطرف الإسلامى على الأراضى الليبية، فاجأت العالم كله بمن فيهم الأمريكان أنفسهم، ليؤكد صحة وجهة نظر مصر فى حل جميع القضايا العربية ومنها القضية الليبية، كذلك الملف الاقتصادى دائما لا يغيب عن زياراة ولقاءات الرئيسين، حيث يقول الدكتور وليد فارس، إن الاستثمارات الأمريكية تتدفق إلى مصر بشكل كبير لم يحدث من قبل، بعدما أعلن الرئيس ترامب وحكومته ثقتهما فى الاقتصاد المصرى، وإلى تفاصيل الحوار ..
كيف ترى الصعود فى العلاقات المصرية الأمريكية بعد القمة التى جمعت الرئيسين السيسى وترامب فى واشنطن الشهر الماضى؟ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى واشنطن وقمته مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وفرت مجالاً واسعاً أمام المراقبين لكى يقيموا صعود هذه العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، منذ بداية عام 20،17 ويتبين أكثر وأكثر بأن العلاقة المباشرة بين القيادتين المصرية والأمريكية، التى بدأت منذ اجتماعهما منذ أن كان الرئيس ترامب لا يزال مرشحاً لمنصب رئيس للولايات المتحدةالأمريكية فى سبتمبر 2016، وبعد ذلك اللقاءات التى تمت بين الرئيسين فى واشنطن، التى يتبين منها أن مصر فى نظر مهندسى الأمن القومى والأمن الإستراتيجى الأمريكى، باتت حجراً أساسياً فى العلاقات الأمريكية مع ما يسمى التحالف العربي. وحسب مصادرنا، فإن الملفات الكبرى التى تم بحثها بين الزعيمين، تتعلق بكل ما هو مهم للبلدين قيادةً وشعباً، ويأتى فى المرتبة الأولى الملف الأمنى والعسكرى والدفاعي، وقد كان الرئيس ترامب واضحاً جداً عندما قال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ترتكز على قدرات مصر فى المنطقة لمواجهة الإرهاب، وهذا يعنى أن المواجهة التى تخوضها مصر برئاسة الرئيس السيسى فى سيناء وفى سائر الأراضى المصرية ضد المجموعات الإرهابية التكفيرية، سواء داعش أم حلفاء القاعدة، أم أى تنظيمات أخرى، هى فى نظر الولاياتالمتحدة جزء من المواجهة الأوسع، التى يقوم بها التحالف الدولى ضد الإرهاب فى أماكن متعددة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومناطق أخرى على مستوى العالم، لقد بات واضحاً أن البيت الأبيض يفهم تماماً دور القوات المسلحة المصرية فى مجابهة التكفيريين، خصوصا فى سيناء تلك المنطقة الحيوية، وهذا لا يدخل فقط فى إطار الحفاظ على الأمن القومى المصرى، لكنه جزء من الجهود الدولية التى تنفذها القوات المسلحة المصرية على أرض الواقع فى سيناء، ومصر ضد من هم أعداء مشتركون لمصر والولاياتالمتحدةالأمريكية ولسائر المجتمع الدولي. هذا الملف بات من الملفات الأساسية بين واشنطن والقاهرة، وبالتالى فإنه فى تقديرى أركان الدفاع والأمن القومى فى واشنطن يعتبرون أن مصر باتت شريكاً للولايات المتحدةالأمريكية بمستوى شراكة الناتو، أى هناك تبادل أساسى للمعلومات بين البلدين حول الإرهابيين، أيضاً أن هناك تقييماً مشتركاً بين البلدين فيما يتعلق بالأخطار الإقليمية، وبالتالى فمصر باتت من الدول الإقليمية الأكثر قرباً من مواقع القرار فى واشنطن، لأنها تواجه الخطر التكفيرى فى أماكن إستراتيجية قريبة مثل شرق البحر المتوسط وشمال البحر الأحمر. الملف الثانى بدون شك هو الملف الاقتصادى والمالي، وقامت الطواقم المرافقة للرئيسين بتبادل المعلومات والملفات حول الجهود المصرية للنهوض بالاقتصاد القومى وحول المشاريع المستقبلية فى مصر، التى تصب فى مصلحة الاقتصاد الإقليمى والاقتصاد الدولي، وهذا الملف يحتاج إلى جهود مكثفة وعمل دؤوب من أجل التوصل لتفهم أمريكى مصرى حول المصالح الاقتصادية المشتركة، أيضاً هناك ما أسميه أسهل الملفات وهو الملف السياحي، وأعتقد أن عدد السياح من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى مصر، سوف يزداد مع تمكن مصر من السيطرة على البؤر الإرهابية من ناحية، ومع صعود المؤسسات والقدرات والبنية الأساسية الضرورية فى مصر، بالإضافة إلى ذلك هناك الاستثمارات الأمريكية التى تتجه نحو مصر مع إعلان الرئيس ترامب وأعضاء حكومته بأن لديهم ثقة بالاقتصاد المصري.
