يقولون عنها إمرأة السودان الحديدية، قبل أن تكون صاحبة قلم رشيق متميز ومتفرد في عالم الرواية العربية، فهي تتمتع بقلب كبير استطاع أن يجمع كل أبناء الجالية السودانية في الإمارات عامة، وإمارة الشارقة التي تعمل بها في دائرة الثقافة والإعلام خاصة، والتي تعتبر من كبري المؤسسات التي تعتبر بؤرة العمل الثقافي بالعاصمة العالمية للكتاب"الشارقة" وبها ثمانية إدارات منفصلة،وهي تعتبر نفسها محظوظة لكونها بقسم الإعلام الذي يمثل مركزاً للإدارات المختلفة.
نعمات حمود إعلامية سودانية الهوي والهوية، ثابرت وكافحت بقلمها من أجل أن تدخل عالم الرواية من أوسع ابوابها، "همس النوارس" روايتها الجديدة التي أثارت ضجة في عوالم الثقافة، وناشها إتحاد كتاب الأدباء في الإمارات منذ أيام،
حضر المناقشة الكاتبة الإماراتية عائشة العاجل وسط زخم من الحضور من قبل المثقفين في الإمارات.
تغوص الكاتبة السودانية نعمات حمود في عوالم الاغتراب عن الوطن، لتحكي عن الحياة الجديدة، والمفارقات الاجتماعية التي تبرز، وتقدم همسا يفيض حنينا هو "همس النوارس" التي رحلت بعيدا وتركت قلبها معلقا في عوالمها الأصلية، لكن بلا استسلام للشجن تنهمك في الحياة الجديدة، لتحقق الكثير من النجاحات، وكأن الكاتبة أرادت أن تقول، إن النجاح هو خير هدية تقدم للأوطان. وسيلاحظ المطالع للرواية، تمتع الروائية بمقدرة لغوية وأسلوبية مختلفة، وتتضح من سهولة السرد، تفردها بموهبة طبيعية، حيث تتنقل بخفة وسلاسة من مشهد لآخر، عبر سرد لغة تعتمد على تقديم السهل الممتنع، فلا يتسرب الملل إلى القارئ، فقد تفادت الكثير من الأخطاء التي يقع فيها الروائيون الشباب من الإسهاب في الوصف والتكرار.
والرواية أقرب إلى جنس السيرة التي تحكي عن الذات، وهو ما تعرضت له المناقشة، خاصة وانها تحكي عن شابة سودانية تعيش أحلامها وتوثق عبر المواقف بمختلف الأمكنة والأزمة تمثل تجربة حياتية مليئة بالافراح والاطراح
تتعدد فيها المحاور باختلاف الرسائل المجتمعية داخل وخارج الوطن تعكس معاناة واشجان الغربة وهمومها.
أجمع النقاد على أن الكاتبة السودانية نعمات حمود نجحت في أن تصحب القارئ في عوالم من التحديدات الذاتية والاجتماعية، ويعكس السرد ذلك النضال الحقيقي الذي خاضته تجاه المجتمع ومسلماته من أجل تحقيق نجاحاتها، وكذلك التحدي الآخر المتمثل في مجتمع جديد وكيفية العيش فيه.
والرواية تناقش كذلك قضية في غاية الأهمية، وهي تعاطي الفتيات الوافدات مع الحرية، اللواتي يتمتعن بها في المجتمعات الجديدة التي يهاجرن إليها، وتأثير ذلك في المجمل على حياتهن.
نعمات تحدثت عن اختيارها لعنوان الرواية قائلة: "همس النوارس" أنه ذلك الطير الذي عشقته وكثيراً ما شكوت له، كان ينصت لي ولا يمل، النوارس تهمس لها تلتمس منها الأعذار أن غابت.
هكذا كانت رواية همس النوارس في أروع ما تكون تمثل كل فتاة عاشت الغربة والاغتراب،همس النوارس طعم ومتعة الحكاية إذا بدأت في قرأتها لاتستطيع أن تغادرها حتي تكملها.