هل بدأت فترة الصراعات على الوزارات في إسرائيل من الان؟ سؤال تتداوله جميع الصحف ووسائل الاعلام الإسرائيلية منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات حت ، حيث أشارت عدد من التقارير إلى ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ، المتوقع، سيواجه الكثير من المصاعب من أجل تشكيل الحكومة . وتتلخص هذه الصعوبة في محورين رئيسيين ، الأول هو رغبة الأحزاب التي سيتحالف معها نتنياهو لنيل كبرى الوزارات المركزية ، مثل الخارجية أو الداخلية أو حتى الدفاع. ثانيا الكثير من قادة حزب الليكود يرغبون بدورهم في تولي مناصب وحقائب وزارية هامة ، وهو ما بات واضحا من الآن خاصة وأن اللجنة العليا للحزب تشير إلى ضرورة الاحتفاظ بالحقائب الرئيسية في اي ائتلاف حكومي مقبل ، وتعيين شخصيات بعينها بها. ويبدو أن الصراع على الثلاث وزارات السابق ذكرها الخارجية والداخلية والدفاع بلغ اشده مع طرح أحزاب معينة لم تتنازل عنها بسهولة ، مثل حزب إسرائيل بيتنا الراغب في أخذ وزارة الدفاع على يد زعيمه أفيجدور ليبرمان . فضلا عن الأحزاب الدينية الراغبة في اخذ وزارة الداخلية ، وهي الوزارة التي تمنح اليهود القادمين من شتى بقاع الأرض الجنسية وتمثل أهمية بالغة بالنسبة للإسرائيليين. معضلة غير أن الازمة الرئيسية الآن التي تواجه الصراع أو التنافس على المناصب الوزارية في إسرائيل تتلخص في الهدف أو المهمة السياسية التي يرغب قادة الأحزاب في تنفيذها . وعلى سبيل المثال أعلن أفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا صراحة عن رغبته في إنهاء حكم حماس في غزة ، والقضاء على قادة هذه الحركة في أقرب وقت. وبالتالي فإن تولي ليبرمان مسؤولية هذه الوزارة سيؤدي إلى خلل أو اضطراب لخطط نتنياهو السياسية في التعاطي والتعامل مع حركة حماس . وعلى سبيل المثال بات من الواضح أن تعامل نتنياهو مع حركة حماس وسماحه بإدخال الأموال لها يأتي في إطار ترتيبات سياسية بالتنسيق مع أطراف إقليمية متعددة ، منها قطر صاحبة هذه الأموال
وبالتالي فإن الوضع السياسي الحالي في غزة لا يتطلب منح ليبرمان زمام المبادرة ، لأن معنى توليه وزارة الدفاع هو احباط وإفساد مخططات إسرائيل السياسية في التعاطي مع غزة ، وهو ما يزيد من دقة المشهد السياسي الان في إسرائيل. المثير للانتباه أن الكثير من الصحف وصفت هذا الصراع على الوزارات بالحرب ، مشيرة إلى أن ما يجري الان هو صراع أشبه بالمعركة على هذه الوزارات. وفي ظل ذروة هذه المزاعم تشير عدد من التقارير إلى إمكانية اشتعال هذه الحرب أيضا حال اختار حزب أزرق ابيض الدخول في ائتلاف حكومي مع الليكود ، غير أن هذا الامر لم يتأكد بعد في ظل المشاورات التي يجريها أعضاء الحزب مع كبار المسؤولين وعدم وجود رغبة في التحالف والاندماج مع الليكود.