كيف ترى إعلان البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تعمل على إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية؟ ليست هناك معلومات دقيقة عما جرى من حديث بين الرئيسين فى هذا الموضوع، ولكن هناك معلومات عن تبادل الآراء بين أعضاء الوفدين فى هذا الشأن، بالنسبة لمصر فإن ثورة 2013 كانت ثورة شعبية وقامت القوات المسلحة بدعمها وحمايتها، وفى أمريكا تابعنا هذا الأمر عن كثب، ورأينا كم التأييد الشعبى لإسقاط نظام الإخوان المسلمين، الذى كان يعمل على تحويل مصر إلى دولة خلافة بنهاية المطاف، وبالتالى فإن موضوع الإخوان هو موضوع إستراتيجى ويهدد الأمن القومى لمصر، فالطرح المصرى هو طرح عربى فيما يتعلق بقضية الإخوان المسلمين، وفى الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتقادى أن مجلس الأمن القومى له نفس النظرة فيما يتعلق بالإخوان المسلمين، وكذلك وزير الخارجية الأمريكي،.
وماذا عن موقف الديمقراطيين؟ فى البيروقراطية الأمريكية هناك الكثير ممن يتبعون خط إدارة أوباما المتعلقة بالانفتاح على الإخون المسلمين، أو على الأقل عدم مواجهتهم والحوار معهم، وبالتالى فهناك شيء من الانقسام ضمن البيروقراطية الأمريكية فيما يتعلق بسياسة أمريكا تجاه الإخوان المسلمين، وفى الخطابات الرسمية قيل مراراً، إن الإخوان تنظيم متطرف ولا يساعد فى حل أى مشكلة، وبالتالى ينبغى على القيادة الأمريكية فتح هذا الملف بشكل جدي، وأذكر أنه خلال الحملة الرئاسية عام 2016، التزم ترامب بمواجهة الإخوان المسلمين فى خطاباته، أما بدءاً من العام 2017 فلم يذكر مجلس الأمن القومى أن الإخوان خطر يهدد أمريكا، إلا أنه من الضرورى اليوم أن يبدأ الرئيس ترامب بنفسه بتقييم دور الإخوان المسلمين، لا سيما المسلحة وأن يرسل هذا الموضوع إلى الكونجرس، وكانت مصر تأمل فى أن يوضع هذا التنظيم على لائحة الإرهاب، وفى اعتقادى أن العلاقات المصرية الأمريكية لا يمكن أن تتوسع بدون حسم هذا الملف، وعلى مصر أن تشرح الدور السلبى الذى تلعبه الجماعة ليس فى مصر فقط، لكن فى العالم العربى أيضاً، وهذا الملف لا يزال مفتوحاً، وأنا من وجهة نظرى اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية مسألة وقت .
كيف ترى الموقف المصرى فى المنطقة العربية؟ مصر موقفها واضح فى ليبيا، الأولوية لمواجهة داعش والقاعدة والتنظيمات التكفيرية وأيضاً نزع سلاح الميليشات المرتبطة بالإخوان، هذا الموقف يدعمه جون بولتون وبومبيو، والرئيس ترامب أيضاً قالها بوضوح فى اتصاله مع المشير حفتر أخيرا، وقال إن دور الجيش الوطن الليبى فى مواجهة الإرهاب هو دور إستراتيجى ويهم أمريكا، وقد فاجأ ترامب كثيرين من الأمريكيين الذين كانوا يلعبون على إضعاف دور حفتر والجيش الوطنى الليبي، إذن هناك الآن فرصة أمام واشنطن والقاهرة لتوحيد تصورهما فيما يعلق بليبيا وهو تصور واضح، أولاً على التحالف الدولى أن يدعم الجيش الوطنى الليبى من أجل حسم المعركة مع التكفيريين فى كل مكان فى ليبيا، ثانيا أن يدعم هذا الجيش فى عملية نزع السلاح من التنظيمات المتطرفة، ولكن من الضرورى توضيح أن الدعم المصرى الأمريكى للجيش الوطنى الليبى لا يعنى فرض قيادات على غير إرادة الشعب الليبى، وأن هناك آلية سياسية يحميها الجيش الوطنى الليبى كما حمى الجيش المصرى الآلية السياسية فى مصر.
وماذا عن الملف اليمنى؟ وبالنسبة لليمن فأنا أرى أن الموقفين المصرى والأمريكى ليسا متباعدين، حيث يتمثل فيما يلي، أولاً رفض تمدد الميليشيات الحوثية باليمن وضرورة نزع سلاحها تحت آلية سياسية توافقية، ثانياً التصدى للمتطرفين بمن فيهم التكفيريون من داعش ومن هم على شاكلتها، ولكن بنفس الوقت الموقف المصرى أوضح فيما يتعلق بوضع حد للنفوذ الإخوانى، وهو نفوذ كبير وله ميليشيات عبر حزب الإصلاح ويتمدد فى شمال وجنوب اليمن، وبالتالى على الموقف الأمريكى أن يلتقى مع الموقف المصرى فى اليمن، أضف إلى ذلك أن الحل السياسى لليمن يجب أن يشمل كل الأطراف بمن فيهم الأطراف المتميزة خصوصا فى عدن وحضرموت.